أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي من حدشيت دعا المسيحيين الى التشبث بالارض والتكاتف مع المسلمين: ليت المرشحون للرئاسة ينسحبون أمام مصلحة الوطن عوضا عن المصلحة الشخصية
الراعي من حدشيت دعا المسيحيين الى التشبث بالارض والتكاتف مع المسلمين: ليت المرشحون للرئاسة ينسحبون أمام مصلحة الوطن عوضا عن المصلحة الشخصية
البطريرك الراعي

الراعي من حدشيت دعا المسيحيين الى التشبث بالارض والتكاتف مع المسلمين: ليت المرشحون للرئاسة ينسحبون أمام مصلحة الوطن عوضا عن المصلحة الشخصية

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا الهيا لمناسبة تدشين قاعة القديس رومانوس في كنيسة البلدة، عاونه فيه النائب البطريركي على الجبة المطران مارون العمار، المطران فرنسيس البيسري، الخوريان جورج عيد وطوني الآغا ولفيف من الكهنة.

حضر القداس النائبة ستريدا جعجع ممثلة رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، منسق عام “القوات” في قضاء بشري النقيب جوزيف إسحق وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير والرهبان والراهبات وعدد من أبناء البلدة المقيمين والمغتربين.

كاهن الرعية
استهل القداس بكلمة ترحيب ألقاها كاهن الرعية طوني الآغا توجه فيها الى البطريرك الراعي، بالقول: “يا صاحب الغبطة، أنت كل يوم في حدشيت، جئت تكرس بيتك بيت الرعية، وكل بيت من بيوتنا بيتك وبيت للرعية. أنت تكرس لنا القاعة ونحن نكرس لك أرضنا وسماءنا، قلوبنا وذواتنا وحتى حياتنا، ترحب بك الشمس فتشرق، وتحجب إبتسامتك ضوء القمر، يفتخر بك عرش السماء وتنحني أمامك عروش الأرض”.

اضاف: “يا سيدي، يا سيد الجميع ، يا سيد القلب والعقل والروح ، سوف تهنئنا بعد اليوم جميع الأجيال فقد زرتنا مرتين وسرت على طرقاتنا مرتين فتدفق الخير وكثرت النعمة وفاضت عندنا البركات. إن شكرناك قصرنا، ونظر إلينا الشكر وأنبنا، وإن مدحناك لن نصيب وتركنا المديح وهجرنا. حبنا لك شكر كبير. صلاتنا من أجلك أروع مديح. وبالحب والصلاة تدوم النعم وأنت بيننا نعمة ونعمة تلو النعمة”.

الراعي
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة حيا فيها أهل البلدة مباركا إياهم، طالبا منهم “التمسك بالمبادىء المسيحية التي زرعها الآباء والأجداد وسار على هداها البطاركة والقديسين في هذا الوادي المقدس”. كما دعا الى “تشابك الأيدي لإنماء البلدات والقرى والتمتع بروح المحبة والشراكة التي تخلق بين الجميع مساحة للتلاقي والتواصل والتفاعل لما فيه بناء المجتمع والوطن”.

وتساءل عن “الخلافات والإنقسامات بين اللبنانيين، ولماذا لم نتوصل الى إنتخاب رئيس جمهورية بعد”، مؤكدا ان “علينا التواضع لكي ننتج الخير ونبتعد عن الأزمات والمشاكل ونبدأ بإنتخاب رئيس الجمهورية”.

وقال الراعي: “ليت جميع المرشحين يتبعون كلام الإنجيل فينسحبوا أمام مصلحة الوطن عوضا عن المصلحة الشخصية”.

اضاف: “كما ترون، لقد عاد الشرق الأوسط مع داعش ومع كل هذه الحركات التكفيرية الى العصر الحجري. وهناك دول في الشرق وفي الغرب تدعم هذه الحركات سياسيا وماليا. وعلى القيمين على الدول أن يروا الله ويعملوا على دعم المواطنين لأي طائفة إنتموا ليبقوا في أرضهم ويعيشوا بسلام”، مشيرا الى ان “هذه الدول التي تدعم هذه المجموعات التكفيرية لا يهمها إقتلاع المسيحيين من أرضهم كما حصل في الموصل في العراق”.

