أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | الدين والعنف النص الكامل بقلم الأب فرنسوا عقل
الدين والعنف النص الكامل بقلم الأب فرنسوا عقل
العنف

الدين والعنف النص الكامل بقلم الأب فرنسوا عقل

استذكر العالم منذ سنوات نظريّة مدير معهد الدّراسات السّتراتيجيّة في جامعة  هارفرد صموئيل هانتغتون (S. Huntington) عن “صراع الحضارات”، وهي تؤكّد أنّ  للدّيانات دورا أساسيّا في السّياسة العالميّة؛

وهذه الدّيانات بحسب هانتغتون لا  تتّجه البتّة نحو الاتّحاد، بل تتمتّع بطاقة خلافيّة قويّة.

نحن بالطّبع لا نؤيّد هانتغتون بنظريّته الصّراعيّة؛ وإن صحّ اعتقاده بصراع  الحضارات فالحلّ هو العمل الدّائم على التقاء الدّيانات. وقد قال الكاتب الفرنسي  أندريه مالرو André Malraux في الثّمانينات “إنّ القرن الواحد والعشرين  سيكون دينيّا بامتياز”. ممّا يدفع اليوم القيّمين والمهتمّين بالشّؤون الدّينيّة في  العالم إلى إعادة القراءة، والتّفكير، والتّعمّق بالمسائل الدّينيّة بغية إيجاد  مقاربات جديدة نقدّمها لأنفسنا وللعالم بلغة عصريّة مقنعة.

1-    المسألة الدّينيّة بين الوحي  والانتماء

الدّين بادئ ذي بدء هو وحي وإلهام وكشف للذّات الإلهيّة عبر الأنبياء والمرسلين.  هذا في بعده العموديّ، أمّا من حيث بعده الأفقيّ، فهو كما يحدّده أحد الباحثين  إلتزام عقيديّ يرتكز إلى المعرفة، وعقيدة التزام منفتحة على امتداد المحاولات  الفكريّة والرّوحيّة… إنّ المشكلة ليست إشكاليّة المضمون الدّينيّ في الإيمان، بل  هي أحيانا كثيرة، مشكلة الحالة النّفسيّة المنغلقة، الغارقة في الضّباب، والتي  تختزن الحقد الذي تحوّله إلى مقدّس عند الإنسان وفي الحياة[1].

كما أنّ الانتماء الدّينيّ الحقّ، هو انتماء إلى ثقافة تفتّش عن الله والإنسان  معا في جميع الثّقافات، هذا ما يبلغ بنا إلى حوار الأديان والثّقافات، بما تحمله من  غنى يخدم السّلام المنشود، بدلا من الخلافات والنّزاعات والعنف  والحروب[2].

ففي التّوراة والكتاب المقدّس لا تحديد لكلمة دين، إلاّ أنّها تُذكر في بعض  الآيات بمعنى الحكم أو الدّينونة. أمّا التّعليم المسيحيّ الكاثوليكيّ فيصفه  بالتّوق إلى الله[3].

يطلق أبو هلال العسكريّ[4]، تعريفا للدّين كمذهب يعتقد الإنسان أنّه  يقرّبه إلى الله، وإن لم يكن فيه شرائع. وقد قال أبو عبيدة[5]: “إنّ معنى  الدّين هو الحساب والجزاء”. بيد أنّ مختلف التّيارات الفكريّة الإسلاميّة اعتبرت  أركان الدّين ثلاثة: الإعتقاد بالجنّة والشّعائر التّعبديّة والعمل بالأركان. وهذه  الأخيرة بحسب أبو الحسن العامريّ[6] هي الاعتقادات والعبادات والمعاملات  والمزاجر أي الحدود[7].

وربّما أجمل تحديد نجده للدّين على الإطلاق هو ما ذكره الإمام محمّد بن علي  الباقر[8] “الدّين هو الحبّ، والحبّ هو الدّين”[9].

2-    أضواء على العنف

قاموسا هو ضدّ الرّفق. وبحسب ما تعنيه اللفظة العربيّة، يشير إلى نوع  من المعاملة القاسية أو التّهديد باستعمال القوّة ضدّ أيّ كان أو ممارسة  العُدوانّية على الآخرين في أجسادهم أو نفوسهم أو أذهانهم أو مشاعرهم أو ممتلكاتهم.  تتعدّد أنواع العنف وأشكاله؛ فمنه الإرهاب، والاستبداد، والتسلّط، والقهر،  والطّغيان، وضغط الأنظمة الدّيكتاتوريّة والشّموليّة، وهناك العنف الفكريّ،  والدّينيّ، والاجتماعيّ، والأسريّ، والإعلاميّ، وغيره الكثير.

يقول عالم النّفس توماس هوبز ((Thomas Hobbes[10]، إنّ في طبيعة الإنسان  ثلاثة أسباب رئيسة للنّزاع: المنافسة، وعدم الثّقة، والمجد[11]. وقد أكّد  قدماء الفلاسفة كأناكسيماندروس[12](Anaximandre) : “إنّ الأشياء منذ لحظة  ولادتها تخضع لقانون الضّرورة أي للفناء الحتميّ. ذلك أنّها تتناوب العدوان– العنف  على بعضها البعض عبر القصاص والتّكفير عن المظالم”. وقال هيراقليطس (Heraclitus )  [13]: “إنّ العنف هو أبو وملك كلّ شيء”[14].

