أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | الذكرى الـ 50 لرحيل كامل مروة: حياته في صوَر الحنين إلى عبق التاريخ في قصص الصحافة والخبر
الذكرى الـ 50 لرحيل كامل مروة: حياته في صوَر الحنين إلى عبق التاريخ في قصص الصحافة والخبر
لحظات من حياة أشرفت على "بيت الأناقة".

الذكرى الـ 50 لرحيل كامل مروة: حياته في صوَر الحنين إلى عبق التاريخ في قصص الصحافة والخبر

أطلَّ طيف التاريخ العَريق، بإبتسامَته العارفة وذاك النُبل الذي يليق بأيام العزّ، في إفتتاح معرض “كامل مروّة – الذكرى الخمسون: حياته في صُور” لمؤسّسة كامل مروّة في “سوق الذهب” وشارع “فخري بك” في أسواق بيروت.

كانت عودة إلى زَمَن أشرَفَ ذات يوم على “بيت الأناقة”، فكانت للكَلِمة إمبراطوريّتها، وكانت للحوادث “طريقها المُشجّر”، وكانت الأصالة “طَقس” من طقوس الأيام العابقة بالتألّق. كامل مروّة ذاك الراقي الذي أسّسَ جريدتي “الحياة” و”ذا دايلي ستار”، وعُرِفَ بأسلوبه السهل المُمتَنِع وتمكّن من أن يكتُبَ 3 مقالات وتحليلات سياسيّة يوميّاً، كان الحاضر المُكَرَّم الذي أعطى الُرقيّ وجهه الحقيقيّ. وكان بديهياً أن يكون المُجتمع المُخمليّ الشاهد على مُحتويات المعرض التي تنتمي إلى أرشيف “خطير” حافظت عليه عائلة مروّة. وعَمل نجلا الراحل كريم ومالك خلال شهرين ونصف الشهر على إختيار المواد الأكثر قدرة على إختصار الحنين إلى حياة “تعبق” في سطورها قصص شاهقة مَفطورة على الإبداع. وإلى الصور التي تَعكُسُ فترات زمنيّة وحقبات لها “حَديثُها” الفاتن، يضم المعرض صَفحات من جريدة “الحياة” تتوزّع على أكثر من 80 لوحة تحتوي أيضاً على إعلانات تَعكُسُ “إنشغالات” تلك الحَقَبة.
يستمرّ المَعرَض حتى الثالث من حزيران، وهي مُناسبة لإحياء الذكرى الخمسين لاغتيال كامل مروّة (1915 – 1966) الذي دَخَلَ عليه في يومه الأخير رجلاً أطلقَ طلقتان من مُسدس كاتم للصوت فأصابه بصدره. ولكن مروّة لم يستسلم للموت بلا صراع بل وَقَفَ على رجليه وتعاركَ مع القاتل قبل أن يهوي إلى الأرض. ومن خلال هذا المَعرض الغني بلحظاته، يعود الزائر إلى لبنان الجميل الذي عَرِفَ أن يُراقص زهو الحياة بكل جوانبها.
وُلد كامل مروّة في 19 كانون الثاني 1915 إبان الحرب العالميّة الأولى في بلدة الزراريّة في جنوب لبنان. ومنذ أيامه الفتيّة كان مُبدعاً في الكتابة وميله إلى الصحافة واضحاً. أكمل دراسته الإبتدائيّة في مدرسة المقاصد في صيدا ثم إلتحق بمدرسة “جيرارد” للأميركان. وكان تلميذاً مُتفوّقاً وبَرَعَ في الّلغات العربيّة والإنكليزيّة والفرنسيّة. حَصل عام 1932 على منحة محدودة لمُتابعة تحصيله العلميّ في الجامعة الأميركيّة في بيروت. ولكن رحيل والده المُبكر دفعه إلى التخلّي عن دراساته العليا لضيق الحال. إنضمّ بدايةً إلى جريدة “النداء” لصاحبها كاظم الصلح ثم إنتقل إلى جريدة “النهار” عندما اسّسها جبران تويني الجدّ عام 1934. ومع إندلاع الحرب العالميّة الثانية عام 1939 أصدرَ مجلّة “الحرب الجديدة المُصوّرة” لتغطية أخبار المعارك في أوروبا. أصدرَ العدد الأول من جريدة “الحياة” مَطلع عام 1946 وتميّزت الصحيفة بكونها كانت تُطبَع وتوزّع باكراً عند الفَجر في وقت كانت مُعظم الصُحف في بيروت تصدر عند الظهيرة. عام 1952 أصدَرَ مروّة صحيفة “ذا دايلي ستار”. وكانت حياته الشخصيّة زاخرة بالّلقاءات الاجتماعيّة حيث جَعَلَ من بيته في بيت مري (التي إنتقل للعيش فيها عام 1959)، مَقصداً اجتماعيّاً وسياسيّاً حُكي في أناقته الكثير.
صحيح أن الصور المعروضة في “سوق الذهب” تُعتبر نُزهة حقيقيّة في رواق التاريخ، بيد أن الأخبار المنشورة في مُختلف التواريخ في جريدة “الحياة” تُشكّل وقفة محوريّة في زيارة المعرض. ولدى الوقوف أمامها تُزيّن الوجه إبتسامة “رضيّة” تقول الكثير في ذاك الزمن الجميل. ففي هذا الخبر هو رحيل المُغني الفرنسي الكبير جوني هاليداي من لبنان بعد فَشَل كل المُحاولات في إقناع كمال جنبلاط للسماح له بأن يُقدّم حفلته الموسيقيّة. وفي ذاك، هي نُزهة الأسطورة السياسيّة ونستون تشرشل في بيت مري أثر زيارة له إلى لبنان. وهُنا هو وَلَع الملك حسين بالسيّارات. وفي هذه الزاوية من الصحيفة هي النجمة الهوليووديّة كيم نوفاك تزور لبنان. وخبر وفاة العالم أينشتاين يتصدّر الصفحة الأولى عام 1955. جمال تاريخ تلك الأيام التي ولّت مُبتَسمة، يكمن في كونه لم يُكتَب بسرعة بل أُعطي حَقّه تماماً كما هو الحال مع المعرض – الحَدَث.
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).