أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | أمسية فصحية لربيع الدبس في مطرانية زحلة للكاثوليك بدعوة من درويش
أمسية فصحية لربيع الدبس في مطرانية زحلة للكاثوليك بدعوة من درويش
صلاة

أمسية فصحية لربيع الدبس في مطرانية زحلة للكاثوليك بدعوة من درويش

أقيمت في مطرانية زحلة للروم الكاثوليك، وبدعوة من رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، أمسية تحت عنوان ” نفحات فصحية” تضمنت خواطر من وحي عيد الفصح المجيد للدكتور ربيع الدبس.

حضر الأمسية الى جانب المطران درويش، المعاون البطريركي لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المطران لوقا الخوري، الأرشمندريت تيودور غندور ممثلا المتروبوليت اسبيريدون خوري، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، رئيس فرع الأمانة العامة للقصر الجمهوري عدنان نصار، المدير العام لمؤسسة مياه البقاع المهندس مارون مسلم، رئيس كاريتاس اقليم زحلة المهندس الياس عطالله، رئيسة مجلس قضاء زحلة الثقافي الدكتورة سلوى سعادة وعدد من مدراء ورئيسات المدارس في زحلة وعدد كبير من المدعوين.

بداية رحبت زينة عموري بالحضور، وأعطت نبذة عن حياة الدكتور الدبس، الذي استهل حديثه بشكر درويش والحضور، مشيرا إلى انها المرة الأولى التي يطل فيها بلقاءات دينية بعدما عرف بإطلالاته السياسية، وقسم الأمسية الى ثلاثة عناوين: الأول “رشفات من الينبوع”، الثاني “مبرات الصيام”، والثالث “معاني الفصح”.

في العنوان الأول قال الدبس “المسيحية تدعونا الى ان نحب وما قالت لنا ان يحبنا الآخرون، نحن مدعوون الى ان نبقى على المحبة نعطيها بمجانية كاملة. اننا لا نرجو لأنفسنا شيئا من المحبة واذا كنا من المتعمقين لا نتوقع من الفضيلة مكافأة على الأرض ولا في السماء. انت تصنع الخير بالمحبة التي فيك وهي كمال بنفسها. ما وعد المسيح بشيء من الدنيا للذين يحبون، اذ يعلمون ان لا شيء يزاد الى المسيح. انت تحب لأن الله ساكن فيك، هو يخرج من قلبك الى قلوب الآخرين فتحيا بهذا ويحيون”.

أضاف: “الإنسان توق لا الى اوهام ولكن الى وعد، والوعد هو الله نفسه، الله آت انه فيك وامامك وفي غدك، كان حضوره الأول بمسيحه وهو عائد به في اليوم الأخير، وهو يبث ذاته كل يوم بك، اقتبله ما دمت يقظا وهو لا يأتي الا بالحب وبه يتجلى بك، اسهر على ان يكون ساكنا فيك لكيلا تتصحر.
لست شيئا عظيما اذا تقت الى ما هو دون الله، هذا شيء لا يشبع شوقك الى الحق، واعلم ان ليس من حق خارج الله وما هو اليه”.

وتابع: “المؤمن الحق ناقد لما سار عليه الناس، فالحالة الطائفية شيء والإلهيات التي تشد الطائفة الى العلاء شيء آخر، والفرق كبير بين مجتمعنا كمسيحيين ومجتمع مسيحي، فالمجموعة النصرانية في حد ذاتها ليست بشيء ومن انتمى الى يسوع الناصري وذاقه واختبره، هذا كل شيء، وليس من ترادف بين الروحانية المسيحية ومن سمى نفسه مسيحيا، هذان أمران مختلفان لذلك كانت الدعوة الا يظهر المسيحيون منقسمين، هي دعوة الى الرصف الإجتماعي لا الى التخلق بأخلاق المسيح”.

ورأى أنه “من المحزن ان يقف المسيحي ليطلب ضمانا لوجوده، كأنه يقبل نفسه محميا الى الأبد، لينال استقراره من وعد اجيال تزول، المستقبل قد يأتي من النور لكنه يجيء كثيرا من الظلام وليس لنا مع الآتيات عقود”.