أمّا سقراط[15]، فقد أدان الاستخدام المبالغ فيه للقوّة والسّلطة وحتّى  للخطاب، أو القول “العنيف”، لأنّ ذلك يحدّ من عمل العقل والجمال والتّوازن  والانسجام[16].

العنف بالنّسبة إلى علم النّفس، هو تفجير للشّدة، والقوّة، والغضب، والعدوانية،  يظهر وكأنّه إسكات لصوت العقل والوعي، ويصل إلى حدود القتل. وفي علم الأخلاق هو  اعتداء على أملاك الآخرين وعلى حرّيتهم. وفي بعده الدّينيّ هو استعمال القوّة لفرض  العقيدة، وإلغاء الإيمان المختلف. وفي بعده السّياسيّ هو استخدام القوّة لتحقيق  المآرب السّياسيّة. أمّا الحرب فهي شكل من أشكال العنف المنهجيّ والمنظّم.

كان هيغل[17] أوّل فيلسوف أدرج العنف في نشوء الوعي الذّاتي. فلكي تكون  على يقين من وجودك يجب أن يوجد الآخر أيضا، وأن يعترف بك كموجود. وهكذا يصبح  الصّراع من أجل الحياة يصبح صراعا من أجل الاعتراف. إنّ هذه المخاطرة تفترض القوّة  أو العنف الذي تواجهه. كما اعتبرت الماركسيّة من جهتها أنّه لا يمكن الإفلات من  العنف، لذلك دعت إلى حلول تطبيقيّة في مواجهة الأريستقراطيّة، لا تحقّقها إلاّ  “الثّورة العنيفة”[18].

3. اليهوديّة والعنف

يُعتبر جزء من كتاب العهد القديم، التّاريخَ المقدّس لمن يعتنق الدّيانة  اليهوديّة. هناك بالإضافة إلى ذلك، كتاب التّلمود الذي يحوي مجموعة تعاليم دينيّة  وأدبيّة يهوديّة، وهو المفسّر لتعاليم العهد القديم وللنّاموس  الشّفهيّ[19].

العنف في واقع الأمر، ليس ببعيد عن الدّيانة اليهوديّة. ولنقلها بصراحة؛ في  أسفار العهد القديم، آيات كثيرة ومشاهد عدديدة تتحدّث عن القتل والعنف. حيث تجد  القتل عقابا على عبادة آلهة غير يهوى وعلى خيانة إسرائيل له (خر 32: 27-28)؛ (عد  25: 4-5). ناهيك عن موضوع احتلال الأرض والحروب باسم الله والإبادات الجماعيّة  للوثنيّين وقتل جميع أهل المدن المحتلّة من رجال ونساء وأطفال وشيوخ وحتّى البهائم  والمزروعات، وإحراق المدن (يس 6: 20-21). فيظهر الله وكأنّه محارب، منتقم، يأمر  بالقتل، وإله دمويّ محرّض على الحرب. إنّه مفهوم الشّعب المختار وأرض الميعاد،  والحقّ المقدّس بالأرض…[20].

ويسهب الكاتب غسان سميح الزّين في كتابه “المسألة اليهوديّة”، في الحديث عن  إشكاليّة ممارسة طقس الدّم Blood Libel ، لدى بعض الفرق اليهوديّة، حيث  كان يستلزم هذا الطّقس تقادم وتضحيات بشريّة تقشعرّ لوصفها الأبدان[21].

نلخّص إذاً المواقف العنفيّة في الدّيانة اليهوديّة في ثلاث محاور:

–       عنف بن الأخوين الأوّلَين: قايين وهابيل (تك 4: 1-16)؛

–       عنف تشريعيّ: كيل بكيل “النّفس بالنّفس، والعين بالعين، والسّنّ بالسّن،  واليد ياليد، والرّجل بالرّجل (تث 19: 21)؛

–       عنف في العلاقة بين إسرائيل والأمم (تث 7: 16)[22].

4. المسيحيّة بين المحبّة والعنف

تلتقي المسيحيّة مع اليهوديّة في القسم القديم من الكتاب المقدّس المعروف بالعهد  القديم، بيد أنّهما يختلفان بطريقة شرحه. والكتاب المقدّس لدى المسيحيّين لا تمكن  قراءتُه بطريقة حرفيّة وإلاّ أخطئ فهمه. فهو ليس كتابا منزلا بل موحى؛ والكاتب  المُلهَم عبّر عن اختبار شعبه بلغته ومفاهيم مجتمعه[23].

