أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي يعرض لبرنامج عمل مؤتمر البطاركة عون: نعمل للحفاظ على الوجود المسيحي
الراعي يعرض لبرنامج عمل مؤتمر البطاركة عون: نعمل للحفاظ على الوجود المسيحي
بطاركة الشّرق الكاثوليك يزورون الرّئيس العراقيّ

الراعي يعرض لبرنامج عمل مؤتمر البطاركة عون: نعمل للحفاظ على الوجود المسيحي

إفتتح مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك مؤتمرَه الخامس والعشرين تحت عنوان «الرجاء والصمود» في الديمان أمس، قبل أن يزور البطاركة قصرَ بعبدا حيث عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون المواضيع التي تمّت مناقشتها خلال اليوم الأول، حيث أكّد عون «أنّ لبنان الذي يتمثل فيه المسيحيون والمسلمون بمختلف مذاهبهم، يَصلح لأن يكون مركز حوار للحضارات والأديان، وأنّه الباب الذي تدخل منه الحرّية إلى الشرق الأوسط».

لتقى رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، أمس، وفد مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك والأرثوذكس الذي ضمّ، إلى الراعي، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، بطريرك الروم الكاثوليك يوسف الأول عبسي، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ابراهيم إسحق سوراك، كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس آرام الأول كيشيشيان، بطريرك الكلدان مار لويس روفايل الأول ساكو، بطريرك الأرمن الكاثوليك كريكور بدروس العشرون، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان القس الدكتور سليم صهيوني، ممثل كنيسة القدس للّاتين المطران وليم شوفاني، وحضَر أيضاً السفير البابوي المونسينيور غبريال كاتشيا والأمين العام لمجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق الأب خليل علوان، وعدد من المطارنة والآباء.

وتحدّثَ الراعي باسم الوفد شاكراً لعون استقباله، وأشار الى أنّ «العنوان العام لليوم الاوّل للمؤتمر هو «الأوضاع الكنسية والسياسية في بلدان الشرق الاوسط» ورغبنا في طرح الامور امام فخامتكم لسماع أفكاركم وطروحاتكم التي نحتاجها. لقد طرحنا مواضيع عدة، وهي:

– أهمّية لبنان كدولة تتمتّع بخصوصياتها، ودوره وأهميته في البيئة المشرقية، والمخاوف والمصاعب التي يواجهها في اوضاع اقتصادية وسياسية وأمنية، خصوصاً ضرورة إيجاد حل للاخوة النازحين واللاجئين، علماً أننا نعلن معكم تضامنَنا الإنساني معهم.

– ضرورة الفصل بين الدين والدولة في البلدان العربية والشرق الأوسط لانعكاسه الإيجابي على المسيحي ليساهم بإيجابية في بناء الوطن.

– أهمّية الحفاظ على وجود المسيحيّين في الشرق الأوسط القائم منذ ألفي سنة، وليس من السهل أن تقتلعهم الأحداث من أرضهم وهم يحملون رسالة مسيحية قائمة على احترام للإنسان وكرامته والمحبّة والشراكة.

– موضوع المدارس الكاثوليكية المسيحية والخاصة في ضوء سلسلة الرتب والرواتب، في ظلّ الحاجة إلى إعادة النظر فيها بعد صدور الموازنة وإجراء الإصلاحات اللازمة وتأمين التوازن بين المداخيل والمصاريف وعدم إرهاق المواطنين بالضرائب، وإنصاف المعلّمين والأهل والمدارس ومطالبة الدولة لمساعدة الأهل في المدارس الخاصة من خلال اعتماد البطاقة التربوية، وإذا كان لا بدّ من تطبيق الزيادات على الأجور للمعلمين حاليّاً، فيجب على الدولة أن تتحمّل هذه الزيادات هذا العام، ونتمنّى أن تتشاور اللجان المعنية مع الأمانة العامة للمدارس الخاصة».

من جهته، استعرَض عون المواضيعَ التي تمَّ طرحها، وقال: «إنّها مواضيع منها ما هو شائك ويَخرج عن إرادتنا في ما يتعلق بالوجود المسيحي في المنطقة، حيث نحاول في لبنان ترتيبَ أوضاعنا بشكل جزئي، بينما نحاول المحافظة على الوجود المسيحي في الدول الأخرى في ظلّ دعوة عالمية إلى ذلك، وبعد الردّة الرجعية التي شاهد العالم مفاعيلها. نتمنّى أن توصلنا هذه القناعة العالمية إلى تفاهمٍ جديد حول المسيحيين في الشرق».

