أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الأجراس قُرِعَتْ احتفالاً بشراء الرهبانية الأرض…ماذا في التفاصيل؟
الأجراس قُرِعَتْ احتفالاً بشراء الرهبانية الأرض…ماذا في التفاصيل؟
أطلقت الرهبانية اللبنانية المارونية ورشة في الشوف وعاليه

الأجراس قُرِعَتْ احتفالاً بشراء الرهبانية الأرض…ماذا في التفاصيل؟

أطلقت الرهبانية اللبنانية المارونية ورشة في الشوف وعاليه، يمكن تسميتها بالسعي الى “تجذير” الأهالي في ارضهم، خلافاً لمؤسسات الدولة والبلديات والأحزاب القاصرة عن مهمة كهذه. ويبدو رهبان الأديرة الموزعة على المنطقتين في حركة لا تهدأ، يقولون إنها عملية “زرع الامل” في النفوس واعادة الأمور إلى ما كانت، وما يجب ان تكون عليه حاضراً ومستقبلاً.

من دير مار جرجس – الناعمة، الى أعالي دير مار مارون قرب مجدل المعوش، مروراً بدير مار أنطونيوس – سير، ودير مار يوحنا – رشميا، وشرتون، وغيرها، تمتد ورش بناء وزراعة وتربية حيوانات داجنة بهدف التصدي لليأس والإحباط المستشري في النفوس، والذي أدى الى تراجع اعداد تلامذة مدرسة مار مارون في مجدل المعوش مثلاً، من 200 تلميذ عقب بدء مرحلة العودة في تسعينات القرن الفائت، الى 100 تلميذ فقط هذا العام الدراسي، بعدما غادر ابناء القرى بيوتهم الى بيروت وضواحي البؤس في النبعة وبرج حمود وسن الفيل من جديد، نتيجة لانعدام فرص العمل وامكانات العيش. بما يعني أنه كان الأجدى للمهتمين بملف العودة الى الجبل السعي إلى تأمين فرص العمل للمقيمين والعائدين، وتشجيع الاستثمارات كي يتمكن الجميع، مسيحيين ودروزاً من البقاء، ولا يضطروا الى التحايل على الحياة لتحصيل لقمة عيش صعبة.

تكاد غالبية القرى والبلدات المسيحية في الجبل تفرغ من سكانها منتصف الاسبوع، رغم ان غالبية العائلات الساحقة اعادت بناء منازلها واصبحت تمتلك مساكنها المجهزة، لكن الامر يتغير في نهاية الأسبوع والعطل والصيف، حين تمتلئ البيوت بسكانها، لتعود وتفرّغ في ايام الاسبوع وخلال فصل الشتاء. والمسألة تدعو الى النظر، رغم ان قرى تلك المنطقة وبلداتها لا تبعد عن بيروت اكثر من ساعة في أسوأ الأحوال، في حين تستغرق الرحلة من بصاليم (في المتن) الى بيروت اكثر من ساعة بسب زحمة السير. ولعدم الرغبة في الاقامة في الجبل أسباب ، على ما يقول بعض أبنائه، منها التذرع بعدم وجود مؤسسات تربوية، لكنّ الرهبان والراهبات لم يقصروا على ما يبدو في اعادة افتتاح مدارس عدة في ارجاء الجبل، وصولاً الى افتتاح جامعة سيدة اللويزة فرعاً لها في دير القمر، اضافة الى فروع الجامعات الأخرى، عِلمًا أن غالبية مدارس الرهبانيات في المنطقة شبه مجانية وتؤمّن التحصيل العلمي حتى الشهادة المتوسطة، حيث ينتقل التلاميذ اما الى ثانوية رشميا او ثانوية حمانا لمتابعة تحصيلهم.

في شرتون مركز طبي حديث قيد البناء بمسعى من الأباتي بولس نعمان ودعم منه، يضم قسماً لاستقبال المسنين، اضافة الى فروع طبية مختلفة تؤمن حاجات السكان، الى طب الاسنان والعيون وغيره من العيادات. توحي ضخامة ورشة مبنى المركز أن في الإمكان تحويله مستشفى بقليل من الجهد والاهتمام والعناية اذا توفرت الإرادة الطيبة. وفي اعالي بلدة رشميا ورشة أخرى ضخمة، تتمثل في اعادة بناء دير مار أنطونيوس – سير، المشرف على منطقة الشوف وعاليه وصولاً الى جبال الباروك، وتشمل الورشة الى بناء الدير والكنيسة الأثرية وحفظ أقبيتها ودهليزها، تحويل قسم من الدير بيتاً للرياضات والنشاطات الروحية في تلك البقعة الرائعة الجمال.

ومن أعالي دير سير يمكن مشاهدة مشاريع دير مارون قرب مجدل المعوش، وأهمها مزارع لتربية الحيوانات الداجنة، وجملة مشاريع زراعية. لكن المشروع الاكبر في تلك الانحاء يتمثل في مزرعة بودين المجاورة لدير مار مارون، والتي اشترتها الرهبانية من السيد روبير الخوري وشقيقه وشقيقته لمصلحة دير مار جرجس – الناعمة، وتبلغ مساحتها حوالي 418 الف متر مربع، كانت معروضة للبيع.

ويروي الأهالي ان الاجراس قُرِعَتْ احتفالاً بشراء الرهبانية الأرض، ويصر الرهبان على توجيه الشكر تكراراً الى آل الخوري لأنهم فضلوا بيع الارض للرهبانية، ولم تُغْرِهِم عروض مالية ضخمة انهالت عليهم. وتظهر الجولة في أرجاء بودين المترامية الأطراف أن الارادة تصنع معجزات متى توافرت نيات طيبة، تشهد على ذلك كروم الدراق والتفاح والزيتون والكرمة التي عادت الى الحياة بفضل عمليات اعادة بناء الجلول والحراثة والتشحيل. تُضاف الى ذلك زراعة الخضار والبقول والتي تؤمّن مردودًا ماليًّا تصاعديًّا، الأمر الذي يؤمّن فرص عمل لعدد من أبناء قرى المنطقة وبلداتها. ولا شكّ فيه ان اراضي الشوف قادرة على توفير قسم لا بأس به من حاجة لبنان من الإنتاج الزراعي لو أحسنت الدولة التعامل مع الاهالي، وعملت على تشجيعهم وحضّهم على البقاء في ارضهم بدل دفعهم الى طلب الوظيفة في بيروت وهجر قراهم.
بيار عطاالله
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).