هناك مع ذلك، آيات عديدة في “العهد القديم” تندّد بالعنف: “لاَ تَتَسَلَّطْ  عَلَيْهِ بِعُنْفٍ، بَل اخْشَ إِلهَكَ” (لاويّين 25: 43)؛ “… فَلاَ يَتَسَلَّطْ  إِنْسَانٌ عَلَى أَخِيهِ بِعُنْفٍ”. (لاويّين 25: 46)؛ “الْمَرِيضُ لَمْ  تُقَوُّوهُ، وَالْمَجْرُوحُ لَمْ تَعْصِبُوهُ، وَالْمَكْسُورُ لَمْ تَجْبُرُوهُ،  وَالْمَطْرُودُ لَمْ تَسْتَرِدُّوهُ، وَالضَّالُّ لَمْ تَطْلُبُوهُ، بَلْ بِشِدَّةٍ  وَبِعُنْفٍ تَسَلَّطْتُمْ عَلَيْهِمْ” (سفر  حزقيال 34: 4).

أمّا العهد الجديد فيشجب العنف جملة وتفصيلا. يقول السّيّد المسيح في الموعظة  على الجبل: “طوبى للودعاء فانهم يرثون الأرض” (متّى 5: 4)؛ وأيضاً: “طوبى لفاعلي  السلام فانهم أبناء لله يدعون” (متى 5: 9)؛ وأيضاً: “سمعتم أنه قيل للأقدمين: لا  تقتل، فإنّ من قتل يستوجب المحاكمة، أما أنا فأقول لكم: إنّ كلّ من غضب على أخيه  يستوجب المحاكمة…” (متى 5: 21 و22)؛ وأيضاً :”وسمعتم أنه قيل: عين بعين وسنّ بسنّ.  أمّا أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشّرير. بل من لطمك على خدّك الأيمن، فقدّم له  الآخر أيضاً…” (متّى 5: 38)؛ وأيضاً، “سمعتم أنه قيل: أحبب قريبك وأبغض عدوّك. أمّا  أنا فاقول لكم: أحبّوا أعداءكم وصلّوا لأجل الذين يضطهدونكم…” (متى 5: 43).

وقد علّم الرسول بولس التّعليم عينه: “لا تكافئوا أحدا على شرّ بشرّ” (رومية12:  17)؛ وأيضاً: “باركوا الذين يضطهدونكم، باركوا ولا تلعنوا” (رومية 12: 14)؛ وأيضًا:  “سالموا جميع النّاس إن أمكن أو ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً” (رومية12: 18)؛ وأيضًا  “أما ثمر الرّوح فهو المحبّة والفرح والسّلام وطول الأناة واللطف والصّلاح والأمانة  والوداعة والعفاف” (غلاطية 5: 22 و23).

هذا التّعليم عن العنف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتّعليم عن المحبّة. فالعنف  مرفوض لأنّه يعكس موقفاً منافياً للمحبة. من رغب في إزالة الآخر من وجوده يشبه  القاتل ولو لم يقتل بالفعل: “كلّ من يبغض أخاه فهو قاتل” (1 يوحنا 3: 15)؛ ومن لا  يعتبر أنّ للآخر وجودًا مستقّلاًّ بل رام أن يسخّره عنوة لسيطرته، بعيد عن المحبّة  التي تقبل بالآخر كآخر، ولو لم يشاركنا في الجنس واللون والرّأي والمعتقد.

إلاّ أنّ المشكلة حدثت بعد المسيح. ففي أعقاب مجمع نيقيا الأوّل أعلن الإمبراطور  ثيودوسيوس الكبير (379-395 م) في 21 شباط – فبراير عام 380 ما يلي: “إنّ مشيئتنا  تقضي بأن تمارس جميع الشّعوب الخاضعة لإدارة عرشنا السّنيّ هذه الدّيانة التي كان  نقلها الرّسول الإلهيّ بولس إلى الرّومانيّين… إنّ أصحاب الرّأي المخالف يُنعتون  بالجنون… لا مواطن كاملا إلاّ المسيحيّ… أمّا الوثنيّون والزّنادقة والمرتدّون  واليهود فمنبوذون خارج الجماعة. إنّ الإمبراطور هو من يقرّر. إله واحد في السّماء  وإمبراطور واحد على الأرض. هو الحكم في كلّ وسائل الخلاف. فالحقائق الموحاة من الله  مكرّسة من الكنيسة ومؤيّدة بسلطان الدّولة”.

إنّه الخطأ الأوّل. تتحمّل مسؤوليّته الإمبراطوريّة لا الكنيسة. اعتقدت  إمبراطوريّة الرّوم بالحرب الدّفاعيّة. إلاّ أنّ الكنيسة الأولى كانت ترفض الحرب.  أمّا القدّيس يوحنّا فم الذّهب فنفى كلّ عمل عنفيّ باسم الله. والقدّيس باسيليوس  الكبير المتوفّي سنة 379، رفض رغبة الإمبراطور في أن يسمّى الجنود الذين قتلوا في  الحرب شهداء.

