أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | البابا في أنقرة يُناشد المسلمين مواجهة التطرّف أردوغان قلق من “التنامي السريع” لكراهية الإسلام
البابا في أنقرة يُناشد المسلمين مواجهة التطرّف أردوغان قلق من “التنامي السريع” لكراهية الإسلام
البابا فرنسيس

البابا في أنقرة يُناشد المسلمين مواجهة التطرّف أردوغان قلق من “التنامي السريع” لكراهية الإسلام

ندد البابا فرنسيس بالهجمات التي تشنها “الدولة الاسلامية” على المسيحيين والاقليات الاخرى في العراق وسوريا، وذلك لدى وصوله الى تركيا في مستهل زيارة تستمر ثلاثة أيام لتشجيع الزعماء المسلمين على اتخاذ موقف أقوى ضد الاسلاميين الذين يستغلون الدين لتبرير الارهاب.

سعى الحبر الاعظم الى تقديم رسالة متوازنة خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعيد وصوله الى أنقرة، في رحلته الثانية الى الشرق الاوسط هذه السنة. وأكد مجدداً أن استخدام القوة مبرر لوقف تقدم الاسلاميين، الا أنه دعا الى حوار أكبر بين المسيحيين والمسلمين والاديان الاخرى لانهاء التطرف.
وقال لمسؤولين أتراك في القصر الرئاسي الفسيح إن “الاصولية والتطرف، كما المخاوف اللاعقلانية التي تعزز سوء الفهم والتمييز، هي أمور تجب مواجهتها بتضامن جميع المؤمنين”. وأشاد باستضافة أنقرة 1٫6 مليون لاجئ، معتبراً أن على المجتمع الدولي “مسؤولية أخلاقية” لمساعدة أنقرة.
وفي المقابل، أبدى اردوغان قلقه من “التنامي السريع” لكراهية الاسلام، قائلاً إن “كراهية الاسلام تشهد نمواً خطيراً وسريعاً. علينا أن نعمل معاً ضد مصادر التهديد التي يشهدها عالمنا… التعصب والعنصرية والتفرقة”. وأسف لسياسة “الكيل بمكيالين” التي ينتهجها المجتمع الدولي حيال التهديد الارهابي، مشيراً الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد والى اسرائيل. ولاحظ أن “في سوريا ارهاب دولة ينظمه فرد. وهناك ارهاب دولة في غزة… هناك معايير مزدوجة وظلم”. وحمل بشدة على الجماعات المتطرفة مثل “الدولة الاسلامية” و”بوكو حرام” او “القاعدة” والتي اتهمها “باستغلال” الشعوب.
وبعد ثماني سنوات من زيارة سلفه، يقصد البابا فرنسيس الاماكن نفسها المفعمة بالرموز التي زارها بينيديكتوس الـ16. فقد زار أمس ضريح اتاتورك ووضع عليه اكليلاً من الزهر، وكتب في كتاب الزوار: “أتمنى أن تكون تركيا، وهي جسر طبيعي بين قارتين لا نقطة التقاء فحسب، ولكن في الوقت نفسه نقطة حيث الرجال والنساء من كل الاديان والاتنيات يعيشون معاً في حوار”.
ومن المقرر أن يزور اليوم كاتدرائية آيا صوفيا القديمة التي صارت متحفاً، والمسجد الازرق في اسطنبول، في اجواء هادئة.
وكانت رحلة البابا الالماني عام 2006 حصلت في اجواء متوترة بسبب كلام صدر عنه قبيل الزيارة عن الروابط المفترضة بين الاسلام والعنف.
وساد هدوء العلاقات بين الاسلام والمسيحية مذذاك، لكن الحكومة التركية تنتظر على ما يبدو مزيداً من المواقف من الحبر الاعظم، فيما تخوض الدول الغربية حرباً ضد الجهاديين على حدود تركيا.
والى السياسة، أمل كاتب الافتتاحية في صحيفة “ميلييت” سامي كوهن ان تكون زيارة البابا مناسبة للنظام التركي كي “يدين من دون لبس” الارهاب و”يعطي صورة أفضل عن تركيا”.
ومنذ تولى حكم تركيا، يقدم اردوغان نفسه على انه حامي الاديان، لكنه يتهم دوماً بأنه يريد “اسلمة” الجمهورية العلمانية التركية التي تأسست عام 1932.

حل اقليمي
وحدد أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين لشبكة “سي تي في” الخاصة في الفاتيكان الخطوط العريضة للزيارة، فقال إن البابا سيعيد التشديد على ضرورة “التوصل الى حل اقليمي وشامل” من أجل السلام في الشرق الاوسط لا الى “حل احادي يفرض بالقوة”. وذكر بان الفاتيكان والبابا ينددان ايضاً بـ”الدعم” السياسي والاقتصادي الذي لا يزال تنظيم “الدولة الاسلامية” يحصل عليه، و”يشددان على حق عودة” اللاجئين وعددهم مليونان تقريباً في تركيا الى “بلادهم ومنازلهم واراضيهم” حيث يحق لهم العيش في سلام.
وأوردت وكالة “آي ميديا” المتخصصة في شؤون الفاتيكان ان البابا فرنسيس يمكن ان يخصص وقتاً “لامور غير مقررة” مثل لقاء لاجئين عراقيين وسوريين.
ومثل هذه المبادرة منتظرة منذ أبدى البابا خلال الصيف رغبته في دعم المسيحيين في كردستان العراق، من كاثوليك وارثوذكس، الهاربين من تنظيم “الدولة الاسلامية”. ويمكن ان يلتقي لاجئين في اسطنبول لدى جمعية “قادر” المسيحية التي تقدم اليهم مساعدات.

دعم للمسيحيين
وتعد زيارة البابا رسالة دعم أيضاً لجميع المسيحيين في تركيا الذين يمثلون أقلية صغيرة يبلغ عدد أفرادها 80 الفاً وسط أكثر من 75 مليون مسلم، غالبيتهم من السنّة.
وتحدثت الصحف التركية عن تدابير امنية مشددة مع نشر 2700 شرطي في أنقرة وقرابة سبعة آلاف آخرين في اسطنبول. كما سيقفل عدد كبير من الشوارع، وخصوصاً في حي السلطان أحمد حيث يقع المسجد الازرق.
وأوردت صحيفة “حريت” أن البابا اراد التوجه الى المناطق السياحية على متن عربته “باباموبيلي”، الا ان السلطات التركية اصرت على ان يستخدم سيارة مصفحة المانية الصنع.
وستؤكد الزيارة اهتمام البابا بالارثوذكس، إذ من المقرر ان يشارك في قداس الاحد الذي يصادف عيد القديس اندراوس مؤسس الكنيسة الشرقية، مع البطريرك المسكوني برتلماوس الاول والذي سيوقع معه بياناً مشتركاً.
وأبرز بارولين “اهمية هذه اللحظة من أجل تعزيز التعاون المسكوني ليس فقط مع الرعية في القسطنطينية بل مع كل الكنائس الارثوذكسية”. وهو أمل يبدو بعيد المنال بسبب التوتر بين الفاتيكان وبطريركية موسكو.

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).