أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | عرس ثقافي شهده لبنان مع اعادة افتتاح مكتبته الوطنية بعد ثلاثة عقود من الغياب وأفلام سينمائية محلية شغلت العالم ومعارض محلية وعالمية
عرس ثقافي شهده لبنان مع اعادة افتتاح مكتبته الوطنية بعد ثلاثة عقود من الغياب وأفلام سينمائية محلية شغلت العالم ومعارض محلية وعالمية
عرس ثقافي شهده لبنان مع اعادة افتتاح مكتبته الوطنية بعد ثلاثة عقود من الغياب وأفلام سينمائية محلية شغلت العالم ومعارض محلية وعالمية

عرس ثقافي شهده لبنان مع اعادة افتتاح مكتبته الوطنية بعد ثلاثة عقود من الغياب وأفلام سينمائية محلية شغلت العالم ومعارض محلية وعالمية

عمم اتحاد وكالات الانباء العربية “فانا” في تقريره الشهري ضمن النشرة الثقافية تقريرا عن الثقافة في لبنان، أعدته الزميلتان في “الوكالة الوطنية للاعلام” جوزيان سعادة ووفاء خرما، وجاء فيه:

شهدت الثقافة في لبنان حضورا مميزا خلال العام 2018، وتعددت الفعاليات الثقافية في مختلف المناطق، وتنوعت النشاطات بدءا بافتتاح المكتبة الوطنية في منطقة الصنائع في بيروت ومعارض الكتب العربية والاجنبية، مرورا بمعارض لفنانين لبنانيين وعرب وأجانب، وصولا الى السينما حيث كان الحدث الابرز فوز فيلم “كفرناحوم” للمخرجة اللبنانية ندين لبكي بجائزة التحكيم في مهرجان “كان السينائي”، وترشيحه لجائزة أفضل فيلم أجنبي.

كما كان للمسرح دوره المهم في الحياة الثقافية هذا العام، حيث انطلقت أولى دورات مهرجان لبنان الوطني للمسرح الذي نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح وتنافست فيه سبعة عروض مسرحية على جوائزه.

وعام 2018 غيب وجوها تركت بصمات في الثقافة اللبنانية والعربية، أبرزها “أم الرواية اللبنانية” إميلي نصر الله، الكاتبة والصحافية مي منسى، المسرحي القدير زياد أبو عبسي، شاعر العامية موريس عواد، الرئيسة الفخرية لمهرجانات بعلبك الدولية مي عريضة ورائد المسرح اللبناني منير أبو دبس.

المكتبة الوطنية
فلنبدأ بالحدث الأبرز ألا وهو اعادة افتتاح المكتبة الوطنية في بيروت بعد قرابة ثلاثة عقود من الغياب . فقد تمت هذا العام إعادة افتتاحها، في حضور رسمي لبناني وعربي، في حدث تاريخي وإنجاز طال انتظاره، وخصوصا أنها تشكل الهوية الثقافية للبنان لانها مخزون الفكر والإرث الوطني الذي ينتجه العقل والدور الأساس للمكتبة الوطنية أن تحفظه.

تتألف المكتبة من أربعة طوابق مقسمة كالآتي: طابق لمخازن الكتب والصحف، طابق اداري، طابق خاص بالقراءة، وطابق ارضي مرتبط بطابق لركن السيارات. يصل عدد المخطوطات فيها الى 300 الف مخطوطة تعود غالبيتها الى القرن الحادي عشر وما فوق.

تأسست المكتبة الوطنية في العام 1921 وتضررت خلال الحرب الأهلية فتعرضت محتوياتها للضياع والنهب، وأغلقت تماما عام 1979 ونقلت في ما بين 1982 و1983 إلى مبنى داخل حرم الأونيسكو في بيروت حتى عام 1997، ولم يتبق من محتوياتها آنذاك الا 150 الف وثيقة و3000 مخطوطة. وخلال هذا العام تم احياء هذا التراث الوطني عبر اعادة افتتاحها بحلة جديدة.

تحتوي المكتبة الوطنية على حوالى 500 مخطوطة تعود الى القرون الرابع عشر، الخامس عشر أو السادس عشر، وتهدف الى حفظ الإنتاج الفكري الوطني على اختلاف أنواعه وأشكال نشره، وتلبية الحاجات الثقافية والعلمية للأشخاص وذلك عبر تواجد المنشورات المختلفة فيها.

مهامها
1 – حفظ الإنتاج الفكري الوطني المنشور، على اختلاف أنواعه وأشكال نشره، وكذلك الأعمال والوثائق المتعلقة بهذا الإنتاج خصوصا، وتلك المتعلقة بلبنان واللبنانيين عموما، مما هو منشور أو محفوظ في الخارج، والمحافظة على هذه المجموعات بشكل دائم وتنميتها باستمرار.

2 – تلبية الحاجات الثقافية والعلمية للجمهور وذلك باقتناء المنشورات المختلفة التي تتوافق واتجاهات الانفتاح في الثقافة اللبنانية على مكوناتها كافة، كما على الثقافات الأخرى وميادين الإنتاج الفكري المختلفة فيها.

3 – تعريف المكتبة بالنتاج الفكري الوطني بمختلف الوسائل وبخاصة نشر البيبليوغرافيا الوطنية.