ثمّ، بدأ العنف بالغرب تحت ستار المسيحيّة لكنّه ليس عنف الكنيسة والعهد الجديد.  فنشأت محاكم التّفتيش الشّهيرة في العصور الوسطى. وأجبر “غير المؤمنين” على البقاء  في بيوتهم خلال الأعياد الكبرى[24]. إلاّ أنّ ذلك لم يكن موقف الكنيسة  الأولى. يقول أوريجينوس Origène (185-253) وهو من علماء الكنيسة الأولى:  “لا نأخذ السّيف ضدّ أمّة ولا نتعلّم الحرب أبدا”. وقال ترتليانوس  Tertullianus (حوالي 160 إلى 220 م) وهو أيضا من آباء الكنيسة: “ثمّة جنود  مسيحيّون كثر، لكنّهم يرفضون القتال”. هذه هي المبادئ المسيحيّة الأصليّة القديمة.  وعليه، إنّ الكنيسة في الشّرق لم تكن قطّ صليبيّة، ولم تدعُ إلى حروب صليبيّة، بل  هي بالأحرى ما انفكّت تحمل على منكبيها صليب الخلاص. لا قتال في سبيل الله في  المسيحيّة. أمّا حروب الفرنجة التي أطلق عليها بعض المستشرقين اسم “الصّليبيّة” فلم  تُشنّ جميعها بمباركة الكنيسة إلاّ الحملات الأولى منها، دفاعا عن الحجّاج  المسيحيّين والمقدّسات. وليس قبل أن تعرف البابويّة أنّ كنيسة القيامة في القدس قد  دُمّرت بالكامل على يد الخليفة الفاطميّ الحاكم بأمر الله. ثمّ عادت الكنيسة فيما  بعد إلى حبّها الأوّل؛ وقامت بنقد ذاتيّ صادق وجذريّ. فشجبت الحرب، إذ وعت الذّنب  التّاريخيّ الذي ارتكبه المسيحيّون، وهي تناضل اليوم ضدّ كلّ عنف جسديّ ونفسيّ، ولا  سيّما التّعذيب. إنطلاقا من قاعدة السّيّد المسيح الذّهبيّة: “من أخذ بالسّيف  بالسّيف يؤخذ”.

فالمجمع الفاتيكانيّ الثّاني الذي عقدته الكنيسة للتّجديد الذّاتيّ قد سعى إلى  تناسي الماضي الذي يشوبه الكثير من الأحقاد والمواقف العدائيّة نحو الدّيانات غير  المسيحيّة. ساد هذا الجوّ خصوصاً في القرون الوسطى، ولم يتوقف عند هذا الحدّ، بل  سجّل موقفاً تاريخيّاً شعاره الحوار والمحبّة انطلاقاً من الأمور المشتركة، ورابط  الأخوّة الشّاملة، الذي يجمع شمل أعضاء الأسرة البشريّة الواحدة. فالكنيسة  الكاثوليكيّة، التي تبشر بالمسيح وسيطاً وحيداً بين الله والإنسان، “لا تنبذ شيئاً  ممّا هو في هذه الدّيانات حقّ ومقدّس”، بل ترى فيه “قبساً من شعاع الحقيقة التي  تنير جميع النّاس”.

وعليه، قد رفضت الكنيسة الحرب على العراق رفضا قاطعا. إذ اعتبرها البابا  الطّوباويّ يوحنّا بولس الثّاني جريمة ضدّ الإنسانيّة. والبابا السّابق بنيديكتوس  السّادس عشر، عام 2011 في يوم السّلام العالميّ قال: “لا يمكن تبرير التّعصّب  والأصوليّة والممارسة المخالفة لكرامة الإنسان ولاسيّما إذا تمّ تنفيذها باسم  الدّين. لايمكن استغلال ممارسة الدّين أو فرضه بالقوّة”. أمّا البابا الإصلاحيّ  فرنسيس، فما انفكّ يعمل لأجل السّلام. وقد قال في لقائه الأخير مع أعضاء اللجنة  اللاهوتيّة الدّوليّة: إنّ الإيمان بإله واحد لا يتماشى مع العنف والتّعصّب. بل على  العكس، لأنّ طبيعته العقلانيّة للغاية تعطيه بُعدًا عالميًّا، يقدر على توحيد  النّاس ذويّ الإرادة الطّيّبة.”

5. الدّين الحنيف والفكر العنيف

لست عالما من العلماء المسلمين. فأنا لا أفقه القرآن نظيرهم، لكنّي على علم أنّه  لا توجد في النّصّ القرآنيّ أيّة لفظة لكلمة “عنف”. وفكرة الإسلام المبدئيّة  والأساسيّة في العلاقات بين البشر هي فكرة السّلم، والتّعاون على البرّ، والتّقوى،  في النّطاق الاجتماعيّ[25].

إنّ قصّة ابني آدم كما ترد في القرآن مهمّة جدّا في هذا السّياق، إذ لمّا همّ  أحدهما بقتل أخيه وقال له الثّاني: “لئن بسطتَ إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يديّ  إليك لأقتلك إنّي أخاف الله ربّ العالمين” (المائدة: 28). يذكّرني ذلك بقول السّيّد  المسيح: “من ضربك على خدّك الأيمن در له الأيسر”.

وقد كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن الجهاد والمجاهدين. إلاّ أنّ علاماء  الإسلام يعرفون أنّ الجهاد الحقيقيّ له أدبه وأصوله، فهو عندهم، ليس قتلا بدون  محاربة، كما لا يجوز رفع السّيف على إنسان لم يقاتل ولم يرفع سيفا. فالقرآن يقول:  “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ  يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ  اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” (الممتحنة 8…)؛ وثمّة نوع آخر من الجهاد:  “الشّاخص في طلب العلم كمجاهد في سبيل الله” (حديث مروي عن عليّ)[26]. كما  أنّ الشّريعة الإسلاميّة في الأصل سمحة وسهلة؛ وقال الإمام الباقر: “لا يعرض لي  بابان كلاهما حلال إلاّ أخذت باليسير، وذلك لأنّ الله يسير ويحبّ اليسير ويعطي على  اليسير ما لا يعطي على العنف”[27].

