أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | بطاركة الشرق التقوا في بكركي سفراء الدول الخمس: دعوة إلى حماية مسيحييّ الشرق وانتخاب رئيس للبنان ودولة مدنية
بطاركة الشرق التقوا في بكركي سفراء الدول الخمس: دعوة إلى حماية مسيحييّ الشرق وانتخاب رئيس للبنان ودولة مدنية
السفراء الاميركي والبريطاني والبابوي والروسي والقائم بالأعمال الصيني، وبينهم المطران صيّاح في بكركي أمس. (اميل عيد)

بطاركة الشرق التقوا في بكركي سفراء الدول الخمس: دعوة إلى حماية مسيحييّ الشرق وانتخاب رئيس للبنان ودولة مدنية

بسط بطاركة الشرق هموم المسيحيين ولا سيما في العراق أمام سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وممثل الأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، مطالبين الأمم المتحدة وهذه الدول بحماية المسيحيين وتأمين عودتهم إلى قراهم.

لم يغفل الاجتماع الذي عقد في بكركي مساء بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وأبدى الجميع قلقهم الشديد لـ”الفراغ المطول” في الموقع الرئاسي.
وشارك في الاجتماع اضافة الى البطريرك الراعي البطاركة: نرسيس بدروس التاسع عشر(أرمن كاثوليك)، اغناطيوس يوسف الثالث يونان (سريان الكاثوليك)، لويس ساكو(كلدان)، افرام الثاني كريم (سريان أرثوذكس)، آرام الاول (أرمن أرثوذكس)، غريغوريوس الثالث لحام (روم كاثوليك)، القس سليم صهيوني(الطائفة الإنجيلية)، وممثل عن كنيسة الروم الارثوذكس.
وانضم الى الاجتماع: السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا، والسفير الروسي الكسندر زاسبكين، والسفير الاميركي ديفيد هيل، والسفير البريطاني توم فليتشر، والممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، والقائمان بأعمال سفارتي فرنسا جيروم كوشار والصين هانغ جينغ.
وأصدر المجتمعون بياناً في ختام الاجتماع تلاه النائب البطريركي الماروني العام المطران بولس صياح، جاء فيه:

“1 – عطفا على اجتماع أصحاب الغبطة بطاركة الشرق في المقر البطريركي في البلمند بتاريخ 26 حزيران والأول من تموز وفي الكرسي البطريركي الماروني في الديمان بتاريخ 7 آب الجاري (…)، وبعد زيارتهم للمسيحيين النازحين إلى اربيل في إقليم كردستان للتضامن معهم روحيا ومعنويا وماديا، في 20 آب الجاري، ولقائهم برئيس الأقليم السيد مسعود البارزاني، ورئيس الحكومة السيد نيجيرفان البارزاني، عقد أصحاب القداسة والغبطة البطاركة ورؤساء الكنائس الشرقية في الكرسي البطريركي في بكركي في 27 آب الجاري اجتماعا (…).

2 – ثم عقدوا اجتماعا مع ممثل الأمين العام الأمم المتحدة ، والسفير البابوي وسفراء الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

3 – وفي ختام الاجتماع أصدروا بياناً جاء فيه: “(…)

4 – بات معروفاً وموثقاً أن الاعتداء على المسيحيين في العالم اليوم يأخذ منحى خطيرا يهدد الوجود المسيحي في الكثير من الدول ولا سيما في العالم العربي وبشكل أخص في مصر وسوريا والعراق. حيث يتعرض المسيحيون في هذه البلدان لاعتداءات وجرائم بشعة تحملهم على الهجرة القسرية من أوطانهم، التي هم فيها مواطنون أصليون وأصيلون منذ ألفي سنة، فتحرم المجتمعات الاسلامية والعربية من ثروة إنسانية وثقافية وعلمية واقتصادية ووطنية كبرى.
هذا مؤلم جدا، ولكن الأشد إيلاما يبقى السكوت عما يجري، وغياب الموقف الجامع إقليميا من المرجعيات الفاعلة في العالم ولا سيما المرجعيات الإسلامية، الروحية والسياسية والموقف الدولي الفاتر من هذه الأحداث.