4 – وضع مجموعات المكتبة كافة بمتناول الطلبة والباحثين والمهتمين والتعريف بهذه المجموعات والدعوة إلى الإفادة منها بمختلف الوسائل المناسبة.

5 – سعي المكتبة إلى احتلال موقع الريادة الوطنية وتشكيل مركز للامتياز في الأبحاث المتعلقة بالكتاب والمكتبات والمعلومات وكذلك في تنمية المهن والمهارات المتصلة بهذه الميادين، والعمل على تطوير كفاءات الطواقم الفنية العاملة فيها.

6 – المساهمة في تنمية المكتبات العامة وتطوير مجموعاتها وتحسين نوعية الخدمات التي تقدمها، في إطار السياسة العامة التي تعتمدها وزارة الثقافة بهذا الشأن.

وظائفها
تقوم المكتبة بالوظائف الآتية التي من خلالها تحقق مهامها:

– جمع ذاكرة الوطن وتنمية مجموعات المكتبة عبر:
أ. تلقي نتاجات الفكر على أنواعها التي تنتج في لبنان وتلك المودعة لديها بموجب الأحكام الخاصة بالإيداع القانوني والحفاظ بشكل دائم على نسخة منها في شكلها الأصلي، مهما كانت الوسائط التي أنتجت عليها ووضعها بتصرف الجمهور.

ب. جمع نتاجات الفكر التي سبق أن أنتجت في لبنان ووضعت بتصرف الجمهور في لبنان ولم ترد إليها والحفاظ بشكل دائم على نسخة منها في شكلها الأصلي أو في أي شكل آخر متاح.

ج. الاقتناء، عن طريق الشراء أو الهبات أو الاستعارة أو الائتمان أو الاستنساخ أو غير ذلك من الوسائل القانونية.

معرض بيروت العربي الدولي للكتاب

من المكتبة الوطنية ننتقل إلى المعارض. فقد انطلقت هذا العام فعاليات معرض بيروت العربى الدولي للكتاب، فى دورته الـ62، والذى ينظمه “النادي الثقافي العربي” بالاشتراك مع نقابة اتحاد الناشرين اللبنانيين، والذي يعتبر من أقدم المعارض العربية للكتاب فى المنطقة، بمشاركة 245 دار عربية وأجنبية، يمثلون 8 دول هي: الكويت، مصر، السودان، سلطنة عمان، فلسطين، إيران وأوكرانيا، وذلك بواقع 170 ناشرا لبنانيا، و75 ناشرا عربيا وأجنبيا، بينهم 11 ناشرا مصريا.

وفي إطار توسيع وتطوير نشاط المعرض، أمنت إدارة النادي الثقافي العربي، قناعة منها ويقينا بحق ومشاركة ذوي الإحتياجات الخاصة في تذوق وانتقاء الكتب وزيارة معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، كرسيا متحركا يوضع بتصرفهم للتجوال في أروقة المعرض عندما يشاؤون طيلة وجودهم داخل المعرض وحتى الإنتهاء من جولتهم، كذلك فإن هذا الكرسي هو بتصرف كل عاجز أو مصاب يحتاج المساعدة داخل المعرض.

وتنوعت المحاضرات والندوات الفكرية فى المعرض بين موضوعات اجتماعية وسياسية ومناقشة كتب، ومن أهمها مشاركة الشاعر والمفكر السوري أدونيس فى محاضرة بعنوان “هذا هو اسمى أدونيس” ألقاها أدونيس، ولقاء ثقافي إحياء للذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش بعنوان “أنا الموقع أدناه.. محمود درويش”.

كما اقيم لقاء مع الروائي إبراهيم نصرالله تحدث فيه عن أعماله الروائية، خاصة روايته “حرب الكلب الثانية” الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية البوكر 2018، وندوة “الطيب صالح فى عيون الأجيال”، وتكريم شخصيات أدبية وفنية وفكرية مختلفة. كذلك خصص المعرض عددا من اللقاءات مع طلاب المدارس مثل لقاء حول فيلم “كمال جنبلاط الشاهد والشهادة”، وقراءات شعرية من ديوان “فرح” مع الفنان جهاد الأطرش، وأمسية فنية مع الفنان عباس قعصماني، وأمسية شعرية للشعراء الشباب، وأمسية شعرية شارك فيها شعراء عرب، وأمسية زجلية نظمتها وزارة الثقافة فى لبنان بعنوان “تراث المعاني”.

وحضن المعرض زاوية الفن التشكيلي التي شارك فيها نحو أكثر من 40 فنانا تشكيليا نتاجاتهم الفنية.

معرض أوكراني
ونظمت السفارة الاوكرانية في لبنان، معرضا حول كتاب ” تاريخ اوكرانيا” للكاتب الاوكراني ألكسندر بالي والترجمة العربية لـ رائف عماد الدين، وهو أول كتاب تاريخي حول اوكرانيا يترجم للغة العربية من اعداد وكتابة اوكرانيين، يسرد تاريخ اوكرانيا حتى عام 2016.

المعرض الفرنكوفوني
اطلق هذا العام “معرض بيروت الـ25 للكتاب الفرنكفوني بعنوان “الثقافة الرقمية”، وضم 60 عارضا و180 مؤلفا من الكتاب الأجانب واللبنانيين: روائيون، صحافيون، مؤرخون، رسامون مؤلفو كتب للاولاد وكتب الطهي. كما خصصت فيه مساحات للندوات وتبادل الأفكار. وكذلك أفرد القيمون على المعرض مساحة 100 متر مربع بالكامل للثقافات الرقمية التي تشكل العنوان العريض للمعرض.

