أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | بو جوده في سيامة شدايقة : كونوا مستعدين لمجابهة مجتمع ابتعد عن المسيح
بو جوده في سيامة شدايقة : كونوا مستعدين لمجابهة مجتمع ابتعد عن المسيح
بو جوده ترأس قداسا احتفاليا بسيامة جورج إسحاق كاهنا

بو جوده في سيامة شدايقة : كونوا مستعدين لمجابهة مجتمع ابتعد عن المسيح

احتفلت ابرشية طرابلس المارونية بترقية الاكليريكيين لويس سعد، جوزف البيسري، سركيس عبدالله وجورج شمعون الى درجة الشدياقية، على مذابح الابرشية، بوضع يد راعي الابرشية المطران جورج بو جوده ومشاركة المطران بولس اميل سعاده، وحضور لفيف من كهنة الأبرشية، في كنيسة مار يعقوب في كرمسده قضاء زغرتا، بمشاركة حشد من الاهالي والاصحاب والمدعوين.

بعد الانجيل، القى المطران بو جوده عظة جاء فيها:” يسرني أن أرقيكم اليوم إلى درجة الشدياقية في ليلة عيد مولد القديس يوحنا المعمدان، فتنضمون بذلك إلى سلك الإكليروس في درجاته الأولى التحضيرية لدرجة الكهنوت. القديس يوحنا المعمدان هو القديس الوحيد مع العذراء مريم الذي تحتفل الكنيسة رسميا وليتورجيا بولادته، في هذا الأسبوع من زمن المجيء التحضيري لعيد الميلاد، وفي الرابع والعشرين من شهر حزيران، بينما تحتفل بأعياد سائر القديسين في يوم وفاتهم، أي يوم ولادتهم في السماء. ذلك أن يوحنا المعمدان تنقى من الخطيئة الأصلية وهو لا يزال في بطن أمه عندما إرتكض، وهو جنين، في أحشا أليصابات يوم زارتها العذراء مريم وأعلنت: منذ بلغ سلامك إلى أذني، إرتكض الجنين من الإبتهاج في بطني”.

أضاف: “يوحنا المعمدان هو خاتمة أنبياء العهد القديم. وقد إختاره الله ليس فقط ليبشر بالمسيح المنتظر والمزمع أن يأتي، كغيره من الأنبياء، بل ليعلن رسميا، وعلى الملأ أمام الجماهير، أن يسوع الآتي ليعتمد على يده هو هذا المسيح، حين قال: هذا هو حمل الله، هذا هو الحامل خطيئة العالم. ولذلك سيقول عنه يسوع فيما بعد: ليس في مواليد النساء أعظم من يوحنا، لكن الأصغر في ملكوت السماوات هو أكبر منه. منذ ولادته وختانته أثار يوحنا المعمدان التساؤلات الكبيرة، إذ أن العادة المتبعة كانت بإعطاء المولود الجديد عادة إسم أبيه أو إسم أحد أجداده. ولذلك عندما قالت أليصابات إنه سوف يدعى يوحنا إعترض الأنسباء والأقرباء وقالوا لها ليس في عائلتك أحد يحمل هذا الإسم. وعندما أعلن زكريا أبوه أنه سيدعى يوحنا إنحلت عقدة لسانه وعاد يتكلم، فصار الناس يتساءلون ما عساه أن يكون هذا الصبي. تميز يوحنا بميزتين أساسيتين: الجرأة والشجاعة من ناحية، والتواضع من ناحية ثانية”.

وقال :”كان يوحنا حقا النبي الذي اختاره الله ليكون شاهدا للحقيقة. لا يتخاذل ولا يتراجع عن إعلانها، حتى ولو كلفه ذلك التضحية بحياته، وهذا ما سوف يحصل عندما سيؤنب الملك هيرودس لأنه تزوج إمرأة أخيه. فألقاه هذا الأخير أولا في السجن ثم أمر بقطع رأسه تلبية لطلب إبنة أخيه التي أعجبته برقصها، فوعدها بإعطائها نصف مملكته إن هي طلبت ذلك. وعندما بدأ يوحنا برسالته، وهو يعمد على نهر الأردن، كان يعلم ويوبخ ويؤنب أولئك الذين جاءوا ليعتمدوا على يده ويقول لهم: يا أولاد الأفاعي، من أراكم السبيل للهرب من الغضب الآتي. ألا أثمروا ثمرا يدل على توبتكم، ولا تعللوا النفس قائلين: إن أبانا هو إبرهيم، فإني أقول لكم إن الله قادر أن يخرج من هذه الحجارة أبناء لابراهيم (لوقا3/7-8). وكان قد أعلن في بدء رسالته أن الله إختاره وأرسله ليكون صوتاً صارخاً في البرية، داعياً الناس إلى التوبة وإلى إعداد الطريق للرب وإلى جعل سبله قويمة، إذ يردم كل وادٍ وينخفض كل تل وتقوم الطرق المتعرجة وتسهل الوعرة، لكي يرى كل بشر خلاص الله”.

