أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | المكرّم البطريرك الدويهي
المكرّم البطريرك الدويهي
البطريرك اسطفان الدويهي منارة الطائفة المارونية الى التطويب

المكرّم البطريرك الدويهي

“ليس تلميذ أفضل من معلمه، ولا عبد من سيده، حسب التلميذ أن يكون مثل معلمه والعبد مثل سيده” (متى 24/10 و25)، “وإن اضطهدوكم، فاعلموا أنهم قد اضطهدوني من قبلكم” يوحنا (18/14) يقول الأب يوسف الخوري. (ر. ل. م.): “إنّ المنطق السليم يرفض أن يتألم الرب المسيح المتجسّد آلاماً مبرّحة حباً للإنسان، ولخلاصه بالتحديد، والمنطق إياه يفرض على الإنسان التشبّه بمعلمه وسيّده الذي “بذل نفسه عن أحبائه”. فتشبهاً بالمعلّم الإلهي، ومشاركة له في آلامه الخلاصية…”.
إن من يتنقل على محطّات الآلام الدويهية في مراحلها المفصّلة، ويطّلع على أسبابها ويعرف مفتعليها، ينحني إجلالاً وقدراً وإكباراً أمام عملاق قاساها. وأمام روحانيته المتألمة مع المسيح، وأمام قداسته النامية في المسيح. فالألم بالنسبة إليه دعوة ربانية محرّرة ومطهّرة. وفي اعتقاده أنه كلّما اشتدت عليه الآلام، كلما ازداد منه الله قرباً. وكلما ابتلى شعبه وكنيسته بالرزايا والحروب والاضطهادات، عمر هو بالإيمان والرجاء والمحبة. وأرشد بني أمته كنسيته الى التسلّح بهذه الفضائل الإلهية، وأشرك الكنيسة الواحدة بهذه الآلام، لتتم الوحدة بالمسيح حتى في المصيبة والألم. فكتب يهنئ البابا اينوشنسيوس 12 (في الجيل السابع عشر) بانتخابه رئيساً للكنيسة الجامعة، خلفاً للرسول بطرس. وضمّن كتاب التهنئة بعض ما يقاسي شعبه الماروني من اضطهادات. ومما قال له: “… إن ضياعاً كثيرة هدمت، وبعض الأديار احترقت، والكنائس تهجّرت، وانتقل شعب كثير، والباقي تفرّقوا بين الأمم القريبة، بسبب تغيير الحكّام وقساوتهم. وجاء القحط والغلاء، فزادت الأسعار خمسة أضعاف عما كانت عليه أولاً. لكن أحكام الباري غير مدركة، “ومهما يجينا من جانبه مقبول عالراس والعين”. (تعبير دارج عندنا لدلالة على الاحترام الكبير)، استعمله الدويهي لا بالكلام المجامل، بل باستسلامه الكامل لمشيئة الله، على غرار استسلام القديسين الكبار.. رزقنا الله شفاعته المبرّرة والمطهّرة والمقدّسة.. وألهم السلطات الكنسية المختصة أن تنظر في تطويبه، وأن ترفعه الى حيث يريد الله المبارك على الدوام بقديسيه.
قاسى المكرّم البطريرك الدويهي آلاماً كثيرة، فقد والده وعمره 3 سنوات. ذهب الى روما في الحادية عشرة. فقد بصره أثناء دراسته في روما، تأخر في العودة الى لبنان الى سنة 1655، تألّم بالعودة لرجوعه من سوريا الى لبنان. زار جميع القرى في لبنان من عكار الى كسروان وجبيل والشوف والمتن والجنوب يصالح المتخاصمين ويجادل الهرطقة. تألّم لتأخّره في زيارة الأراضي المقدسة. تألم بانتخابه أسقفاً وبطريركاً، فهرب ونفي، فأجبره الرؤساء على القبول، تألّم بعدم نشر كتبه في روما يدافع بها عن الموارنة بتهمة الهرطقة، تألّم بالتعريف عن نفسه وهو يرفض التكلّم على ذاته. تألّم لأنّ زعماء الموارنة منقسمون، منهم من يريد الأتراك لمصالحهم. فجمعهم في بلدة أيطو، وهدّدهم بالحرم إذا لم يُستجب رأيه. وهي الحرية والاستقلال والكيان والإنسان، فخافوا من الحرم على ذاتهم، وهكذا أنقذ لبنان، وفعلوا ما يريد.
قاسى الدويهي اضطهادات مريرة وكثيرة اضطرته للاختفاء في المغاور أياماً وليالي طويلة، والى التنقل من مغارة الى مغارة في وادي قاديشا، وادي القديسين، فآثر الانتقال من دير سيدة قنوبين الى دير مار شلّيطا مقبس في غوسطا، فإلى مجدل المعوش في الشوف، حيث تبعه مؤمنون كثيرون منهم دويهيون، أحفادهم بقوا هناك حتى أيامنا هذه.
المؤلم إيهام الرأي العام اللبناني بأنّ ملف رتبة الطوباوي موجود في روما، والحقيقة أنه لا يوجد ملف. كل هذه الآلام التي قاساها البطريرك الدويهي، لم نجد من ينادي بذبيحة إلهية أسبوعية في بلدته زغرتا – إهدن، التي سماها “جنة عدن”. فما أقل الأوفياء اليوم.

رئيس رابطة البطريرك الدويهي الثقافية
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).