أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | في المتحف الوطني… أول رسم للعذراء ومومياءات وأكبر مجموعة نواويس في العالم
في المتحف الوطني… أول رسم للعذراء ومومياءات وأكبر مجموعة نواويس في العالم

في المتحف الوطني… أول رسم للعذراء ومومياءات وأكبر مجموعة نواويس في العالم

اليوم الجمعة 7 تشرين الأول الجاري يكتمل عقد المتحف الوطني، ويفتح طبقاته الثلاث لاستقبال الجمهور، بعد أن يفتتح رئيس الحكومة تمام سلام، الطبقة السفلية المخصصة للفن الجنائزي في لبنان عبر العصور من مرحلة ما قبل التاريخ حتى الحقبة العثمانية، باحتفال رسمي يحضره وزير الثقافة ريمون عريجي ووزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني.

سنتان استغرقتهما أعمال التأهيل والتجديد التي طاولت الطبقة السفلية بالكامل منذ العام 2014، لتتكامل مع القاعة التي خصصت لجداريات صور المدفنية منذ العام 2011 بتمويل ايطالي. التجربة الناجحة تلك كانت ركيزة لتجديد التعاون بين وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار من جهة، و”مكتب التعاون الايطالي” من جهة، وتكلل بتمويل تأهيل الطبقة السفلية تقنيا وفنيا وماليا بهبة عينية من الحكومة الإيطالية بلغت مليوناً و200 ألف أورو.
في لقاء و”النهار” تتحدث حافظة المتحف والمشرفة على المشروع آن – ماري عفيش عن وجود 520 قطعة، بعضها نادر أو يعرض للمرة الأولى، معروضة في تصميم متحفي رائع وضعه المهندس الايطالي المعروف انطونيو جيامانتيس، وتعكس ثقافة الشعوب التي سكنت هذه البقعة من العالم وفنونها ومعتقداتها الجنائزية. تنوعت المعروضات بين نواويس وتماثيل ونصب وزجاجيات وفخاريات ومسلات رخامية وحجرية، وقطع ثمينة وفريدة بأشكال وأحجام وألوان متعددة ومختلفة الاستعمالات، ومن مواد عدة تراوح بين الحجر والفخار والحديد والعاج والنحاس والرخام، وتظهر العادات المدفنية التي كانت تتبعها الشعوب التي عاشت في هذه الأرض، راوية حياة إنسانها ومعتقداته وعاداته وتقاليده، على مدى العصور الممتدة من 100 ألف عام قبل الميلاد حتى اوائل القرن العشرين.

من مختلف العصور والمناطق
على مساحة 700 متر مربع، تتوزع المجموعات الأثرية بحسب التسلسل الزمني بدءاً من العصر الحجري القديم مرورا بعصور الحجر الوسيط، والحجر والنحاس، والحجر الحديث، والبرونز والحديد، الى الحقبة الهلنستية والرومانية، إلى العصور الوسطى وصولا حتى الحقبة العثمانية، عثر عليها في مدافن ومقابر وأماكن جنائزية في مواقع التنقيبات والحفريات الأثرية القديمة والحديثة في مختلف المناطق اللبنانية، بعضها من الخمسينيات وأيام المير موريس شهاب، وبعضها في التنقيبات الحديثة في 2012 و2014 ، أو تم سحبها من مستودعات مديرية الآثار وخضعت للترميم.
كل ما يدل على الفن الجنائزي موجود في هذه القاعة. أقدم المعروضات سن مكتشفة في نهر الكلب تعود الى 70 ألف عام لشاب في العشرين، وفك لشاب من كسار عقيل – انطلياس، وقبور معروضة مثلما وجدت في مكانها الأصلي في مغر الأحول في وادي قاديشا ويعود الى 15 ألف عام قبل الميلاد، وبعضها مرسوم هندسيا ويصور واقع المشهد، وجرار مدفنية ومنها لطفلة وأصبعها في فمها ومعها ادوات للاستعمال اليومي ، من الألف السادس قبل الميلاد.
وفي واجهة زجاجية بطول 7 امتار، فخاريات وجدت في مدافن من الحقبة الفينيقية الممتدة بين الألف الثاني و700 قبل الميلاد، ومجموعة من الجرار المدفنية من الألف الرابع قبل الميلاد اكتشفت في جبيل، ومجموعات اخرى من المتاع الجنائزي كانت توضع مع الميت في الجرة من حلى واقراط من الأحجار الكريمة وتعويذات. وتبين الأباريق من الحقبة الفينيقية بين 900 و800 قبل الميلاد المكتشفة في خلدة كيف تغيرت العادات المدفنية حيث لم يعد الفينيقيون يدفنون موتاهم، بل صاروا يحرقونهم ويضعون رمادهم في اباريق جنائزية.
النواويس الحجرية والرخامية والفخارية من الحقبتين الفينيقية والرومانية ومن الرصاص من الحقبة البيزنطية، تملأ المكان بضخامتها والنقوش التي تزينها ولا سيما ناووس السفينة الشراعية عند المدخل، الى جانب الشواهد المأتمية من مسلات ولوحات تذكارية من الحجر، وفي الواجهات الزجاجية مئات القطع والأدوات من المتاع الجنائزي التي وجدت داخل المقابر والنواويس والجرار المدفنية من عقود وأقراط من الذهب وأحجار كريمة وأباريق وصحون وقناديل زيت وتعاويذ معدنية وفخارية، اضافة الى مباخر برونزية منقوشة عليها مشاهد من حياة المسيح اكتشفت في موقع مرشحين في الهرمل.
من الحقبة البيزنطية تعرض واجهة رخامية لأحد المدافن اكتشفها المير موريس شهاب في صور، وعليها صليب من كل جهة، وفي الوسط رسم للسيدة العذراء، وكتابة تؤكد انه مدفن بروليوس ويعود الى العام 440 أي الحقبة البيزنطية، و”اللافت انه لم يعثر على رسم تصويري للعذراء قبل هذا التاريخ، ما يعني انه الرسم الأول لوجه العذراء المكتشف حتى اليوم في لبنان” على ما تؤكد عفيش.

