أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | دبلوم “الأديان والإعلام”… نحو ثقافة دينيّة حضاريّة مشتركة
دبلوم “الأديان والإعلام”… نحو ثقافة دينيّة حضاريّة مشتركة
دبلوم جامعي تحت عنوان الأديان والإعلام

دبلوم “الأديان والإعلام”… نحو ثقافة دينيّة حضاريّة مشتركة

حثَّت كليّة العلوم الدينيَّة في جامعة القدِّيس يوسف للتفكير بإعداد برنامج أكاديمي يندرج ضمن دبلوم جامعي تحت عنوان “الأديان والإعلام” الذي أُطلِق للمرّة الأولى في لبنان، ويسعى إلى التوجّه إلى كلّ شخص يرغب في استخدام وسائل الاتّصال في خدمة الإيمان والسلام وذلك بغية فتح آفاق للاجتهاد الفكري الأخلاقي وللحوار، ومواجهة العثرات المتعدّدة في الممارسة الإعلاميّة التي تجعل من الوضع الشاذ قاعدة.هذا الدبلوم يهدف إلى فَهم الدور الاستراتيجي للتواصل داخل المؤسَّسة الدينيَّة والتمكّن من وضع النظم الملائمة للسياسة الإعلاميَّة ومن استخدام أدوات تداولها داخل المؤسّسة.

فنظرًا للمعضلة الكبيرة التي يُعاني منها الإعلام العربي عامَّة واللبناني تحديدًا، خصوصًا طريقة تناول المواضيع الدينية في الإعلام؛ إذ نرى أنَّه إعلام أحادي يخضع أحيانًا لمزايدات رجال الدين ممَّا يخلق حالة طائفيّة تشجّع أيضًا على الروح الطائفيّة التي نتذمَّر منها، كان لا بدَّ من “خلق” دبلوم مُماثل يهدف إلى تحضير وتهيئة أشخاص للعمل بمهنيّة عالية في الإعلام الديني وإلى تطوير المهارات لديهم.

فأغلبيَّة المؤسّسات الإعلاميَّة تنقل برامج دينيّة، منحازة أحيانًا وتشجِّع المناخ الطائفي بسبب أنَّها أحاديَّة بطرحها. جمهورها مقتصر على فئتها الطائفيّة الضيّقة. لا تسمح دائمًا للاطلاع أو التعرّف أو خلق حوار بين مختلف المذاهب والأديان من أجل تشجيع نوع من ثقافة دينيّة حضاريّة مشتركة. هذه المؤسّسات تفتقر إلى متخصِّصين في الشأن الديني، إذ نرى ونسمع ونقرأ كيف أنَّ الخبر الديني يُترَك بين أيدي مَن ينتمون إليه غير مُتخصّصين، بعيدين البُعد التامّ عن الموضوعيَّة، يفتقرون إلى المهنيّة لا يدركون كيفيَّة تحليل الواقع الديني للمساهمة في تكوين وتوجيه الرأي العام، وخلق القضايا، والتواصل والحوار بين الأفراد والشعوب.

الصورة واضحة، وسائل إعلاميّة طائفيّة تشكّل جزءًا من تركيبة النظام والمجتمع فتصبح جزءًا من أدوات الصراع وتوظّف في المعارك الطائفيّة.

 

هدف دبلوم “الأديان والإعلام

يهدف هذا الدبلوم إلى فَهم الدور الاستراتيجي للتواصل داخل المؤسَّسة الدينيَّة والتمكّن من وضع النظم الملائمة للسياسة الإعلاميَّة ومن استخدام أدوات تداولها داخل المؤسّسة. كما يهدف الدبلوم إلى تحضير وتهيئة أشخاص للعمل بمهنيّة عالية في الإعلام الديني وإلى تطوير المهارات لديهم.

يُتيح الدبلوم للطلاّب إكتساب ثقافة دينيّة وفهم الظاهرة الدينيّة، وتحليل الواقع الديني واكتشاف طريقة مقاربة الكنيسة والإسلام لوسائل الإعلام. في ورش العمل، يقيم الطلاّب أبحاثًا حول العلاقة بين السياسة والدين وأسس إقامة حوار إسلامي مسيحي وكذلك أسس الأديان.

كما يبغي الدبلوم توضيح رسالة وسائل الإعلام الدينيّة التي يجب أن تواجه التحدّيات الحاليّة وتنشر القيم الثابتة. تجمع هذه التنشئة ما بين الإدراك النظري والتحليلي والتعلّم العملي لتقنيات وسائل الإعلام وتعطى باللغة العربيّة.

في هذا المنظور، يتوخّى الدبلوم إعطاء الطلاّب وسائل لإجراء التحقيقات والمقابلات وجمع البيانات والتعليق على الخبر الديني واستخدام تكنولوجيا المعلومات في أربع وسائل إعلاميّة هي: التلفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة والإنترنت.