وأكد الراعي “أن الشرق بحاجة الى المسيحيين لأن لغتهم هي لغة السلام والمحبة”، ودعا الى “عدم الهروب والتشبت بالأرض اليوم أكثر من أي وقت مضى والى الإنتباه الى بعضنا البعض والتكاتف بين المسلمين والمسيحيين للحفاظ على التوازن وعلى الوطن”.

وختم طالبا شفاعة القديس رومانوس “لينير عقول المسؤولين لكي يدركوا جسامة المسؤولية وخطورة الوضع”.

ازاحة الستار
بعد القداس، أزاح البطريرك الراعي والنائب ستريدا جعجع الستارة عن اللوحة التذكارية للقاعة، ثم قص الشريط التقليدي بعد تبريكها بالمياه المقدسة.

حنا
ثم كانت كلمة ترحيب لعضو لجنة الوقف ريمون حنا، قال فيها: “صاحب الغبطة نشد على أيديكم ونصلي معكم، لينجي الله مسيحيي لبنان من المتمسحنين، أهلا بكم في دياركم، في حدشيت من وادي قاديشا الى قنوبين. الرعية تتحلق حولكم، فلنستغلها مناسبة نستمع لإرشادكم، ونسترشد بحكمتكم”.

الاغا
وشكر الخوري الآغا “جميع الذين ساهموا في تحقيق الحلم الذي راود أهالي حدشيت في دار يجمعهم ويضمهم بالفرح والحزن”، كما شكر البطريرك الراعي “الذي شجع ورافق المشروع، اضافة الى نائبي المنطقة اللذين قدما الدعم بمحبة ظاهرة والمهندس جان ساسين الذي قدم نفسه ومكتبه ووقته مجانا لإنهاء العمل وكل أبناء حدشيت مقيمين ومغتربين وكل الأيادي التي تعبت وعملت وكدت جاهدة لإنجاز العمل بسرعة”.

جعجع
وألقت النائبة جعجع كلمة بالمناسبة حيت فيها “أبناء حدشيت المقاومين”، وقالت: “بداية أحمل إليكم تحية من الحكيم الذي كلفني تمثيله اليوم في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا، وهي تدشين صالة مار رومانوس الرعائية”.

اضافت: “إسمحوا لي أن أرحب بغبطة بطريركنا في بلدة حدشيت المقاومة بلدة البطريرك المقاوم والشهيد داني الحدشيتي الذي صد مع أبنائه عام 1283 جيوش المماليك عندما زحفوا الى جبة بشري، وإستطاعوا أن يوقفوهم أمام إهدن أربعين يوما ولم يتمكنوا من إحتلال الجبة إلا بعدما أمسكوا بالبطريرك بالحيلة وقضوا عليه. وكتب إبن الحريري عن هذه الواقعة قائلا “… وكان القبض على البطريرك أعظم من إفتتاح حصن أو قلعة”. لقد قدر الله للموارنة أن يعرفوا على إمتداد تاريخهم ومعاناتهم في لبنان والشرق رجالا من هذه الطينة أعلام نور وركائز حرية ووطنية ومنارات زهد وقداسة في دروب الأرض الى السماء”.

وتابعت: “مناسبة اليوم مميزة لأنها تحمل بعدا كنسيا وروحيا له علاقة بأبناء بلدة حدشيت، كما أنها تحمل ميزة أخرى تستحق منا التوقف عندها وهي الأسلوب الذي إتبعه صاحب المشروع لتنفيذ مشروعه، ولا أخفيكم سرا أن الخوري طوني الآغا طلب مني موعدا منذ نحو عام ونصف عام فاستقبلته في يسوع الملك وفي ذهني أنه جاء ليطلب مساعدة معينة للبلدة، ولما سألته عن الموضوع قال لي “لقد أعددت مشروعا متكاملا كلفته نحو مليون ومئتي ألف دولار أميركي جئت لأطلعك عليه وأحصل على دعمك وموافقتك قبل السفر الى أستراليا من أجل جمع التبرعات من أهلنا هناك لتنفيذه”. وبالفعل أعجبت بطريقة عمل الخوري طوني الآغا الهادئة وبوضوح رؤيته وبتصميمه على تنفيذ ما خطط له ولم يكن عندي أدنى شك بأنه سيحقق مشروعه، والدليل أننا اليوم ندشن المشروع بعدما أمن له كل المتطلبات والحاجات المطلوبة وهذا الأمر زاد من رصيد الثقة التي يتمتع بها عند أهالي بلدة حدشيت وفتح له المجال مستقبلا لتحقيق المزيد من المشاريع الأخرى”.

