أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الرحمة الإلهية في أمثالٍ ثلاثة الخروف الضّال، والدرهم الضائع، والإبن الضّال
الرحمة الإلهية في أمثالٍ ثلاثة الخروف الضّال، والدرهم الضائع، والإبن الضّال
سنة الرحمة

الرحمة الإلهية في أمثالٍ ثلاثة الخروف الضّال، والدرهم الضائع، والإبن الضّال

تُقدّم لنا الأمثال الثلاثة نماذج أربعة من الأشخاص الضّالين: منهم من ضلّ عن طيش وحماقة كما في مَثل الخروف الضّال(لو15\3-7)، ومنهم مَن ضلَّ عن غير قصد، كما في مَثَل الدرهم الضائع(لو15\8-10) ، ومنهم مَن ضَلَّ عن قصد، كما في مثل الإبن الضّال(لو15\11-24)، ومنهم مَن ضلَّ بسبب حُكمه على الآخرين وخطاياهم دون الحُكم على خطيئته، كما فعل الإبن الأكبر في المثل نفسه(لو15\25-32). وفي الأمثال الثلاثة، هي الرحمة الإلهية تفتقد الجميع.

مَثَل الخروف الضالّ
الخروف ضلّ وذهب إلى البريّة. والراعي ترك التسعة والتسعين وراح يبحث عنه.لِماذا فعل ذلك؟! لأنَّه راعي الخراف الحقيقيّ الذي يهتمَّ بقطيعه(يو10\11) وليس أجيراً لا يُبالي (يو10\13). ولإنّه كذلِك، فهو يقلق من فقدان أيٍّ من خرافه. ولكن قد يقول البعض:” ولكنه مُجَرّد واحِدٍ لا أهميَّة له، ولَن يُشَكّ خسارةً كبيرة، فما هو الداعي إلى هذا القلق كُلِّه لضياع خروفٍ واحد مع أنّه يملك تسعة وتسعين آخرين؟!“. في الواقع، لا يقدر الراعي أن يستسلم لفكرة أنّه يُمكن لخروفٍ واحدٍ أن يَضيع، لأنَّه يُحبُّ خرافه كلّها بالقدر نفسه، وبالتالي كلّ خروف هو مهمّ بالنسبة له، وللواحد ما للتسعة والتسعين الآخرين من قيمة وكرامة ومكانة واعتبار وموقع في قلبه وفي الحظيرة، ولا سيّما الأضعف؛ فهذا الأخير بحاجة لعناية خاصّة ومتابعة عن قُرب، تُمَكّنه من أن يُبصِر من جديد طريق العودة إلى الحظيرة.

مَثَل الدرهم الضائع
الدرهم ضاع ولا بُدَّ من استرجاعه بأيِّ ثَمَنٍ كان. ما ومن كان السبب في ضياعة، لا نريد أن ندخُل في هذا السجال. لقد ضاع الدرهم، ولا بُدَّ من استرجاعه. وهنا تبدا عمليَّة البحث الشّاقة التي تتخِذ طابعاً مميّزاً بطلتها امرأةٌ رَبّةُ منزل تُتقِن عملها وتقومُ بِه بِدِقَّة فريدة، فتستعمل فيها كلّ الوسائل التي تملكها للعثور على درهمها الضائع: تُشعل السراج وتُكنّس البيت وتقلبُ الأثاث رأساً على عَقِب، وتضع كلّ خبرتها وقواها وجهدها بحثاً عنه في أكوام التراب وبين القمامة وحتى في الزوايا التي لا يصل إليها نور الشمس. ولكن لماذا هذا الجهد المُضني من أجلِ دِرهَمٍ واحِد؟! لأنَّ الدرهم يبقى درهماً وتبقى قيمته فيه حتى ولو ضاع وتلوّث بعضَ الشيء وتراكمت عليه الأوساخ بفعل الضياع والنسيان.

مَثَل الإبن الضالّ
الإبن الأصغر ابتعد عن البيت الوالدي بعدما نال حصّته من الميراث، وذهب وبدّدها في حياة الطيش. وعندما افتقر عاد إلى البيت الوالدي، فوَجَدَ أن والده لَم يكن في الداخل، بل في الخارج ينتظر عودته بفارغ الصبر، ويُسرِعُ لدى رؤيته، إلى لقائه واحتضانه، لا إلى الإقتصاص منه.

الغفران يُلاقينا إلى أبعد من منتصف الطريق، وقُبلة المحبّة الغافرة تُطبَعُ قبل أن يتفوَّه الخاطىء بكلمة واحدة ويُعبّر عن أسفه. فرحمة الله تأتي أوّلاً وتتخطى كلّ الجراح لكي تعود بالمجروح إلى الحضن الدافىء.

خُلاصة

هذا هو إلهنا، يتأثّر وتتَحرّك أحشاؤه (لو10\33) لدى رؤية الشر الذي ينزل بالضعفاء والصغار، فيُسرِعُ إلى البرية، حيث وادي ظلال الموت لاستردادهم والعودة بِهم إلى الحظيرة.

يفعل المستحيل ليستردّ النفس الضائعة، ويُعيد إليها كرامتها واعتبارها وينقش عليها من جديد صورته في البرّ والقداسة، كما في مَثَل الدرهم الضائع.

يتصرُّف معنا تصرّف الوالد في هذا مثل الإبن الضالّ، فينسى كلّ الشرّ الذي نرتكبه، ويتذكر الخير القليل الذي نصنعه ويُكافأنا عليه. لماذا؟ لأنّه، مهما كبُرت خطايانا، فأنها ستكون مغفورة، إذ لا شيء بإمكانه أن يقف في وجه الرحمة الإلهية التي تُريد أن تُخلّص.

أتُرانا نفعل فعل الله فنرحم نحن أيضاً كما رُحِمنا، فنكون رُحماء كالآب السماوي؟!.

صلاة

أيّها الآب السماوي، أب ربّنا يسوع المسيح وإله كُلِّ تعزية. عزّنا بنعمة الغفران التي تتفجَّرُ من قلبِك الأبويّ الذي لا حدود لرحمته. وعلّمنا أن نغفر بدورنا خطايا مَن أساء إلينا من إخوتنا، لنكون مثلك رُحماء. آمين
أليتيا

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).