 

إلى مَن يتوجَّه هذا الدبلوم؟

– يتوجّه هذا الدبلوم إلى كلّ شخص حائز على إجازة جامعيّة. يتناول كلّ الأديان وبالأخصّ الإسلام والمسيحيّة لذا الطلاب والأساتذة هم من أديان مختلفة.

– أيّ شخص يرغب في نقل الثقافة الدينيَّة ومقاربة الظاهرة الدينيَّة من خلال الوسائل الإعلاميَّة.

– العاملون والفاعلون مع المؤسّسات الدينيَّة.

– العاملون في المؤسَّسات الإعلاميَّة.

 

برنامج إعطاء الدروس؟

تعطى الدروس في الفصل الثاني من السنة الجامعيّة من شباط إلى حزيران، أسبوعيًّا من الإثنين إلى الخميس من الساعة الخامسة وحتَّى الثامنة والربع مساءً. يستمرّ التسجيل من أوّل كانون الأوّل حتّى منتصف شهر شباط. عشرون رصيدًا تشكّل مجموع المواد المدرجة في برنامج الدبلوم من أجل اكتساب الكفايات اللازمة لفهم خصائص التقنيات الإعلاميّة من زاوية دينيّة في أربع وسائل اتِّصال: التلفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية.

تتوَّزع مواد البرنامج على ثلاث وحدات تعليميّة هي: وحدة الثقافة العامّة في الشأن الديني والواقع الديني وتتضمن”علم الاجتماع الديني” و”الثقافة الدينية” و”الكنيسة ووسائل الاتَّصال”. والوحدة الثانية في “التواصل وأنواعه” تتضمّن “أنواع التواصل ومكوناته ودوره” و”الصحافة المكتوبة وتقنياتها” و”الإذاعة وتقنياتها” و”التلفزيون وتقنيّاته” و”الصحافة الإلكترونيّة وتقنياتها”. أمَّا الوحدة الثالثة والأخيرة في “الثقافة العامّة في الشأن الإعلامي”فتتضمّن “مشاغل حول قضايا هامّة في وسائل الإعلام” وأبرزها: “الحوار الإسلامي المسيحي” و”الأسرار والمناسبات” و”القضايا الاجتماعيّة” و”السياسة والدين” و”أخلاقيات وقانون الإعلام”. كلّها مواضيع آنيّة ترتبط بالدين ولا يمكن تغطيتها بشموليّة إلاّ من خلال وسائل الإعلام. إلاَّ أنّ مَن يودّ إقصاء الدين عن أحداث الساعة الراهنة يستفزّ الإعلامي الذي يتلمّس اليوم الضرورة الملحَّة والماسَّة لعدم اقتطاع المسألة الدينية من نسيج الحياة بكلّ أبعادها، الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيّة والإنسانيَّة. فماذا يحصل لو أقصينا الحدث الديني من أحداث الساعة؟

 

طلاب الدبلوم لعام 2014

يتَّفق طلاَّب الدبلوم الجامعي “الأديان والإعلام”، مسيحيِّين ومسلمين، على أنَّ هذا الدبلوم ساعدهم على معرفة دورهم كأفراد فعَّالين مثقّفين في مجتمعهم، حيث يكون رأيهم نقدي ومنبّه من أجل تكوين رأي عام لا طائفي، رأي عام وحدوي، مطلوب منهم أن يلعبوا هذا الدور قبل أن تكون البلد أكلته الطوائف وأكلته الحروب الأهلية المستمرّة.

هم اليوم، ينطلقون إلى مراكز أعمالهم، إن كان في الوسائل الإعلاميَّة، أو المؤسّسات الأُخرى التي ينتمون إليها، ينطلقون وعندهم وعي ديني حضاري مشترك لانّه يساعد على الحدّ من الجو الطائفي الموجود في البلد. فحبّذا لَو يُدرِك “الباقون” أهميَّة هذا الدبلوم “هذا السلاح” الموجَّه ضدّ الطائفيَّة الإعلاميَّة.

إشارة إلى أنَّه أتمّ طلاّب الدفعة الأولى من الديبلوم الجامعي في “الأديان والإعلام” فترة دراستهم للعام 2013 وتكلّلت باحتفال تخرّج أقامته جامعة القدّيس يوسف للطلاّب الحائزين سبعة ديبلومات وشهادات جامعيّة من كليّة العلوم الدينيّة. ويستعدُّ طلاّب الدفعة الثانية من الدبلوم لتتويج فترة دراستهم باحتفال تخرّجيّ أيضًا…

خاتمة

أخيرًا، إذا ما اتَّفقنا على أنّ الدين والإعلام أصبحا مندمجان لأنَّهما يُشكِّلان عنصرين من عناصر الثقافة وينخرطان في حياتنا اليوميَّة، أدركنا أنّ وجود برامج دينيَّة توجيهيَّة وتربوية بات من الضرورات، لذا لا بدَّ من هذه التنشئة أي “دبلوم الأديان والإعلام” لتجيب على حاجة المؤسّسة الدينيّة المسيحيّة والإسلاميّة لتحسّن استعمال الوسائل الإعلاميّة بتقنية عالية.

شانتال بيسري القزي

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).