وقالت: “أبونا طوني لك مني كل التهنئة على ما فعلته وقمت به حتى اليوم والشكر لجميع من ساهموا معك في لبنان وأستراليا كما إنني أهنىء أبناء حدشيت بك، وأدعو جميع الغيارى للعمل في الشأن العام ويتخذوا من أسلوبك نموذجا للتشبه به لأن مجتمعاتنا لن تنهض إلا بالمبادرات الفردية الهادفة والأهم من هذه المبادرات هو أن يتحلى صاحب المبادرة بالضمير وبروح الشفافية والوضوح لكسب ثقة أبناء مجتمعه وتشجيعهم بذلك على المشاركة والمساهمة في كل ما يخدم مصلحة بلدتهم ومجتمعهم”.

وتابعت: “مشروع اليوم يندرج في إطار تطلعتنا لتطوير منطقة الجبة، ولا سيما من خلال المخطط الإنمائي العام الذي نعمل على تنفيذه منذ تسع سنوات في منطقتنا، والذي بدأت معالمه تظهر للعيان. ومثلما أهالي حدشيت هم أسخياء على مشاريع بلدتهم فنحن أيضا لا نبخل عليهم بالمشاريع التي من واجبنا أن نحققها لهم. وفي هذه المناسبة يهمني أن تعلموا أننا بصدد البدء خلال الشهر المقبل بتنفيذ مشروع متكامل للمياه والصرف الصحي في الأرز وبشري وحدشيت بقيمة عشرين مليون دولار أميركي، وبتمويل من الصندوق العربي. وفي حدشيت سيتم تنفيذ أشغال تقوية مياه الشرب وإنشاء خزانات وشبكات توزيع، والأمور سائرة بإذن الله على أحسن ما يرام”.

ودعت “أهلنا في بلدة حدشيت وتحديدا المجلس البلدي ورئيسه الذي أنوه بجهودهم وتضحياتهم على كل ما يقومون به في سبيل بلدتهم، التعاون مع المتعهد وتقديم كل التسهيلات المطلوبة له من أجل إنجاح هذا المشروع الذي يعود بالخير والمنفعة على أهلنا في حدشيت”، مؤكدة “اننا سنبقى على تواصل معكم، لأنه لا يزال في جعبتنا الكثير ممن المشاريع التي تخص منطقتنا، وهي منطقة لها خصوصية مميزة، لأنها تحتضن المقر الصيفي للبطريركية المارونية، وبالتالي هي أبرشية تابعة مباشرة لسيدنا البطريرك الذي يشرفنا ويسرنا وجوده معنا على رأس الحضور. فهو رب البيت وبرعايته نحن جميعا حراس هذه الأرض المقدسة من أرز الرب الى وادي قنوبين”.

وقالت: “إسمح لي صاحب الغبطة أن أخرج عن النص لأن عظتك أثرت بي كثيرا عندما تحدثت عن التواضع والكبرياء والإستحقاق الرئاسي المعرقل اليوم، والحكيم فهمك سريعا وخصوصا عندما وضع بالأمس ترشيحه في مصلحة لبنان أولا ومصلحة الموقع المسيحي الأول في الدولة، وقال “أنا لست بمتشبث بترشيحي وليس عندي كبرياء وأتمنى على الفريق الآخر أن ينعدي منا”.

وأضافت: “أنا أتمنى أن يسمع الفريق الآخر الصرخة التي أطلقتها اليوم في عظتك خلال القداس من حدشيت بلدة المقاومة وبلدة الرجال. وأتمنى أن تكون هذه الصرخة التي أطلقتها المعبرة عن وجع المسيحيين في الموصل والتي تعبر عن آراء جميع المسيحيين المخلصين والمؤمنين بلبنان بأن لبنان هو المعقل الأخير للمسيحيين في هذا الشرق، ومن هنا أتمنى أن يسمع الفريق الآخر الصرخة النابعة من القلب، متمنية أيضا أن نكون نحن قد أظهرنا التواضع الذي لا نتباهى به بل نفكر دائما في مصلحة وطننا وطائفتنا طبعا وهذا أقل ما يمكن فعله”.

