أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الماروني للدراسات في سيدني احتفل بعيد البشارة والكلمات نددت بالأعمال الارهابية التي تستهدف الأبرياء
الماروني للدراسات في سيدني احتفل بعيد البشارة والكلمات نددت بالأعمال الارهابية التي تستهدف الأبرياء
راعي أبرشية استراليا المارونية المطران انطوان شربل طربيه

الماروني للدراسات في سيدني احتفل بعيد البشارة والكلمات نددت بالأعمال الارهابية التي تستهدف الأبرياء

نظم المركز “الماروني للدراسات” في سيدني، بالتعاون مع المرجعيات الروحية الاسلامية والمسيحيةالمحلية، احتفالا بعنوان “لقاء الأديان” لمناسبة عيد البشارة، برعاية راعي أبرشية استراليا المارونية المطران انطوان شربل طربيه، تكريما لـ”مريم العذراء والصلاة من أجل السلام”، وذلك في الجامعة الاسترالية الكاثوليكية “ستراثفيلد”.

حضر اللقاء راعي ابرشية الملكيين الكاثوليك ورئيس مجلس أساقفة وممثلي كنائس الشرق الاوسط في استراليا المطران روبير رباط، الشيخ مالك زيدان ممثلا مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، قنصل لبنان في سيدني جورج بيطار غانم، عميد كلية “اللاهوت والفلسفة” في الجامعة الاسترالية الكاثوليكية دورمت ناستر، منسق مركز العلاقات المسيحية – الاسلامية في الجامعة الاسترالية الكاثوليكية الأب باتريك مكينرني، ممثل مشيخة العقل ملحم عساف، عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” محمد مراد، النائب الأسقفي الماروني العام في استراليا المونسيور مرسيللينو يوسف، وحشد من الآباء الكهنة، والرهبان والراهبات، وممثلين عن المؤسسات والجمعيات المسيحية والاسلامية والأحزاب السياسية اللبنانية في أستراليا.

وشدد الخطباء على أهمية “عيد البشارة كعيد جامع بين الديانتين المسيحية والاسلامية”، منددين بـ”الأعمال الارهابية التي تستهدف الأبرياء حول العالم”.

ودعوا “جميع المؤمنين الى الصلاة من أجل العائلات المضطهدة والمهجرة، لاسيما تلك الموجودة في منطقة الشرق الأوسط”.

وتخلل الاحتفال تلاوة نص البشارة من الانجيل، القاها الأب رومانوس البابا ممثلا متروبوليت الروم الارثوذكس بولس صليبا، ثم آيات من القرآن تلاها الشيخ خالد زريقة، بالاضافة الى تراتيل للسيدة العذراء رنمتها نوال خطار، ورافقها على الناي الأب طوني طحان.

طربيه

وقال المطران طربيه: “ان لقاءنا اليوم هو نتيجة الارادة الطيبة والعمل الدؤوب لمجموعة من الأفراد اللبنانيين، الذين اخذوا المبادرة عام 2010 للدفع نحو اقرار عيد البشارة، عيدا وطنيا ورسميا في لبنان”، مضيفا: “هذا العيد الجامع بين المسيحيين والمسلمين يشكل مثالا للبنان الرسالة، كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني، وذلك لأننا شعب نؤمن بالله، الرحوم والمحب للبشر، ولأننا نسعى دائما للتقدم والعمل معا لنشر ثقافة السلام والتسامح والعيش المشترك بين كل الشعوب، خصوصا بين المسيحية والاسلام”.

وتابع: “رغم التباينات العديدة بين الديانتين المسيحية والاسلام، نلتقي في عيد البشارة على رفض الخلافات الاجتماعية والسياسية وعلى ضرورة ازالة الحواجز التي تعيق الحوار أينما وجدت. اننا ننبذ وندين جميع أشكال الارهاب والتطرف والعدائية وندعو الى حل النزاعات بالطرق السلمية وعبر الحوار، لأنه السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل”، لافتا إلى أن “التسامح وقبول الآخر هما الطريق للعيش معا وللاسهام باتجاه ازدهار وبناء المجتمع الاسترالي التعددي، الكريم والغني والمضياف”.

وأردف: “اذا تأملنا بمعاني عيد البشارة والخبر السار الذي حمله الملاك جبرائيل الى العذراء مريم، وبالتالي بالـ”نعم” غير المشروطة التي استسلمت بها لمشيئة الرب في حياتها، فإننا نجد مثالا أبديا عن الطاعة للرب ولكلمته المقدسة. ومن مريم العذراء نتعلم كيفية تخطي المخاوف والاستسلام لمشيئة الرب لبناء روابط بين مختلف الجماعات في المجتمع الواحد. فقد كان لمريم الثقة بالرب والايمان بمشيئته، ونحن مدعوون أن نتمثل بمريم لتخطي الخوف وتجاوز الخلافات والانشقاقات”.

