أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الرهبانيّة المارونيّة تُحيي التراث الروحي والبيئي لدير مار تقلا الأثري في شقاديف بمنطقة جزين
الرهبانيّة المارونيّة تُحيي التراث الروحي والبيئي لدير مار تقلا الأثري في شقاديف بمنطقة جزين

الرهبانيّة المارونيّة تُحيي التراث الروحي والبيئي لدير مار تقلا الأثري في شقاديف بمنطقة جزين

بمبادرة لافتة وحيوية، قد تكون الأهم في منطقة جزين على مختلف الصُعُد، تُعيد الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة إحياء التراث الروحي العريق في دير مار تقلا – شقاديف، التابع لدير المخلص – بحنّين، والممتد على مساحة نحو مليونين و250 الف متر مربع من الأراضي الصالحة للزراعة، والتي أُهملت منذ العام 1975 مع تحوّل أراضي الدير خطوط تماس، ثم مركزاً عسكرياً لقوات الأمر الواقع آنذاك.

إحياء دير مار تقلا شقاديف، التابع عقارياً لبلدة ريمات المجاورة، يتضمن خطوات عدّة، تنطلق بالبُعد الروحي للدير الأثري المُشيّد العام 1903، لتشمل البُعدين البيئي والزراعي، إضافة الى البُعد الاقتصادي الذي سيتجلّى في تشييد مدينة صناعية نموذجية على أراضيه، ستخلق أكثر من 7 آلاف فرصة عمل لأبناء منطقة جزين، وهي إحدى المدن الصناعية الخمس التي أعلن رئيس مجموعة شركات “إندفكو” المهندس نعمت افرام، عن إنشائها في منطقة جزين بدعم من جمعية الصناعيين.

موقع عسكري
نظراً الى موقعه الاستراتيجي على تلّة كاشفة ومشرفة على البحر لجهة صيدا، فقد دير مار تقلا شقاديف أهميته الروحيّة، بعد تحوّله موقعاً عسكرياً منذ العام 1975 وحتى العام 2000، فهجره الرهبان بسبب الخطر الأمني، مع الأهالي الذين عملوا طوال سنوات كشركاء للرهبنة في زرع اراضيه الشاسعة بالدخان وغيره من الزراعات المتنوّعة.
وأراضي هذا الدير الأثري، الذي شيّد بتاريخ 17 آذار 1903 على اسم القديسة تقلا في شقاديف، في عهد الأب العام نعمة الله القدّوم وبموافقة البطريرك الياس الحويّك، اشترته الرهبانية اللبنانية المارونية السنة 1820 من ضمن أملاك في ريمات ملكاً لآل جنبلاط “كناية عن حواكير تُتُن (أي أراضي لزراعة الدخان)”، لتؤسس بداية دير القديسة تقلا في ريمات السنة 1847، وتنتقل ملكية الدير والأراضي العام 1863 الى دير المخلّص- بحنّين التابع للرهبانيّة، وتبقى على ذلك حتى اليوم، أيّ بعد 151 سنة.

مشروع إعادة إحيائه
يؤكد الأب بولس خوند، المكلّف مشروع إعادة إحياء دير مار تقلا شقاديف، أنّ الدير “تمتّع دائماً بإشعاع روحي مميّز، ومشروع إعادة إحيائه، بطلب من الرهبانية اللبنانية المارونية وبإشراف المدبّر العام الأب أيوب شهوان ورئيس دير المخلّص – بحنّين الأب لويس عفيف، يأتي اليوم بعدما أولت الرهبانية الأهمية للأديرة المأهولة بالرهبان، والتي تتبع لها مؤسسات تعليمية. وقد انتظرت كلّ هذا الوقت للتأكد من استتباب الأمن في هذه المنطقة، علماً أنّ هذا المشروع سيكون مشروعاً روحيّاً، بيئياً، زراعياً، صناعياً ونموذجياً”.
وفق الأب خوند، فإن إحياء الدير انطلق من الناحية الروحيّة، اذ رمّم البيت المجاور للدير وجهز للسكن، فضلاً عن توفير التجهيزات الكاملة للكنيسة، من فرش وجهاز صوت وكتب صلوات وغيرها. ووزعت برامج الاحتفالات بالذبيحة الالهية التي سيحتفل بها كل آخر يوم جمعة من الشهر، واختير هذا اليوم تفادياً للتأثير على النشاطات الروحيّة للرعايا المجاورة، علماً أن حافلة وضعت في خدمة الأهالي في القرى المجاورة لتأمين مشاركتهم في النشاط الروحي. ويجري حالياً التخطيط لبناء “سكرستيا” وقبّة جديدة للكنيسة وقرميد وحمامات للزوّار، إضافة الى إعادة ترميم المنزل التابع للدير بعد إخلائه من رعاة الماعز، ليتحوّل مركزاً للرياضات الروحيّة، من دون أن نغفل التوأمة التي انطلقت بين دير مار تقلا وادي شحرور الذي يتولى رئاسته الأب خوند ودير مار تقلا شقاديف، وتثبيت صليب عملاق يضاء ليلاً على تلة الدير.

