أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي بعيد العنصرة: العودة الى الدستور مدخل انتخاب رئيس
الراعي بعيد العنصرة: العودة الى الدستور مدخل انتخاب رئيس
الراعي يحتفل بقداس عيد العنصرة

الراعي بعيد العنصرة: العودة الى الدستور مدخل انتخاب رئيس

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد العنصرة على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، حنا علوان وعاد ابي كرم، خادم رعية سيدة لورد غادير الأب روبير دكاش ولفيف من الكهنة، في حضور سفير هنغاريا في لبنان لازلو فارادي على رأس وفد من هنغاريا، قائمقام كسروان – الفتوح جوزف منصور، رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم، عضو حاكمية شيكاغو تونيا خوري المرشحة للانتخابات النيابية في الولايات المتحدةالاميركية، السفير السابق شربل اسطفان، المحافظ السابق نقولا ابو ضاهر، وفد من رعية سيدة لورد غادير للاحتفال باختتام يوبيل 25 سنة على تكريس مزار القديسة ريتا، وفد من اذاعة صوت المحبة التي تحتفل بعامها الثاني والثلاثين ووفد من “تيلي لوميار” يحتفل بيوبيله الفضي لمرور 25 سنة على تأسيسه، وفد من مستوصف غادير وحشد من المؤمنين، وخدمت القداس جوقة سيدة الوردية – غادير.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان “وأنا أسأل أبي فيعطيكم برقليطا آخر، روح الحق”(يو 14: 15)، قال فيها: “تحتفل الكنيسة اليوم بعيد حلول الروح القدس على المؤمنين والكنيسة، المعروف بعيد العنصرة. وفي مثل هذا اليوم تم وعد الرب يسوع للذين أحبوه وحفظوا وصاياه، إذ قال لهم: “إن تحبوني، تحفظوا وصاياي. وأنا أسأل الآب فيعطيكم برقليطا آخر مؤيدا يكون معكم إلى الأبد، هو روح الحق” (يو14: 15).
بحلول الروح القدس اكتمل تحقيق مراحل تصميم الله الخلاصي، وانجلى سر الله الواحد والثالوث: الآب الخالق، والابن الفادي، والروح القدس متمم ثمار الفداء والخلاص. إله واحد في الطبيعة، ومثلث في الأقانيم الظاهرة في الأعمال”.

أضاف: “يسعدنا أن نحتفل بهذا العيد، ونلتمس حلول الروح القدس علينا بمواهبه السبع: فينير عقولنا وإيماننا بمواهب الحكمة والعلم والفهم؛ ويشدد إراداتنا ورجاءنا لكي نحسن خياراتنا ونصمد فيها بموهبتي المشورة والقوة؛ ويذكي المحبة في قلوبنا بموهبتي التقوى ومخافة الله”.

وتابع: “يطيب لنا في المناسبة أن نحيي رعية سيدة لورد غادير الحاضرة معنا، بكاهن الرعية الخوري روبير الدكاش والكهنة معاونيه، وسائر أبناء الرعية وبناتها، للاحتفال باختتام يوبيل الخمس وعشرين سنة على تكريس مزار القديسة ريتا. وكان ذلك في 21 أيار 1990. وبعد ثلاث سنوات تأسست جماعة “نحلات القديسة ريتا”، حول مزارها للصلاة والتأمل بفضائلها والسعي إلى عيشها في الحياة اليومية. وقد تكرس أعضاؤها لأعمال إنسانية وخيرية لدى العائلات المعوزة، وفي دور اليتامى والمسنين، من بعد أن كانوا يعنون بالمزار قبل تكريسه. إننا نهنىء جميع أبناء رعية سيدة لورد غادير وبناتها، بعيد القديسة ريتا شفيعتهم الذي عيدته الكنيسة أول من أمس. وهم يعرفون كم فاض عليهم من خير ونعم بشفاعتها، فيما كانوا يلجأون إليها في الظروف الصعبة والحرجة. وقد اعتادوا على أن يجتمعوا في مزارها لتكريمها في مساء كل يوم خميس”.