ودعا “المسيحيين الى خلق المزيد من فرص التلاقي والحوار، وأخواننا وأخواتنا المسلمين أن يبنوا المزيد من جسور التقارب بين مختلف الجماعات”، مضيفا: “لا يمكن الاحتفال بعيد البشارة من دون التطرق الى دور المرأة في مجتمعاتنا اليوم، وأدعوكم في هذا الاطار الى التفكير سوية بكيفية اعطاء المرأة دورا أكبر في جماعاتنا المؤمنة، سيما وأنها تلعب دورا أساسيا في تربية وتعليم الأجيال الجديدة. فلنثبت ثقتنا بها وبالنعم التي أعطاها الله إياها، فدورها، المكمل لدور الرجل، أساسي لبناء عائلات قوية، وبالتالي، مجتمعات وشعوب أقوى”.

وختم طربيه: “أسسنا لجنة مشتركة للاهتمام بتنظيم هذا اللقاء السنوي بالتشاور مع أصحاب السيادة وأصحاب السماحة، وأشكر اعضاء هذه اللجنة ومن ساعدهم على تنظيم لقائنا اليوم، كما أتوجه بالشكر للجامعة الأسترالية الكاثوليكية على استضافتها لنا ونصلي للعذراء مريم أن تبارك لقاءنا ووحدتنا في هذا العيد، وأن تقربنا أكثر من بعضنا البعض، وتقوي ايماننا بمحبة ورحمة الرب الهنا”.

زيدان

وألقى زيدان كلمة، قال فيها: “لقد كرم القرآن الكريم والاسلام مريم، هذه المرأة الشريفة التي برأها الله مما اتهمها به الحاقدون. مريم طهرت قبل مجيئها وهي في بطن أمها، يوم نذرت أمها نذرا أنه لو رزقها الله ولدا فهو سيخدم بيت المقدس وأرض العبادة. إلا أن الله رزقها بنتا وهو يدرك أنها ستكون طاهرة وقد كانت معجزة إلهية حين ولدت مريم عيسى من دون زواج، بل بأمر من الله وهو القادر المقتدر”.

وأضاف: “لقد ذكرت مريم 34 مرة في القرآن، ولها سورة خاصة بها مع التركيز على أن القرآن لم يذكر امرأة واحدة باسمها إلا مريم، فالاسلام أعطاها ما لم يعط لأي امرأة أخرى، وقد اعتبرها سيدة من سيدات أهل الجنة”، موضحا انه “حين نذكر مريم في رسالة المحبة والأمانة والأخوة، فإننا وأخواننا المسيحيين يدا بيد ونحن وإياهم في فكر واحد. تعاملنا مع بعضنا البعض واحد، ونحن اوفياء وأصدقاء فيما بيننا، ومن يسعى الى فصل هذا الحب وهذا التعاطف فلا نقبله”.

واعتبر ان “ديننا دين رحمة والله هو الرحمن الرحيم، فالرحمة في قلوبنا، ومن يسعون تطرفا وارهابا وفكرا رجعيا فهم ضد الاسلام، ونحن أول من أصبنا”، مضيفا: “نحن ضد الارهاب والتطرف. وكلمة واحدة نلتقي بها بالمحبة والأمان وأمامنا أجيال ومستقبل يجب المحافظة عليهما. كذلك نلتقي مع اخواننا الاستراليين وأملنا بالله أن نرى السلام يرفرف على وطننا لبنان، وان نرى رأسا له ليجنب الأوطان الخراب والدمار”.

مسلماني

والقى حسين الحاج كلمة الشيخ كامل مسلماني، فاعتبر انه “كلما ذكر اسم عيسى أو المسيح، يتبادر الى الذهن سر ارتباطه وصلته بالله، وكلما ذكر اسم مريم يتبادر الى الذهن عظمتها وعفتها وطهارتها، وكلما ذكرت ولادته كانت البشارة أو البشرى هي الكلمة الانسب للتعبير عن الاخبار من الله بولادته عليه السلام. فالبشارات في القرآن كثيرة كما في الكتب السماوية المقدسة، ولكن لهذه البشارة خصوصية ومنزلة رفيعة، فالمبشرة اصطفاها الله مرتين، الأولى اختارها دون سائر النساء لذرية الانبياء، والثانية حملها بالمسيح من غير زوج، فاصطفاها بذلك على نساء العالمين. هذا هو معبودنا وهذه هي آياته، لا تحمل للناس الا البشرى والرحمة والمحبة والطمأنينة والسلام، وما عدا ذلك ليس من الله في شيء. وما نشهده اليوم من قتل للنفس المحترمة ليس من الله في شيء، بل هو من عمل الشيطان”.

