أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | أين هو الله وسط هذا الظلام الدامس في العالم؟ بقلم نانسي لحود
أين هو الله وسط هذا الظلام الدامس في العالم؟ بقلم نانسي لحود
الله خالق كل شيء

أين هو الله وسط هذا الظلام الدامس في العالم؟ بقلم نانسي لحود

“أين الله” سؤال طرحته على نفسها مرارًا قريبة إحدى الراهبات اللواتي خطفن على يد الدولة الإسلامية في العراق مع فتاتين وصبي صغير. تخبر أمل ماروجي أنها حين سمعت الخبر تملكها الخوف الشديد وتساءلت: “كيف يمكن لله أن يسمح بذلك؟” ولكن السؤال الأكثر إلحاحا الذي كان يراودها هو “أين الله؟”

كان هذا السؤال قد راودها مسبقًا حين زارت متحفًا في بودابست وهو يقع في المقر السابق للنازية وكانت المشاهد مرعبة فهي تظهر التعذيب والإعدام الذي تعرض له السجناء فاجتاح الألم كيانها. وهي تجول في المكان عرض عليها شريط فيديو يظهر عملية شنق تعرض لها أحد السجناء وشرح لها أحد طلابها ما كان يدور في كل زنزانة وأخبرها قصصًا عن السجناء الذين احتجزوا هناك، وهي وفي عمق ذاتها كانت تتساءل: “اين الله من كل ذلك؟”

هي لم تجرؤ يومًا على أن تطرح هذا السؤال جهارية بل احتفظت به في قلبها ففي معتقدها أن ذلك سيزعج من يؤمن بإله الخير وفي تلك اللحظة سمعت صوتًا خافتًا: “كنت هناك! لا يدخل أحد الى الزنزانة الا بمرافقتي، أنا لا أزال أحمل علامات الصلب.” شعرت الفتاة بالسلام والامتنان لله الذي قد ذاق بنفسه طعم الألم فهو من عانى الأصعب فكيف سيشعر حين يرى العذاب في عيون أحبته.

تابعت ماروجي تخبر عن الإيمان العظيم المتجذر في عائلتها والتي تربت عليه أمها على يد جدتها التي قد خسرت يومًا منزلها ومقتنياتها ولكنها لملمت شتات نفسها وقالت أن الأشياء المادية من صنع الإنسان، وشكرت الرب على عطاياه. تشدد الفتاة على أن جدتها لم تيأس ولم تستسلم وأمها كذلك وهنا فهمت قصة إله الخير، هذا الإله الذي شكرته جدتها وآمنت به وهذه علامة قصوى على حضوره، وقد اعتادت عائلتها القول: من يثق الله بهم هم من يجعلهم يعانون لأنه يحتاج أناسًا لمساعدته في حمل صليبه.

بالعودة الى قضية اختطاف الراهبات أكدت ماروجي أن الراهبات لم يتخلين عن إيمانهن ومعتقداتهن بل تحدين الظلم وشهدن لوجود الروح القدس حولهن وسط صرخات الألم التي احاطت بهن. برأي الكاتبة سمح الله بحصول هذه الأحداث لأنه بحاجة الى الصلاة والى العمل من أجل إصلاح الأخطاء وقد اختطفت الراهبات كي ينثرن عطر المسيح ونوره في هذه الهوة المظلمة التي غرق فيها العديد من الناس، لقد كنّ كصدى لصوته حين يقول: “لا تخف أنا معك!”

ختمت ماروجي قائلة أنه من غير المنصف أن نسأل أين هو الله بل فلنسأل أين هو الإنسان؟ فيسوع حين شق طريقه نحو الصليب لم يسأل أين هو الله بل قال: “إلهي إلهي لماذا تركتني؟” هذا هو السؤال البديهي الذي يجب أن نطرحه والله سيجيبنا طبعًا. هذا هو السؤال الذي يكشف عن أعماق كرامتنا وإنسانيتنا وسر الله الذي لا يسبر غوره.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).