أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | سيامة كاهن جديد في ابرشية طرابلس المارونية
سيامة كاهن جديد في ابرشية طرابلس المارونية
سيامة كاهن جديد في ابرشية طرابلس المارونية

سيامة كاهن جديد في ابرشية طرابلس المارونية

وطنية – احتفلت أبرشية طرابلس المارونية بسيامة الشماس كامل كامل وترقيته الى درجة الكهنوت بوضع يد راعي الابرشية المطران جورج بو جوده، وذلك خلال قداس احتفالي ترأسه المطران جورج بو جوده في كنيسة مار جرجس في بلدة القريات في قضاء عكار، عاونه فيه رئيس اكليريكية مار يعقوب كرمسده المونسينيور انطوان ميخائيل، والنائب العام المونسنيور بطرس جبور، ورئيس المحكمة الابتدائية المارونية المونسنيور نبيه معوض، والمونسينيور الياس جرجس، ومشاركة لفيف من كهنة الابرشية وحشد من ابناء البلدة.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى بو جوده عظة قال فيها:”السؤال الذي طرحه الرب يسوع على بطرس قبل أن يسلمه قيادة القطيع هو السؤال الذي يطرحه عليك اليوم، قبل ترقيتك إلى الدرجة الكهنوتية: يا كامل أتحبني؟ وقد أجبت على ذلك منذ سنوات طوال عندما دخلت إلى المدرسة الإكليريكية لمتابعة دروسك الفلسفية واللاهوتية. قلت له: نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك، وها إني بعد أن إختبرت الحياة وتابعت دراساتي في إختصاصات أخرى، وعملت في حقل التدريس وفي حقل البناء، وبعد أن بنيت كنيسة بيتية ربيتها على محبتك أؤكد لك هذا الجواب وأقول لك أنك تعرف كل شيء وتعرف أني أحبك ولم أتراجع عن هذا الحب الذي ترسخ في قلبي أكثر فأكثر. وها هو اليوم يقول لك إرع خرافي، إرع نعاجي، إرع حملاني، فإذهب وإحمل كلمتي إلى إخوتك البشر تعبيرا عن هذا الحب”.

أضاف: “الكهنوت هو ثمرة محبة الله، على ما يقول شفيع الكهنة القديس يوحنا ماري فيانيه، خوري آرس. الكهنوت ليس وظيفة كغيرها من الوظائف ولا هو مجرد مسؤولية إجتماعية وإنسانية كغيرها من المسؤوليات، إنه إستعداد لحمل الصليب والتجرد والتخلي عن أمور كثيرة وحتى عن أقرب المقربين، وإعطاء الأولوية للمسيح الذي قال: “من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني”، ومن كان أبوه وأمه وإخوته وأخواته وزوجته وأولاده أحب إليه مني فلا يستحق أن يكون لي تلميذا. على هذا الأساس وبهذه الشروط إختار المسيح الرسل، فطلب من بطرس وإنداروس ويعقوب ويوحنا أن يتركوا شباكهم ليتبعوه، فتبعوه. وطلب من متى العشار أن يترك طاولة الجباية، مع أنها كانت تدر عليه الأموال الطائلة، فتركها وتبعه. وقال لشاول بولس أن يتخلى عن مواقفه الفريسية المتصلبة وثقافته الفكرية والكتابية، هو الذي عرِف بجمعه بين الثقافتين الفلسفية والعلمية والبيبلية الكتابية، لأنه صعب عليه أن يرفس المهماز، فأجاب وقال: “حياتي هي المسيح، وإني أعد كل شيء كالهباء والهشيم، كي أربح المسيح”. وهكذا تحول من مضطهد للمسيح والكنيسة إلى رسول للأمم وأكبر مبشر به في الكثير من البلدان”.