وأضاف: «إنّ لبنان الذي يتمثّل فيه المسيحيون بمختلف كنائسهم، والمسلمون بمختلف مذاهبهم، يَصلح لأن يكون مركزَ حوار للحضارات والأديان، فهذه المنطقة المشرقية شهدَت تطوّرَ الحضارة من العهد الآرامي وحتى اليوم مع كلّ الحضارات التي مرّت فيها (يونانية ورومانية…). وقد تصدّى اللبنانيون سابقاً لمحاولة تغيير اللغة العربية على يد الأتراك، كما أنّهم كانوا السبّاقين نحو نهضة نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20، وبعدها تأقلموا مع الحضارة الغربية، وكان لبنان بالتالي البابَ الذي تدخل منه الحرّية إلى الشرق الأوسط».

وقال عون: «لكلّ هذه الأسباب، نحن الأقدر لإدارة حوار حضاري وحوار ديني. فهذه الثقافات المختلفة زوَّدتنا بفِكر وبسلوك يؤهّلاننا للتحاورِ والتأقلم مع الحضارات الحديثة، فكلّ الدول أصغرُ من لبنان بالعمر. ونَعتبر أنّه إذا نجحنا في هذا الموضوع، ستكون بداية حلّ خارجي للحياة المشتركة بعد أن نكون قد تحاوَرنا مع الجميع. كما يجب أن نقوم بحملة عالمية بعد الحرب لإصلاح وترميم كلّ الأماكن التاريخية بما فيها الكنائس، التي تشهد على الحضارات إنْ في العراق أو سوريا أو لبنان. وقد عرضتُ هذا الموضوع مع قداسة البابا فرنسيس حين التقيته، ومع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وقد أبديا تأييدهما لهذا الأمر. كما سأتناول هذا الموضوع في كلمتي التي سألقيها في أيلول باسمِ لبنان، أمام الجمعية العامة للأمم المتّحدة. ويمكن البحث في الموضوع على مستوى كلّ الطوائف، وأن يكون جزءاً من خطابنا، خصوصاً بعد التجربة القاسية التي مرَّ فيها المسيحيون».

وتطرّقَ عون إلى القضايا الاقتصادية والمالية، معتبراً «أنّ لبنان يعمل حاليّاً على معالجة الوضع الاقتصادي، في خطوةٍ لم تحصل منذ سنوات طويلة، فالاقتصاد كان ريعيّاً وقام على الاستدانة، وتأثّرَ بتَراكُمِ الأزمات التي ضربَت العالم على مرّ السنوات ومنها الركود الاقتصادي والحروب في المنطقة والنزوح الكثيف. وفي ما خصَّ النقطة الأخيرة، فقد اتُّهمتُ بالعنصرية لمطالبتي بالحدّ من استقبال النازحين لعدم قدرةِ لبنان على استيعاب هذه الأعداد التي أضيفَت إلى أعداد اللاجئين الفلسطينيين وتخطّى عددهم المليونَين».

وأوضَح عون «أنّ هذه الأزمات أثّرَت سلباً على لبنان، كما أدّت التراكمات إلى انقسام اللبنانيين حول سلسلة الرتب والرواتب، ولا بدّ من الوصول إلى تسوية حول الموضوع».

الديمان

وكان مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك بدأ مؤتمره الخامس والعشرين تحت عنوان «الرجاء والصمود» في الديمان. وبعد صلاة الافتتاح، ألقى الراعي كلمة رحّب فيها بالبطاركة والاساقفة في ربوع وادي قنوبين، ولفت الى «أننا نعيش نتائج حروب فرضت على العراق وسوريا، غايتها إقتصادية وسياسية وإستراتيجية، فأوجدت حروباً أهلية سياسية ومذهبية، شاركت فيها وأذكَتها منظمات إرهابية بمساندة من دول نافذة. وبالنتيجة هدمت وفشلت وشرّدت الملايين من السكان الآمنين. ومنيت كنائسنا بخسارة العديد من أبنائها وبناتها ومؤسساتها. ولسنا نعلم ما ستؤول إليه الأوضاع السياسية عندنا. سنستعرض في جلساتنا كل هذه الأمور ونتبادل القراءات بشأنها. لكنّ المهم والأساسي أن نحافظ على وجودنا الكنسي والمسيحي في هذا المشرق كحماة لجذور المسيحية العالمية. نحن لسنا أقلية في منطقتنا، ولا ينطبق علينا مفهوم الأقلية، فتاريخيّاً، نحن هنا منذ ألفي عام قبل الإسلام بأكثر من ستماية سنة، ولاهوتيّاً نحن جزء من جسد المسيح السري الذي هو الكنيسة. مطلوب منّا أن نتذكر مع شعبنا معنى وجودنا، ولو كان قليل العدد، بحسب قول الرب يسوع، وهو أن نكون «كالخميرة في العجين» و»كالملح في الطعام» و»كالنور أمام الناس». وفي هذا الوقت، نحتاج الى مزيد من التعاون والعمل المشترك على كل الصعد من أجل تأمين عيش كريم لأبناء كنائسنا في أرض أوطاننا».

«لبنان يَصلح لأن يكون مركز حوار الحضارات والأديان وهو الباب الذي تدخل منه الحرّية إلى الشرق الأوسط».

الجمهورية

عن ucip_Admin