أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | الكآبة إلى أين تقود؟ بقلم ماري الاشقر
الكآبة إلى أين تقود؟ بقلم ماري الاشقر

الكآبة إلى أين تقود؟ بقلم ماري الاشقر

أشعر بالحزن والكآبة في أوقات كثيرة حتى أنني فكرت في الموت. ماذا أفعل لأقضي على هذه الهواجس والوساوس والافكار السوداء التي لا تنفك تعذبني وتنكل بي؟

كلّنا مررنا في دروب وظروف صعبة ومعتمة، وشعرنا أنّه من المستحيل تجاوزها أو المضي قدماً بها، فانتهى بنا الأمر بفقدان الأمل والإيجابية. فنقع ضحية مشاعر اليأس والحزن وهذا أمر طبيعي، خصوصاً في الأوقات الصعبة أو الأوقات التي تسمعين بها عن خبر مؤسف يحزنكِ ويتغلغل في داخلكِ. فالكآبة المتمادية أو العجز عن التخلّص من مزاج كئيب خلال أسبوعين يدلّ الى أنكِ تعانين من كآبة سريرية.

 

لا شكّ أنّ الكآبة مرتبطة بأعراض وتغييرات تشعرين بها وتدلّ أنكِ تعانين من الكآبة. وبالتالي، إذا لازمتكِ العوارض التالية لمدة 14 يوماً أو أكثر، إذاً تعانين من كآبة سريرية:

 

• تبدّل ملحوظ في الشهية مع زيادة أو نقص في الوزن من دون اتباع رجيم معيّن، بالإضافة إلى تغيّر في عادات النوم. مثلاً تشعرين أنكِ تنامين ساعات كثيرة أو العكس تزداد معاناتكِ مع الأرق المزمن.

 

• فقدان الشعور بالمتعة ومن أي نشاط كنتِ تمارسينه كان يزيل الضغط النفسي عن كاهلكِ ولم يعد كذلك.

 

• الشعور بقلّة الاهلية.

 

• التشاؤم والشعور بالذنب والعجز عن التركيز أو اتخاذ القرار، والتفكير باستمرار بالموت والشعور المفرط بالحزن والأسى مع التنبّه من النوم قبل ساعتين على الأقل من الوقت العادي.

 

– تزايد الشعور بالضغط والكآبة عند الصباح والتحرّك ببطء التفكير المضطرب المشوش.

فإذا راودكِ الشك في معاناتكِ الكآبة السريرية وخصوصاً اذا ساورتكِ الافكار السوداء، فلا بدّ من استشارة طبيب مختصّ في الأمراض النفسية والعصبية بأسرع وقت. فالكآبة مرض الاغلبية من المكتئبين! الكآبة ليست في رأسكِ وحسب وليست مرضاً يجب ان تتعلمي العيش معه.

 

إنّه أكثر الأمراض النفسية انتشاراً ويمكن الشفاء منه. كل امرأة من بين اربع نساء، وكل رجل من بين عشرة رجال هم معرّضون للإصابة بالكآبة في مرحلة ما في حياتهم. لكن من خلال الخضوع للعلاج النفسي الصحيح مع العلاج بالعقاقير، يُشفى منه الانسان بنسبة تتراوح بين 80 و90 في المئة.

ماري الاشقر

الجمهورية

عن ucip_Admin