أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | بو جوده ترأس قداس الشكر للنذور الأخيرة للأخ لويس المجلي: تحضرت لهذا الإلتزام في عائلة أعطت الكنيسة كهنة ورهبانا وعلمانيين
بو جوده ترأس قداس الشكر للنذور الأخيرة للأخ لويس المجلي: تحضرت لهذا الإلتزام في عائلة أعطت الكنيسة كهنة ورهبانا وعلمانيين
بو جوده ترأس قداسا احتفاليا بسيامة جورج إسحاق كاهنا

بو جوده ترأس قداس الشكر للنذور الأخيرة للأخ لويس المجلي: تحضرت لهذا الإلتزام في عائلة أعطت الكنيسة كهنة ورهبانا وعلمانيين

ترأس رئيس اساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداس الشكر للنذور الأخيرة للأخ لويس المجلي في جمعية إخوة المدارس المسيحية “الفرير”، في كنيسة مار يوحنا المعمدان في بلدة رشعين – قضاء زغرتا، عاونه خادم الرعية الخوري جو رزق الله، في حضور حشد من أخوة المدارس المسيحية “الفرير”، ومن مديري مدارس الفرير وافراد الهيئة التعليمية فيها وأهل وأقرباء الاخ المجلي، الى عدد من أبناء رشعين والبلدات المجاورة.

بو جوده
بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران بو جوده عظة، قال فيها: “أنا سعيد جدا بأن أحتفل معك ومن أجلك اليوم بقداس الشكر هذا بمناسبة إبرازك النذور المؤبدة في جمعية إخوة المدارس المسيحية التي أسسها القديس جان باتيست دو لاسال لتهتم، خصوصا بتربية الأطفال والشبان وتعليمهم. بإبرازك النذور في هذه الجمعية إعتنقت روحانية هذا القديس الذي أعلنته الكنيسة شفيعا للمربين، إذ أسس من أجلهم المدارس والمؤسسات التربوية وكرس حياته لخدمتهم ومساعدتهم في الإندماج بحياة المجتمع، مسلحين بالعلم والأخلاق كي يستطيعوا أن يجابهوا الصعوبات والتحديات الكثيرة التي تصادفهم في حياتهم اليومية. جميع المؤمنين بالمسيح مدعوون كي يكونوا له شهودا كما طلب ذلك منهم هو بالذات عندما قال لهم قبيل صعوده إلى السماء: إذهبوا في الأرض كلها واحملوا البشارة إلى الخلق أجمع”.

أضاف: “إنها المسؤولية التي فهمها القديس جان باتيست دو لاسال بعدما إكتشف الحاجة الماسة عند الأطفال، لا سيما الفقراء منهم والمعوزين، إلى التربية والثقافة والتعليم. فجمع حوله عددا من الرفاق وأسس المدارس لإيواء الطلاب وكرس وقته مع رفاقه لتأمين التعليم لهم، فأصبحوا يعرفون بإخوة المدارس المسيحية. والتربية التي اهتم بتأمينها لم تكن مجرد معلومات يعطيها للطلاب، بل شملت كذلك التربية على القيم والأخلاق. فالتلميذ في نظره ليس مجرد مستمع يحفظ ما يعطى له من معلومات عن ظهر قلب. القديس جان باتيست دو لاسال، شعر بأن الرب يدعوه ليحمل كلمته إلى إخوته البشر. رأى الأطفال حوله تائهين ضالين كخراف لا راعي لها وخاصة الفقراء منهم، واكتشف أنهم بحاجة إلى مرافقة ومتابعة وتثقيف وتربية. فهم أن الإنسان كائن إجتماعي وأن شخصيته وكيانه ينميان ويتطوران بفعل التأثيرات الإجتماعية التي يكتسبها من البيئة التي يعيش فيها ومن الأشخاص الذين يعاشرهم”.

وتابع: ” وكإبن للكنيسة، إعتبر أن من واجبها العمل على مساعدتهم كي يطوروا بتناغم مؤهلاتهم الجسدية والأدبية والعلمية وأن يكتسبوا تدريجيا تحسسا أشد إرهافا لمسؤولياتهم سواء في إنماء حياتهم الشخصية بالجهد المتواصل المستقيم أو في السعي وراء حرية صحيحة بتذليلهم بشجاعة متواصلة كل الصعوبات. فهم دو لاسال كذلك أن الحق في التربية هو حق لا ينتزع من حقوق الشخص البشري وأن التربية تتوخى نمو الفرد في كل اتجاهاته الفكرية والإجتماعية والدينية، وهي تنمو في البيت دون شك ولكن المدرسة تساعد على هذا النمو. على مثال المسيح المعلم، كان جان باتيست دو لاسال معلما، ورائدا في حقل التعليم، فنصح ووعظ وأرشد وأعطى تلاميذه دستورا لحياتهم. علمهم أن يستثمروا الوزنات التي أعطاهم إياها الرب وأن لا يطمروها في التراب. ولذلك خرجت مدارسه وما زالت لغاية اليوم تخرج الطلاب المميزين بعلمهم وثقافتهم وأخلاقهم العالية. تكلم لغة الطلاب ففهموه، وأعطاهم المثل فاقتدوا بهم واتخذوه قدوة ومثالا”.

