أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | اختتام سنة الرحمة الإلهية في كنيسة مقام سيدة زحلة والبقاع
اختتام سنة الرحمة الإلهية في كنيسة مقام سيدة زحلة والبقاع
العذراء مريم

اختتام سنة الرحمة الإلهية في كنيسة مقام سيدة زحلة والبقاع

اختتمت كنائس زحلة سنة الرحمة الإلهية بصلاة مشتركة أقيمت في كنيسة مقام سيدة زحلة والبقاع شارك فيها المطران عصام يوحنا درويش، الأب جوزف ابو عسلي ممثلا المطران جوزف معوض، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، خادم المقام الأب ايلي ابو شعيا، مرشد الشبيبة الأب اومير عبيد، الأبوان نقولا الصغبيني ومروان غانم، فرق الشبيبة في زحلة وعدد كبير من المؤمنين. وشاركت في الصلاة جوقات مقام سيدة زحلة والبقاع ونسروتو الأناشيد ومار الياس المخلصية بتقديمهم تراتيل من وحي سنة الرحمة.

وتلا ابو عسلي انجيل القديس متى “العبد الذي لم يرحم أخاه”، وألقى كلمة باسم معوض قال فيها: “ربط السيد المسيح غفران الله لنا بغفراننا لبعضنا البعض. ويظهر ذلك في مثل الخادم القليل الشفقة الذي سمعناه في الإنجيل، وفي الأبانا حيث علمنا يسوع أن نصلي اغفر لنا ذنوبنا كما نحن نغفر لمن خطئ الينا. فمن لا يغفر لا يستطيع أن يتقبل غفران الله له. وقد اكد ذلك السيد المسيح في نهاية مثل الخادم القليل الشفقة حين قال: فهكذا يفعل بكم ابي السماوي، ان لم يغفر كل واحد منكم لأخيه من صميم قلبه”.

أضاف: “الله يغفر لنا خطايانا بإبنه يسوع الذي مات من أجلنا على الصليب، فحقق الفداء للبشرية كلها. وكان يسوع قد كشف في العشاء الأخير مع تلاميذه عن معنى صلبه، حين أخذ الكأس، بعد ان ناول الخبز وقال: انها دم العهد يراق من اجل جماعة الناس لغفران الخطايا. على الصليب غفر الله كل خطايا البشر مهما عظمت، والخطيئة الكبرى كانت صلب ابن الله القدوس، وبذلك اظهر رحمته اللامحدودة”.

وتابع: “يصل الينا هذا الغفران عبر المعمودية التي هي غسل من الخطايا وولادة لحياة جديدة، وعبر سر التوبة الذي هو معمودية ثانية. وقد اوصى يسوع رسله ان يعمدوا المؤمنين به وأوصاهم ان يغفروا الخطايا، عندما ظهر لهم بعد القيامة وقال لهم “خذوا الروح القدس، من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم ومن امسكتم عليهم الغفران تمسك عليهم”.

وختم: “كما ان الله يرحمنا، يطلب منا ايضا ان نعيش الرحمة تجاه بعضنا البعض، بغفران الإساءة. وقد نجد صعوبة في ان نغفر خصوصا اذا جرحنا في الصميم جرحا بليغا، فعلينا بكل تواضع ان نطلب المساعدة من السيد المسيح لكي نستطيع ان نغفر. وفي الغفران مشاركة في السر الفصحي، فمن يغفر يتحمل، مع المسيح المتألم، ألم الإساءة، دون أن يرد على الشر بالشر، ويقدم فرصة لتجديد شركة المحبة مع الآخر. والغفران فعل تواضع. فاذا كان السيد المسيح ابن الله قد غفر لمن اساء اليه، فمن أنا حتى لا أغفر لمن يسيء الي؟ ان رحمة الله لنا التي نختبرها بالغفران هي دعوة لنا لنعيش الرحمة تجاه بعضنا البعض”.

درويش

وتلا درويش انجيل القدس لوقا عن “محبة الأعداء”، وألقى عظة عن معاني الرحمة قال فيها: “ليتصور كل واحد أنه في وسط هذه الجموع يتوجه يسوع إليه بهذه الأقوال الصعبة الغريبة على مسامع الناس. “ايها السامعون أحبوا أعدائكم، أحسنوا الى مبغضيكم، باركوا لاعنيكم. صلوا لأجل الذين يفترون الكذب عليكم” كلام يسوع هذا أذهل السامعين. تعودوا أن يسمعوا: العين بالعين والسن بالسن. لم يعتادوا على هكذا كلام ولم يسمعوا به من قبل. أجمل ما في حياة الإنسان أن تكون علاقاته مع الناس جيدة، فمن خلال هذه العلاقات يحصل على فرح الحياة وعلى السلام والطمأنينة. وإذا لم تكن علاقاته جيدة فهو يشعر باضطراب وألم”.

أضاف: “أنهى يسوع كلامه عن المحبة بهذه الآية: “كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم”. لذلك وضع لنا دليلا واضحا لنعيش المحبة فقد ربطها بالرحمة. المحبة في المسيحية لا حدود لها. تتخطى الصديق والعدو، القريب والبعيد، الغني والفقير، إنها محبة تستمد قوتها من محبة المسيح. هناك مقياس لكل شيء في هذه الحياة، ومقياس المحبة، محبة الذين لا يحبوننا ولا يؤمنون بما نؤمن، ولا يفكرون مثل ما نفكر ولا يصلون كما نصلي. لا يعرف هذه المحبة إلا من اكتسب قلبا رقيقا، حنونا ورحوما. تقولون هذه المحبة صعبة! نعم صعبة وشبه مستحيلة، إلا للذين امتلأوا من نعمة الروح القدس. عندما نعيش أبعاد هذه المحبة ونكون شهودا لها، تتحول المحبة الى رحمة فيصير الإنسان رحوما”.

وتابع: “أراد الله بحنوه علينا أن نفرغ من قلوبنا القسوة والوحشية واحتقار الآخر. الإنسان الحنون يشع منه روح السخاء والكرم والتضحية والانتباه والمشاركة. هو فرح وقوي كالجدار الذي لا يتزعزع. الإنسان الحنون وديع ومتواضع ونقي يشع منه هدوءا وسلاما وهو ممتلىء من حضور الله. عندما قال لنا يسوع: “كونوا رحماء كما أن أباكم السماوي هو رحيم” (لوقا 6/36). أرادنا أن نكون شهودا لرحمته. ودعوتنا هي أن نكون أعضاء حية وفعلة ناشطين في مجتمع يهتم بالبشر، وبخاصة من المجروحين في هذه الحياة. لكي نفهم كلام الله علينا أن ندخل أولا إلى قلب الله الآب، أبو كل المراحم. وأن نجعل عواطف الله عاطفتنا الشخصية”.

وختم: “ما لك مما هو لك، لنقدم هذه الصلاة ونقرر بتواضع وبصلابة بأن تكون صلاة يسوع وحي لنا فيكون قلبنا صالحا ورحوما كما هو قلب الله”.

وكان عرض مقطع من فيلم “سراج الوادي” عن اعمال الرحمة التي كان يقوم بها الأب بشارة ابو مراد. وفي ختام الصلاة توجه الجميع الى امام باب الرحمة الإلهية حيث تليت صلاة الرحمة واغلق درويش الباب معلنا انتهاء سنة الرحمة الإلهية، طالبا من الجميع ابقاء ابواب قلوبهم مفتوحة على الغفران واعمال الرحمة.
وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).