أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | عيد تلامذة مار مارون وعيد جيش لبنان
عيد تلامذة مار مارون وعيد جيش لبنان
الجيش اللبناني

عيد تلامذة مار مارون وعيد جيش لبنان

التاريخ استعادات تتكرر لأحداث تتشابه، أوليس من دلالات الأزمنة أن تحتفل الكنيسة المارونية في لبنان وبلاد الانتشار، بعيد تلامذة مار مارون في 31 تموز من كل عام، وان يحتفل كل لبنان، بمقيميه ومغتربيه، في الأول من آب بعيد جيش لبنان؟
وفي تلازم الذكريين، أن تتصاعد الصلوات والأدعية والابتهالات والترانيم في الكنائس والمعابد، وأن تتصاعد الهتافات والأهازيج وترتفع الرايات في الميادين والساحات، لأبطال قضوا شهداء في ساحات الوغى ذوداً عن حياض أرض ووطن، وأن تلوح في الآفاق أطياف مضيئة، وأن يضوّع الأجواء، عطر بخّور ونسّاك وقديسين شهداء، يلفظون نفوسهم مع أنفاسهم، وهم يعزفون معاً سمفونيات الاستشهاد على مدارج الخلود؟
كان مارون راهباً قديساً تنسّك في قورش شمال سوريا، ذاع صيت فضائله، فأصبح منسكه مزاراً. اتصل به في منفاه يوحنا فم الذهب، أسقف القسطنطينية الذي مارس النسك قبله، توفى 410 م.
أمّا تلامذة مارون أو رهبان مارون، الذين تحتفل الكنيسة المارونية في 31 تموز بذكرى استشهاد ثلاثماية وخمسين منهم، استشهدوا لأنهم ظلوا محافظين على أمانة المجمع الخلقيدوني، فقتلهم المونوفيزيون وهم في طريقهم نزوحاً من شمال سوريا إلى جبال لبنان (517م) تعلقاً وحفاظاً على عقيدة يتوقون إلى ممارستها بحرية وإيمان في ربوع الأرز.
وبعد ذلك بحوالى قرنين، تبرز في لبنان هامة أسقف قديس، يوحنا مارون، أول بطاركة الموارنة (686 – 707) يجمع شمل الموارنة ويرتّب أمورهم.
ويمر الفتح العربي، وعهد المماليك، وعهد الصليبيين، وعهد بني عثمان.
يرسّخ فخر الدين، أواخر القرن السادس عشر وأوائل السابع عشر، إمارة لبنان بفتح نافذة على الغرب في توسكانا، يزور أوروبا… يقتله الأتراك في منفاه في اسطنبول. يأتي بونابرت إلى مصر، يحاصر عكا، يستنجد بالأمير الشهابي، يناصر الأمير بشير ابراهيم باشا على والي الشام، يواجه طغيان الآستانة بثبات ودهاء، أوديا به إلى النفي والموت على ضفاف البوسفور.
ويبقى الموارنة ولا يزالون، بطاركة وعلمانيين، يواكبون الوطن الجريح بكل مكوّناته، في مآسيه وصروف الزمان، كي تستمر سفينة الوطن مبحرة إلى بر الأمان.
جاء في كتاب “البطريركية المارونية تاريخ رسالة” عن دورالموارنة الوطني الجامع في حقبات مضت”… واستعاد الموارنة دورهم… إنّ الحملة التي شنّها المماليك السنة على كسروان كان هدفها القضاء على الشيعة، فاستطاع الموارنة أن ينفذوا وأن يلعبوا دور الوسيط، فقرّبوا وجهات النظر بين أبناء الطائفتين المتناحرتين، وكانوا رسل سلام وخط تماس في كل قرية عاش فيها السنة والشيعة معاً”. والتاريخ استعادات تتكرّر لأحداث تتشابه.
وبعد، ومن أجل خلاص لبنان، بكل مكوناته، وتنوعه وتلاوينه، وغناه الروحي وإرثه الحضاري العريق، منذ فجر الأبجدية، وصولاً إلى فارسها الحديث الماروني الصميم واللبناني الأصيل، وإلى جمهور أبناء لبنان المؤمنين جميعاً في آن معاً بنهائية وطنهم العربي الانتماء.
الجميع مدعوّون، وبخاصة أبناء مارون، لأن تكون لبنانيتهم، تعلّقاً واحداً حصرياً ونضالاً واحداً من أجل ديمومة وطن، وحرية مواطن، وكرامة إنسان. ومن أجل تحرير أرض غالية سقط لنا فيها شهداء إيمان وشهداء وطن. منذ عنجر والمالكية حتى نهر البارد وعبرا والقاع.
إنّ تلازم، بل تناغم السلطتين الروحية والزمنية الأعليين، اللتين طبعتا نشوء كيان الوطن، منذ أمّ تلامذة مارون جبل الأرز، حتى تبوّؤ البطريرك يوحنا مارون عرش أنطاكيا، إبّان الفتح العربي، وبعد ذلك حتى زيارة البطريرك يوسف حبيش لحوالى قرنين خليا، عاصمة الشهابيين 1833 في بيت الدين مدشّناً كنيسة على اسم مارون، وإلى يومنا هذا الذي نشهد فيه بأمل كبير، تلازم المسار، بل تناغمه بين غبطة الراعي الصالح وقيادات الدولة كافة، روحية وسياسية، حتى إملاء الفراغ الطويل المفتعل في سدة الرئاسة الأولى.
إنّ التلازم والتناغم بين كلّ مكوّنات الوطن، هما وحدهما الضامن الأكبر لكينونته، وديمومة الكيان بكل مكوّناته الغنيّة الخيّرة ليبقى وطناً حضارياً للتلاقي والحوار تحت شعار شركة ومحبة.

الرئيس الفخري لنادي بيت الدين
اميل ابي نادر
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).