5 – والكارثة الكبرى تحل اليوم بمسيحيي العراق، وعلى وجه التحديد بمسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى الثلاث عشرة، إضافة إلى الايزيديين وسواهم من الأقليات. هؤلاء جميعا اقتلعتهم ما تسمى بالدولة الإسلامية – داعش من بيوتهم قسرا، فغادروا مرعوبين، تاركين كل شيء وراءهم وانتهكت حرمة كنائسهم ومساجدهم ومعابدهم الدينية، وفخخت منازلهم، وزرعت طرقهم بالألغام. هؤلاء كان عددهم قبل النزوح مئة وعشرين ألفا. يوجد منهم اليوم ستون ألف نازح في محافظة اربيل، وخمسون ألف نازح في محافظة دهوك. إننا نعرب عن شكرنا الكبير لكل الذين استقبلوهم في إقليم كردستان: في الكنائس والصالات الراعوية وحدائق الكنائس والعائلات والمباني والمدارس والمخيمات والمباني الحكومية (…). ونطالب بإلحاح المجتمع الدولي بالعمل الدؤوب فيما الشتاء على الأبواب، من أجل إيجاد مساكن تأويهم، ومساعدتهم على دخول المدارس والجامعات، وتحرير بيوتهم وممتلكاتهم وإعادتهم إليها بكرامة، وحماية حقوقهم وأمنهم بحكم المواطنة.
إن الكارثة الإنسانية (…) تقتضي من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع حكومة العراق المركزية وحكومة إقليم كردستان: العمل العاجل والفعال لتحرير بلدات سهل نينوى، تسهيل عودة النازحين إلى بلداتهم وبيوتهم في الموصل وسهل نينوى، توفير أمن هذه البلدات مع ضمانات دولية ومحلية من حكومتي بغداد وإقليم كردستان، وضع حد للتنظيمات الأصولية والإرهابية التكفيرية

6 – لا يمكن أن تستمر الدول ولاسيما العربية والإسلامية منها صامتة ومن دون حراك في وجه “الدولة الإسلامية – داعش” ومثيلاتها من التنظيمات الإرهابية التكفيرية. فهي مدعوة إلى إصدار فتوى دينية جامعة تحرم تكفير الآخر إلى أي دين أو مذهب أو معتقد انتمى، وإلى تجريم الاعتداء على المسيحيين وممتلكاتهم وكنائسهم في تشريعاتها الوطنية، وتحريك المجتمع الدولي والهيئات لاستئصال هذه الحركات الإرهابية بجميع الوسائل التي يتيحها القانون الدولي.
هذا الواجب المزدوج مطلوب أيضا وبخاصة من منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية. فالأسرة الدولية مسؤولة هي أيضا عن تنامي “الدولة الإسلامية – داعش” وسواها من التنظيمات والحركات التكفيرية الإرهابية.
ويضاف إلى هذين الواجبين واجب الضغط بقوة، من الأسرتين العربية والدولية، على ممولي هذه التنظيمات بالمال والسلاح ومدربيها، من دول ومنظمات، لقطع مصادر العنف والإرهاب الفكري.

ثالثا: الحلول لمآسي الشرق الأوسط

أ – دعم الحضور المسيحي ودوره في حماية العيش المشترك.
ب – إعادة اللحمة بين مكونات كل بلد.
ج – فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة المدنية.
ولكي تتمكن دول الشرق الأوسط من أن تنعم بسلام عادل وشامل ودائم، ينبغي عليها، بموآزرة الأسرة الدولية، إذا شاءت هذا السلام، أن تعمل على فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة المدنية.
د – ما يختص بسوريا.