وفي إطار المعرض، أعلنت “الوكالة الجامعية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط”، بالتعاون مع “المعهد الفرنسي” في لبنان، الكتاب الفائز بالنسخة السابعة من جائزة “غونكور خيار الشرق”. وهي الجائزة الأدبية الفرنكوفونية والإقليمية، التي تبارى فيها 500 طالب جامعي من 12 بلدا عربيا وإقليميا، قدموا من 33 جامعة، للتفاعل مع 15 رواية أدبية فرنكوفونية اختارتها “أكاديمية غونكور” الشهيرة، ضمن الاختيار الأول. ثم اختارت لجان تحكيم مؤلفة من الطلاب (37 لجنة) ثمانية أعمال أدبية، انتقت منها واحدة للفوز، وكان لها الحظ في أن تترجم إلى اللغة العربية.

اما البلدان التي شاركت في هذه الجائزة فهي: السعودية للمرة الاولى، جيبوتي، مصر، الإمارات، إيران، فلسطين، الأردن، لبنان، السودان، سورية، اثيوبيا، والعراق. وقد فازت رواية “الأخ الروحي (دار سوي) للكاتب السنغالي دافيد ديوب بالجائزة، بعد نيلها 22 صوتاً من أصل 37 من لجان التحكيم.

ومن بين الأفلام التي انتظرها جمهور المعرض “مغامرات سبيرو وفانتازيو” للمخرج ألكسندر كوفر الذي يعرض للمرة الاولى في لبنان. وأتاح جناح الناشرين العرب الذي افتتح عام 2013 تبادلا ثقافيا وحوارا بناء ما بين اللغتين العربية والفرنسية عبر وجود 15 دار نشر عربية، بالإضافة إلى ندوات ونقاشات مع الجمهور والناشرين اللبنانيين مع صدور ترجمات من الفرنسية إلى العربية.

كما ركز المعرض على “الثقافة الرقمية” من خلال الندوات والمحاضرات، وابرزها مع الكتاب: ستيفان ناتكين، وريمي ريفيل ودومينيك كاردون. وتعاون مع ارصفة زقاق- المهرجان، في دورته الجديدة حيث استقبل ضيوفا ومخرجين عالميين وعربا من بينهم المخرجة البريطانية لوسي موريسون، والكاتبة المسرحية الكندية البريطانية ديبورا بيرسون، وميلو راو.

معارض حرفية وعلمية
حضرت أسماء كثيرة لفنانين لبنانيين وعرب داخل المعارض في مختلف المناطق اللبنانية، فقدمت غاليري “أجيال” معارض لساشا أبو خليل، شذا شرف الدين، سروان باران وسمعان خوام وغيرهم، واحتضن غاليري “صالح بركات” أعمال الفنانة تغريد درغوث عن شجرة الزيتون الفلسطينية في أبرز تجلياتها، بالإضافة إلى لوحات هبة كلش وأسامة بعلبكي ومنحوتات أنشار بصبوص. وكان بول غوراغسيان حاضرا في صالة “بيروت آرت فير” في معرض استعاد فيه أبرز أعماله، واستعادت “دار النمر” معرضا للفنان الفلسطيني توفيق عبد العال.

بدوره، نظم “محترف عمران ياسين للفنون”، وبرعاية “مركز الإنعام الثقافي”، معرضا حرفيا شارك فيه 15 فنانا في مقر الرابطة الثقافية في طرابلس، والمعرض هو محاولة للاضاءة على إبداعات أبناء المدينة، وإستثمار نظيف يساهم في الحد من البطالة ومن التسرب المدرسي ويواجه الأزمات الإجتماعية بمختلف أنواعها.

أما جمعية ثقافة الكتاب فأقامت معرضا بعنوان “صالون الرسامين والنحاتين”، تضمن مجموعة كبيرة من اشهر اللوحات والمنحوتات، تميزت بحسها الفني الراقي وامتزجت فيها الألوان الزاهية مع البهجة والعرس الربيعي الصارخ.

كما احتوى المعرض مجموعات قيمة لعدد من الفنانين، واختزن أنماطا فنية متنوعة ومتعددة فكانت اللوحات والمنحوتات والكلاسيكية تتحاور مع السوريالية، والجدران تزدان بأحلى واجمل ما تمكنت الموهبة والإبداع من إنجازه من قبل كبار الفنانين اللبنانيين.

واحتلت اللوحات الدينية مكانها الرحب، ما أضفى جلالة وحضورا روحيا ظاهرا على مجمل المعرض وجه القدسي المتميز، خصوصا أنه أقيم في صالون كنيسة أثرية عريقة في القدم، فتناغمت المعروضات مع مهابة المكان وطابعه التراثي والحضاري المميز.

أما المنحوتات فكانت متفوقة في جودتها، إن من حيث تقنيات النحت وإن من حيث قوة الأعمال الفنية التي أنجزت على خشب الابنوس والزيتون القوي والمعمر والزان. ومن بينها منحوتة الصليب المجنح الذي يرمز إلى القيامة والانعتاق من عبودية الارض والمادة، بالإضافة الى منحوتات تمثل الحيوانات الأليفة والمفترسة في الغابات.

