أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الأربعون يومـــًا نُمسِك عن رغبات العالم الزائل وتجاربه ، وندخلُ الاسبوع العظيم (أسبوع اللقاء مع الله)!
الأربعون يومـــًا نُمسِك عن رغبات العالم الزائل وتجاربه ، وندخلُ الاسبوع العظيم (أسبوع اللقاء مع الله)!
الصوم الكبير

الأربعون يومـــًا نُمسِك عن رغبات العالم الزائل وتجاربه ، وندخلُ الاسبوع العظيم (أسبوع اللقاء مع الله)!

الطريق إلى الفصح – رياضة روحيّة ألقيت في الفاتيكان في آذار 1987 للأب بيتر هانس كولفنباخ (3)

يقول القدّيس اوغسطينوس : ” الأربعونَ يومـــــًا هي حصيلة العدد عشرة أربع مرّات ” . يعلّق الأب هانس ، في هذا العدد تختبئ حقيقة مستورة … فعدد أربعون هذا يرمزُ ، على ما يبدو ، إلى الحياة الحاضرة التي نحنُ نجتازها ونعيشها . إننا ننقاد ونندفع في مجرى الزمان ، وفي تقلّب الأشياء ، وفي تبدّل كلّ الأمور وتتابعها المستمرّ . وفي الشراهة العابرة ، وفي سير أمور لا ثبات لها على الإطلاق . فالعدد ” أربعون ” يشير إذن ، إلى هذه الحياة …. !

لقد أصبحت مهمّتنا أن نجد ذلك العدد في هذا المقام الأرضيّ ، فنُمسِك عن رغبات العالم : هذا ما يعنيه صوم الأربعين يومــًا . ويعرفه الجميع باسم الصوم الأربعينيّ . هذا الصوم توحي به الشريعة والنبوءة والإنجيل . ولأن الشريعة توصينا بالصوم على وجه الخصوص ، صامَ موسى أربعين يومــًا ، ولأنّ النبوءة توصينا به ، صام إيليّا أربعين يومـــًا ، ولأنّ الإنجيل يوصينا به ، صام المسيح الربّ أربعين يومـــًا .

أمّا العدد ” خمسون ” ، فيقول عنه الأب هانس ؛ إنه يرمز إلى ذلك الفرح الذي لا يمكن أحد أن ينتزعه منّا (يو 16 : 22 ) . في هذه الحياة ، لا نمتلكُ ذلك الفرح إمتلاكــــًا تامــّا ، إلاّ أننا نحتفل به في تسابيح الربّ بإنشاد الهليلويا خلال خمسين يوما بعد الإحتفال بفصح الربّ ، بدءًا من يوم القيامة ؛ وخلال تلك الأيّام ، إنما نخفّف من أصوامنا . وهكذا ، فالكنيسة تحقّق في صلاتها ، خلال الأربعين يوما ، دعوتها ورسالتها في الزمن الحاضر حيث أعطيت لنا الأبديّة بصورة مُسبقة ، في قوّة فصح الربّ .

الرسول بولس يؤكّد أن الله أقامنا في المسيح من الموت ، وأجلسنا معه في السماويّات ( أف 2 : 6 ) . أمــّا الآن فإننا نرى ، والقول هو للمعلّم الإسكندريّ أوريجانوس ، أن المؤمنين لم يقوموا بعدُ ولم يجلسوا بعدُ في السماويّات . ” إلاّ أنه لا مجال للشكّ في أننا أصبحنا الآن من الجالسين فيها ، ولكن في ” الظلّ ” . مع ذلك ، لم يعد هذا الظلّ ، ظلّ الشريعة ، بل ظلّ النعمة ، ظلّ الربّ القائم من الموت .

هذا التصوّر اللاهوتيّ للتاريخ الذي ترمز إليه الأربعون والخمسون يومـــــًا ، يدعونا إلى أن نترك الروح يقودنا ، لنسيرَ مع الربّ وحده في الصحراء . صحراء العزلة واللقاء مع الله في خلوتنا الروحيّة متجاوزين تحدّيات العالم وتجاربه المتنوّعة . هنا يبدأ زمن النعمة ، حيث الله أبونا يجعل نفسه قريبــًا من شعبه إلى حدّ كبير (دعونا فقط نتخيّل إن كان عشرة أشخاص يعيشون خلوتهم وعزلتهم للقاء الله مجابهين كلّ الصعوبات والمعوّقات ، كم ستتغيّر الأمور ، فكيف إن كنّا ألف أو ألفين أو عشرة آلاف مثلا !) .

بقلم عدي توما / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).