أختر اللغة
الرئيسية | متفرقات | الوقاية من السرطان… الوقاية من الموت
الوقاية من السرطان… الوقاية من الموت
الوقاية من السرطان... الوقاية من الموت

الوقاية من السرطان… الوقاية من الموت

“لا يزال مرض السرطان موضوعا محظورا في مجتمعنا حتى يومنا هذا، إذ لا يزال بعض الناس يرفضون لفظ اسمه حتى. ولكن الجهل ضعف أمام هذا المرض، والمعرفة قوة، فلنحاربه بالوعي والوقاية.

في حديث لـ”الجمهورية”، قالت الدكتورة رحاب نصر استاذة مشاركة في قسم علم التشريح وعلم الأحياء الخلوي وعلم وظائف الأعضاء في كلية الطب في الـAUB ومديرة برنامج الوقاية من السرطان والسيطرة عليه في مركز نايف باسيل في الـِAUBMC، ومؤسِسة ومديرة جمعية “أملنا”: “يبدا السرطان في خلية طبيعية التي بسبب خلل جيني يصيبها تبدا التكاثربطريقة غير منتظمة ويعجز جسم الإنسان عن السيطرة عليها. وفي الحالات المتقدمة، ينتشر السرطان من المكان الذي بدا فيه في الجسم إلى أعضاء أخرى، وهنا يكمن الخطر”. في الواقع، السرطان ليس مرضا واحدا، بل مجموعة من الأمراض، ويصل عدد أنواعه إلى حوالى الـ200.

أهمية الوقاية

وأضافت د. رحاب: “ليس السرطان قضية صحية فحسب، بل هو قضية إنسانية أيضاً. في الحقيقة، يخاف الإنسان مما لا يعرفه، ويعجز عن مواجهته. إذاً كلّ ما زودنا نفسنا بمعلومات صحيحة عن السرطان، أصبحنا أقوى في مواجهته.

إن السرطان قضية صحية مهمة لأنه ثاني أهم سبب للوفيات في العالم. فقد وجدت الوكالة الدولية لبحوث السرطان أنه في كل سنة، لدينا حوالى 18 مليون إصابة جديدة، وحوالى 9.6 مليون حالة وفاة جراء هذا المرض. ولكن لو نظرنا إلى الشق الإيجابي، نرى أنه بحسب الابحاث العلمية، يمكننا تجنب حوالى ثلث إصابات السرطان. لا يمكننا الوقاية من كل أنواع السرطان والكشف المبكر عنها، ولكن أكثر السرطانات شيوعا يمكن الوقاية منها”.

شددت د. رحاب: “الوقاية هي أي خطوة نقوم بها تخفف من خطر إصابتنا بالسرطان. لكن ثمة مراحل من الوقاية:

– الوقاية الأولية: التدخل قبل حدوث السرطان: أي الابتعاد عن عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة،

– الوقاية الثانوية: التدخل في بداية الإصابة به، أي الكشف المبكر،

– الوقاية الثلاثية: العلاج الصحيح.

ولكن في موضوعنا عن الوقاية، سيكون التركيز على الوقاية الأولية والثانوية”.

سرطان الثدي، سرطان الرئة، سرطان القولون، سرطان عنق الرحم وسرطان الجلد.

الوقاية الأولية

وتكمن في الابتعاد عن عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وبتغيرات نضيفها على اسلوب الحياة التي يمكن ان تحدث تغييرا ايجابيا.

 

1- التدخين (جميع أنواعه): نحن نربطه دائما بسرطان الرئة، بينما هو يسبب أكثر من 15 نوع من السرطان. إذا من الأفضل عدم التدخين بالأساس. ولكن حتى لو أصبنا بالسرطان، يساعد التوقف عن التدخين على تفادي العوارض الجانبية للأدوية، وعلى الاستفادة أكثر من العلاج، وتفادي معاودة السرطان بعد الانتهاء من العلاج. وتجدر الإشارة إلى أن التدخين غيرالمباشر، كما المباشر، يرفع خطر الإصابة بسرطان الرئة أيضاً. يعد الابتعاد عن التدخين بجميع انواعه جزءا مهما من الوقاية من السرطا

2- النظام الغذائي: ينصح باتباع نظام غذائي صحي. أثبتت الابحاث أن اللحوم المصنعة مثلاً ترفع خطر الإصابة بالسرطان،

3-المحافظة على وزن مثالي يخفض من خطر الاصابة بالسرطان

4- ينصح بتناول الكحول باعتدال لانه يزيد من خطر الاصابة بعدة انواع من السرطان كسرطان الكبد والثدي

5- الرياضة:تساعد الرياضة على الحفاظ على وزن مثالي وتخفف ممارسة التمارين الرياضية من خطر الإصابة بالسرطان، وتقوي جهاز المناعة وترفع نسبة الشفاء وتخفف نسبة المعاودة بعد الشفاء”.