أضاف: “نحيي في عيد العنصرة إذاعة صوت المحبة التي تحتفل بعامها الثاني والثلاثين، وتلفزيون تيلي لوميار الذي يحتفل بيوبيله الفضي، بمرور 25 سنة على تأسيسه. ويسعدنا أن نحيي ضيوفا كراما من هنغاريا، السفير الهنغاري في لبنان السيد Varadi Laszlo ، ورئيس جامعة Pazmany Péter الكاثوليكية في Budapest الأب الدكتورSzuromi، وهو في زيارة أكاديمية إلى جامعة الروح القدس، الكسليك، التي تحتفل بعيدها في عيد العنصرة. وبصحبتهم سفيرنا السابق في Budapest السفير شربل إسطفان وعائلته”.

وقال: “أنا أسأل الآب في هبكم معزيا آخر يقيم معكم إلى الأبد” (يو14: 16). عندما كان المسيح مع التلاميذ، لم يحل الروح. ولكن بعدما مات على الصليب وأزال الخطيئة، أتى الروح ليحقق ثمار الفداء في كل إنسان، ويعطي القوة للرسل ويشجعهم في أداء الشهادة والرسالة. إنه المعزي الآخر بالنسبة إلى الأول الذي هو المسيح. فما دام المسيح معهم عاشوا في الطمأنينة والاتكال عليه. أما وقد غادرهم، صاروا عزلا وضعفاء وخافوا. فشوقهم لاستقبال الروح”.

وتابع: “الروح القدس المعزي وروح الحق هو الذي يحقق فينا الولادة الجديدة، ويجري تحولات في الأشخاص وفي الجماعة، يذكر بها قداسة البابا فرنسيس، فيقول: على مستوى الأشخاص، يعطي الروح الشجاعة والصمود، ويحول الإنسان الخائف إلى شجاع يعلن بجرأة سر المسيح وقيم الإنجيل. وعلى مستوى الجماعة، يخلق الوحدة والتناغم بين أعضائها من جهة، كما فعل بالجماعة المسيحية الأولى، إذ “كان المؤمنون قلبا واحدا ونفسا واحدة (أعمال 4: 32)، ويوجه إلى خير جميع أعضائها، من جهة ثانية، كما يشير كتاب أعمال الرسل: “فلم يكن بينهم محتاج، ولا أحد كان يعتبر أن ما يخصه هو ملكه وحده. فكانوا يتشاركون ثمار ما يملكون (راجع أعمال 4: 32). ومن ناحية أخرى يوطد فينا الروح القدس فضيلة الصبر لتحمل المشكلات والصعوبات والنميمة والإساءة وخسارة شخص عزيز ، أو أي نوع من أنواع الألم الحسي أو المعنوي”.

أضاف: “يربط الرب يسوع بين محبته وعطية الروح القدس. فدعا إلى محبته بالمحافظة على وصاياه وطاعتها، لا بالكلام، بل بالأعمال الصالحة، وبالإصغاء الدائم لِما يقوله لنا في الانجيل، وعبر حاجات المجتمع ونداءاته. نحن نعرف إذا كان الروح القدس ساكنا في قلوبنا، عندما نحفظ وصايا الله وتعليم الإنجيل والكنيسة. بحفظها نحب الله وجميع الناس، ونصنع الخير ونصمد فيه وفي قول الحقيقة، مهما اشتدت الصعوبات والإغراءات المعاكسة. فالروح القدس يجردنا من ذواتنا وحساباتنا الصغيرة، ويولِد فينا القوة الداخلية والشجاعة في الشهادة المسيحية والصدق في القول والعمل. هذه هي ميزة القديسين”.

