أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي من كانبرا: مقاتلو داعش فقدوا انسانيتهم وماساتهم اكبر من ماساتنا ولبنان لا يعيش الا بجناحيه المسلم والمسيحي
الراعي من كانبرا: مقاتلو داعش فقدوا انسانيتهم وماساتهم اكبر من ماساتنا ولبنان لا يعيش الا بجناحيه المسلم والمسيحي
البطريرك الراعي

الراعي من كانبرا: مقاتلو داعش فقدوا انسانيتهم وماساتهم اكبر من ماساتنا ولبنان لا يعيش الا بجناحيه المسلم والمسيحي

انتقل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والوفد المرافق صباح اليوم الى العاصمة الاوسترالية – كانبرا، على متن طائرة خاصة وضعها في تصرفه رئيس غرفة التجارة اللبنانية الأوسترالية المحامي فادي الزوقي.

وكان في استقباله في المطار، القائم بأعمال سفارة لبنان ميلاد رعد وفاعليات الجالية اللبنانية.

وتوجه الراعي من المطار مباشرة الى مبنى البرلمان الفيديرالي وسط حراسة أمنية مشددة، حيث كان في استقباله السفراء العرب وعلى رأسهم عميد السلك الدبلوماسي العربي السفير المغربي محمد ماء العينين ورئيس أساقفة كانبيرا كريستوفر براوز.

رعد

وبعد الفطور، تحدث رعد فرحب “بصاحب الغبطة والنيافة، صاحب الشأن الكبير والتواضع العظيم” كما رحب المطرانين انطوان شربل طربيه وبوليفيا صياح والرؤساء العامين والوفد المرافق والسفراء العرب، وقال: “أتيتم الى استراليا في هذه الزيارة المباركة حاملين معكم الإيمان والمحبة وحاملين أيضا هموما كثيرة تتصل بما يمر به بلدنا لبنان من أزمات وأخطار وما يشهده بعض عالمنا العربي من تطورات وتحولات تاريخية ومصيرية”.

أضاف: “أتطلع الى نقاش غني نستمع فيه الى ما تودون طرحه، بخاصة وان نيافتكم كانت وما زالت لكم مواقف ومساع تجاه الأوضاع غير المستقرة في لبنان والمنطقة، وكانت لكم زيارات خارجية عديدة آخرها من حوالى شهرين، وفي صلب اهتماماتكم موضوع الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق”.

ماء العينين

بعد ذلك، ألقى السفير ماء العينين كلمة رحب فيها ب “صاحب الغبطة باسم السفراء العرب ونوه بدور ابناء الجالية اللبنانية الفاعل في المجتمع الأسترالي على مختلف الصعد فهم بسواعدهم أسهموا في بناء دولة اوستراليا، كما أنها تشكل نصف عدد سكان أبناء الجالية العربية ككل”.

وقال: “نشعر انا وزملائي السفراء العرب بالسرور عندما تزورنا شخصية بمستوى غبطتكم، ونذكر معكم اليوم الزيارة التي قام بها الرئيس ميشال سليمان الى كانبرا في العام 2012 حيث ناقشنا مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وكذلك علاقة اوستراليا مع عالمنا العربي”، واعتبر “أن اللبنانيين لعبوا دورا أساسيا في تقريب اوستراليا الى العالم العربي”، وتمنى “أن تكون زيارة الراعي خيرا للمجموعة العربية ككل”.

براوز

ثم، رحب براوز بالراعي مستخدما اللغة العربية حيث قال: “الله معكم”، وتابع بالإنكليزية: “لقد احببناك قبل ان نتعرف اليك شخصيا، كما نحب شعبك (الماروني). لقد تعرفت عن قرب على الجالية اللبنانية المارونية بخاصة خلال جولتي الراعوية في ملبورن، واكتشفت اهمية العائلة والمثل الاخلاقية لديهم. ولقد حققوا نجاحات باهرة في وطنهم الجديد دون ان يتخلوا عن تمسكهم بكنيستهم او نقل الايمان والمثل لاولادهم واحفادهم”، وأثنى على “أهمية انخراطهم الفاعل في المجتمع الاوسترالي واسهاماتهم في دفع الانماء والازدهار فيه”.

وابدى براوز قلقه حيال وضع ومصير المسيحيين في الشرق الاوسط، مؤكدا “انه يتابع الصلاة من اجل مسيحيي لبنان والشرق الاوسط ومؤازرتهم في الطرق الممكنة”.