6- الحماية من اشعة الشمس: أفادت د. نصر أنّه “من أسهل السرطانات التي يمكن الوقاية منها هو سرطان الجلد، من خلال عدم التعرض للشمس في ساعات الظهر بين 11-4 , استخدام واقي من الشمس SPF 30 واكثر والابتعاد عن السولاريوم الذي يرفع خطر الإصابة أيضاً”.

7- ولفتت: “بعض السرطانات سببها فيروساً، كسرطان الكبد (hepatitis B virus) . الوقاية الأولوية منه هي عبر إعطاء اللقاح المخصص له. يمكن الوقاية الأولية أيضاً من سرطان عنق الرحم من خلال إعطاء اللقاح المناسب (ضد HPV virus) للفتيات منذ عمر الـ11”.

الوقاية الثانوية

“تكمن الوقاية الثانوية في إجراء فحوصات الكشف المبكر بشكل منتظم. لا يجب الانتظار حتى تظهر عوارض السرطان لإجراء الفحوصات، إذ يكون قد تطور الورم، بل يجب كشفه في أبكر مرحلة ممكنة، لرفع نسب الشفاء”.

وعددت د. نصر بعض الأمثلة:

“- سرطان الثدي: ثمة حملة وطنية بدأت منذ سنوات للكشف المبكر لسرطان الثدي، تحصل كل عام في شهر أكتوبر. والهدف هو دعوة النساء في عمر الأربعين وما فوق إلى إجراء التصوير الشعاعي للثدي كل سنة و ينصح ايضا بالقيام بفحص الذاتي للصدر منذ عمر العشرين، والفحص السريري لدى الطبيب كل 3 سنوات.

– سرطان عنق الرحم: اللقاح هو وقاية أولية له، ولكن ثمة وقاية ثانوية أيضا وهي عبر ما يُعرَف بفحص “الزجاجة” أومسحة عنق الرحم، يجب إجراءها كل سنة إلى ثلاث 3 سنوات للنساء المتزوجات.

أكثر السرطانات شيوعاُ في لبنان

وفقا لد. نصر: “لدى النساء، سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً، ومن بعده سرطان القولون (أو الأمعاء الغليظة)، ثم سرطان الرئة.

أما لدى الرجال، فيترأس القائمة سرطان البروستات، ثم سرطان المثانة (أو المبولة)، فسرطان الرئة.

– سرطان القولون: تشمل فحوصات الكشف عن سرطان القولون اختباراً واحداً أو أكثر من شأنها اكتشاف السرطان قبل ظهور أي من الأعراض:

فحص الدم في البراز ( FITالإختبار المناعي الكيميائي للدم الخفي في البراز) الذي يجب القيام به لدى الرجال والنساء سنوياً ابتداءا من عمر الخمسين

التنظير او colonoscopy كل 10 سنوات ويسمح هذا الإختبار للطبيب بالكشف عن التواليل وإزالتها قبل تحولها لنسيج سرطاني.

– سرطان الجلد: فحص الذات عبرالمراقبة، وفحص لدى طبيب الجلد،

– سرطان الرئة: صورة مقطعية للرئتين كل عام للأشخاص الذين يدخنون كثيرا (علبة في اليوم لمدة 30 عام أو علبتين في اليوم لمدة 15 عام…) ابتداءا من عمر الـ55.

– سرطان البروستات: PSA test إن كانت نتائج الفحص إيجابية، قد تعني وجود سرطان، أو أو غيرها من الأمراض لذا يجب المتابعة مع الطبيب.

هل تعلم؟

كلمة “ناجي” من مرض السرطان جديدة، ولم تكن موجودة من قبل.

اليوم، ثمة 44 مليون ناجي من السرطان حول العالم وهذا دليل على امكانية الشفاء من بعض انواع السرطانات.

معلومات مغلوطة

من الضروري تغيير المعتقدات الخاطئة إلى وقائع طبية حقيقية:

– معلومة مغلوطة: لا علاج للسرطان

معلومة صحيحة: تعتمد إمكانية العلاج على نوع السرطان

– معلومة مغلوطة: الشفاء من السرطان مستحيل

معلومة صحيحة: كلما ما كشفنا عن مرض السرطان مبكراً، ترتفع نسبة الشفاء.

– معلومة مغلوطة: سرطان = موت

معلومة صحيحة: لا يجب ربط السرطان دائما بالموت

– معلومة مغلوطة: لا ينفع الإقلاع عن التدخين بعد سنوات طويلة

معلومة صحيحة: في أي وقت نتوقف فيه عن التدخين، يتقلص خطر الإصابة بالسرطان.

 

الجمهورية

عن ucip_Admin