وقال بو جوده: “الكهنوت هو محبة المسيح، وهو مساهمة معه في عمله الخلاصي. إنه فعل تخل عن الذات وفعل تواضع من أجل الخدمة على مثال يسوع الذي قال أنه جاء ليخدم لا ليخدم. ومن أجل ذلك “لم يعد مساواته لله غنيمة، بل تجرد عن ذاته متخذا صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر في هيئة إنسان، فوضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب، ولذلك رفعه الله إلى العلى ووهب له الإسم الذي يفوق جميع الأسماء، كي تجثو لإسم يسوع كل ركبة في السماوات وعلى الأرض وتحت الأرض، ويشهد كل لسان أن يسوع هو الرب(فيليبي2/6-11). الكهنوت هو محبة المسيح التي تفوق كل محبة، إذ أنها عطاء كلي للذات وتضحية بالذات في سبيل خلاص الإنسان. فهكذا أحب الله العالم حتى أنه جاد بإبنه الوحيد كي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. فإنه لم يرسل إبنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص العالم (يو3/16-17). وقد عبر المسيح بذاته عن ذلك عمليا في حديثه عن الكرامة الحق عندما أعطى تلاميذه وصيته الوحيدة التي تختصر كل الوصايا الأخرى فقال: وصيتي لكم هي: “أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم”، إذ ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبائه (يو15/13-14)”.

وتابع بو جوده: “الخدمة الكهنوتية ليست وظيفة نقوم بها، ولو فعلنا ذلك على أكمل وجه، فإنها تبقى دون أي فعالية إن لم تكن مبنية على المحبة. فلا يكفينا أن نصل إلى درجة عالية من الثقافة، مع أهميتها وضرورتها وإلزاميتها، بل علينا أن نجمع إليها فعل عطاء الذات كليا لخدمة الرب في شخص من توكل إلينا خدمتهم. فالقديس خوري آرس لم يتميز بثقافته العالية، ولا بكونه ملفانا في الفلسفة واللآهوت، بل كان ملفانا في محبة الله ومحبة القريب. وقد تعرض للطرد من المدرسة الإكليريكية بسبب قلة إستيعابه للأمور اللاهوتية وبصورة خاصة للغة اللآتينية، لكنه أحب الرب حبا كبيرا وأحب أخاه الإنسان فكرس حياته كلها لخدمته، فصار مرجعا روحيا للكثيرين، حتى لإخوته الكهنة وللأساقفة والكرادلة الذين صاروا يلجأون إليه ليسترشدوه. وكان يستلهم هذه المحبة من المسيح الذي ربطته به علاقة محبة وطيدة إذ كان يمضي نهاره أمام القربان المقدس ويقول لمن يسأله عما يعمل: إني أنظر إليه وهو ينظر إلي”.

واردف: “كان يقول على مثال القديس منصور دي بول: لا يكفيني أن أحب الله لوحدي، إذا لم يحبه قريبي أيضا. وهكذا أصبح شفيعا لكل الكهنة وقدوة لهم ومثالا. إن للكهنوت، أيها العزيز كامل، صفات ووظائف على الكاهن أن يقوم بها، لكنها لا تكفي إن لم تكن تعبيرا عن هذه المحبة المميزة للمسيح وللانسان. فالكاهن هو نبي يحمل كلمة الله للآخرين ويبشر بها، ويكون شاهدا لها. يضع الله كلامه على لسانه ويقول له كما قال للنبي إرميا عندما إختاره:إني أضع كلامي على لسانك، فمهما آمرك به تفعل وما أقوله لك تقول، فلا تخف من مواجهة أحد فأنا معك لأنقذك، لقد أعطيتك اليوم سلطة على الأمم وعلى الممالك، لتقلع وتهدم وتهلك، ولتنقض وتبني وتغرس (إرميا1/7-10). فكم من أمور علينا اليوم، في مجتمعنا المعاصر، أن ننقضها ونهدمها لأنها مبنية على الخطأ، كي نعود فنبنيها على الأسس الصحيحة التي دعانا المسيح إلى القيام بذلك”.

