أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الكنيسة في لبنان | النائب البطريركي الماروني العام: الشبان هم أمل لبنان ولبنان لن يموت
النائب البطريركي الماروني العام: الشبان هم أمل لبنان ولبنان لن يموت

النائب البطريركي الماروني العام: الشبان هم أمل لبنان ولبنان لن يموت

احتفل لبنان بعيد الفصح وسط استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي لم تشهد البلاد مثيلا لها منذ الحرب الأهلية، وقد سبق الاحتفالاتِ بالأعياد الفصحية تجددُ التظاهرات في عدد من المناطق ضد السلطة السياسية المتهمة بالفساد وسوء الإدارة.

لإلقاء المزيد من الضوء على الأوضاع التي يمر بها لبنان حالياً أجرى موقع فاتيكان نيوز الألكتروني مقابلة مع النائب البطريركي الماروني العام المطران حنا علوان الذي أكد أن الشباب، الذين يشعرون بقرب البابا منهم، يمثلون أمل لبنان. قال سيادته: إن لبنان يحتضر لأسباب عدة، لاسيما نتيجة الخيارات الخاطئة للقادة السياسيين والفساد المستشري وسط الطبقة السياسية، لافتا إلى أن الكنيسة المحلية حذّرت دائما من هذا الأمر وأضاف أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يرفع صوته كل يوم أحد في عظاته ليحذر مما يجري.

وأكد علوان أن الأزمة السياسية الراهنة أثّرت على الوضع الاقتصادي وعلى الليرة اللبنانية التي خسرت قيمتها ولم تعد تساوي شيئا تقريباً، مذكراً بأن المصارف أقفلت أبوابها منذ سنة ونصف وبات الناس عاجزين عن سحب مدخراتهم. وقال: إن لبنان يتجه نحو الجوع، لكننا، كمسيحيين، أبناء القيامة والرجاء، ولدينا ثقة بالعناية الربانية، مدركين أنه لا يوجد موت بدون قيامة. لذا إننا نأمل بقيامة لبنان، وهذا ما نتمناه لمختلف بلدان العالم التي تعيش أوضاعاً مشابهة للأوضاع اللبنانية.

رداً على سؤال حول ميزة لبنان على صعيد التعايش السلمي قال المطران علوان إن لبنان يشهد منذ القدم تعايشاً بين المسيحيين والمسلمين، وثمة تعاون واتحاد وتفاهم متبادل بين المواطنين على اختلاف أديانهم، لكن المشكلة تكمن على الصعيد السياسي، وعلى صعيد القوى العظمى التي تتدخل في لبنان كي تحقق مصالحها الخاصة. وذكّر سيادته في هذا السياق بأن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قال إن لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة تعايش وسلام بين مختلف الأديان. وأشار إلى أن لبنان يتميّز بالاحتفال المشترك بعيد البشارة، الذي يحييه المسيحيون والمسلمون على حد سواء.

بعدها أكد النائب البطريركي الماروني العام أن أمل لبنان هم الشبان، مذكراً بأن هؤلاء وإزاء الأوضاع الصعبة بدأوا بالتظاهر قبل انفجار مرفأ بيروت. فبدءا من شهر تشرين الثاني نوفمبر 2019 نزلوا إلى الشوارع للتظاهر ضد السياسات الخاطئة، فاستقالت الحكومة آنذاك، وما يزال لبنان ينتظر تشكيل حكومة جديدة .

وفي سياق حديثه عن الثورة قال سيادته إن لبنان يشهد ثورة سلمية، مشيرا إلى أن الكنيسة تؤيد هذا الحراك لأنه يحق للبنانيين أن ينددوا بالأخطاء ويطالبوا بتصحيحها. وأوضح أنه منذ بداية هذا الحراك تقوم الكنيسة المحلية بتلاوة السبحة الوردية مساء كل يوم على نية لبنان وتُنقل الصلاة مباشرة من قبل إحدى محطات التلفزة المسيحية وعبر موقع فيسبوك ليتابعها اللبنانيون في بلاد الانتشار. وقد اقترب الكثير من الشبان المغتربين من الكنيسة لأنهم يشعرون أن الكنيسة تمثّل صوتهم.

وعبر المطران علوان بعدها عن امتنانه الكبير للبابا فرنسيس الذي أرسل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى لبنان، وهي زيارة رحب بها الشبان المسيحيون والمسلمون على حد سواء. وقد شاهد الكاردينال بارولين بأم العين الجهود التي يبذلها الشبان في مساعدة المتضررين من انفجار المرفأ.

ولفت المطران علوان إلى أن هذا الأمر يدل على أن لبنان لن يموت بفضل الأشخاص الذين يؤمنون به على الرغم من  كل الصعوبات، ويقول هؤلاء : “نحن من هذه الأرض وسنبقى هنا” مع أن هناك بعض القادة السياسيين الذين اعتقدوا أن الناس سيهاجرون خصوصا وأن الأحياء المتضررة بسبب الانفجار هي تلك المسيحية. وقد رحل البعض لكن الشبان بقوا وينبغي أن نعوّل على هؤلاء.

وختم سيادته حديثه لموقعنا مذكرا بأن جائحة كوفيد أتت لتزيد الطين بلة ويسعى لبنان إلى مواجهة هذا التحدي على الصعيد الصحي، مع أن مستشفيات لبنان ليست قادرة على استيعاب جميع المصابين بالفيروس.

 

المطران حنا علوان

 

عن ucip_Admin