وأضاف: إن “هذه المناسبة غايتها احداث صدمة تغيير في محيطنا المتعدد الانتماءات. وعندما نتحدث عن مريم، نتحدث عن نموذج انساني وانثوي يشكل الكمال للتاريخ البشري وهي سيدة نساء العالمين. نتحدث عن نموذج كامل ومتكامل وهي جمعتنا اليوم لنكون من خلالها الرقي الانساني والرقي الى مستوى الكمال. كذلك نجتمع لنقول ان مريم استطاعت ان تغني التنوع وتؤثر بالتكامل”.

وتابع: “في مشروعنا السياسي كنا ولا زلنا نؤمن أن يكون الحوار على اساس التكامل من اجل لبنان القوي المحصن ولبنان الرسالة لكل المجتمعات البشرية. وهناك تساؤلات محقة: كيف يمكن أن نحمي الوطن ونصون البلد والانسان؟، اننا نحفظه من خلال العودة الى الانجيل والقرآن، ونعيش الوحدة والالفة والمحبة والشراكة والتعاضد والتعاون. ونحن هنا اليوم لنقول ليست الحرب على الشيعة والسنة والمسيحيين، بل ان الحرب على هؤلاء جميعا لأنه من لم يكن “داعشيا” او تكفيريا فهو كافر بعقيدة هؤلاء”.

رباط

ثم تحدث المطران رباط، فقال: “اتوجه بالشكر الى اللجنة المنظمة تحت اشراف المطران انطوان شربل طربيه، التي جمعتنا سوية في هذه المناسبة المميزة، عيد بشارة السيدةالعذراء”، مضيفا: “في القرآن الكريم نقرأ (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء)، فمنذ أن رددت هذه الكلمات منذ حوالي 1400 سنة، ورجال الدين والعلم المسلمون والمسيحيون يسعون للتوصل الى اكتشاف “كلمة السواء” هذه. وفي هذاالاطار، نجد أنه على مر التاريخ كان هناك العديد من الاجتهادات والتفسيرات لهذا المسعى إلا أن أيا منها لم يتوصل الى الهدف المنشود، وكأن السماوات لم تكن جاهزة بعد لكشف ما تخبئه لنا، إلى أن وصلنا الى العام 2010 وتحديدا يوم 18 شباط منه”.

وأضاف: “في هذا التاريخ، أقرت الحكومة اللبنانية يوم 25 آذار، عيد البشارة، عيدا وطنيا اسلاميا مسيحيا، الأمر الذي لم يسبق أن حصل في تاريخ العلاقات المسيحية – الاسلامية. وهذا القرار كان حسم بعد يومين في اللقاء الذي جمع البابا بنديكتوس الخامس عشر مع رئيس الحكومة اللبنانية المسلم السني في الفاتيكان. وتبقى تفاصيل اللقاء وما جرى في الكواليس للتاريخ، إلا أنني على ثقة بأن الملاك جبرائيل قد أرسل إلى الأرض مرة ثانية في مهمة جديدة، بعد مرور 2000 سنة على مهمته لأولى، ليقود ويرشد اللاهوتيين اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، في اعادة قراءة الكتب المقدسة وفهمها”.

وتابع: “ان الكلمة الجامعة التي ابتغاها أباؤنا هي السيدةالعذراء، هذه المرأة الشرقية التي اختارها الرب من بين كل النساء. هذا مااكتشفه اللبنانيون منذ 6 سنوات، وهذا ما ندعو العالم كله الى اكتشافه أيضا، فالعذراء مريم بقبولها لمشيئة الرب، قدمت للبشرية جمعاء فرصةالتلاقي من أجل السلام. وهي جسدت بتواضعها وولادة جنينها العجائبية هذه الكلمة المشتركة”.

وختم رباط كلامه بهذه الدعوة: “يقول الفيلسوف أفلاطون: إن من يسردون القصص، يحكمون العالم”. فمنذ 5000 سنة اكتشف أجداد اللبنانيون، الفنيقيون، الحرف وصدروه الى العالم لتحكى القصص. واليوم يصدر أحفادهم قصة جديدة الى العالم، قصة عيد البشارة التي توحد الانسانية جمعاء في وقت يبدو فيه وكأن العنف هو اللغة الوحيدة بين الاسلام والعالم المدني. وأستراليا، هذه الأرض المباركة، الغنية بتعدد وتنوع ثقافة مجتمعها، تقدم لنا فرصة نادرة لنخبر هذه الحكاية، حكاية عيد البشارة، لمجتمعها ومنه للعالم، فلنتلقف هذه الفرصة، ونكمل ما بدأناه سوية الليلة”.
وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).