بَيْد أنّ الواقع لا يسير دائما على هذه القاعدة. فتاريخ الفتوحات الإسلاميّة  التي استمرّت أكثر من مئة عام في الحقبة الذّهبيّة، وشملت الإستيلاء على ثلث العالم  المتحضّر آنذاك ربّما تتطلّب شرحا وافيا ومقنعا من أصحاب الشّأن، لتوفيقها مع ما  يدعو إليه القرآن الكريم. وثنائيّة دار الإسلام ودار الحرب نظريّة لا ندري إذا كانت  لم تزل مرعيّة الإجراء في الفكر الإسلاميّ المعاصر. وهي تُعزى إلى القرنين الثّامن  والتّاسع للميلاد، حين ظهرت المدارس الفقهيّة الكبرى. فبالنّسبة إلى الفقهاء  الثّلاثة أبو حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل، علّة مشروعيّة القتال العدوان أو الخوف  منه، ويبدو أنّ الشّافعيّ تلميذ مالك قد انفرد بالقول إنّ علّة القتال أو مشروعيّته  الكفر. فكلّ دار يسود فيها الكفّار تجوز مقاتلتها. ونحن نعلم أنّ مالكا ما يقرّ مثل  هذا القتال. وأنّ سفيان الثّوريّ أحد أئمة المسلمين (97هـ161- هـ)  والمتصوّف  الفضيل ابن غيّاض (107هـ187- هـ) كانا يريان أنّ  العبادة أفضل من الجهاد. وفي مطلع القرن العاشر الميلاديّ على وجه التّقريب، كتب  الطّبريّ المؤرّخ المعروف ومفسرّ القرآن جزءا في الجهاد وأحكام الحرب والسّلم. ومن  الواضح أنّ الفرس والبيزنطيّين كانوا يسيطرون على أطراف الجزيرة. وإذا قلنا إنّ  المسلمين الأوائل حرّروا تلك الأطراف، فكيف نشرح ونبرّر احتلالهم مصر وأفريقية  الشّماليّة وبلاد الأندلس وسردينيا وصقلية  وآسيا الوسطى والقوقاز[28].

أمّا اليوم، فثمّة مناخ من العنف يطبع المسلمين. وهنا لا أعمّم. بيد أنّي أنقل  الواقع الذي بات يعرفه القاصي والدّاني. هناك عنف في اللهجة، والمفردات، والخطاب  الدّينيّ، والخطاب السّياسيّ، وفي أشكال السّلوك والتّصرّفات. وماذا نقول في العنف  المسلّح، والاغتيالات، وتفجير السّيارات المفخّخة، والخطف، والتّعذيب، والذّبح،  وقطع الرّؤوس… والاسترهان… ونسف السّفارات والمؤسّسات. هذا ما يشاهده الجميع  على شاشات التّلفزة وما يتداول به على طول صفحات التّواصل الاجتماعيّ. ممّا يثير  الخوف والرّعب والتّرهيب في قلب الآخر المختلف، وممّا يشوّه صورة الإسلام في  العالم.

فعندما تنجح الجماعة الدّينيّة في أن تكون مذهبا دينيّا، تسارع إلى العمل على  تقوية آليّة جهازها الإيديولوجيّ  القمعيّ غير التّسامحيّ لضمان استمراريّة من  انتمى إليها، وتستخدم في هذا آليّات عديدة منها: الرّدّة، التّكفير، الأمر بالمعروف  والنّهي عن المنكر، القتال والإكراه على الاستمرار في العضويّة، التّحقير  والتّهذيب…[29]. إنّه الواقع الإسلاميّ المرير في الكثير من الدّول  العربيّة والإسلاميّة. فيا ليتهم يقرأون ما قاله ابن رشد:  إنّ “أكبرعدوّ للإسلام  جاهل يكفّر النّاس”.

لسنا بوارد الوقوع في الإسلاموفوبيا كما يروّج البعض. إلاّ أنّنا كمسيحيّين  مشرقيّين ينتابنا الخوف ممّا نرى أحيانا، وممّا نسمع. فقد تحدّثت بعض الصّحف  التّركيّة[30] منذ فترة عن ترميم دير مهجور يعود الى القرن الخامس في  اسطنبول وتحويله إلى مسجد[31]، بينما يثير مشروع لتحويل كاتدرائية آيا صوفيا  مسجداً، جدلا كبيرا. ناهيك عمّا يحدث في سوريّا والعراق ومصر…

ربّما يكمن جزء من مشكلة المسلمين مع المسيحيّين، في عدم معرفتهم جيّدا للعقائد  الإيمانيّة المسيحيّة ولا يحاولون أن يعرفوها. وقد تكون مشكلة المسيحيّين مع  المسلمين، في أنّ الإسلام يصل إليهم مشوَّها على يد بعض المتشدّدين العنفيّين. إلاّ  أنّ اللاهوت المعاصر، قد اعتمد أسلوبا جديدا للوصول إلى الآخر المختلف؛ إذ لم تعد  مهمّة اللاهوت تحويل النّاس إلى المسيحيّة بل حملهم على الاهتداء إلى المسيح. كما  أنّ على المسلمين محاولة صياغة فِقههِم بلغة جديدة مقنعة، ليصل الى الأجيال الجديدة  المسلمة بثوب جديد، انطلاقا من مبدأ “لا إكراه في الدّين”.

