أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | كنيستا مار الياس ومار جرجس تشهدان على حكاية بريح إعادة إعمارهما بدأت والترميم شمل 40 بيتاً
كنيستا مار الياس ومار جرجس تشهدان على حكاية بريح إعادة إعمارهما بدأت والترميم شمل 40 بيتاً
أعمال صب الأرض في كنيسة مار جرجس في بريح.

كنيستا مار الياس ومار جرجس تشهدان على حكاية بريح إعادة إعمارهما بدأت والترميم شمل 40 بيتاً

قبل 32 عاما بقي من كنيسة مار الياس في بريح، المذبح فقط. اما كنيسة مار جرجس فهدّمت بالكامل. اليوم، بدأت اعمال صب الباطون في الكنيستين وبدأ مسار العودة الذي لا يعوقه سوى مزيد من ارادة العيش في الجبل، ولا سيما عند المسيحيين.

هكذا، لم يفاجئ خبر صندوق المهجرين عن البدء بالمرحلة الاولى من اعادة اعمار كنيستي مار الياس ومار جرجس، أيا من أبناء بلدة بريح، مقيمين وعائدين. فرئيس الصندوق نقولا الهبر يشرف شخصيا منذ فترة على مسار العودة في تلك القرية الشوفية، وعدد كبير من اهلها بدأ يتجاوب مع فكرة العودة.
الهبر شدد على ان “العمل سيتواصل بوتيرة سريعة وفق دفتر الشروط الموضوع والمهلة الزمنيّة المحدّدة”، لافتا في بيان اصدره الى ان “المبالغ المرصودة لبناء الكنيستين متوافرة ومحجوزة، وتسدّد تباعاً وفق تقدّم مراحل العمل”، وتمنى تحويل الإعتماد المقرّر للصندوق والبالغ عشرة مليارات، في أقرب وقت ليتسنى للصندوق وضع الملفات المنجزة موضع التنفيذ.
هذه الجدّية في العمل لمسها اكثر من مرة عدد من ابناء بريح. يقول ابن البلدة كريم لحود الذي عمل طويلا على ملف العودة ضمن لجنة العائدين ان “العمل جار مثل الساعة في بريح، والصندوق كما وزارة المهجرين، يعملان على ترجمة العودة”.
حتى الآن، ووفق لحود، فإن نحو “40 مبنى رمّم او قيد الترميم في بريح”. يقول: “الاهم ان العمل لزّم في اعاد اعمار الكنيستين، وقد بوشرت الاعمال منذ فترة وبالتوازي بين الكنيستين. هذا الامر، يساعد اكثر على التشجيع على العودة”.

حكاية الكنيستين
زمن الماضي في بريح يختلف تماما عن الواقع. بالامس كانت تلك البلدة خارج اهتمام المسؤولين، الا في التصريحات. منذ 21 آب 1977 انتظر اهالي بريح. ودائما كانت كنيستا مار الياس ومار جرجس الشاهدتين على الاحداث، فما هي قصة بريح مع هاتين الكنيستين ومع رحلة العودة؟
ككل ضيعة، تختصر كنيسة البلدة الكثير من التاريخ، فكيف اذا كان تاريخ تهجير. فكنيسة مار الياس احتفظت فقط بمذبحها، وفي كنيسة مار جرجس وقعت مجزرة. محطات مفصلية عدة عاشها اهل بريح حتى حلّ عام 1982: عام التهجير النهائي.
حكاية بريح تلك لم يتخللّها الكثير من الجهد الرسمي. كان لا بد من الانتظار طويلا حتى 28 آب 2010. يومها، ومن قصر بيت الدين، رعى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط مصالحة بريح.
في هذا اليوم ايضا، اعلن جنبلاط ما كان يدركه جيدا، فهو ابن الجبل، قال: “نريد ان نعيش معاً. الى اين سنذهب؟ سنعيش معاً. اذا كنا نريد الافتراق، فالمستقبل لن يكون لكم ولا لنا. نضمحل ونتبخر، ومعاً بوحدتنا نعزز ما تبقى من وحدة الجبل. انتبهوا الى هذا جيداً. انسوا الماضي”.
لكن الماضي لا يُنسى بسهولة، والمفارقة ان “بيت الضيعة” في بريح كاد ان يختصر قصتها، لكونه التعدي الابرز، وليس الوحيد، الذي نتج من زمن التهجير. بعد ثلاثة اعوام، تغيرّت المعادلة. ففي 4 كانون الثاني 2013، اختار جنبلاط بكركي ليعلن ان “التعدي أُزيل من بريح”.
هكذا فعل العمل لمعالجة اشكالية “بيت الضيعة”. هذا البيت الذي شيّد عام 1991، اي بعد نهاية الحرب، على مسافة امتار من كنيسة مار جرجس، حيث كانت مدرسة بريح الرسمية، الى ان ازيل بالكامل.
مراحل عديدة عاشتها بريح قبل ان تتغيّر صورتها في 17 أيار 2014، قبل اسبوع من انتهاء ولاية الرئيس سليمان. صباح ذاك السبت، حضر سليمان وجنبلاط والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والوزيرة أليس شبطيني لرعاية آخر فصول مصالحة بريح. وضعوا الحجر الاساس لكنيستي مار الياس ومار جرجس، ورفعت لافتة “دار بريح” بدل “بيت الضيعة” في موقع جديد، بعدما أزيل البيت القديم.
خلال التهجير كان هدّم نحو 200 منزل. واليوم، مع الواقع الجديد لبلدة بريح، ينظر ابنها كريم لحود بتفاؤل الى المستقبل. يخبر “النهار” ان “ثمة قرارا عند المسيحيين بتفعيل العودة”، شاكرا للوزيرة شبطيني جهدها في سبيل اتمام المصالحة، ولافتا الى ان رئيس صندوق المهجرين يشرف شخصيا على اعمال ترميم الكنيستين وتسليم البيوت.
لكن لحود يتحدث عن مشكلة التعويضات التي لم تزد قيمتها على الـ30 مليون ليرة، على الرغم من المطالبات المتكررة، الا ان المبلغ بقي كما هو.
وبعد العودة ظهرت مشكلة عدد الطلبات، اذ كان الاتفاق بين لجنة العودة ووزارة المهجرين على ان يكون عددها نحو 1200 طلب، فيما تبيّن بعد العودة، ان العدد ارتفع الى 1800. يعلّق لحود: “لا نزال نعمل على حل هذه المسألة، وعلى جعل التعويضات تشمل الأصل وفرعين”.
حتى الآن تسلك الامور الاتجاه الصحيح، والمطلوب من المسيحي قبل اي كان، أن يقتنع بأن قرى الجبل له، ويمكنه العيش فيها، بمعزل عن اسطوانة “مقوّمات العيش”، لأن الحياة هناك لا تختلف عن الحياة هنا. والفراغ سرعان ما سيملأ يوما. عندها، لا يعود ينفع الندم!

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).