أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | غريغوار حداد: النصير وزارع الأمل
غريغوار حداد: النصير وزارع الأمل
المطران غريغوار حدّاد

غريغوار حداد: النصير وزارع الأمل

عندما سألت الزميل ذو الفقار عبدالله، الرئيس الأسبق لاتحاد المقعدين اللبنانيين عن سبب انشداده للعمل مع المطران غريغوار حداد في ثمانينيات القرن الماضي، أجابني: «لأنه زرع فينا الأمل».
تعرف ذو الفقار إلى حداد في وزارة الصحة في بداية الثمانينيات، حيث كانت تجري محاولة من المطران لتنسيق الجهد المدني والأهلي والرسمي والدولي.
مع غريغوار حداد ورؤيته الشاملة وإيمانه بضرورة تمكين المجتمع من المشاركة وتفعيل دور مؤسسات الدولة، في كل ما يتعلق بتلبية حقوق المواطنين، جرت محاولة لتعويض ضعف الخدمات عبر ترشيدها وتوجيهها من أجل تغطية أوسع جغرافياً وقطاعياً، بحيث تطال أكبر عدد ممكن من الناس أينما كانوا.
ومع غريغوار، تمكنا من رفع مستوى المطالب للأشخاص المعوقين. ففي الصحة مثلاً وليس حصراً، توفرت الاستمرارية في تلبية الحاجات بعدما كانت متقطعة وغير كافية. واعتمد مكتب في الطابق الأرضي لوزارة الصحة لاستقبال طلبات الأشخاص المعوقين، بعدما كان في الطوابق العليا ولا يتوفر مصعد لذوي الحاجات الخاصة.
أدرك غريغوار حداد أهمية أن يمثل الأشخاص المعوقون أنفسهم في رسم السياسات، فميز بينهم وبين مقدمي الخدمات، حيث شكل لجاناً لجمعيات الإعاقة وعمل معها ضمن منطق طويل الأمد وفق رؤية تتعامل مع التحديات، بمنطق إستراتيجي غير آني، مع العلم أنها كانت تعمل في عز الحرب الأهلية، إلا أنه ظل مؤمناً ومتمسكاً بتنظيم الجهود المجتمعية والقطاعية وفق النهج الحقوقي الاجتماعي.
وغريغوار من الأوائل الذين تبنوا الانتقال من العمل الرعائي القائم على سياسة العزل إلى العمل المجتمعي الدامج. يقول ذوالفقار عبدالله: كنا نمضي ساعات في التخطيط، وعملنا على وضع استمارة بحث لرصد المؤسسة المقدمة للخدمات من جهة، وعلى دراسة لاستصدار بطاقة الشخص المعوق من جهة ثانية.
كان الهدف من ذلك معرفة الحاجات والتوزيع الجغرافي للأفراد المعوقين ومعرفة الخدمات المتوفرة على مستوى الوطن وتعزيز التنسيق لتلك الغاية.
تبنى غريغوار حداد ودعم وثابر العمل مع جمعيات قاعدية مثل اتحاد المقعدين وهو شجع الاتحاد بقوة من أجل المشاركة في أنشطة ذات علاقة خارج لبنان، وتحديداً في برنامج التأهيل المجتمعي للأشخاص المعوقين.
غريغوار حداد كان على الأرض، وعرف كيف يجعل المرتجى واقعاً بقوة إيمانه النقي بكل الناس، فعمل لتصل أصوات المهمشين إلى مراكز القرار.. فكان تواجدهم في اللجان وساعدهم على تعزيز التواصل مع المنظمات الدولية ودعم الجمعيات القاعدية مثل الاتحاد وساعدهم لشراء مقر لهم.
وأن يدخل المطران حداد ممثل اتحاد المقعدين اللبنانيين (ذو الفقار) ليكون في سكريتاريا هيئة التنسيق، لهو تبن واضح وداعم للفئات المهمشة وتحديداً للأشخاص المعوقين.
وأن يمضي غريغوار حداد ساعات متتالية في التخطيط مع اللجان من أجل تعزيز وصول المواطن للحقوق والخدمات، فهذا نموذج للقائد المثالي المؤمن بعمل المؤسسات وبتسخير كل ما يمثل من أجل تعزيز حقوق الناس، باعتبار ذلك أرقى مستوى من الدين.
وأن يدعم غريغوار حداد تنظيم المخيمات الصيفية الدامجة لكل الناس، من معوقين وغير معوقين، ومن كل المناطق والطوائف، في عز الاقتتال بين اللبنانيين، فهذا أمر لا يمكن أن يجعلنا نقول عنه سوى أنه صانع سلام ومحبة.
غريغوار حداد وضع حقوق الأشخاص المعوقين في صميم «الأجندة»، في زمن كان معظم صناع القرار وغيرهم يعتبرونها مسألة هامشية وليست أولوية.
لقد كان المطران حداد زارع الأمل ونصير المناضلين المعوقين قولاً وفعلاً.
نعدك أيها المطران الراحل أننا سنتابع مسيرتك وسنبحث عن تلاميذك الذين نتمناهم كثراً.

سيلفانا اللقيس

السفير

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).