أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | العذراء مريم أرادت أن ترمّم كنيستها…المقر البطريركي الماروني الأثري في يانوح – لبنان يشرق من جديد
العذراء مريم أرادت أن ترمّم كنيستها…المقر البطريركي الماروني الأثري في يانوح – لبنان يشرق من جديد
العذراء مريم أرادت أن ترمّم كنيستها…المقر البطريركي الماروني الأثري في يانوح – لبنان يشرق من جديد

العذراء مريم أرادت أن ترمّم كنيستها…المقر البطريركي الماروني الأثري في يانوح – لبنان يشرق من جديد

لا مستقبل لمن لا يعرف تاريخه وهويته، ولن يتمكن موارنة لبنان من فهم حاضرهم ومستقبلهم إن لم ينفضوا الغبار عن تاريخهم ويقرأوه جيداً ليعرفوا بطولات بطاركتهم وصمودهم.

يانوح:

يانوح، بلدةٌ في جّبة المنيطرة، بالقرب من العاقورة ، تقع على الطريق الروماني من جبيل إلى أفقا وبعلبك وصولاً إلى بلاد الشام. كان ابراهيم القورشي (423) الناسك، أحد تلاميذ مارمارون، أوّلَ من بشّر الوثنيّين في هذه المنطقة ، فردّهم إلى المسيحيّة ونشروها في البلاد . وبسبب الإضّطهادات التي حصلت في انطاكية ، قرّرَ البطريرك الرابع يوحنا مارون الثاني المجيء إلى يانوح فإستقبله موارنة جبّة المنيطرة ومكث بينهم وبنى هو وخلافئه المقر البطريركي.
المقر البطريركي الماروني الأثري في يانوح – لبنان يعود كما كان سابقاً:

حلم أصبح حقيقة، فعلى الرغم من صعوبات جمّة واجهت أعمال الترميم، أرادت العذراء مريم أن ترمم كنيستها “كنيسة سيدتنا مريم أم الله” وساعدت في تخطي جميع العوائق.

خمسة أشهر كانت كفيلة بترميم المكان بحيث أصبح يحاكي تماماً ماضيه.

خلية عمل لم تهدأ، خبراء في العمارة المسيحية عملوا بطريقة متقنة على إعادة المكان إلى سابق عهده، الحجارة ذاتها، القرميد استقدم من فلورنسا في ايطاليا وهو قرميد مطابق تماماً لذاك الذي كان يغطّي الكنيسة.

أبناء القرية والقرى المجاورة، جبلوا عرقهم بتراب الكنيسة، قدّموا مساعداتهم ليبصر هذا المكان النور، والنسوة حملن الطعام والماء والقهوة وجئن يومياً يسايرن الساهرين على إتمام أعمال الترميم.

لم يكن الأمر سهلاً على المهندس المعماري منير يعقوب ابن مجدل العاقورة، البلدة التي كنائسها أكثر من بيوتها، فهنا العمل لا يشبه أي بناء، فتاريخ الموارنة ممنوع العبث به.
من روما إلى لبنان

جميع الذين زاروه في مكان إقامته في روما، يعرفون ابن الجبل العاقوري جيداً، المونسنيور عبدو يعقوب قاضي محكمة الروتا الرومانية، صاحب المؤلفات الكثيرة والذي لم ينفك يحكي لزائريه اهمية أن يعود المقر الماروني التاريخي لسابق عهده وأن يحاكي بهندسته روحانية ألف وخمسمائة سنة من تاريخ أتباع مارون.

مرّ على هذا المقرّ 23 بطريركاً مارونياً، ومدافنهم ما زالت هناك، نشروا الإيمان في جبال لبنان ووديانه وفاح عطر قداسة هذا المكان لأجيال وأجيال وها هو اليوم يزهر من جديد.

أمّا تاريخ الكنيسة فكله موجود في كتاب أعدّه المونسنيور يعقوب تحت اسم: “كنيسة سيدتنا مريم أم الله”- الجيل الثامن – المقر البطريركي الماروني يانوح، قاومت وانبعث من الأنقاض.

وسيقوم البطريرك الماروني بتدشين هذه الكنيسة يوم السبت المقبل.

ونبقى نردّد، مجدُ لبنان أُعطِيَ لك يا مريم وبهاءُ الكرمل والشارون، القفر يبتهج والبرية تفرح وها هي الورود قد أزهرت.
أليتيا

عن ucip_Admin