أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي في عيد الغطاس: نجدد النداء للخروج من المصالح الذاتية والفئوية والقيام بواجب بناء الدولة الذي يبدأ بانتخاب رئيس
الراعي في عيد الغطاس: نجدد النداء للخروج من المصالح الذاتية والفئوية والقيام بواجب بناء الدولة الذي يبدأ بانتخاب رئيس
البطريرك الراعي

الراعي في عيد الغطاس: نجدد النداء للخروج من المصالح الذاتية والفئوية والقيام بواجب بناء الدولة الذي يبدأ بانتخاب رئيس

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم في بكركي قداس عيد الدنح المجيد أو الغطاس، عاونه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان والابوان ايلي خوري وبول كرم، في حضور النائبين روبير غانم وجيلبيرت زوين وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد القداس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “لما اعتمد يسوع، وفيما كان يصلي، إنفتحت السماء”، (لو 3: 22)، قال فيها:”تحتفل الكنيسة اليوم بعيد معمودية يسوع المعروف بعيد الغطاس باللفظة العربية، وهو عيد ظهوره للعالم إلها أقنوما ثانيا من الثالوث الأقدس، المعروف بعيد الدنح باللفظة السريانية-الآرامية. العيد واحد بوجهين: يسوع يقبل معمودية يوحنا للتوبة ويمتلىء في بشريته من الروح القدس، ويعلن للعالم بألوهيته، ويعلن معه الثالوث القدوس: الآب بالصوت، والابن بشخص يسوع، والروح القدس بشبه الحمامة التي استقرت فوق رأسه. في هذا العيد نتذكر هويتنا كمعمدين بالماء والروح، ورسالتنا كمعلنين وجه المسيح في العالم”.

أضاف: “يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية التي نحيي فيها عيد معمودية يسوع ودنحه، وفي الوقت عينه نتذكر معموديتنا ونجدد مواعيدها. في هذا العيد نقيم رتبة تبريك الماء، ليكون بركة في بيوتنا وحماية لنا ولعائلاتنا. بهذا العيد نختتم الأعياد الميلادية التي شملت حياة يسوع الخفية في الناصرة من ميلاده حتى بلوغه عمر الثلاثين. فاعلن للعالم إلها وإنسانا بمعموديته، وبدأ في اليوم التالي رسالته الخلاصية وحياته العامة”.

وتابع: “إننا نلتمس نعمته لكي على مثاله نخرج من هذه الأعياد مجددين في الإيمان وملتزمين برسالتنا المسيحية في عائلاتنا ومجتمعاتنا والوطن. إنها الرسالة التي استودعنا إياها المسيح الرب في الميلاد: رسالة السلام والرجاء، رسالة التواضع والمحبة، رسالة الأخوة الشاملة بين الناس. هو الله يعتني بالبشرية ولم يهملها، فتجسد لكي يتحد بكل إنسان، ويكون رفيقَ طريقه في هذه الدنيا ليقطعها بأمان وفرح وسعادة ويبلغ إلى ميناء الخلاص. لقد صار الإله إنسانا لكي يؤله الإنسان. إن طريقَنا، بعد تجسد الإله، طريق تصاعدي نحو الله على سلم القيم الروحية والمحبة للجميع والسلام في داخل الذات ومع كل الناس. إنه طريق الاهتمام والعناية بعضنا ببعض”.

وقال: “إننا نحيي كل الذين يتفانون في البيت وفي المجتمع وفي الدولة، معتنين بكل مَن هم في حاجة بداعي المرض أو الشيخوخة أو الفقر أو اليتم أو أيٍ من الحاجات الخاصة الأخرى. ما أكثر هؤلاء الضعفاء والمعوزين ماديا واقتصاديا ومعيشيا! وما أكثر المحرومين واللاجئين والمطرودين من أوطانهم بسبب الحروب والاعتداءات والعنف والإرهاب! وما أكثر المرغمين على الهجرة، المقتلَعين من أرضهم ودفء بيوتهم وتاريخهم، سعيا إلى إيجاد عمل وتوفير حياة كريمة في أوطان غريبة بداعي الأزمات الاقتصادية والإنمائية والأمنية!”

