أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | “فمَنْ مِنْكُم يَقدرُ أنْ يُثبِتَ عَلَيَّ خَطيئةً…”
“فمَنْ مِنْكُم يَقدرُ أنْ يُثبِتَ عَلَيَّ خَطيئةً…”
جذور أسبوع الصلاة

“فمَنْ مِنْكُم يَقدرُ أنْ يُثبِتَ عَلَيَّ خَطيئةً…”

الخميس من اسبوع بشارة زكريا

انجيل القديس يوحنا ٨ / ٤٦ – ٥٠قال الرب يسوع لليهود: ” فمَنْ مِنْكُم يَقدرُ أنْ يُثبِتَ عَلَيَّ خَطيئةً وإذا كُنتُ أقولُ الحقَّ، فلِماذا لا تُصدِّقوني. مَنْ كانَ مِنَ اللهِ سَمِعَ كلامَ اللهِ. وما أنتُم مِنَ اللهِ، لذلِكَ لا تَسمَعونَ. فقالَ اليَهودُ أما نَحنُ على صَوابٍ إذا قُلنا إنَّكَ سامِريٌّ وفيكَ شَيطانٌ. فأجابَهُم يَسوعُ لا شَيطانَ فيَّ، ولكنِّي أُمَجِّدُ أبـي، وأنتُم تُحَقِّروني. أنا لا أطلُبُ مَجدًا لي. هُناكَ مَنْ يَطلُبُهُ لي ويَحكُمُ.”

التأمل:”فمَنْ مِنْكُم يَقدرُ أنْ يُثبِتَ عَلَيَّ خَطيئةً…”

كثيرون يتكلمون باسم الله ويدّعون أنهم لله، يقررون باسمه ويأمرون باسمه ويقاتلون في سبيله!!! لا بل يُنصّبون أنفسهم مكانه في الحلال والحرام في الموت والحياة في القياس والوزن واللون واللحن والسلوك القويم والغير قويم في المقبول والمرفوض…
وكأن الله بحاجة إلى من يتحزب له ويتكلم بلسانه أو يحكم بالنيابة عنه وهو متورط في الخطيئة حتى الاستشهاد.
شقّ يسوع طريق الإنسان إلى الله فعبّدها بسلوكه ودشّنها بدمائه. وترك لمن أراد من البشر العبور من الإنسانية إلى الألوهية خارطة الطريق وهي:
– التحرر من الخطيئة، أي الانتصار النهائي على الأنانية والانفتاح النهائي على الإنسان ومن ثم الله. (فمَنْ مِنْكُم يَقدرُ أنْ يُثبِتَ عَلَيَّ خَطيئةً) هذا هو التحدي الغير مستحيل.
– قول الحق، ليس إسقاطاً لاتهام ما بل الحفاظ على قول الحق ولو قادنا الى تثبيت الاتهام والحكم بالاعدام انتصاراً لقضية الإنسان كائناً من يكون.(وإذا كُنتُ أقولُ الحقَّ، فلِماذا لا تُصدِّقوني)
– سماع كلام الله وإلهاماته من خلال التجذر في الكتاب المقدس والالتزام بقضايا الانسانية التي سمرت على الصليب منذ ألفي سنة ولا تزال، منتظرة من يتطوع ليصعد الى جلجلة كل متألم في بقاع الارض ليكون الى جانبه مثل العذراء وليس متفرجا أو متشفيا مثل أئمة اليهود وأئمة هذا الزمن التعيس. (مَنْ كانَ مِنَ اللهِ سَمِعَ كلامَ اللهِ)
– العمل لمجد الله وليس للمجد الشخصي، فالإنسان العاقل لا يطلب المجد لذاته وبذاته، هذا المجد زائل حتماً لا يدوم طويلاً بل يتحطم على صخرة المبرياء…( أنا لا أطلُبُ مَجدًا لي)

من سار على طريق الرب سيجد من يتهمه بالخطيئة وعدم الصدق، لا بل عقد المؤامرات في حقه لتشويه سمعته وتسخيف التزامه لتسهيل اغتياله وإلغائه من الوجود لأنه يشكل عائقا أمام العبّاد المزيفون.
أعطنا يا رب روحك القدوس، إملأنا من حضورك ونحن سائرون على دربك، ملتزمون بقضية الانسان، طالبين مجدك منتظرين رؤية وجهك. آمين

أليتيا

عن ucip_Admin