أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | البطريرك المسكوني ينتظر البابا في القدس “لإعلان مشترك” برتلماوس: “سنقول أن قصد كل منا هو العمل أكثر للوحدة”
البطريرك المسكوني ينتظر البابا في القدس “لإعلان مشترك” برتلماوس: “سنقول أن قصد كل منا هو العمل أكثر للوحدة”
رسالة البابا إلى برتلماوس الأول في عيد القديس أندراوس الرسول

البطريرك المسكوني ينتظر البابا في القدس “لإعلان مشترك” برتلماوس: “سنقول أن قصد كل منا هو العمل أكثر للوحدة”

يقول بطريرك القسطنطينية المسكوني للروم الارثوذكس برتلماوس الأول، الزعيم الروحي لـ250 مليون أرثوذكسي، ان لقاءه البابا فرنسيس في القدس (بعد 4 ايام) سيساعد في التقريب ما بين الكنيستين (الارثوذكسية والكاثوليكية)، بغية إنهاء نحو الف عام من الانقسام بينهما. في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، في مكتبه في اسطنبول، يشيد برتلماوس برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان “لتحسينه حقوق المسيحيين” في تركيا. غير انه يقول بوضوح ان “هذا ليس كافيا”.

اللقاءات بين البطريرك المسكوني و”زعيم” كاثوليك العالم في 25 ايار 2014 و26 منه تحتفي بذكرى الزيارة التاريخية لسلفيهما (اثيناغوراس وبولس السادس) قبل 50 عاما، والتي أطلقت حوارا يهدف الى انهاء شقاق بين الكنيستين بدأ العام 1054. “خلال اجتماعنا وصلاتنا، سنقول أن قصد كل منا هو العمل اكثر من أجل الوحدة المسيحية والمصالحة”، يقول برتلماوس، وهو جالس الى مكتبه البطريركي الذي تكدست عليه الاوراق عاليا. حوله، عُلِّقت ايقونات ذهبية بيزنطية على الجدران، وتظهر بينها صور بارزة له برفقة قادة من العالم، منهم الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي اردوغان.
رغم أن الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية لا تزالان مختلفتين على قضايا رئيسية، منها كهنوت الرجال المتزوجين والسلطة المركزية للفاتيكان، فقد حصلت تحركات في اتجاه تحقيق تفاهم أقرب، ابتداء من اللقاء بين البابا بولس السادس والبطريرك المسكوني أثيناغوراس في القدس العام 1964. كان أول لقاء بين بابا كاثوليكي وبطريرك أرثوذكسي خلال أكثر من 500 عام. وعقب الاجتماع بينهما، أُسقِطت مراسيم الحرم المتبادل، ودعا إعلان مشترك كاثوليكي-ارثوذكسي العام 1965 الى مزيد من الانسجام.
باسترجاعه هذا الإعلان، يجد برتلماوس ان طريق الوحدة (المسيحية) لا تزال طويلة. غير ان قبول البابا فرنسيس الدعوة الى لقائه في القدس يدل الى أن كلا من “الزعيمين” يريد إنهاء الانقسام. “متى سيحصل ذلك؟ لا نعلم. كيف سيحصل؟ لا نعرف. وحده الله يعلم”، يقول.
وفقا لبرنامج الزيارة البابوية للاردن والاراضي المقدسة، يعقد البابا فرنسيس والبطريرك برتلماوس “لقاء خاصا” في السادسة والربع مساء الاحد 25 ايار في القدس، يتخلله “توقيع اعلان مشترك”. في السابعة مساء، ينعقد “لقاء مسكوني” في الذكرى الـ50 للقاء التاريخي بين بولس السادس واثيناغوراس، او “خدمة صلاة”، كما سميت، تجمع الزعيمين الكاثوليكي والارثوذكسي في كنيسة القبر المقدس، التي يؤمن المسيحيون بانها الموقع الذي صُلِب فيه السيد المسيح وقبر. وخلالها، يصدر الاعلان المشترك. في الحديث معه، يعرب برتلماوس عن خيبته من عدم اعادة فتح اردوغان لمعهد “هالكي” اللاهوتي، احد اهم الاكليريكيات اللاهوتية للكنيسة الأرثوذكسية. فيها امضى 7 اعوام كطالب، و4 اعوام اضافية كمساعد العميد، على ارض في جزيرة في بحر مرمرة. العام 1971، أُغلِقت ابواب المعهد، بموجب قانون تركي يُخضِع التعليم العالي الخاص لرقابة الدولة. ومنذ ذلك الحين، حوفظ عليه بعناية، في حال سُمِح مجددا للطلاب بالعودة اليه.
كثر توقعوا اعادة فتحه العام الماضي، كجزء من حزمة إصلاحات ترمي إلى تعزيز حقوق الأقليات في تركيا. “كانت تلك الآمال. غير انها لم تتحقق حتى اليوم”، يقول برتلماوس. “إنها مسألة تتعلق بحقوق الانسان، وخصوصا الحرية الدينية”.
ما يقوله اردوغان هو ان إعادة فتح “هالكي” يعتمد على تدابير متبادلة تتخذها اليونان المجاورة، ومن شأنها تحسين حقوق المسلمين لديها. وبسؤال بارتلماوس عن هذا الطلب (التركي)، تنتفض يداه. “هل نحن مسؤولون عن ذلك؟” يتساءل. “أنا اؤيد فتح مسجد، لا بل العديد من المساجد حيث يوجد مسلمون، كي نؤمن لهم إمكان الصلاة تبعا لدينهم. ولكن ما الذي يمكن أن أفعله؟”.
القضية لا تتعلق بالقانون اليوناني، وفقا لبرتلماوس، بل بمسؤولية تركيا في حماية الحرية الدينية. “أنا مواطن تركي، وقد وُلِدت هنا، وخدمت في الجيش التركي مدة عامين. أريد حقوقي كاملة، كاي مواطن تركي، وليس لنفسي فحسب، انما ايضا لكنيستي ومجتمعي”.
نظرة سريعة يلقيها لاحقا برتلماوس فوق طاولة قرب مكتبه، نحو صور للرئيس التركي عبد الله غول ونظيره اليونانى انطونيس ساماراس. كانت هناك ايضا صور لحمامة وشجرة زيتون، رمزا للسلام ما بين تينك الثقافتين، المتحاربتين غالبا. برتلماوس يعزو الفضل الى اردوغان في تحسين حقوق المسيحيين في تركيا، مشيرا الى انه بعدما كان ابناء اتنيات يونانية غادروا في ما مضى تركيا باعداد كبيرة، فان كثيرين يعودون، خصوصا بسبب الاضطراب المالي في اليونان. “ندرك هذه الخطوات، ونعرب عن امتناننا للسيد أردوغان. غير ان ذلك لا يكفي”.
في البرنامج البابوي ايضا، يقوم البابا فرنسيس “بزيارة خاصة” للبطريرك المسكوني في الثالثة والنصف بعد ظهر الاثنين 26 ايار، في المبنى المجاور لكنيسة “فيري غاليليا” للروم الارثوذكس في جبل الزيتون.

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).