وتابع: “إننا نجدد النداء إلى الجماعة السياسية في لبنان للخروج من دائرة المصالح الذاتية والفئوية، ومن حالة “لحس المبرد”، وتقوم بالواجب المبرِر لوجودها، وهو بناء دولة المؤسسات التي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، والتفاني في توفير الخير العام الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي والأمني. فنقول للكتل السياسية والنيابية أن الشعب اللبناني يرفض بالمطلق هذا النوع من العمل السياسي الهدام للدولة ولمصالح المواطنين، ويرفض طي سنة ثانية من دون رئيس للبلاد. فأمام انتخاب رئيسٍ للجمهورية تسقط جميع الاعتبارات، والترفيهات والتسليات السياسية. وينبغي أن تتفكك أغلال الأسر داخل قضبان المواقف المتحجرة والمصالح الضيقة. ويجب أن يتوقف الرهان السرابي على الخارج أو التلطي وراءه في أحداثه القديمة وتلك المستجدة. فهذا دليل عجز عن القرار من جهة، ودليل حسابات ضيقة من جهة أخرى”.

أضاف: “نناشد حكام الدول في العالم العربي والأسرة الدولية العمل الجدي على إيقاف الحروب الدائرة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، وتجنب حرب جديدة بين المملكة العربية السعودية وإيران، رحمة بالمواطنين الآمنين في هذه البلدان، وإدراكا وإيقافا لمشروع “الشرق الأوسط الجديد”. ونناشدهم العمل على إيجاد الحلول السياسية السلمية القائمة على العدالة وحقوق الجميع؛ وعلى إعادة جميع النازحين واللاجئين والمهجَرين والمخطوفين إلى بيوتهم وممتلكاتهم. إن البشرية تشجب وتدين كل ممارسة سياسية من دول عظمى تتلاعب بمصير شعوب الأرض وتحرمها من رغد العيش، وتذكي الحروب لأهداف اقتصادية واستراتيجية وسياسية، وكأنها وجدت للقهر والحرمان. وفي كل ذلك عداوة منها لله ورسومه ووصاياه”.

وتابع: “لما اعتمد يسوع، وهو يصلي انفتحت السماء” (لو 3: 22). التمس يسوع معمودية يوحنا ماشيا مع الخطأة التائبين، لا لأنه خاطىء وبحاجة إلى توبة، بل لكي يتضامن مع الخطأة والضعفاء، ويتوب باسمهم، ويصالحهم مع الله. فهو “الحمل الذي يحمل خطيئة العالم” (يو1: 29)، ويغسلها بدمه المراق على الصليب.
كانت معمودية يوحنا بالماء بمثابة تهيئة لمعمودية يسوع “بالروح القدس والنار، وبالروح القدس والماء”. فالروح بالمعمودية يطهر وينقي من الخطيئة ويتلفها، تماما كما تفعل النار؛ ويغسل الخطيئة وأدناسها ويعطي الحياة الجديدة، كما يفعل الماء”.

وختم الراعي: “يوم معمودية يسوع انفتحت السماء بعد أن أغلقها آدم وحواء بخطيئتهما. وجاء الله إلى أرضنا، وصار انسانا، لكي يدخل كل أنسان إلى سماء سعادته وحياته الإلهية. لكنه يريد من ذوي الإرادة الصالحة أن يعكسوا سعادة السماء في حياتهم وفي عائلاتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم.
يوم معموديته أعلنت بنوته الإلهية، وأراد أن نصبح كلنا بالابن الوحيد أبناء وبنات لله، نولد من الماء والروح (يو 3: 5)، ونكون بالتالي أخوة وأخوات بعضنا لبعض. لقد أعطانا نعمة فائقة وشرفا كبيرا وكرامة سامية، وهي أننا يوم اقتبلنا سر المعمودية والميرون لبسنا وجه المسيح، لكي نجعله حاضرا بمحبته وسلامه في كل مكان، على ما يقول بولس الرسول:”أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح. هللويا!” (راجع غل 3: 27). فليذكرنا هذا الماء الذي سنباركه الآن، ونأخذه إلى بيوتنا، بماء معموديتنا وبوجه المسيح الذي لبسناه حياة جديدة. وليذكرنا بالأخوة الشاملة بين جميع الناس، وبالرسالة المسيحية الموكولة إلينا. فنرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).