6. فقه السّلم ولاهوت اللاعنف

إنّ المعضلة الكبرى التي نواجهها اليوم، هي إشكاليّة الحصريّة في الدّين أو على  الأقلّ عدم شرح بعض المعتقدات شرحا وافيا مُطَمْئِنا نظير مقولة “إنّ الدّين عند  الله الإسلام” أو “لا خلاص خارج الكنيسة الكاثوليكيّة” ممّا قد يكون سببا لفرض  الدّين بالعنف الإقصائيّ أو الإلغائيّ. و”إذا أردت أن تتحكّم بجاهل عليك أن تغلّف  كلّ باطل بغلاف دينيّ” على حدّ قول ابن رشد.

فالمطلوب معروف! وهو التّقارب، والتّلاقي، والتّحاور، والعقلنة. لأنّ الله يخاطب  الإنسان في عقله. وثمّة نصّ دينيّ إسلاميّ على ما يروي العلاّمة السّيّد حسين فضل  الله، يؤكّد أنّ العقل رسول من داخل كما أنّ الرّسول عقل من خارج؛ وهيغل بدوره يقول  “كلّ عقليّ هو واقعيّ وكلّ واقعيّ هو عقليّ”[32].

فلا نتحاسبنّ على أخطاء التّاريخ. ولنطهرنّ الذّاكرة والأفئدة من شوائب الأيّام  الغابرة. كلّنا في سفينة بشريّة مشرقيّة واحدة. إنّه لمن الانتحار بمقدار أن نتناحر  في وسط السّفينة، أو أن يحاول أحدنا ثقبها ثأرا أو كيديّة فنغرق كلّنا لأجل الجهل.  فلنعد النّظر بعظة الأحد وخطبة الجمعة ومجالس ليلة الخميس. ولنخاطبنّ عقول النّاس  لا مشاعرها. فالفتن التي تتخفّى في عباءات الدّين ورجاله تجارة رائجة جدّا في أزمنة  التّقهقر الفكريّ للمجتمعات.

المسيحيّة تحمل السّلام إلى العالم. كما جاء الإسلام دينا للسّلام بين شعوب  الأرض، وقد أوصى نبيّ المسلمين جيشه: “إنطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملّة رسول  الله، لا تقتلوا شيخا فانيا، ولاطفلا صغيرا ولا امرأة… وأصلحوا وأحسنوا إنّ الله  يحبّ المحسنين”… و”القتال كُرْهٌ لكم”. فالمنهج تجاه الحروب هو تجنّبها قدر  المستطاع، لأنّها استثناء، وإن حصلت فعلى المسلمين الصّبر والثّبات وعدم  التّجاوز[33]. ألم يقل القرآن الكريم: “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا  ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ  إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (سورة البقرة 208)! “فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم  وألقوا إليكم السّلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا” (النّساء 91). “وإن جنحوا  للسّلم فاجنح لها وتوكّل على الله” (الأنفال 10). فما ذنب معلولا إذاً، وما خطيئة  بعض الكهنة الذين خطفوا في بلاد الشّام أو نُحروا؟ وما ذنب الأسقفين المخطوفين؟ وما  هو ذنب الرّاهبات التّقيّات؟ ولم الإسلام الوسطيّ صامت؟ وأين تطبيق الآية الكريمة:  إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ  وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا  فَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (البقرة 62) وأين هم من خطبة نبيّ  المسلمين، التي أوصاهم فيها يوم حجّة الوداع، قائلا: “يا أيّها النّاس، ألا إنّ  ربّكم عزّ وجلّ واحد، ألا وإنّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربيّ على أعجميّ، ألا لا  فضل لأحمر على أسود إلاّ بالتّقوى”[34]. ممّا يتوافق مع ما جاء في نصّ  المجمع الفاتيكانيّ الثّاني أنّ “كلّ الشّعوب جماعة واحدة ولها أصل واحد لأن الله  هو الذي أسكن الجنس البشريّ بأسره على وجه الأرض كلّها”[35].