شمل المعرض ايضا لوحات ذات تقنية جديدة ترمز إلى فن العمارة شرقا وغربا، وقد خفتت فيها حدة الالوان كي تبرز مهارة الإنسان في فن البناء والعمارة، من خلال إستعادة أجواء المهندس العبقري اوكوربوزيي.

وفي مدينة الشمس بعلبك، افتتح معرض حنين للفنان محمد الحريري والذي تضمن 24 لوحة طبيعية زيتية تحاكي البيئة البعلبكية، وتركز على البيوت التراثية وأساليب الحياة التي كانت سائدة في بعلبك خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

كذلك افتتح معرض شمش الذي يحمل توقيع الفنان التشكيلي والمؤلف الموسيقي زاد ملتقى، في لبنان، قبل ان ينطلق في جولة عالمية تشمل فنلندا، المملكة المتحدة، النروج وأستراليا. يجمع شمش، وهو مجسم ضخم، بتناغم تام وتآزر لافت بين الاشكال والمواد والاصوات، ليمزج بين الابتكار الموسيقي والبحث البصري وليدمج التكنولوجيا الحديثة بالآثار القديمة.

أما النتيجة، فمحرك ضخم مركز أمام حائط براق، يستحضر صورة “العجل الذهبي” ويصدر موسيقى الغسق التي تسكن الروح، من تأليف زاد ملتقى.

في هذا التجهيز الضخم، يستعد ملتقى لاستحضار الأبوكاليبس العربي، الذي يقول إنه “لا يمكن تجنبه”، وذلك من خلال استخدام الرمزية المستوحاة من الآثار، ومواجهة الوحشية بيديه الاثنتين”.

وأوضح ملتقى أن “مشروع شمش يستمد جذوره من قانون حمورابي، الذي يعتبر اول قانون لناحيتي التكاملية والشمولية، وهو محفور على نصب عال من حجر البازالت الاسود قبل نحو ألفي عام. على رأس هذا الطوطم يتربع شمش، إله الشمس. تماما كما يوزع الضوء الظلال، كذلك يفضح شمش الشر في وضح النهار ويضع حدا للظلم”.

ولفت الى “ان هذا التجهيز يفرض نفسه وسط الاسئلة التي تدور حول فكرة ما الذي سيبقى مقدسا “في صميم قلب الانسان”، من خلال الحوار الذي يشمل الجميع بين أور في العراق، بيروت في لبنان، حلب في سوريا، وكل المواقع التي كانت شاهدة على العنف وتفيض اليوم بالقوة الاقليمية الرمزية”.

شهدت امسية الافتتاح معزوفة موسيقية عنوانها “شمش ايتيما” (الشمس المظلمة) أدتها جوقة الجامعة الأنطونية، بقيادة الأب توفيق معتوق.

من جهتها استضافت صالة “اكزود” معارض عدة من بينها معرض الفنان نبيل وهبة بعنوان “Allure” الذي تضمنت مسيرته الفنية اكثر من 15 معرضا بين فردي وجماعي.

يفصل الفنان بين الكتلة والضوء وبين الشكل وتعريفه لترتسم معالم مجسماته بوجوه مختلفة لكل منها سلبياته وايجابيته واشكاله المجردة، وان ضمن الفضاء السلبي وجماليته وتضاده مع المادة الصلبة معتمدا على الظل والتشابه والسيمترية او المساحة التي يشغلها الضوء، والتي لا تقل اهمية عن المساحة التي يشغلها الظل، كأنه يفصل بين المتناقضات وبين المفاهيم الحسية.

كما استضاف “اكزود” معرضا جماعيا بعنوان “The 5th Vision” لخمسة فنانين تشكيليين: علي عطيه، أنطوان مخول، كارول منسى انطونيوس، فادي شماس، غيدا عازار زين.

وقدم الفنان علي عطية 9 أعمال بأسلوب تجريدي تتطرق إلى تحديات عالمنا المعاصر ضمن التطور التكنولوجي الذي هو في بعض الاحيان عشوائي متذبذب بين ما يسمى القيم المحافظة والحداثة في الفن لمكافحة عشوائيات العولمة من خلال الفن وفلسفة التسامح والجمال.

أما الفنان فادي شماس فشارك بتسعة أعمال بتقنية “الأكواريل”، لوحاته نافذة نطل من خلالها الى زمن ما زال يحمل من التراث القديم ما لا يمكن محوه من الذاكرة ضمن خصوصية الالوان الحساسة والشفافة .

أعمال الفنان انطوان مخول هي دعوة إلى اطلاق الاحلام بجمالية عبر الالوان والقدرة على التأملات لمتابعة العلاقات بين الشكل البصري والرغبة اللونية.

غيدا عازار زين شاركت بخمسة أعمال من المدرسة الواقعية تدور حول قيمة الانسان المسن.

أما كارول منسى انطونيوس المتأثرة بالمدرسة الوحشية Fauvism فقاربت بأعمالها السبعة موضوع الانسان في واقعه المعاش كل يوم من خلال تبسيط الاشياء وتمجيد اللون.

وقد افتتح أيضا، المعرض التكنولوجي التربوي EDUTECH 2018 – Digital Transformation، في مركز الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية – عين نجم، بيت مري.

