أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | “السفير” تتخذ قرار الإقفال: لا صوت لمن لا صوت لهم؟
“السفير” تتخذ قرار الإقفال: لا صوت لمن لا صوت لهم؟
السفير

“السفير” تتخذ قرار الإقفال: لا صوت لمن لا صوت لهم؟

تصلت امس بنصري الصايغ، صديقي الدائم، ولو اختلفنا في وجهات النظر في ملفات وأمور، أسأله عن “شائعة” قرار جريدة “السفير” الإقفال النهائي نهاية السنة الجارية، اي بعد نحو ثلاثة اسابيع. ادركت من نبرة صوته ان الشائعة صارت خبراً. ترددت في السؤال. تراجعت لعلمي بحجم الألم. ليس بالطبع ألم فقدان الوظيفة، لأن نصري لم يكن يوماً موظفاً، لكنه ألم الفراق، فراق الحبر والورق، ألم خسارة “صوت الذين لا صوت لهم”، ألم فقد “السفير”، الذي نتشارك فيه. فـ”السفير”، وقبلها “النهار” طبعاً، طبعتا وجه بيروت المدينة بحداثة الصحافة، وبوجهها المهني، وبالسبق الصحافي الموثوق به. لم تتحولا يوماً صحافة صفراء كزميلات أخريات سبقتهما أو جاءتا في وقت متأخر، لكنهما دفعتا ثمن محافظتهما على شرف المهنة الرسالة.

أن تتخذ “السفير” قراراً نهائياً بالاقفال، وان تعيش “النهار” أزمتها الخانقة التي تشكل خطراً على استمرارها، فهذا دليل على وهن في الجسم اللبناني كله، وعلى تراجع فاضح في وطن القراءة (!) والثقافة (!). وطن يتهافت على الربح السريع، على الابتذال والسطحية، غير آبه بما يعتبر ثروة وطنية، وواجهة على العالم.
هل يمكن أن تصدق أن يكون صباح لبنان بلا صحيفة محترمة؟ هل يمكن دولة، أي دولة في العالم، ان تفرط بهذه الصناعة الوطنية، وبهذا الإرث الوطني؟ كل دول العالم سارعت الى دعم الصحافة الورقية عندها، فيما دولتنا تركز على دعم التبغ، وسابقا الشمندر السكري، وغيرهما من المواد العضوية، لأنها ربما لم ترتق بعد من مستوى العضويات، الى المستوى الفكري الثقافي.
تقدم وزير الإعلام رمزي جريج بمشروع لدعم الصحف ظل أسير أدراج الامانة العامة لمجلس الوزراء. لم يبلغ طاولة البحث، ولم يسأل عنه أحد، لأن المسؤولين عندنا باتوا غير مسؤولين، إلا بالمقدار الذي يحقق لهم منافع ومكاسب، ولأنهم باتوا يملكون مواقع تصفق لهم ليل نهار. فلماذا يدعمون صحافة حرة لا تنبطح أمام مشاريعهم؟.
نخاف كثيراً من إقفال “السفير” لأننا نفقد بذلك منافساً شريفاً، ومهنياً، ونخاف ألا تولد ردة فعل وطنية، فنصير أمام مصير مشابه. فلا نقول لـ”السفير” وداعاً، بل ربما “الى اللقاء”، ونأمل ألا يكون بعيداً.
■ أبلغ ناشر “السفير” طلال سلمان أمس الزملاء في الجريدة قرار الإقفال النهائي آخر السنة الجارية، وأن حقوقهم محفوظة كاملة.
غسّان حجّار
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).