خاتمة

اختزل مارتن لوثر كينغ (Martin Luther King) العنف  في ثلاث نقاط مختلفة: الأولى هي توجّه اللاعنف الخالص الذي لا يستطيع اجتذاب  جماهير غفيرة بسهولة لأنّه يتطلّب انضباطا وشجاعة فائقتين؛ والثّانية هي العنف  الممارس دفاعا عن النّفس الذي تقبله كلّ المجتمعات، من أشدّها بدائيّة إلى أرقاها  ثقافة وتمدّنا، كسلوك أخلاقيّ وقانونيّ، ولم يحدث قطّ أنْ دِينَ مبدأ الدّفاع عن  النّفس حتّى عندما يشمل استعمال الأسلحة وسفك الدّماء؛ وغاندي نفسه أجاز هذا  السّلوك بالنّسبة إلى الأشخاص غير المتمكّنين من اللاعنف الخالص. أمّا الثّالثة فهي  المناداة بالعنف كوسيلة للتّقدّم، إذ يُمارَس بنحو منّظم ومقصود وعن معرفة، لأنّ  القوّة الكامنة في الجماهير المتظاهرة المنظّمة اجتماعيّا أعظم من قوّة الأسلحة  التي يحملها عدد من الرّجال اليائسين… إنّه عنف الإرادة الشّعبيّة التي تتّحد  لتطالب بحقوقها عبر الوسائل السّلميّة الدّيمقراطيّة. أمّا نحن فيروق لنا قول  الماهتما غاندي الرّائع: “اللاعنف هو أوّل أركان إيماني، وهو أيضا آخر أركان  عقيدتي.”… “رماني النّاس بالحجارة فجمعتها وبنيت بيتا”.

هلّموا نبني بيت الجماعة البشريّة الواحدة بالمحبّة والسّلام. كلّنا نسعى إلى  جنّة السّماء. إلاّ أنّه من الجهل بمقدار، أن ندمّر الأرض -وهي من صنع الله- لأجل  الجنّة الموعودة، فنخسر الإثنين معا.

هلّموا نجعل من الأرض جنّة، متمّمين بذلك مشيئة الله كما في السّماء كذلك على  الأرض.

المصادر والمراجع

–         الإيمان بين الثّقافة والعقيدة والسّلطة هل من رؤى؟ وفي  لبنان؟! وقائع المؤتمر الخامس والثّلاثين، في سلسلة الشّأن العام في قضايا  النّاس حاجات وأبحاث، تخطيط واستشراف، منشورات جامعة سيّدة اللويزة، لبنان،  2003؛

–         التّعليم المسيحيّ الكاثوليكيّ للشّبيبة، منشورات  مكتب الشّبيبة البطريركيّ، بكركي – لبنان، بيروت، 2012.

–         الدين والدّنيا في المسيحيّة والإسلام، أعمال الحلقة  الصّيفيّة الأولى، جامعة البلمند، 1996.

–         العنف حقائق وقضايا، منشورات جامعة سيّدة اللويزة،  زوق مكايل – لبنان، 2008.

–         العنف في النّصوص المقدّسة، أعمال المؤتمر اللاهوتي  الرّابع في الجامعة الأنطونيّة 26-27 حزيران 2009، منشورات الجامعة الأنطونيّة،  2010.

–         المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، الوثائق المجمعيّة،  نقلها إلى العربيّة يوسف بشارة، عبده خليفة، فرنسيس البيسري، طبعة ثالثة منقّحة،  ]د.م.[، 1989.

–         المصطفى، حسين علي: أدبيّات التّعايش بين المذاهب،  بيسان للنّشر والتّوزيع، بيروت – لبنان، 2013؛

–         المولى، سعود: في الحوار والمواطنة والدّولة  المدنيّة، دار المنهل اللبنانيّ، بيروت، 2012.

–         حروب الأديان وسلامها، إشكاليّة صورة الله، وقائع  المؤتمر السّابع والثّلاثين، في سلسلة الشّأن العامّ في قضايا النّاس، حاجات  وأبحاث، تخطيط واستراف، منشورات جامعة سيّدة اللويزة، زوق مكايل- لبنان، 2004؛

–         حوراني، عصام: العنف وتجلّياته في الفكر، منشورات  جامعة سيّدة اللويزة، زوق مكايل – لبنان.

–         سميح الزّين، غسان: المسألة اليهوديّة، بيسان للنّشر  والتّوزيع والإعلام، بيروت-لبنان، 2013.

–         معجم اللاهوت الكتابيّ، دار المشرق، بيروت-لبنان،  1988؛

–         مهاجراني، سيّد عطاء الله: التّسامح والعنف في  الإسلام، (ترجمة: سالم كريم)، رياض الرّيّس للكتب والنّشر، بيروت-لبنان،  2001.

–         فرادي، مارشال: مارتن لوثر كينغ، (ترجمة: سعيد  العظم) دار السّاقي، بيروت، لبنان، 2012؛

الأب فرنسوا عقل

[1]  راجع، الإيمان بين الثّقافة والعقيدة والسّلطة هل من رؤى؟ وفي  لبنان؟! وقائع المؤتمر الخامس والثّلاثين، في سلسلة الشّأن العام في قضايا النّاس  حاجات وأبحاث، تخطيط واستشراف، منشورات جامعة سيّدة اللويزة، لبنان، 2003، ص.  23.

[2]  المرجع نفسه، ص. 40.

[3]  راجع، التّعليم المسيحيّ الكاثوليكيّ للشّبيبة، منشورات مكتب  الشّبيبة البطريركيّ، بكركي – لبنان، بيروت، 2012، رقم، 3.

[4]  هو أبو هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكريّ ( ….. – بعد 395هـ  ؛ 1005م). فارسيّ الأصل، لغويّ وناثر وشاعر.