الراعي

ورد الراعي على كلمات الترحيب على لسان كل من القائم بالاعمال في السفارة اللبنانية وعميد سلك السفراء العرب واسقف كانبيرا، قائلا: “افضل كلام اقوله: شكرا. اود اولا ان اشكر القائم باعمال السفارة اللبنانية السيد ميلاد رعد على تنظيم هذا اللقاء الغني، الودود واشكره على الكلمة اللطيفة التي تفضل بها واوجه الشكر لحضرة عميد السلك الديبلوماسي العربي، سفير المغرب. شكراً سعادة السفير على ما تفضلت به تجاه هذا اللقاء وتجاه لبنان وتجاه استراليا، وشكر كبير ايضاً لسيادة رئيس اساقفة كانبيرا المطران كريستوفر براوز، ونقول له، نحن كذلك نحبك ونحب استراليا، واعتقد ان اول ما نقول وانا مع هذا الوفد اللبناني الذي نظمه سيادة راعي الابرشية المطران انطوان شربل طربيه ومشاركة الاباء المدبرين للرهبانية اللبنانية المارونية والوفد الآتي ايضا من سيدني والاعلاميين، تحية كبيرة لكم، مجلس السفراء العرب ومعاً نرفع تحية كبيرة لاستراليا المعروفة انها فتحت ابوابها لكل جالياتنا العربية، فتمكن جميعهم كما تمكن اللبنانيون من تحقيق ذواتهم بفضل استراليا التي قدمت لهم الفرص، فتحت ابواب القلب واحبت واستقبلت جالياتنا، كما احبت ايضاً جالياتنا استراليا. ونحن نفاخر بأن جالياتنا فعلت وساهمت في بناء هذا الوطن الجديد، اقتصاديا وثقافيا وتجاريا وانماء، واعمارا، من كل النواحي”.

اضاف: “نحن هنا لنعبر عن فرحتنا لوجودنا اليوم في استراليا ونقول شكراً للصداقة الاسترالية مع كل بلد من بلداننا. والصداقة ظاهرة على المستوى الديبلوماسي ونحن هنا اليوم بفرح عظيم لوجودنا مع الاسرة العربية فالانسان يقوى بأهله ونحن اقوياء معك وبكم”.
تابع “في هذه الساعة نحمل معنا همومنا وهي هموم مشتركة. طبعاً نحن عشنا معاً مسلمين ومسيحيين طوال 1400 سنة. في هذا العالم العربي، المسيحيون وجدوا منذ عهد المسيح والرسل، والعناية الالهية شاءت ان نتكلم معا لغة القلب ولغة الفكر. وبنينا معا مجتمعات وبخاصة بنينا ثقافة العيش معا، ما يسمى بالعيش المشترك، نوع من التعددية الثقافية والدينية، واوستراليا يوجه لها دائمة تحية لأنها بلد التعدد الثقافي. هكذا عشنا معا في بلداننا، بنيناها معا وما زلنا نبنيها وحضارتنا المشتركة وهي تفاعلنا مسلمين ومسيحيين وكل منا بنى هويته من تقليده وتقليد الآخر، وهذا مشترك وفريد في الشرق الاوسط ويختلف عن مناطق اخرى. ولذلك نحن حريصون على ان يظل هذا المجتمع العربي مجتمع التعددية الثقافية والدينية”.

واكد “اننا نعيش مراحل صعبة. تعرفون ان مأساتنا في العالم العربي بدأت بنزاع اسرائيلي فلسطيني وبين اسرائيل والعرب، وهذا لم يحل حتى اليوم. وباعتقادنا انه هو الأساس لكل مشاكلنا في العالم العربي. وان ما يجري وكأن النار تؤخذ من هذا النزاع الذي لم يحل، نار مشتعلة يؤخذ منها شرارة لتفتعل كل مشاكلنا التي حصلت حتى اليوم وصولا الى الحرب بين الاهل، وظهور التنظيمات الارهابية الاصولية ولا اقول تكفيرية، لأن مفتي الجمهورية في لبنان قال لي: اذا قلنا عن داعش ومثيلاتها انها تنظيم تكفيري معنى ذلك اننا نقر ان لديهم شيء من الدين، وكأنهم يحافظون على الدين. هؤلاء ليس لهم دين، لذا يجب الا نستعمل كلمة تكفيريين لأنه لا يوجد شيئاً من الدين عندهم. انهم ملحدون. اناس يستغلون الدين لتشويه صورة الاسلام هؤلاء مأجورون من اجل القيام بهذا الدور. وانا اصدقه واوافق على هذا الكلام، لأن ما يجري هو غريب عن الاسلام وعن الحضارة الاسلامية”.

واعلن “لذلك نحن بمواجهة كبيرة مع هذا الاسلوب. وفي حالات كثيرة انا قلت بعدما قرأته هنا وهناك انهم (مقاتلو داعش) ليسوا جميعهم مسلمين. ليس كل التنظيمات الاسلامية من المسلمين، دخل عليهم كل انواع المرتزقة وكل انواع الناس الذين يعانون من مشاعر القلق وعدم الرضى، بعضهم بلا عمل وآخرون غير محترمين في دولهم، فجاء من يستغلهم، نحن ننظر اليهم ليس فقط من باب الادانة، ندين اعمالهم، لكن تعالوا ننظر اليهم من المستوى البشري. هؤلاء بشر فقدوا صورة البشرية ، فقدوا انسانيتهم. مأساتهم اكبر من مأساتنا. يقترفون الشر، يخطفون، يقتلون.. اين انسانيتهم؟ اين صورة الله فيهم؟ نحن نخاطب المجتمع الذي يستغلهم ويستعملهم، ان كان من العالم العربي او من العالم الغربي. وهذا معروف ان التنظيمات لا تقوم بقوة السماء بل بقوة الدول التي تدعمها بالمال والسلاح وحتى بالتغطية السياسية”.