نواويس ومومياءات تعرض للمرة الأولى
المشهد الأجمل في هذه الطبقة يكمن في “قاعة فورد” حيث تمتد اكبر مجموعة من النواويس المجسمة الرخامية والمعروضة، وهي الأكبر في العالم: 31 ناووسا في صف واحد، عرض سينوغرافي رائع ركيزته المرايا في السقف وعلى الجدران، ما يظهر تضاعف اعدادها. تعود هذه النواويس الى الحقبة الفينيقية ما بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد، واكتشفت جميعها في صيدا في القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، وكانت ملونة، وثمة عدد قليل منها معروض حالياً في متحفي اللوفر واسطنبول.
من الحقبة المملوكية ثياب مومياءات مغارة عاصي الحدث في حدث الجبة، وهي المرة الأولى في لبنان تعرض هذه المومياءات، “ومن اجل عدم جرح شعور أو إزعاج أحد، وضعت في قاعة محايدة بطريقة تحفظ الاحترام وكرامة الإنسان، ومن يريد أن يراها يدخل القاعة بكبسة زر” على ما توضح عفيش. هنا 8 مومياءات منها خمس لطفلات وفتيات وثلاث لنساء ناضجات، بينها مريم وصادقة، لا تزالان بحال جيدة والشعر وجزمات الجلد شاهدة، والطفلة ياسمين التي توفيت بعمر أربعة أشهر وكانت قربها رسالة يرجو كاتبها لها الشفاء من الحمى، وقد وجدها مكتشفو المغاور في العام 1989، ومعهن كل ما عثر عليه داخل مغارة عاصي الحدث في وادي قنوبين من قمح وعنب وجوز وورق غار وبصل وحتى معالق خشب ومشط، الى مخطوطات تحتوي على نصوص صلوات وتعاويذ وصكوك ملكية أخفاها الأهالي في المغارة التي لجأوا إليها هرباً من بطش المماليك خصوصاً في حملة سنة 1283. وقد تم ترميمها في سويسرا، وتعطي فكرة عن حياة الإنسان في جبل لبنان الشمالي وكيف كانوا يلبسون ويأكلون ويعيشون في القرون الوسطى.
يتضمن المعرض ايضا ستة ألواح تفسيرية تشرح الفن الجنائزي ومعتقدات هذه الشعوب، وخريطة تدل على مواقع الحفريات التي وجدت فيها القطع الجنائزية، و”باور بوينت” باللغات الثلاث، ووثائقياً قصيراً يروي مشهد حرق الأموات على شاطىء صور من إنتاج البعثة الاسبانية.
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).