وتابع :”إستقطب يوحنا الناس وصار عنده مجموعة كبيرة من المؤيدين، وكان بإمكانه أن يجعل منهم شعبية له تؤيده وتدافع عنه وتجعل منه زعيماً، بالمفهوم العالمي للكلمة، لكنه تميز بتواضعه وبمعرفة حدوده، ولذلك كان يقول إنه جاء ليمهد الطريق للمسيح المخلص الذي يجب أن يكبر بينما هو عليه أن يصغر، لأنه لا يستحق أن يحل سير حذائه(مرقس1/8). في يوحنا يصح وصف دور النبي الذي ورد على لسان الرب عندما إختار إرميا وكلفه بهذه الرسالة حين قال له: قبل أن تتصور في الأحشاء عرفتك وجعلتك نبيا للأمم. وعندما إحتج إرميا وقال إنه طفل صغير لا يعرف أن يتكلم، قال له الرب: إلى من أرسلك تذهب وكل ما آمرك به تقوله. لا تخف من مواجهة أحد، فأنا معك لأنقذك، ها أنا جعلت كلامي في فمك وأعطيتك اليوم سلطة على الأمم وعلى الممالك، لتقلع وتهدم وتهلك، ولتنقض وتبني وتغرس (إرميا1/6-10)”.

وقال: “هذه هي رسالة كل من يختاره الله ويرسله إلى شعبه كي يمهد له الطريق، كي يحارب الكفر والفساد ويدعو الناس إلى العبادة الحقيقية. وهذا ما قام به يوحنا على أكمل وجه إذ أنه كان مثالا لمحاربي الفساد والفاسدين، يوبخ ويندد بالمحتكرين والعشارين والمتسلطين على الشعب. فيقول لهم: من كان عنده قميصان فليقسمهما بينه وبين من لا قميص له، ومن كان عنده طعام فليعمل كذلك. ولجباة الضرائب والعشارين كان يقول: لا تجبوا أكثر مما فرض لكم، وللجنود: لا تتحاملوا على أحد ولا تظلموا أحدا، وإقنعوا برواتبكم (لوقا3/11-14). للقيام بهذا الدور وهذه الرسالة ما زال الرب يختار شبانا من أبناء شعبه في العهد الجديد للقيام برسالة الخدمة والكهنوت وليكونوا حاملي كلامه إلى إخوتهم البشر، ويساعدوهم في السير على الطريق المستقيم لكي يصلوا إلى القداسة والعيش مع الله في الملكوت”.

وتابع: “إنكم تخطون اليوم، أيها الأحباء، الخطوة الأولى في مسيرتكم نحو الكهنوت كي تكونوا على مثال يوحنا وإرميا وغيرهم من الأنبياء والرسل، حاملي كلمة الله ومبشرين بها. فالمرحلة الأولى بالنسبة لكم، بعد سنوات الدرس والتحضير لتلبية لنداء الرب، قد تكون الإهتمام المادي بالكنيسة وخدمتها، من خلال الإهتمام بترتيبها وتنظيفها وفتح أبوابها أمام المؤمنين، وفي قرع الأجراس لدعوة الناس إلى الصلاة، وفي تحضير القرابين للإحتفال بالذبيحة الإلهية، وفي قراءة الكتب المقدسة على المؤمنين. ومن ناحية ثانية عليكم منذ اليوم، على مثال الأنبياء، المساهمة في محاربة الفساد والمفسدين والعاملين على نشر التعاليم الخاطئة والمرتدين عن الإيمان ليتبعوا أرواحا مضلة وتعاليم شيطانية كما حذر من ذلك بولس الرسول تلميذه تيموتاوس”.

وختم بو جوده :”عليكم إذن منذ اليوم أن تكونوا مستعدين لمجابهة المعلمين الكذبة الذين ينتشرون في مجتمعنا اليوم وفي عالمنا المعاصر والذين لم يعودوا يحتملون التعليم الصحيح، بل يكدسون لأنفسهم، على وفق شهواتهم، وإستحكاك مسامعهم، معلمين فوق معلمين، فيصرفون سمعهم عن الحق ويعدلون إلى الخرافات(2تيمو4/3). فلتكن هذه المرحلة التحضيرية التي تبدأونها اليوم مناسبة لكم، كما يوصيكم بذلك بولس الرسول تواظبون فيها على المطالعة وتثقيف الذات والتعمق في علاقتكم بالمسيح كي تستطيعوا مجابهة كل التحديات التي ستعترضكم في هذا المجتمع المعاصر الذي إبتعد كثيرا عن المسيح، والذي يحاول أن يجعل من نفسه إلها لنفسه وطالبا من الرب كما قال أحد المتفلسفين المعاصرين أن يبقى حيث هو ولا يتدخل في شؤون الناس. معكم ومن أجلكم نصلي اليوم طالبين من الرب أن يغدق عليكم نعمه وبركاته لتكونوا مستعدين للقيام برسالتكم النبوية والتعليمية والتقديسية فيما بعد في سلك الكهنوت”.

ثم تقبل الشدايقة الجدد التهاني من الحضور في صالون الدير واقيم كوكتيل في المناسبة.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).