يهدف المعرض الى مواكبة التطور العلمي والتغير السريع في كل المجالات التعليمية خاصة الطبية والهندسية وعلم الفضاء من خلال ورش عمل تخصصية، تعتمد على روبوتات حديثة، إضافة الى طابعات ال 3D.، تنمية القدرات الشخصية للطالب وحضه على التعلم والبحث بحيث اصبح دور المعلم موجها الى عملية البحث، والبعد عن الطرق التقليدية في التدريس وتلقين المعرفة، عبر تقديم حلول ونماذج لخدمات الصفوف التكنولوجية الحديثة، تترجم في مناهج رقمية في مواد التدريس كافة، دعم ادارات المدارس وتحفيزها على اطلاق مبادرات سريعة، لركوب قطار التطور التكنولوجي التربوي، والتباحث الجدي في الوسائل المجدية للولوج الى العالم الرقمي كي يستمر لبنان شعلة ومنارة للشرق في العلم والتربية”.

كذلك، نظم منتدى “كل الألوان” ومركز “كامل يوسف جابر الثقافي الإجتماعي في النبطية”، حفل افتتاح معرض “كل الألوان” الذي ضم فنانين من لبنان ودول العربية، فتنوعت الأعمال الفنية بين تجريدي وإنطباعي وتعبيري.

ذكرنا أبزر المعارض، لكن هناك معارض عدة أقيمت في المناطق، ناهيك عن تواقيع مئات الكتب المتزامنة مع المعارض المحلية والدولية.

سينما
شهدت السينما المحلية تقدما ملحوظا وصل إلى حد فوز فيلم “كفرناحوم” للمخرجة نادين لبكي بجائزة “لجنة التحكيم” في مهرجان كان السينمائي.

وكان الفيلم حصل على جوائز عدة وشارك في العديد من المهرجانات حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم في “مهرجان كان” السينمائي، جائزة الجمهور في “مهرجان سراييفو الدولي” في البوسنة والهرسك، جائزة الجمهور في “مهرجان ملبورن” استراليا، جائزة لجنة التحكيم في “مهرجان النرويج السينمائي الدولي”، جائزة الجمهور الذهبية في “مهرجان Valley Mill” في اميركا، وجائزة الجمهور Guermont Gigi في “مهرجان ميامي السينمائي” بالاضافة الى مشاركات في مهرجانات وجوائز أخرى.

ولم تستعن نادين لبكي بممثلين محترفين وإنما يقوم أشخاص حقيقيون بأداء أدوارهم في الفيلم.

ويحكي الفيلم قصة صبي صغير يدعى زين يبلغ من العمر 12 عاما، يعيش في أحد الأحياء الفقيرة، ويحاول منع تزويج شقيقته الصغرى لأنها بلغت سن الزواج، ويقرر مقاضاة والديه، إذ يبدأ الفيلم وينتهي بمشهد في قاعة محكمة.

ويعد فيلم “كفرناحوم”، أول فيلم لمخرجة عربية ينافس على السعفة الذهبية في مهرجان “كان السينمائي الدولي”، وهي منافسة لم تدخلها على مدى سبعة عقود من عمر المهرجان سوى 82 سينمائية في مقابل 1649 سينمائيا.

وفاز الفيلمان السينمائيان اللبنانيان ” RESONANCES” و”طرس – رحلة الصعود إلى المرئي”، بالجائزتين الذهبية والبرونزية في ختام مهرجان “أيام قرطاج” السينمائية، ضمن مجموعتي الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة.

وحصل فيلم RESONANCES للمخرج نيكولا خوري، الذي يعكس معاناة اللاجئين السوريين، من خلال سوداوية أحلامهم، ويلقي الضوء على مرارة العذاب، الذي يعيشونه بعيدا عن بيوتهم وأرضهم، على الجائزة الأولى “التانيت الذهبي”، ضمن مجموعة الأفلام الوثائقية القصيرة.

بينما حصل فيلم “طرس- رحلة الصعود إلى المرئي”، للمخرج غسان حلواني، الذي يعالج عملية إخفاء آثار مفقودي الحرب الأهلية اللبنانية والمقابر الجماعية ضمن النسيج العمراني للبنان، على جائزة “التانيت البرونزي” عن الأفلام الوثائقية الطويلة.

وتجدر الاشارة إلى أن RESONANCES، قد فاز أيضا، بالجائزة الأولى في مهرجان It’s All True Film Festival في البرازيل. كما حاز طرس- رحلة الصعود إلى المرئي، على تنويه خاص من لجنة التحكيم في “مهرجان لوكارنو” في سويسرا، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في “مهرجان cinemed في فرنسا”.

إلى ذلك، إختتم “مهرجان طرابلس للأفلام” بنسخته الخامسة لهذا العام 2018، وكانت نسخة هذا العام قد خصصت “تحية” للمخرجة الطرابلسية اللبنانية رندة الشهال في استعادة لبعض أعمالها السينمائية المميزة.

وقد جاءت نتائج المسابقة الرسمية للمهرجان على النحو التالي:
– جائزة افضل فيلم روائي طويل تذهب الى فيلم photocopy لتامر عشري (مصر)
– جائزة أفضل فيلم تحريك تذهب الى فيلم Light Sight لسيد طباطبائي (إيران)
– جائزة أفضل فيلم قصير تذهب الى فيلمA Swedish Calssic مانز برتاس (السويد). مع شهادة تنويه خاص من لجنة التحكيم بفيلم Horn لغصيدة غولمكاني (إيران).
– جائزة الفيلم الوثائقي تذهب الى I Have a Picture لمحمد زيدان (مصر). مع شهادة تنويه خاص من لجنة التحكيم بفيلم
A Feeling Grearter Than Love لماري جرمانوس سابا (لبنان).
– جائزة الجمهور تذهب الى الفيلم Status Quo لماري روز أسطا (لبنان).