وقال بو جوده: “من أجل ذلك فإن الكاهن مدعو ليكون قائدا ومدبرا وراعيا وعليه أن يكون على مثال يوحنا المعمدان صوتا صارخا في برية هذا العالم، فيدعو الناس إلى التوبة وإلى إعداد الطريق للرب، وإلى جعل سبله قويمة. لكن قيادته لا تكون بالتسلط والهيمنة وفرض الذات بالقوة، بل بالإقتداء بالمسيح الراعي الصالح الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه فيقودها إلى المراعي الخصبة، ويذهب فيبحث عن الخروف الضال، فيجده ويحمله على كتفيه ويعيده إلى القطيع. وكم من خراف ضائعة اليوم جعلت البابا فرنسيس يقول لنا أنه لا يكفينا البحث عن خروف واحد ضال لأن التسعة والتسعين الآخرين مهددون هم أيضا بالضياع. فكم يفرض ذلك علينا، نحن الكهنة أن نوليها إهتمامنا ورعايتنا”.

وأشار الى أنه “على الكاهن أن يكون خاصة رجل قداسة وتقديس، ورجل صلاة وعلاقة حميمة بالرب. فيقدس ذاته أولا كي يستطيع أن يقدس الآخرين. فعالم اليوم والمجتمع المعاصر هو بأمس الحاجة إلى علاقة صحيحة بالرب، بعد أن تطور وتقدم جدا في العلم والثقافة والأبحاث والدراسات والإكتشافات والإختراعات إلى درجة أصبح يعتبر نفسه إلها لنفسه، فيضع الله جانبا ولا يتقيد بتعاليمه ووصاياه ويقول له كما قال أحد المتفلسفين المعاصرين مشوها الأبانا، الصلاة الربية: أبانا الذي في السماوات، إبق حيث أنت. وقد إستسلم الكثيرون من أبناء جيلنا إلى التجارب التي تعرض لها المسيح على يد الشيطان: تجربة المادة وتجربة رفض الله وتجربة السلطة، وكل هذه التجارب لا يشفى منها إلا بالصوم والصلاة”.

وختم بو جوده: “أنا سعيد اليوم أن أرقيك إلى الدرجة الكهنوتية، بعدما إختبرت الحياة وبعدما تخصصت في علم الإجتماع، مما يؤهلك لدراسة الواقع دراسة علمية فتحاول أن تجد الأجوبة على كل ما يطرح عليك من تساؤلات، بأسلوب علمي وبروح كهنوتية في آن. وإنك ستقوم بخدمتك الكهنوتية في هذه المنطقة العزيزة من لبنان بالتعاون مع خادم رعيتك البرديوط إلياس جرجس الذي يخدم هذه الرعية منذ سنوات طوال، وعرف أن يبني علاقات طيبة مع كل أبنائها، مسيحيين ومسلمين. وقد تميزت هذه المنطقة بالعيش المشترك بين جميع أبنائها وقد أعطت لبنان رجالا خدموه في مختلف المجالات السياسية والتربوية والثقافية وبصورة خاصة في المجال الأمني من خلال كل الشباب الذين تطوعوا في الجيش وفي سائر القوى الأمنية دفاعا عن البلاد، وقد كان منهم عدد كبير من الشهداء الذين قبلوا أن يسفك دمهم حبا ببلادهم وبأبنائهم. ويطيب اليوم أن نحيي ذكراهم ونصلي لراحة أنفسهم، كما نصلي لأولئك الذين ما زالوا مستعدين للقيام بهذه الخدمة بروح الشرف والتضحية والوفاء. وإني، بإسمي وإسم إخوتك الكهنة هنا في عكار وفي كل الأبرشية نتقدم منك من عائلتك وأهلك جميعا ومن أبناء بلدة القريات الأحباء، بأصدق التهاني والتمنيات طالبين من الرب أن يبارك كهنوتك وخدمتك ويجعل منك كاهنا بحسب قلبه، لمجده تعالى ولخير جميع المؤمنين”.

في الختام، تقبل الكاهن الجديد التهاني من الحضور في قاعة الكنيسة.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).