إن النزيف السوري منذ ثلاث سنين ونصف لهو جدير بأن يعالج بروح الحوار والحل السياسي السلمي، وهذا ما نودي به منذ بدء الأزمة في سوريا. ومن هنا دعوتنا إلى أن ينظر المجتمع الدولي بعين الحق لما يجري في هذا البلد من إرهاب وتكفير وتمدد لتياراتٍ أصولية.
رابعا: نداء إلى الكتل السياسية ونواب الأمة في لبنان.
إدراكا منا لأهمية النظام السياسي في لبنان، الذي يفصل بين الدين والدولة، ويؤدي الإجلال لله تعالى، ويحترم جميع الأديان وأنظمة أحوالها الشخصية، ويقر حرية الدين والمعتقد مع سائر الحريات العامة، فإننا نناشد المسؤولين والمواطنين المحافظة على لبنان دولة مدنية تستكمل روحها وعناصرها، لكي يصبح لبنان وطن الإنسان والإيمان، ومنارة حضارية في هذا الشرق. ويصبح حقا بلد العائلات الروحية، لا بلد الطوائف والتزمت الديني البغيض. لبنان الدولة المدنية غير الدينية يكون في الحقيقة دولة كل الناس ودولة الحق والوحدة الوطنية، لا دولة إمارات سياسية مذهبية (…). ولذا ندعو بإلحاح وبقوة الكتل السياسية ونواب الأمة إلى فصل انتخاب رئيس للجمهورية عن مسار الأوضاع والصراعات الإقليمية والدولية التي لم ترتسم أفقها بعد، والإسراع إلى التشاور الجدي والتفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع ما يمكن، لكي ينتظم عمل المجلس النيابي التشريعي، وتسهل مهمات الحكومة، وتستقيم الحياة العامة، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. إن انتخاب الرئيس واجب قبل اتخاذ أي قرار بشأن استحقاق المجلس النيابي”.

الراعي
وكان الراعي أكد امام السفراء ان “ليس لديه أي مرشح معين لرئاسة الجمهورية وهو لا يزكي أحدا ولا يقصي أحداً”.

بلامبلي
من جهته قال الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي، بعد خروجه من اجتماع البطاركة: “لقد عبر البطاركة عن قلقهم من التطورات الأخيرة وخصوصاً في ما يتعلق بالمجتمعات المسيحية في العراق والمنطقة. وتأثرت أنا وزملائي أيضاً، على ما أعتقد، بما سمعناه في هذا السياق وكلنا شددنا بأساليبنا المختلفة على أهمية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط. إن الأمين العام للأمم المتحدة دان مراراً اضطهاد المسيحيين والأقليات الأخرى في العراق على يد ما يسمى بالدولة الإسلامية أو “داعش”. كما تحدث أعضاء مجلس الأمن بكل وضوح في هذا الموضوع يومي 5 و7 آب، وتبنى المجلس الأسبوع الماضي بالإجماع القرار الرقم 2170 مستهدفاً داعش والمجموعات الأخرى المسؤولة عن تلك الفظائع. كما ناشد أعضاء مجلس الأمن المجتمع الدولي ببذل قصاراه لرفع معاناة الشعوب التي طاولها الأذى، وتقوم الأمم المتحدة حالياً بعملية إغاثية ضخمة في العراق إضافة إلى المساعدة التي تقدمها إلى المحتاجين في أماكن أخرى في المنطقة. وتقدم البطاركة أيضاً باقتراحات أخرى. وسوف أنقل وزملائي بعناية كل ما سمعناه.
وأود أن أغتنم الفرصة للتأكيد مرة أخرى على أهمية العيش المشترك والوحدة التي يتمتع بها لبنان بالنسبة الينا جميعاً، وأهميتها بالنسبة إلى بقية المنطقة وفي هذا الوقت بالتحديد. ولا أعتقد أنكم ستفاجأون بأننا تناولنا أيضاً باختصار في حديثنا موضوع الرئاسة والانتخابات الرئاسية. وكنا مع غبطة البطريرك هنا منذ فترة واتفقنا على أن الفراغ المطول هو أمر يدعو إلى القلق الشديد. كان هذا اللقاء قبل شهرين. ولا أعتقد أنه تخفى على أحد الآن المعالجة الملحة لهذه المسألة”.

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).