أما مشاريع الأفلام التي حصلت على منح منصة “المنتدى المتخصص” فهي:
– “مهرجان طرابلس للأفلام” قدم منحة “تطوير سيناريو” لكل من جوزيف خلوف وجان كلود بولس عن مشروعي فيلميهما.
– شركة “تال بوكس” (الأردن)، قدمت منحة “استشارات وتطوير مشروع” فيلم ل فاطمة شحادة (لبنان) وجان برنار مورانسون (فرنسا) عن فيلمهما المشترك.
– شركة “إكلا” (لبنان)، قدمت منحة “ما قبل الإنتاج ومعدات التصوير” لمشروع فيلم جنفياف سوفيه (كندا).
– شركة “ماجور إيفنت ميديا” (لبنان) قدمت منحة “تسويق واستشارات تسويقية” في لبنان وكندا لمشروع فيلم جنفياف سوفيه (كندا).
– “مهرجان الغونا السينمائي الدولي” (مصر)، قدم منحة “مشاركة في منصة الغونا السينمائية” لمشروع فيلم دانيال دايفي ومحمد صباح (لبنان).
– شركة “ماد سولوشن” (مصر) قدمت “منحة توزيع” لمشروع فيلم جان كلود بولس.
– شركة “بوست أوفيس” (لبنان) قدمت منحة “ما بعد الإنتاج واستشارات ما بعد الإنتاج” خلال كافة المراحل لمشروع فيلم دانيال دايفي ومحمد صباح (لبنان).

مسرح
أما في إطار المسارح، فقد أقام “مسرح إسطنبولي” و”جمعية تيرو للفنون” الدورة الخامسة من “مهرجان لبنان المسرحي الدولي” في مدن صور والنبطية، وذلك بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة ومؤسسة “دروسوس”، وقد تم فتح باب استقبال العروض للفرق المحلية والعربية والأجنبية، وأقيمت على هامشه عروض سينمائية وموسيقية ومعارض فنية.

وتنافست العروض في المسابقة الرسمية للمهرجان على جائزة أفضل ممثل وممثلة، وجائزة أفضل إخراج، وأفضل نص، وأفضل سينوجرافيا، وأفضل عمل متكامل. وعبرت اللجنة المنطمة عن أهمية إقامة المهرجان كونه المهرجان أسس أول تظاهرة مسرحية دولية في الجنوب وفي مناطق مختلفة مع وجود ورش تكوينية وندوات ومناقشات مما يساهم في تأسيس ثقافة مسرحية في جميع المناطق تحقيقا للإنماء الثقافي المتوازي في وجه التهميش الثقافي الذي تعانيه بعض المناطق اللبنانية .

وقام فريق مسرح إسطنبولي بإعادة ترميم وتأهيل سينما “ريفولي” في مدينة صور بعد 29 عاما من إغلاقها عام 1988، وقد سبق له أن افتتح سينما الحمرا بعد 30 عاما، وسينما ستارز في مدينة النبطية بعد 27 عاما، وأطلق مهرجان لبنان المسرحي والسينمائي الدولي، فضلا عن تأسيس محترف تيرو للفنون للتدريب المجاني على المسرح والسينما والتصوير والرسم في القرى والبلدات، ليشكل ذلك ظاهرة ثقافية وحالة فنية فريدة من حيث إعادة فتح دور سينما قديمة وإقامة المهرجانات والعروض وأسابيع الأفلام والكرنفالات في مناطق مهمشة بعيدا عن مركزية العاصمة، مما أدى إلى تغيير في الخارطة الثقافية في لبنان.

أما مهرجان لبنان الوطني للمسرح، فقد انطلقت أولى دوراته هذه السنة وهو من تنظيم وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح حيث تنافست سبعة عروض مسرحية على جوائزه.

وحملت الدورة اسم الممثل اللبناني المخضرم أنطوان كرباج أحد أشهر مؤسسي المسرح الحديث في لبنان والذي تعذر حضوره بسبب المرض، ومنحه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط تقديرا لعطاءاته الفنية المميزة.

وعلى مسرح “المدينة” في بيروت تم عرض سيرة كرباج الذاتية المصورة مع أهم أعماله التلفزيونية والمسرحية وبينها أدواره في مسرحيات الأخوين رحباني وفيروز مثل “الشخص” و”يعيش يعيش” وغيرها من الأعمال التي يحفظها رواد المسرح اللبناني.

والمهرجان وليد اتفاقية تعاون وقعتها في أيار 2018 الهيئة العربية للمسرح، التي تتخذ من الشارقة مقرا لها، ووزارة الثقافة اللبنانية بهدف تفعيل الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أقرها مجلس وزراء الثقافة العرب في الرياض عام 2015.