[5]  ولد في البصرة حوالي سنة 110هـ. هو من أئمة العلم بالأدب واللغة،  ترك نحو 200 مؤلف، مات حوالي سنة 209 هـ  .

[6]  هو أبو الحسن محمد بن أبي ذر يوسف العامريّ النّيسابوريّ له مؤلّفات  عديدة في علم العقيدة والأديان وشرح القرآن. ولد في مطلع القرن الرّابع   الهجريّ   ومات حوالي سنة 381 هـ.

[7]  راجع، رضوان السّيّد، “الدّين والدّنيا”، في الدين والدّنيا في  المسيحيّة والإسلام، أعمال الحلقة الصّيفيّة الأولى، جامعة البلمند، 1996، ص.  27-30.

[8]  محمّد الباقر (57 هـ / 979م114 هـ / 732م) ويكنّى بأبي جعفر من كبار علماء  الإسلام، له عدة أحاديث في الصّحيحين  وهما من كتب الحديث عند أهل  السّنة، وهو الإمام الخامس عند الشّيعة الإماميّة (الإثنا  عشريّة) و(الإسمعاليّة).

[9]  راجع، عبد الجبّار الرّفاعي، تحرير الدّين من الكراهيّة، وقائع  المؤتمر السّابع والثّلاثين، حول “حروب الأديان وسلامها، إشكاليّة صورة الله”، في  سلسلة الشّأن العامّ في قضايا النّاس، حاجات وأبحاث، تخطيط واستراف، منشورات جامعة  سيّدة اللويزة، زوق مكايل- لبنان، 2004، ص 77.

[10]  (15881679) فيلسوف وعالم رياضيّات  إنكليزيّ.

[11]  العنف حقائق وقضايا، منشورات جامعة سيّدة اللويزة، زوق مكايل –  لبنان، 2008، ص. 27-30

[12]  فيلسوف يونانيّ (610- 546 ق.م.).

[13]  فيلسوف يونانيّ (576-480 ق. م.).

[14]  راجع، سعود المولى، في الحوار والمواطنة والدّولة المدنيّة، دار  المنهل اللبنانيّ، بيروت، 2012، ص. 459.

[15]  فيلسوف يونانيّ شهير (469-399 ق.م.).

[16]  راجع، سعود المولى، في الحوار والمواطنة…، ص. 460.

[17]  فيلسوف ألمانيّ كلاسيكيّ (1770-1831).

[18]  راجع، سعود المولى، في الحوار والمواطنة…، ص. 462-464.

[19]  راجع، غسان سميح الزّين، المسألة اليهوديّة، بيسان للنّشر  والتّوزيع والإعلام، بيروت-لبنان، ص. 94.

[20]  راجع، معجم اللاهوت الكتابيّ، دار المشرق، بيروت-لبنان، 1988، ص.  571.

[21]  راجع، غسان سميح الزّين، المسألة اليهوديّة…، ص. 109-119.

[22]  راجع، إميل عقيقي، العنف في التّوراة الشّفهيّة، أعمال المؤتمر  اللاهوتي الرّابع في الجامعة الأنطونيّة 26-27 حزيران 2009، حول “العنف في النّصوص  المقدّسة”، منشورات الجامعة الأنطونيّة، 2010، ص. 103.

[23]  راجع، جوزف نفّاع، إشكاليّة العنف في الأسفار التّاريخيّة، أعمال  المؤتمر اللاهوتي الرّابع في الجامعة الأنطونيّة…، ص. 82.

[24]  راجع، جورج ناصيف، في الهرطقة والعنف داخل الكنيسة، وقائع المؤتمر السّابع  والثّلاثين…، ص. 49-52.

[25]  راجع، سعود المولى، في الحوار والمواطنة…، ص. 465

[26]  المصدر نفسه، ص. 475.

[27]  راجع، سيّد عطاء الله مهاجراني، التّسامح والعنف في الإسلام،  (ترجمة: سالم كريم)، رياض الرّيّس للكتب والنّشر، بيروت-لبنان، 2001، ص. 44.

[28]  راجع، رضوان السّيّد، العنف الدّينيّ تجاه الآخر، وقائع المؤتمر  السّابع والثّلاثين… ص. 59-64.

[29]  راجع، أبو بكر أحمد باقادار، العنف الدّينيّ من الدّاخل…، ص  53-57.

[30]  صحيفة “حريت دايلي نيوز” وهي تصدر بالانكليزية.

[31]  دير ستوديون. تأسّس عام 462 وهو من أهمّ الأديار في  القسطنطنيّة.

[32]  راجع، المصدر، ص 71.

[33]  راجع، حسين علي المصطفى، أدبيّات التّعايش بين المذاهب، بيسان  للنّشر والتّوزيع، بيروت – لبنان، 2013، ص. 256.

[34]  راجع، محمّد سليم العوّا، الوحدة الإنسانيّة والتّعدّد الدّينيّ  وجهة نظر إسلاميّة،  وقائع المؤتمر السّابع والثّلاثين…، 2004، ص. 60.

[35]  راجع، المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، في عصرنا. بيان حول “علاقة  الكنيسة بالدّيانات غير المسيحيّة”، رقم 1.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).