واردف: “لم يكتف دو لاسال بتأمين العلم والثقافة الماديين لطلابه، بل فهم أن دور المدرسة الأساسي هو بناء الإنسان بكليته وإعطائه، إضافة إلى العلوم والثقافة التربية الإنسانية المتكاملة، مع التشديد على الحياة الروحية، لكي لا يتحول إلى مجرد كائن مادي، وكأنه مجرد نسيج من الخلايا كما أصبح يعتبر عند بعض العلماء اليوم لسوء الحظ، بل كي يشعر بأنه حقيقة صورة الله وبأن له قيمة مطلقة في نظر الله وكي يتصرف على هذا الأساس. في نظر جان باتيست دو لاسال، الكنيسة هي أم ومعلمة، ترى أن من واجبها أن تؤمن لأبنائها الثقافة الضرورية، فتجعل من كل واحد منهم إنسانا بكل معنى الكلمة، وتوجهه وترشده وتساعده على تحمل مسؤولياته في إدارة شؤون العالم والمساهمة في تنمية الكون وتطويره. فالمدرسة ليست مستودعا يغرف منه الإنسان والطالب علوما ومعلومات، بل هي مدعوة كي تنمي فيه القوى العقلية نموا مضطردا وتمرس فيه القدرة على إعطاء الرأي الصائب. فيها يتمرس ويتدرب على تكوين رأيه الشخصي، آخذا الإيجابيات من الغير ورافضا السلبيات. فالتربية الحقيقية تأتي من التفاعل الضروري بين الأشخاص، تتنامى القدرات العقلية وتتبادل الخبرات الحياتية ويصبح بمقدور الإنسان أن يعيش مع غيره ويساهم معه في مشاريع التنمية الفكرية والثقافية والإنسانية للبشرية جمعاء. كما أن التربية الحقيقية تشجع على احترام معنى القيم والأخلاق التي أصبحت مهددة ومنتهكة لسوء الحظ في عالم اليوم. وأصبحت كلمات عقيمة عند الكثيرين، وغير مجدية… كالتسامح والتضحية والمحبة والغفران وغيرها. وأصبح الإنسان الذي يتقيد بهذه القيم والتقاليد الحميدة وكأنه إنسان من عالم آخر، “رجعي”، لا يفهم معنى الحياة ولا يعرف كيف يعيش. فالمهم بالنسبة للكثيرين، من معاصرينا هو كما يقولون: “بدنا نعيش”، فيسعون للحصول على مستلزمات الحياة والبحبوحة بأي ثمن كان.

واردف: “لذلك أصبح الغش والتعدي على الغير وأملاكه ورمي القيم الأخلاقية جانبا وكأنها أمر طبيعي. أما المدرسة المسيحية واللاسالية بصورة خاصة، فهي مدعوة لزرع القيم الأخلاقية والإجتماعية والإنسانية في قلب التلاميذ، وإلى تأمين التربية الصالحة لهم، لأنها بذلك تساهم في إعادة بناء المجتمع البشري السائر نحو الهلاك والتفكك والإنحلال”.

وتوجه الى الاخ المجلي، قائلا: “إلى هذه المدرسة إنتسبت أيها العزيز لويس وقد تحضرت لهذا الإلتزام في عائلتك التي تربيت فيها وهي العائلة التي أعطت الكنيسة كهنة ورهبانا وراهبات وعلمانيين ملتزمين. الكثيرون منا ما زالوا يذكرون الدور الأساسي الذي لعبه جد والدتك الخوري واكيم، وما يقوم به خالك الخوري واكيم في لبنان وأوستراليا. كما يطيب لي أن أذكر ما تقوم به والدتك في الحقل التربوي المسيحي، إذ إنها تابعت الدروس اللآهوتية التي تؤمنها الأبرشية للعلمانيين الذين يريدون القيام بالعمل الرسولي في بلداتهم ورعاياهم. إني أهنئك على إبرازك هذه النذور وأصلي من أجلك، طالبا من الرب أن يباركك ويقدسك ويجعلك رسولا فاعلا في حقله، على غرار جميع إخوة المدارس المسيحية الذين عملوا ويعملون في هذه الأبرشية منذ سنوات طويلة. كما أصلي معك ومع جميع الإخوة، طالبا من الرب أن يعطيكم دعوات رهبانية تساهم في هذا العمل التربوي والروحي بشفاعة القديس جان باتيست دو لاسال وغيره من الإخوة، وآخرهم الأخ سالمون الذي طوبته السلطة الكنسية مؤخرا”.
وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).