وتابع: “القديسة ريتا، بشخصيتها وفضائلها، هي من صنع الروح القدس الساكن فيها، وهي لنا خير مثال. فقد ولدت بوحي من الملاك الذي أعطاها أيضا اسم ريتا. فأشرق وجهها بنور سماوي يوم معموديتها في شهر أيار 1381. وذات يوم وهي طفلة وضعتها أمها تحت شجرة بالقرب منها، وراحت تعمل في الأرض، وإذا بها ترى منظرا عجيبا: مجموعة من النحل تدخل إلى فم الطفلة وتخرج بشكل مستمر، فكان النحل يدهن حلق الطفلة بالعسل، وهي كانت تتذوقه بفرح. وإذ جاء فلاح يحاول إبعاد النحل بحركة من يده المصابة بداء شفيت يده. وظل نوع من النحل الذي لا يلدغ معششا في جدران الدير في Caccia من جيل إلى جيل. وقد أصبحت القديسة ريتا شفيعة الأطفال وحاميتهم من كل ضرر وشر”.

أضاف: “اختبرت ريتا الحياة الزوجية الصعبة، إذ دبر لها والداها زوجا حاد الطبع، فيما كانت هي تود اعتناق الحالة الرهبانية. تحملت الكثير من الآلام المعنوية إذ كان يسيء معاملتها جدا، شتما وضربا. انجبت ولدين، وسهرت على تربيتهما الروحية والأخلاقية، لكن الله امتحنها بهما من جديد، إذ سارا على طريقة أبيهما بشراسة الطبع. وكانت مرحلة جديدة من جلجلتها بمقتل زوجها، ومحاولة ابنيها الأخذ بالثأر، فيما كانت تردعهما عن هذه الخطيئة. فصلت إلى الله أن يأخذهما إليه وألا يسمح بأن يرتكبا جريمة القتل. استجاب الله صلاتها، فمرض الابنان وماتا. لذا أصبحت القديسة ريتا شفيعة لكل أم في حالاتها الصعبة، حالة العنف الاسري الممقوت الذي يجب أن يوضع له حد بقوانين صارمة، وقد ودعنا في الأسبوع الفائت أما قتلها زوجها عنفا هي المرحومة ساره الأمين. إننا نعزي أولادها وأهلها. وأصبحت شفيعة للوالدين في صعوبة تربية أولادهم، وشفيعة لكل زوجة مترملة وأم ثكلى، وشفيعة الشبيبة ومثالهم في عيش جمال حياتهم المسيحية”.

وتابع: “بعد ترملها وفقدان ولديها، حاولت ريتا أكثر من مرة دخول دير راهبات القديس أغسطينوس في بلدة Caccia بالقرب من قريتها Rocca Porena. فكانت تلقى الرفض لأنها متزوجة وليست بتولا. لكنها أُدخلت إليه بطريقة عجائبية برفقة ثلاثة قديسين شفعائها: يوحنا المعمدان وأغسطينوس ونقولا da Tolentino، وكانت بعمر 32 سنة. فعاشت حياة رهبانية مثالية. وأصبحت شفيعة المكرسات والمكرسين”.