محميّة طبيعية
يتزامن إحياء الدير روحياً مع مشروع بيئي انطلقت بوادره بغرس ألف نصبة صنوبر، من مدخل أراضي الدير وصولاً الى الكنيسة، بالتعاون مع رئيس بلدية ريمات روبير عوّاد واتحاد بلديات منطقة جزين. علماً أن محيط الدير سيغرس بالصنوبر وبأشجار مثمرة متنوعة من الحمضيات وغيرها، إضافة الى أشجار الزيتون التي غرسها سابقاً رهبان دير المخلّص – بحنين في أراضي دير مار تقلا شقاديف، بعدما عملوا على ترميم كنيسة الدير الأثرية.
ويكشف الأب خوند أنهم في صدّد التحضير لإنشاء محمية زراعية في محيط الدير بعد استكمال أعمال غرس الأشجار، ستوضع فيها مجموعة من الحيوانات والطيور النادرة. لكنّ الانطلاق رهن الحصول على التقرير الخطي من الجيش اللبناني بخلو هذه الأراضي من الألغام والأجسام الغريبة. وما يُسهّل العملية الزراعية وجود نبع “شمّاس” في أراضي الدير الذي يروي 400 دونم منها.
ويوضح “أنّ كلّ مشروع زراعي يدرّ أرباحاً مالية في شقاديف سيتحوّل مردوده تلقائياً الى دير بحنّين، أمّا المشاريع المنفذة فيه فتكاليفها تقع على عاتقه الشخصي وهو يؤمنها من أصدقاء في الاغتراب يدعمون مشاريع الرهبانية”.

مدينة صناعية نموذجية
المشروع الأبرز في أراضي دير شقاديف، سيكون تشييد مدينة صناعية نموذجية توفر حوالى 7 آلاف فرصة عمل لأبناء المنطقة بهدف تثبيتهم في أرضهم، وإعادة النسيج البشري لقرى المنطقة الذي افتقدته بسبب نزوح أهلها الى المدن.
ويكشف المدبّر العام أيوب شهوان “أنّ المدينة الصناعية النموذجية هي بمثابة “المشروع الحلم” لأبناء المنطقة، وستكون إحدى المدن الصناعية الخمس التي تحدث عن إطلاقها المهندس نعمت افرام، المحرّك الأساسي لهذا المشروع، برعاية جمعية الصناعيين، وهي ستكون الثالثة في الجنوب. وتقدّم الرهبانية اللبنانية المارونية مساحة أوليّة للمشروع تصل الى 300 دونم من أراضيها في دير مار تقلا شقاديف لتشييدها، بعدما حصل المشروع على مباركة البطريركية المارونية وروما، ووقع بروتوكول التعاون بين الطرفين وينص على شروط بيئيّة صارمة، علماً أن شركات ثلاثاً مهمّة أبدت استعدادها حتى اليوم لفتح فروع لها في المدينة الصناعية في شقاديف” .
ويوضح “أن لجوء الصناعيين الى المناطق النائية، يهدف بالدرجة الأولى الى تحريك العجلة الصناعية وتخفيف الأعباء الماديّة التي يتكبّدها الصناعيون في المدن، فضلاً عن توفير فرص عمل لأبناء هذه المناطق وتثبيتهم في أرضهم”.

جزين / رلى خالد

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).