أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | الحوادث على طرقات الموت… مَن المسؤول؟
الحوادث على طرقات الموت… مَن المسؤول؟
أكثر من 1000 جريح و80 قتيلاً سقطوا بسبب حوادث سير الدراجات النارية هذا العام. (جوزف برّاك)

الحوادث على طرقات الموت… مَن المسؤول؟

مازال مسلسل الحوادث المرورية في عرض مستمرّ على الطرق اللبنانية، بحيث لا يكاد يخلو يومٌ واحد من الضحايا والجرحى، وذلك على رغم إقرار القانون الجديد الذي يُعتبر الى حدٍّ ما أكثرَ تشدّداً مع المخالفات المرورية مِن الذي سبقه.
تنتشر الحوادث المرورية في لبنان على الطرقات السريعة والداخلية، حتى أصبحنا نرى سيارات تجتاح محطّات الوقود والمحال التجارية، وأخرى تستقرّ في الوديان وعلى شرفات المنازل وعلى عواميد الإنارة، وبعضها ينشطر الى أقسام عدة أثناء الحادث، وأخرى حوّلت طريق المطار الى مدرج للإقلاع، ناهيك عن حوادث دهس المشاة والسير على الطرق الداخلية بسرعات جنونية. والفيديوهات التي يتمّ نشرُها على مواقع التواصل، خيرُ دليل على ما يحصل على طرقاتنا، ويذهب ضحيّتها خيرة الشباب والشابات. مع التحفظ على كلمة طريق إذ إنّ طرقاتنا تشبه كلّ شيء إلّا الطريق.

مَن المسؤول؟

باتت ظاهرة حوادث المرور محطَّ اهتمام المجتمعات في كل أنحاء العالم، وأصبحت تُعتبر من أخطر المشكلات التي تواجهها البلدان كافة، لما تتركه من أضرار نفسية واجتماعية. وبحسب الدراسات، النسبة الأكبر من وفيات حوادث المرور هي لدى الشباب، وتحديداً من 15 الى 35 عاماً. ففي البلدان المتحضّرة، يتمّ سحبُ رخصة القيادة من السائقين الذين يخالفون قواعد المرور وحتى زجّهم في السجون في بعض الحالات. لكنه أيضاً في هذه البلدان تقوم الدولة بتحمّل مسؤلياتها بصيانة وهندسة طرق صالحة للسير. وفي هذه الحال، يقوم الجميع بواجباته تجاه الآخر، على عكس ما يحصل عندنا. فعلى مَن تقع المسؤولية في هذه الحال؟ بالطبع سيرميها كل طرف على الطرف الآخر.

أبرز أسباب الحوادث

نُشرت دراسة أخيراً عن أبرز الأسباب التي تؤدّي الى الحوادث المرورية، وللأسف جميعها متوافرة في لبنان ونراها بشكل يومي وشبه منتظم، حتى إننا جميعنا نقوم بها غيرَ آبهين لمخاطرها. ومن أبرز هذه الأسباب، عدم الوعي لدى السائقين والاستهتار بالقوانين والسرعة الجنونية وإهمال الإشارات الضوئية وتجاهل القواعد المرورية والانشغال أثناء القيادة كالتحدث عبر الهاتف، والقيادة تحت تأثير الكحول وقيادة المركبات من قبل أشخاص غير مؤهّلين، أو مَن هم دون سن الرشد والقيادة تحت تأثير الضغوط النفسية. في السياق عينه، أشارت دراسة أخرى الى أنّ حوادث المرور لا تقتصر فقط على السائق، بل على المشاة وسائقي الدراجات النارية، خصوصاً الصغيرة، وهنا حدِّث ولا حرج.

وإذا أضفنا الى ذلك طرقات معدومة المعايير غير مضاءة تنتشر فيها الحفر في كل مكان، وأوتوسترادات دولية لا يوجد فيها حتى فاصل خطي بين الاتّجاهين، تصبح الطرقات في لبنان بيئةً مثالية لحوادث السير المميتة.

نصائح ذهبية

لحماية أنفسكم وغيركم من حوادث الطرق المميتة، هنالك نصائح ذهبية عدة يجب الالتزامُ بها. منها ما يتعلّق بطريقة القيادة وأخرى بالسيارة، وبالطبع لن نذكر شيئاً عن الثالثة لأنها متعلّقة بهندسة الطرق، بحيث لا يمكن للمواطن فعل شيء إزاءها. بما يتعلّق بالسائق، ننصحكم بتجنّب السرعة الزائدة والالتزام بالسرعة المحدَّدة قانونياً، ولا تندفعوا مسرعين في تقاطع حالما تتحوّل الإشارة الضوئية للمرور إلى اللون الأخضر، وتوقّعوا التغييرات المفاجئة فى السير ولا تقتربوا كثيراً من السيارة التي أمامكم ولا تستخدموا هاتفكم أثناء القيادة وتحلّوا بالصبر في زحمات السير. أما فيما يخصّ السيارة، من المهم أن تقوموا بفحصها وصيانتها بشكل دوري ولا تتركوا الأعطال تتفاقم فيها، لأنها ستخذلكم يوماً، وتشكّل عليكم خطراً كبيراً. وإذا التزمتم بهذه النصائح ستقلّلون نسبة الخطر عليكم وعلى الآخرين من مستخدمي الطرقات.

شادي عواد
الجمهورية

عن ucip_Admin