أما العروض المتنافسة فكانت “الدكتاتور” للمخرجة سحر عساف، و”حكي رجال” للمخرجة لينا خوري، و”البحر أيضا يموت” للمخرج أنطوان أشقر، و”شخطة شخطين” للمخرجة باتريسيا نمور، و”البيت” للمخرجة كارولين حاتم، و”وهم” للمخرج كارلوس شاهين، و”فريزر” للمخرجة بيتي توتل. وقد فازت مسرحية “الوهم بجائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل عمل مسرحي وقيمتها عشرة الاف دولار فيما حصدت مسرحية “البيت” جائزة أفضل نص للكاتبة أرزة خضر وذهبت جائزة أفضل ممثلة للفنانة يارا أبو حيدر. أما مسرحية “حكي رجال” فقد حصدت جائزتي أفضل إخراج للمخرجة لينا خوري، وأفضل ممثل للفنان غبريال يمين. وذهبت جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل سينوغرافيا إلى الفنانة ماريز عبد المسيح عن مسرحية “شخطة شخطتين. وحصلت الفنانة باتي توتل على جائزة أفضل مؤثرات صوتية وديكور عن مسرحية “فريزر”.

اتفاقيات وايام علمية
وننتقل إلى الاتفاقيات الثقافية والعلمية، فقد استضافت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، حفل توقيع “اتفاقية التعاون التكنولوجي للبحوث والتعليم” (TechCARE)، بين خمس جامعات لبنانية خاصة هي الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) وجامعة القديس يوسف (USJ) والجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) وجامعة الروح القدس الكسليك (USEK) وجامعة بيروت العربية (BAU) ومن المرجو والمتوقع انضمام المزيد من الجامعات إلى هذه الإتفاقية قريبا.

وتعتبر الاتفاقية التي هي الأولى من نوعها في لبنان، الخطوة التأسيسية لإنشاء شبكة وطنية للبحوث والتعليم (NREN)، يمكن من خلالها تقديم خدمات إنترنت مكرسة لدعم احتياجات مؤسسات الأبحاث والتعليم داخل لبنان.

وتتمثل رؤية الشبكات الوطنية للبحوث والتعليم حول العالم، واتفاقية التعاون التكنولوجي للبحوث والتعليم في لبنان، في أن بناء الروابط وتعزيز التعاون بين عدد كبير من الجامعات والمؤسسات البحثية هو المفتاح لتعزيز المعرفة.
وعادة ما يميز الشبكات الوطنية للبحوث والتعليم هو وجود شبكة أساسية عالية السرعة لدعمها، يمكن من خلالها توفير خدمات مخصصة للبحوث والتعليم تستفيد المؤسسات منها في بلد أو منطقة معينة. إلا أنه كان من الصعب تأسيس تلك الشبكة الأساسية الداعمة في لبنان، حيث توفرت العديد من العقبات. فتمت مواجهة هذه العقبات عبر توفير الخدمات أولا ومن ثم العمل على تأسيس الشبكة.

ولمناسبة اليوم العالمي للغة الإنكليزية الذي حددته الأمم المتحدة سنويا في 23 نيسان كونه يوم ولادة الشاعر والكاتب المسرحي وليم شكسبير، نظم قسم اللغة الانكليزية في المركز التربوي للبحوث والانماء بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني – قسم المشاريع التابعة لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، تبادل أنشطة في 18 مدرسة في مصر و18 مدرسة رسمية وخاصة في لبنان، وقام المركز بتصميم معلومات توعوية حول الأيام العالمية المعتمدة من قبل الأمم المتحدة وهي ستة ومعلومات حول اللغة الإنكليزية وطبيعتها وبعض الأنشطة اللغوية المقترحة لخلق جو من التفاعل الممتع والغني بالمعلومات في نفس الوقت للطلاب المشاركين. وكان للآدب الإنكليزي حصته وذلك من خلال نموذج رزمة شكسبير يعيش في لبنان المتوفرة على الموقع الرسمي للمركز التربوي والذي تم تعديله ليناسب الواقع اللبناني”.

إلى ذلك، احتفلت الجمعية اللبنانية لتاريخ العلوم العربية وفريق الدراسة والبحث في تاريخ العلوم، بالتنسيق مع معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، بتشجيع ودعم من الجامعة اللبنانية والمجلس الوطني للبحوث العلمية ودار الآثار الإسلامية – الكويت، بيوم المخطوط العربي، بحيث أطلقت الموقع الإلكتروني للتراث العلمي العربي www.histosc.com.، وذلك في مقر الرابطة الثقافية في طرابلس.

ونظمت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) و”مؤسسة الفكر العربي” احتفال إطلاق التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية، الذي أصدرته المؤسسة بعنوان “الابتكار أو الاندثار، البحث العلمي العربي: واقعه وتحدياته وآفاقه”، في بيت الأمم المتحدة في بيروت، بالتزامن مع الدورة الوزارية الثلاثين للإسكوا، التي تعقد هذه السنة تحت عنوان “التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة في الدول العربية”، في حضور وزراء وخبراء مختصين وشخصيات ديبلوماسية وثقافية وإعلامية.