وفي العنوان الثاني “مبرات الصيام”، قال الدبس “الديانات الكبرى التوحيدية وغير التوحيدية مارست الصوم واعتبرته تقربا من الله، الفكرة في هذا ان محبتنا للخالق تقتضي ابتعادنا عن ماديات الكون المخلوق، وأساسه عند البشر الطعام.
هناك اقتداء بصوم المسيح ضمن القدرة البشرية، والغاية انتصار العقل على عبودية الجوف واقتراب من الملء الإلهي بإماتة الشهوة، والصيام يستبدل طعام الجسد بصلاة النفس، اي يستبدل غذاء بغذاء فنكثر من غذاء النفس ونقلل من غذاء الجسد وذلك ابتغاء للحياة والحياة هي المسيح، فالإمساك عن الطعام من اجل المسيح لا يغنيك عن هذا الذي قال “انا خبز الحياة”، واذا صمت تصبح من مملكة الروح ولو بدون جسد، فالصوم تدريب على أن الرب هو مأكلنا والمشرب، بهذا المعنى يروضنا الصوم على معرفة اننا لا نتكون مما نأخذ ولكن بما نعطي، كل ترويض الصوم يعني شيئا واحدا، ان ترى وجه الله وحده”.

وتابع: “نحن نجوع قليلا في الصيام من الإمساك عن الطعام لنتروض على اشتهاء ما هو اعظم من المأكل وملذاته، حتى نقتنع ان الرب خبزنا الدائم، لا يمكن ان تكون لنا حياة روحية بلا جوع، بلا فقدان شيء من اجسادنا لكي نتلقى من ربنا طعاما غير منظور. فلسفة الصيام في الكنيسة تقوم على الإرتباط الصميمي بين النفس والجسد، غير ان الأهم في الصيام المسيحي ليس في الإمساك، فالصيام يعلو تعابيره الظاهرة، انه طريق الى القيامة اذ لا يمكن ان ترى المسيح ان كنت ممتلئا من غيره، لذلك كان الصوم تفريغا، وبعده يجيء الملء الإلهي، من هذا القبيل ما كان الصوم الا استعدادا لقبول الحب الإلهي ينزل علينا، ولا ينزل الحب الا على من اشتاقه”.

وتحدث في العنوان الثالث عن ابعاد عيد الفصح المجيد، فقال: “ليس في الكنيسة من حزن منغلق على نفسه، ومهما يكن من أمر لسنا في موقع ألم معنوي نهائي، الرجاء دائما لاحق بالمواجع، هذه مسيرة الكنيسة المستمرة على صورة ان يوم قيامة المخلص كان لاحقا لموته.
ليس في المسيحية انفصال بين الموت والقيامة، في اللغة الفلسفية هذه جدلية الموت والإنبعاث، لذلك كان فصح الكنيسة الأولى يتضمن الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع العظيم من دون فصل الجمعة العظيمة عن يوم الفصح بأي معنى من المعاني. أهمية هذا الثنائي أن الآم المخلص ليست نهايته لكنها انطلاقة الى قيامته، المسيح كان حيا يوم الجمعة العظيمة كما كان حيا في الفصح، غالبا في الآمه وحيا في موته”.

وتابع: “ما انطوى المسيح في الصليب بل نبض عليه لذلك نقول في صلاة السحر صبحية الآحاد انه في الصليب جاء الفرح لكل العالم. نحن لا نبكي المصلوب في صلوات الجمعة العظيمة، نندمج بموته لنحيا حياة جديدة.
الفصح في بعض اعماقه هو رؤية الأوجاع ورؤية تجاوزها في نبض الضياء القيامي، لذلك نعتقد بأن المحبة الإلهية يجب ان تكتمل لدينا باليقين أن المسيح هو رمز التضحية قبل انشاء العالم، فالمسيح كان أزليا معدا للحب الساطع بالموت، والصليب هو تلك المرافقةالمكتوبة بين الله والإنسان في برنامج الحب الإلهي، وقد تحققت تلك المرافقة في واحد ثم تساقطت على كل من تأذى جسده أو تأذت نفسه فيما هو يعدو على درب القيامة، والقيامة تعني اننا غلبنا الموت، القيامة حال بعدما كانت في المسيح حدثا، الموت يعود الينا لكنه لا يفنينا لأن القيامة حدث نهائي والموت بالتالي طارئ”.

وفي نهاية الأمسية شكر المطران درويش للدكتور دبس “افكاره العميقة”، وشكر الحضور على مشاركتهم، متمنيا لهم فصحا مجيدا وقيامة للبنان من الآمه وعذاباته.

 

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).