أضاف: “تميزت حياتها الرهبانية بآيات عكست حضور الله فيها وعمل الروح القدس. نذكر منها ثمرة طاعتها البطولية، وقد راحت تنفذ أمر رئيستها بسقي جذع شجرة يابس في حديقة الدير. فتممت الأمر وواظبت على ري هذا الجذع في كل يوم، حتى عادت إليه النضارة وأصبح كرمة ما زالت قائمة في حديقة الدير. كما نذكر الشوكة التي طارت من إكليل المسيح المصلوب واستقرت في جبينها بآلام مبرِحة على مدى خمس عشرة سنة. وكيف شفاها الله من جرحها وآلامها لتتمكن من الذهاب إلى روما للمشاركة في سنة اليوبيل المقدسة 1450 التي أعلنها البابا نيقولا الخامس. ثم ما إن رجعت إلى الدير حتى عادت الشوكة والجرح إلى جبينها مع الألم. فهي كانت تطلب من المسيح الفادي أن يُشركها بآلام الفداء. هي القديسة ريتا شفيعة المتألمين.
ونذكر زهرة الورد. فعندما كانت مقعدة زارتها إحدى جاراتها في قرية Rocca Porena. وكان شهر شباط والثلج يغطي أرض القرية، فطلبت منها الأخت ريتا أن تأتيها بزهرة ورد من الحديقة قرب بيتها. فظنوها في حالة ضياع. لكن المرأة ذهبت ووجدت قمر ورد يعلو فوق الثلج، فحملته إليها. ولذا أصبح الورد رمز القديسة ريتا، رمز الحب والنعم الإلهية.
لكل هذه الأسباب والأعاجيب التي أجرتها في حياتها، لقبت “بشفيعة الأمور المستعصية والمستحيلة”.
أجل، كان الروح القدس ساكنا في داخلها، ويوجهها بإلهاماته. هو الحاضر في كل خطوة من خطوات يومها. فقبل ثلاثة أيام من موتها، تراءى لها الرب يسوع بصحبة مريم العذراء، وقال لها: “بعد ثلاثة أيام ، يا حبيبتي، سوف تأتيني، فتتمتعي بمجدي”. فكان أن أسلمت الروح في 22 أيار 1457، وأصبحت شفيعة المنازعين. ولذا، يرى كل إنسان، في جميع مراحل حياته وحالاتها، وجهه في وجه القديسة ريتا المحبوبة من الجميع”.

وقال: “في عيد العنصرة، حل الروح القدس على البشر، لكي يجمعهم بقوة بالحقيقة والمحبة، ولكي لا يعيشوا “برج بابل” جديدا بخلافاتهم وابتعادهم عن الله وروحه وكلامه؛ وفي عيد القديسة ريتا شفيعة الأمور المستعصية والمستحيلة تنفتح قلوبنا على الرجاء بقدرة الله وعنايته، ونشعر بالحاجة المطلقة للعودة إلى الحقيقة والمحبة”.

وختم الراعي: “إننا نصلي من أجل المسؤولين السياسيين في لبنان، وبخاصة من أجل الكتل السياسية والنيابية، لكي يعودوا إلى حقيقة الدستور والميثاق الوطني، وإلى رباط المحبة التي تجمع وتبني، فيتمكنوا من القيام بواجبهم الوطني في إيجاد مخرج لأزمة الفراغ في سدة الرئاسة الذي يطوي سنة كاملة في هذا اليوم، وينتخبوا رئيسا للبلاد، فيخرجون هم والبلاد من “برج بابل” الجديد الذي يعيشونه. فلا جدوى من التراشق بالتهم، ومن تجنب الحوار الوطني المسؤول والصريح، ولا من الادعاء بالموقف الفردي وكأنه وحده الصواب ورفض أي موقف مغاير ورأيٍ آخر. ينبغي الإقرار بخطأ أساسي هو مخالفة الدستور المتمادية. من دون هذا الإقرار، لا تستطيع الكتل السياسية والنيابية إيجاد الحل. وليعلموا أن المدخل الرئيسي لانتخاب الرئيس إنما هو العودة إلى الدستور واستلهامه في كل مبادرة فعلية ومنطقية من شأنها أن تؤدي إلى الحل المنشود. ونصلي في هذا الوقت من أجل أن يحل الروح القدس، روح السلام، على البلدان التي تعاني من ويلات الحرب والدمار والقتل والتهجير، في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وسواها، وأن يمس بناره، نار الحقيقة والمحبة، ضمائر أمراء الحرب والمتحاربين، لكي يرموا السلاح ويلجأوا إلى الحل السلمي بالحوار والتفاوض، ويعملوا على إحلال سلام عادل وشامل ودائم في هذه البلدان المتألمة. ويا رب، إليك نرفع، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سلطانة السلام، وبشفاعة القديسة ريتا، نشيد الاستغفار والتسبيح والتماس رحمتك، أيها الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

وفي الختام، ترأس الراعي رتبة تبريك الماء.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).