الراعي
بدوره، بارك البطريرك الراعي لأبناء حدشيت بقاعة مار رومانوس، وتطرق الى تاريخ “بلدة حدشيت المقاومة بدءا بالبطريرك الحدشيتي، والتي لا تزال تقاوم حتى اليوم بإيمان أبنائها وتجذرهم بأرضهم”. وأعلن عن مفاجأته لأبناء حدشيت بتعيين الخوري طوني الآغا قيما بطريركيا على المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان خلفا للمونسنيور فؤاد بربور، مؤكدا على أهمية التعاون القائم بين نواب المنطقة ورؤساء البلديات. ودعا الى التعاون الدائم بين كافة أطياف المجتمع للمساهمة في إنماء قرى وبلدات جبة بشري.

وشكر من ساهموا في إتمام المشروع، متمنيا ان تكون كل أيام ربنا أيام فرح، وقال: “لكن، هناك أيام حزن أيضا ولا يمكننا الفصل بين أيام الصلب وأيام القيامة، وهذا الأمر يعطينا القوة لنستمر نحو الأمام. ونحن نتابع صلاتنا كما تفضلت السيدة ستريدا أن لبنان واللبنانيين، مسيحيين ومسلمين وخصوصا المسيحيين، كي يدركوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ولا ينسوا بأن لبنان لا يخص اللبنانيين وحدهم بل جميع مسيحيي الشرق الأوسط الذي لا تستطيع دوله أن تلقي هويتها، ومن المؤسف أن يتحول الربيع العربي الى ربيع قتل ودمار وتهجير وحركات تكفيرية والنظر اصبح متجها الى لبنان”.

وقال: “رغم محنه ومرضه، يجب ألا ننسى أن لبنان هو الحل لأنه بلد العيش معا، بلد التنوع والثقافة، بلد المساواة بين المسيحيين والمسلمين، لبنان المشاركة بين الحكم والإدارة والمنفتح على العولمة والحداثة، لذا لا يمكن أن يكون إلا ديموقراطيا مؤمنا بكل الحريات العامة وعلى رأسها حرية التعبير وحرية العقيدة وحرية المعتقد والعبادة. وهذا لا يمكن أن نجده في العالم العربي. لذلك نؤكد أننا بأمس الحاجة كما قالت النائب ستريدا جعجع، من باب المسؤولية تجاه العالم العربي وما ينتظر من لبنان كي يكون بوابة لهذا الشرق وللربيع العربي، على النواب أن يتحملوا المسؤولية وينتخبوا رئيسا للجمهورية لنتمكن من البدء بالإصلاحات اللازمة مدركين تطلعات العالم العربي إلينا، لأنه الطبيب لخلاصهم ولأن مسؤولية مسيحيي الشرق ملقاة على أعناق المسيحيين في لبنان”.

وأعلن ان “هذا الكلام سبقنا إليه البابا القديس يوحنا بولس الثاني حين قال “لبنان أكثر من بلد رسالة ونموذج للشرق والغرب”، كما طلب القديس البابا من جميع أساقفة العالم تخصيص الصلاة من أجل لبنان كي لا يستطيع أحد أن يقتلع جذور المسيحية من هذا الشرق”.

وكرر البطريرك إنتقاده “لتعاطي الغرب مع العالم في الشرق، وسعي الدول الكبرى لبيع الأسلحة وإستغلال البترول والغاز”، مستشهدا بكلام البابا، حين قال “إزدهار المسيحية في لبنان هو الشرط لبقاء المسيحيين في الشرق الأوسط”، وقال: “دعانا الى أن نتحمل مسؤوليتنا اللبنانية لأن لبنان ليس فقط مجلس نواب بل جميعنا كلبنانيين، في كل قرية وبلدة وعلينا كفاعليات سياسية ورجال دين تحمل المسؤولية والمحافظة على إيماننا المسيحي وإستقلالنا”.

وختم مكررا التحية الى أبناء بلدة حدشيت وأبناء المنطقة وفاعلياتها.

كلمة المغتربين
ثم كلمة المغتربين، ألقاها نكد ألبير عوني الذي قال: “قيل أن لبنان والمارونية توأمان، وهنا نحن نجدد القول بأن حدشيت المقيم وحدشيت المغترب تجسد هذه المارونية بإتحادهما وبحبنا وتعلقنا بكنيستنا الأم ووطننا لبنان”.

ثم اقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).