أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | باسيتي: قد يصبح المهاجرون كبش محرقة لاستياء اجتماعي له مسبباته
باسيتي: قد يصبح المهاجرون كبش محرقة لاستياء اجتماعي له مسبباته
البابا فرنسيس يحتفل بعيد ميلاده الثاني والثمانين

باسيتي: قد يصبح المهاجرون كبش محرقة لاستياء اجتماعي له مسبباته

اعتبر أسقف أبرشية Perugia-Città della Pieve ورئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال غوالتييرو باسيتّي أن المهاجرين يواجهون اليوم خطر التحوّل إلى كبش محرقة لاستياء اجتماعي له مسببات عدة.
 جاءت كلمات نيافته في رسالة وجهها إلى جميع الأساقفة الإيطاليين لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمهاجر واللاجئ 2019 والذي يُحتفل به في الأحد الأخير من شهر أيلول سبتمبر ويصادف هذا العام التاسع والعشرين منه. وأضاف باسيتي أن الكنيسة تدرك جيداً مدى الانقسام السائد اليوم في المجتمعات حول هذا الموضوع، وحتى داخل الجماعات الكنسية الكاثوليكية. وحذر من مغبة تنامي الخوف وانعدام الشعور بالأمن حيال ظاهرة الهجرة.

ورأى نيافته أن اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ يكتسب هذا العام أهمية كبرى بالنسبة للجميع، مذكراً بأن البابا فرنسيس يؤكد أن حضور المهاجرين واللاجئين في بيئاتنا ومجتمعاتنا يشكل بحد ذاته دعوة من أجل استعادة بعض الأبعاد الأساسية لوجودنا المسيحي ولإنسانيتنا. وشجع رئيس مجلس أساقفة إيطاليا جميع المؤمنين على المشاركة في القداس الذي سيحتفل به البابا فرنسيس في تلك المناسبة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان مشيرا إلى أن هذا الاحتفال الديني يشكل مناسبة ملائمة للتجمّع حول البابا والتعبير له عن امتناننا لتعاليمه الشجاعة. وختم قائلا إنه إذا قامت كل رعية بإرسال وفد منها إلى هذا القداس الاحتفالي ستساهم في التعبير عن شركة الكنيسة وقربها من البابا.
وكان فرنسيس قد وجّه رسالة فيديو لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ قال فيها إنَّ الأمر لا يتعلّق بالمهاجرين وحسب وإنما بعدم تهميش أحد. إنّ العالم الحالي يصبح يومًا بعد يوم أكثر نخبويّة وأكثر قساوة مع المهمّشين، والبلدان النامية لا زالت تستنفد أفضل مواردها الطبيعية والبشريّة لصالح بعض الأسواق المميزة. إنَّ الحروب تضرب فقط بعض مناطق العالم، ومع ذلك فصنع وبيع الأسلحة يتمُّ في مناطق أخرى لا تريد بعدها أن تعتني باللاجئين ولا تريد أو تقبل هؤلاء المهاجرين الذين ليسوا إلا نتيجة لهذه النزاعات. إن الكنيسة التي تخرج وتنطلق تعرف كيف تبادر بدون خوف وتذهب لتلتقي وتبحث عن البعيدين لتصل إلى تقاطعات الطرق لتدعو المهمّشين، أولئك الذين نهمّشهم نحن كمجتمع. وأضاف البابا أن التنمية الإقصائيّة تجعل الأغنياء أكثر غنى والفقراء أكثر فقرًا؛ أما التنمية الحقيقية فهي التي تهدف إلى الإدماج، فتدمج جميع رجال ونساء العالم، وتعزز نموّهم الشامل وتعتني بالأجيال المستقبليّة.
في سياق متصل عبرت الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا عن استعدادها لتوفير الضيافة لخمسين مهاجراً من أصل مائة وستة عشر يتواجدون على متن سفينة Gregoretti التابعة لخفر السواحل في إيطاليا وذلك بعد التوصل إلى اتفاق على المستوى الأوروبي يفسح المجال أمام هؤلاء بالنزول إلى البر كي يتم توزيعهم على خمسة بلدان أوروبية. وكان وزير الداخلية الإيطالي Matteo Salvini قد أعلن يوم أمس الأربعاء أنه أعطى الإذن بشأن نزول الركاب إلى اليابسة مشيرا إلى أن المشكلة وجدت حلاً بعد أن عبرت الدول الأوروبية الخمس على استعدادها لتقاسم الأعباء مع إيطاليا وهي ألمانيا، البرتغال، فرنسا، اللكسمبرغ وإيرلندا.
وقد جاء في بيان صدر عن المكتب الوطني للاتصالات الاجتماعية التابع لمجلس أساقفة إيطاليا أن خمسين من هؤلاء المهاجرين ستتم استضافتهم في مركز Mondo Migliore أي “عالم أفضل” الكائن في بلدة Rocca di Papa بمحافظة روما. أوضح البيان أنه بهذه الطريقة تعبّر الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية، ومن خلال هيئة كاريتاس الخيرية، عن التزامها في استخدام مواردها المهنية والاقتصادية بغية الاستجابة لطلب تقدّمت به وزارة الداخلية الإيطالية إلى الكنيسة كي توفّر هذه الأخيرة الضيافة والمساعدة المادية والقانونية لهؤلاء الأشخاص. وختم بيان مجلس أساقفة إيطاليا مؤكدا أن المبادرة، التي تنسجم مع إجراءات مماثلة تبناها المجلس، تندرج في سياق التعاون القائم بين الدولة الإيطالية والكنيسة الكاثوليكية في مجال مساعدة واستضافة المهاجرين واللاجئين.

أليتيا

عن ucip_Admin