أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | البابا فرنسيس يستقبل الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية
البابا فرنسيس يستقبل الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية
البابا فرنسيس يترأس القداس الإلهي في في مزار ياسنا غورا

البابا فرنسيس يستقبل الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية

استقبل قداسة البابا فرنسيس في قاعة الكونسيستوار في القصر الرسولي بالفاتيكان الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال استقبلكم في ختام المؤتمر الدولي الذي حمل عنوان “مهاجرون ولاجئون في عالم معولم: مسؤوليّة الجامعات وأجوبتها” والذي نظّمه الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية.
تابع الأب الأقدس يقول منذ أقل من قرن يقوم هذا الاتحاد، تحت شعار “Sciat ut serviat” أي “العلم في سبيل الخدمة” بتعزيز التنشئة الكاثوليكية على مستوى عال مُستخدمًا الغنى الكبير المتأتّي من اللقاء بالعديد من الوقائع الجامعيّة المختلفة. إن الجانب الأساسي لهذه التنشئة يهدف إلى المسؤولية الاجتماعيّة في سبيل بناء عالم أكثر عدالة وأكثر إنسانيّة. لذلك شعرتم بأنّ الواقع العالمي والمعقد للهجرات المعاصرة يسائلكم وحدّدتم تأمّلاً علميًّا ولاهوتيًا وتربويًا متجذرًا في العقيدة الاجتماعيّة للكنيسة ساعين لتخطّي الأحكام المسبقة والمخاوف المتعلِّقة بمعرفة قليلة لظاهرة الهجرة. أهنِّئكم وأسمح لنفسي بتسليط الضوء على ضرورة تقديم إسهامكم في ثلاثة مجالات من صلاحياتكم: البحث والتعليم والتعزيز الاجتماعي.
تابع الحبر الأعظم يقول فيما يتعلّق بالمجال الأول، فقد سعت الجامعات الكاثوليكية على الدوام كي يتناغم البحث العلمي مع البحث اللاهوتي، واضعين العقل والإيمان في حوار. أعتبر أنّه من الملائم أن يتم البدء بدراسات حول أسباب الهجرة القسريّة بهدف تحديد حلول يمكن تطبيقها على المدى البعيد لأنّه ينبغي علينا أولاً أن نؤمِّن للأشخاص الحق بألا يُجبروا على الهجرة. من الأهميّة بمكان أيضًا أن نتأمّل حول ردّات الفعل السلبيّة والتمييزيّة أحيانًا التي يولّدها استقبال المهاجرين في البلدان ذات التقليد المسيحي القديم كي نقدّم مسيرات تنشئة للضمائر. كما أنّه ينبغي أن تقيَّم أيضًا الإسهامات العديدة التي يقدّمها المهاجرون واللاجئون للمجتمعات التي تستقبلهم وتلك التي تنتفع منها الجماعات التي قدموا منها. ومن أجل إعطاء “دوافع” للعناية الراعوية بالمهاجرين واللاجئين أدعوكم كي تعمّقوا التأمّل اللاهوتي حول الهجرات كعلامة للأزمنة. فالكنيسة قد تأمّلت على الدوام في المهاجرين صورة المسيح القائل: “كنت غريبًا فآويتموني”؛ وبالتالي تشكِّل قصصهم حافزًا لإيمان ومحبّة المؤمنين المدعوين لمداواة الشرور الناتجة عن الهجرات واكتشاف مخطط الله الذي يتحقق من خلالها حتى وإن كانت تسببها أعمال ظلم واضحة.
أضاف الأب الأقدس يقول أما فيما يتعلّق بمجال التعليم، أتمنى أن تتبنّى الجامعات الكاثوليكيّة برامج موجّهة لتعزيز تعليم اللاجئين على مستويات عديدة إن كان من خلال تقديم دورات دراسيّة عن بُعد للذين يعيشون في المخيمات أو في مراكز الاستقبال؛ وإما من خلال منحات دراسيّة تتيح لهم إمكانية الإنتقال. وإذ تستفيد من الشبكة الأكاديميّة الدوليّة يمكن للجامعات أيضًا أن تسهِّل الاعتراف بشهادات ومهنيّة المهاجرين واللاجئين لصالحهم ولصالح المجتمعات التي تستقبلهم. للإجابة بشكل ملائم على التحديات الجديدة للهجرة ينبغي تقديم تنشئة مميّزة ومهنيّة للعاملين الراعويين الذين يقفون أنفسهم لمساعدة المهاجرين واللاجئين وهذه مهمّة أخرى للجامعات الكاثوليكية. أما على مستوى عام، فأريد أن أدعو الجامعات الكاثوليكيّة كي تربّي تلاميذها على قراءة متنبِّهة لظاهرة الهجرة في ضوء العدالة والمشاركة في المسؤوليّة العالميّة والشركة في الاختلاف الثقافي.
أما مجال التعزيز الإجتماعي، تابع الحبر الأعظم يقول، فيرى الجامعة كمؤسسة تأخذ على عاتقها المجتمع الذي تعمل فيه إذ تمارس أولاً دور الضمير المُميِّز إزاء مختلف أشكال السلطة السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة. أما فيما يتعلّق بعالم الهجرات المعقّد فإن قطاع المهاجرين واللاجئين في المجلس البابوي لخدمة التنمية البشرية المتكاملة قد قدّم “عشرين نقطة للعمل” كإسهام للعمليّة التي ستحمل الجماعة الدوليّة لتبنّي المعاهدتين العالميّتين حول المهاجرين واللاجئين في النصف الثاني من عام 2018. في هذا البعد والأبعاد الأخرى أيضًا يمكن للجامعات أن تقوم بدورها كرواد مميّزين في الإطار الإجتماعي من خلال تشجيع التلاميذ على العمل التطوّعي في برامج مساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين لدى وصولهم.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول إن العمل الذي تقومون به في هذه المجالات الواسعة – البحث والتعليم والتعزيز الإجتماعي – يجد مرجعًا أكيدًا في حجارة الأساس الأربعة لمسيرة الكنيسة من خلال واقع الهجرات المعاصرة: الاستقبال والحماية والتعزيز والإدماج. واليوم إذ نحتفل بتذكار القديس كارلو بوروميو، راع منوَّر وشغوف كان التواضع شعاره، لتلهم حياته المثاليّة نشاطكم الفكري والاجتماعي وخبرة الأخوّة التي تعيشونها في الاتحاد. ليبارك الرب التزامكم في خدمة العالم الجامعي والإخوة والأخوات المهاجرين واللاجئين. أؤكِّد لكم صلاتي وأسألكم ألا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.
إذاعة الفاتيكان

عن ucip_Admin