والتقرير يأتي مكملا ومنسجما مع نتائج الأبحاث التي تقوم بها “الإسكوا” في هذا المجال، ومن جملة ضرورات للتقدم في مسيرة الدول والمجتمعات في التنمية، ومن بينها تطوير الابتكار التكنولوجي ودعمه، وانعكاس ذلك في الخطط الوطنية الشاملة لتطوير القطاعات كافة، والتحول من وضع المستهلك للتكنولوجيا إلى الوضع المنتج لها، عبر إدماج الشباب في عملية إنتاج التكنولوجيا، وضرورة توفير التمويل اللازم للمشاريع، ومشاركة الجيل الجديد في رسم السياسات لتحديد مستقبله، وفهم الطبيعة المتغيرة لوسائل التعليم المختلفة، بما فيها التعليم النظامي، والتعليم المستمر، والتعليم عن بعد، والتعليم المنزلي، ودور التكنولوجيا في ذلك كله”

متاحف وتراث
وفي خانة المتاحف والتراث فقد خصصت ليلة 14 نيسان لزيارة المتاحف، وقد أعلنت وزارة الثقافة لاحقا أن “أصداء ليلة المتاحف في لبنان، التي أقيمت في 14 نيسان لا تزال حديث الناس في مختلف المناطق، نظرا للاقبال الكبير الذي شهدته قاعات المتاحف ال13، التي فتحت أبوابها مجانا أمام المواطنين من مختلف شرائح المجتمع اللبناني، بدعوة من وزارة الثقافة التي أرادت أن تؤكد أن لبنان كان وسيبقى بلد الثقافة والفن والجمال”.

ولفتت إلى أن “ليلة المتاحف، التي أحب البعض وصفها بأنها تعادل ألف لية وليلة، بعد أن تبين ازدياد نسبة الزوار وتضاعف العدد، إذ بلغ أوجه ما يقارب ال16 ألف في أروقة المتحف الوطني، رغم الحركة السياسية الناشطة في البلاد، تحضيرا للانتخابات النيابية المرتقبة، فيما كان عدد الزوار العام الماضي حوالى 8 آلاف زائر، وهذا أكبر دليل على مدى اهتمام المواطن بالشأن الثقافي في بلده والاطلاع على معرفة إرثه الحضاري”.

وأشارت إلى أن “عدد الزوار في متحف سرسق بلغ 7 آلاف، فيلا عودة حوالى 3400 زائر، متحف العملات في مصرف لبنان 3000 زائر، متحف الجامعة اليسوعية 1850 زائرا. أما في صيدا فبلغ عدد الزوار لكل من متحف الصابون وقصر دبانة والبيوت التراثية ما يقارب ال6000″، لافتة إلى أنه “مقارنة مع عدد زوار المتاحف في المناطق اللبنانية العام الفائت، تشير أرقام العام الحالي إلى ازدياد أعدادهم، الأمر الذي يؤكد مجددا أن المواطن متمسك بالحفاظ على الهوية الوطنية والمشهد الثقافي اللبناني”.

وتزامنا مع شهر “التراث الوطني” في نيسان وأيار، أطلقت “إذاعة لبنان” حملة بعنوان “حيث أبصرت النور”، حفاظا على تراثنا وتمسكا بجذورنا. ودعت الإذاعة كل مستمعيها وتلامذة المدارس وطلاب الجامعات إلى الحديث عن بلداتهم لمدة ثلاث دقائق في الاستديو أو تسجيلا على الهاتف.

واستضافت المكتبة الشرقية في جامعة القديس يوسف اللقاء الرابع لمعهد الدكتوراه الإقليمي بعنوان “التراث في بلدان حافة البحر الأبيض المتوسط”، بدعم من الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، ومشاركة طلاب دكتوراه من لبنان ومن دول المغرب وأوروبا الوسطى والشرقية المنضوية تحت الإدارات الإقليمية للوكالة.
المكتبة الشرقية أبصرت النور في العام 1875 الذي يصادف سنة تأسيس الجامعة في بيروت. يقع مبنى متحف ما قبل التاريخ اللبناني بمحاذاة المكتبة ويضم أدوات وصورا عن عصور ما قبل التاريخ في لبنان. كان تأسيس كل من المكتبة والمتحف وتطورهما ثمرة جهد الآباء والرهبان اليسوعيين الذين سخروا وقتهم واكتشافاتهم وعلمهم لأغراض إتمام هذا البناء العلمي التراثي الضخم. فالمكتبة صنفت تراثية نظرا لاحتوائها على مكتبة صور تضم جزءا كبيرا من ذاكرة لبنان الفوتوغرافية ابتداء من العام 1875”.

ونظمت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) – قسم الأنشطة الثقافية والعلاقات العامة والإعلام، بالتعاون مع سفارة دولة تونس في لبنان، يوما ثقافيا تراثيا تونسيا، يندرج في سياق الأيام الثقافية، التي تنظمها الجامعة مع سفارات دول العالم في لبنان، لتعريف طلابها على ثقافة هذه الدول وتقاليدها وتراثها وحضارتها. فأقيمت على مدى السنوات الماضية أنشطة عدة مع بلدان من أوروبا وأميركا وأفريقيا والدول العربية، في حضور سفير الدولة المشاركة.

عرس ثقافي يشهده لبنان سنويا، كيف لا وهو البلد الذي منه انطلقت أحرف الأبجدية؟ وطن، على الرغم مما عانى وما زال يعاني، يبقى متمسكا بتراثه الثقافي، وبالتالي، الوطن الذي يتغنى بتراثه، مهما اشتدت عليه الصعاب، لن يموت. ولبنان، وطن المجد، باق بإذن الله.
وطنية

عن ucip_Admin