وذكر “قلت في السابق عندما كان داعش يفعل ما يفعل في العراق قلت لداعش تعالوا نتحاور. اكيد لا نستطيع ان نتحاور بالدين. انتم لم تتركوا شيئا من الاسلام. لا مجال ان نتفاهم دينيا. فالاديان تلتقي بالقيم. ولا نستطيع ان نتحاور ثقافيا، والخراب والدمار والقتلى، يبقى باب واحد للحوار. اذا كانت فيكم انسانية تعالوا نتحاور انسانيا. اقول هذا لأنه يوجد في العالم نوع من الاستراتيجية تقول بصراع الاديان، وانتم تسمعون بهذا، بصراع الثقافات، بصراع الحضارات.. في الشرق الاوسط وفي عالمنا العربي نحن نعيش معا العيش المشترك بين الديانات والثقافات والحضارات. فيها صعوبات؟ طبعا فيها صعوبات، الحياة الزوجية القائمة على الحب فيها صعوبات. فيها طلاق وفيها خلافات. كيف بالاحرى ان تلتقي شعوب متنوعة. ولكن نحن للاسف نقول ان هذه الصورة اليوم هي التي تطغى. اعود لاقول هناك موقد نار لم يحل، منه تؤخذ النيران لاشعال كل هذه المشاكل. نحن هنا لاعادة التفاهم كيف نتشاور حول اعادة الوحدة ونعيد بناء بيتنا المشترك؟ كيف نحافظ معا مسلمين ومسيحيين على وجودنا”.

وقال: “عندما نتحدث عن المسيحيين وحضورهم فلأن للمسيحيين دورا وانفتاحا في عالمنا العربي والاسلامي وهو يتكامل معهم، نركز على المسيحيين لأن عددهم قليل. وعندما نغيب مسيحيا نشعر بالفراغ، ونحن حريصون معكم ان نحافظ على هذا الوجود المسيحي من اجل تواصل هذا التكامل الاسلامي المسيحي، ومن اجل بناء حضارة اليوم العالم بحاجة اليها، بالرغم من العولمة، العالم يبعد الواحد عن الآخر.. نحن مدعوون في زمن العولمة لأن نعيش في طريقة اخرى. ويجب ان نقول ايضا لبلدان غربية انه لا يجوز الاستمرار في ما نحن عليه. لا يجوز البقاء في الحرب التي تجري في العراق وفي سوريا. لا يجوز ان نعيش في هذا الخلاف في منطقة الشرق الاوسط، في البيت الواحد.. لا يجوز ان نهدم حضارتنا الاسلامية وحضارتنا المشتركة الاسلامية المسيحية. لا يمكن ان نعطي صورة للعالم عن الاسلام، ما يعطيه هؤلاء. نحن اذا امام مسؤولية كبيرة مشتركة اسلامية مسيحية”.

واوضح “نقول في لبنان، نحن نعيش في جناحين، لأن لبنان هو نوع من النموذج يظهر كيف يعيش المسلمون والمسيحيون، يعيشون بالمساواة والحرية والاحترام المطلق. لذا نقول لبنان يعيش بجناحين قويين وقادرين، الجناح المسلم والجناح المسيحي ويطيران معا، لذا يجب الا يكون في البلاد اي تمييز بين المسلمين والمسيحيين والمحافظة على التقاليد، كل التقاليد، وهذا ما يجعل من لبنان، في عالمنا العربي رسالة وبلد متعدد ثقافيا ودينيا، وما يعبر عنه في الدستور بالميثاق الوطني، ميثاق العيش معا. لكي نعيش معا ترجمنا هذه الرغبة في الصيغة اللبنانية، نتشارك في المساواة، في الحكم والادارة، لكي يضمن كل انسان ثقافته وحضارته. وهكذا نبني معا… لذلك تحبون لبنان.. نحن نسمع كل العرب يقولون: لبنان… نحب لبنان، هواه حلو وجوه حلو. نحن نرغب ان يكون كل الشرق الاوسط على شاكلة لبنان”.

وشكر الراعي الجميع على حضورهم، ودعا العالم العربي الى “الخروج من دوامة القتل والدمار وادراك انه يوجد استراتيجيات لها غايات مغايرة لما نتمنى ان يكون هو السائد.علينا ان نقول لهم قفوا.. وان نمنع تحقيق استراتيجيات غريبة على الارض”.

بعد ذلك، توجه الراعي والوفد المرافق الى بيت السفرة اللبنانية، حيث التقى قيادات وابناء الجالية اللبنانية، ثم زار السفارة البابوية والتقى سفير دولة الفاتيكان الذي أقام مأدبة غداء غلى شرفه.

وزار الراعي متحف نصب الشهداء ووضع أكيلا من الزهر وصلى لأجل راحة انفس شهداء اوستراليا.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).