أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | لماذا العجينة في الشجرة وشجرة التوت تعصي.عيد الغطاس-الدنح: العادات والتقاليد والناس لا تنام بانتظار “الدايم دايم”..
لماذا العجينة في الشجرة وشجرة التوت تعصي.عيد الغطاس-الدنح: العادات والتقاليد والناس لا تنام بانتظار “الدايم دايم”..
عيد الغطاس

لماذا العجينة في الشجرة وشجرة التوت تعصي.عيد الغطاس-الدنح: العادات والتقاليد والناس لا تنام بانتظار “الدايم دايم”..

يحتفل المسيحيون في السادس من كانون الثاني من  كل عام بعيد الغطاس وهو الاسم الشعبي المتداول بين المