أختر اللغة
الرئيسية | مقالات | لاهوت الخلق القسم السادس بقلم عدي توما
لاهوت الخلق القسم السادس بقلم عدي توما
سرّ الله

لاهوت الخلق القسم السادس بقلم عدي توما

إنّ بينَ الخليقةِ والله إرتباطًا دائمًا، فالكائنات كلّها متعلّقةً بالله تعلّقها بمبدأ وجودها ومصدر كيانها. يقول اللاهوتي اللالماني فالتر كاسبر، إنّ عقيدة الخلق من العدمِ لم تكنْ سوى الصيغة السلبيّة للمقولة الإيجابيّة عن سيادة الله الشامل.

وهنا، وفي فترة آباءُ الكنيسة (قرن2-7م) تطوّرت فكرة الخلق من العدم “أي من لاشيء – من أجلِ لاشيء”، وأنّ لا وجودَ لايِّ حاجةٍ أو مصلحةٍ لله في خلقه للعالم وللإنسان سوى حبّه الخلاّق. لن نفهمَ أبعاد هذه الفكرة عند الاباء إلاّ إذا رأينا الأرضيّة التي نشأت فيها، إنّها أرضيّة هلينيّة – يونانيّة.. الخلقُ يُطرح كموضوع دفاعٍ ضد بعض الافكار السائدة في تلك الثقافة.

الاب الدكتور يوسف توما الدومنيكي يقول في دراسته عن لاهوت الخلق : “إنّ الموجود، هو حادثٌ يحدثْ، اللاهوت هو من يطرحُ هذا الطرح، أي أنّ التأريخ هو حقيقة لانّ كائنًا ما ساهمَ في جعله ممكنًا، ومن الناحية اللاهوتية نعتبرُ أنّ عمل الله الخلاّق، هو في أصلِ كلّ موجود وهذا العملُ هو موافقة الله الفعّالة (كارل بارث) ليكون الموجود”.. ويكملُ ويقول: “إنّ اللاهوت المسيحي يرفضُ أن يعتبر العدم مجرّد كلمةٍ سلبيّةٍ (غياب الوجود – او عكس الواقع) العدمُ قوّة تهديمٍ، فالعدمُ حقيقة واقعيّة، العدم قدرة الموت.

إذًا، العدميّةُ هي عدميّةَ فقدان الحياة والنعمة للإنسان مع الله النبع (نبعُ الوجود والكيان).. والله الخالقُ، هو تعبيرٌ قواعديٌَ فقط، لانّ كيان الله ليس الخالق أو الخلق وإنّما الأبوّة فقط، وبالأبوّة نحن أبناءٌ له. لذلك، يُذكر في سفر التكوين الاصحاح الأوّل عن إستباقِ خواء الأرض وفوضى العالم.. “وكانت الأرضُ خاليةً خاويةً… فخلق اللهُ …”، إنها الفوضى والتيه والضياع والصحراء والسلبيّة .. والله هو الكلمة والنور الذي يعيدُ نظام الأرض والكون الى جماله..”ليكن النور..”، النورُ الحقيقي هو الله، العقلُ الالهي والكلمة الأزليّة المخلِّصة والمُحرّرة من الدمار. ولهذا يرى العهد الجديد واللاهوت في المسيح يسوع، أنّه هو الخالق الحقيقي للإنسان ومعيدُ الأرض والكون الى نظامه وإستقراره وترتيبهِ.. لانّه صورة الله غير المنظورة، به خُلقَ الكلُّ ما في السماء وما في الأرض، وأنّه الحكمة التي خَلقتْ كلّ شيءٍ .

إنتهى

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).