أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | ” خروج الربّ هو جواب جديد على التجربة التي تنقضّ علينا .. ” رياضة روحيّة ألقيت في الفاتيكان في آذار 1987 للآب بيتر هانس كولفنباغ (5)
” خروج الربّ هو جواب جديد على التجربة التي تنقضّ علينا .. ” رياضة روحيّة ألقيت في الفاتيكان في آذار 1987 للآب بيتر هانس كولفنباغ (5)
زمن الصوم المقدس

” خروج الربّ هو جواب جديد على التجربة التي تنقضّ علينا .. ” رياضة روحيّة ألقيت في الفاتيكان في آذار 1987 للآب بيتر هانس كولفنباغ (5)

تجربة الأربعين يومــــًا ليست تجربة جديدة ، بل هي قديمة قدم العالم ، يحرّكها ذاك الذي هو الكذّاب منذ البدء . كتبَ كيرلّس الأورشليميّ : ” الحيّة ترقب المارّ على الطريق ، وتتبع خطى الذين يسيرون على طريق الخلاص . كنْ خفيرًا على نفسك لئلاّ تختطفها لنفسها ” . التجربة هذه هي تجربة الإنسان الذي يخلّص نفسه من خلال طريق مغاير لطريق الفصح . ويسوع نفسه تحمّل هذه التجربة : ” إن كنتَ ملك اليهود فخلّص نفسك ! ” (لوقا 23 : 37 ) ، و ” إن كنت ابن الله ….. ” (متى 27 : 40 ). فالتجربة بحسب ما تعرّض لها يسوع ، لا تتعلّق فقط بالعمل لمشيئة الله لخلاص الإنسان من الموت ، بل بخلاص الإنسان بطريقة مغايرة لطريق الفصح . وعلى سبيل المثال ، فإنّ الخبز أصبح مادّة التجربة ، عندما أراد الشعب أن يتوّج يسوع ملكـــا ، بعد معجزة تكثير الخبز . ورؤيته في شكل كائن إلهيّ تصبح مادّة التجربة عندما أراد التلاميذ ، وقت التجلّي ، أن يُقيموا في ملكوت أرضيّ .

هاتان التجربتان هما صورة للتجربة الكبرى التي تقضي بالعودة إلى ” مسيحانيّة منتصرة ” في بلاد النيل ، وهي تبدو بلادا آمنة لكسب العيش ، لكن حيث يخسر الإنسان نفسه . وخروج الربّ يتحقّق من خلال اختبار ” طريق الصحراء ” ، حيث إنّ غذاؤه يكون في عمل مشيئة ذاك الذي أرسله وفي تحقيق خلاصنا ، كالخادم المتألّم الذي يهب حياته من أجل افتداء كثيرين (متى 20 : 28 ) ، باسم قلب أبيه ، الذي هو محبّة .

التجربة ، هي التجربة نفسها على الإطلاق ، وفيها يعيد التاريخ نفسه . إلاّ أن خروج الربّ هو جواب جديد على التجربة التي تنقضّ علينا . فالأمرُ لم يعد يتعلّق هنا بالإنسان الضعيف ، العاجز عن الاختيار بشكل ملائم بين الحياة والموت ، ولم يعد يتعلّق بعبد ٍ ذي قلب موصد وقاس ، وهو عبدٌ يفضّل في الواقع أمن حياة العبوديّة على حياة الحريّة المتطلّبة .

على نقيض هذا ، يقبل ابن الله ، وهو الذي يتيحُ لروح الآب أن يقوده في صحراء الموت ، ظروف الخروج كلّها حتى الموت والموت على الصليب ، يدفعه هوى الحبّ نحو أبيه في الروح ، وفي الوقت عينه ، يدفعه الحبّ نفسه ” من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنـــــا ” .

الربّ يحثّنا على المشاركة في يوم الخروج الجديد ، فنخرج من ذواتنا ونخسر حياتنا على طريق الصحراء ، التي تبدو أنّها طرقـــــا تقود إلى الموت ، والتي يجعلها فصح الربّ طرقا تقود إلى الحياة . ” اليوم إذا سمعتم صوته ، فلا تقسّوا قلوبكم ” لأنّ الربّ الإله يفتح أبواب رحمته ، أبواب التوبة الفصحيّة . هذا يقضي بأن نتيح للروح أن يقودنا في الصحراء ، لندخل في سرّ الفصح، من خلال الاشتراك في عطيّة الربّ وغفرانه ، اللذين يفيضهما الروح على أولئك الذين يؤمنون به .

عدي توما / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).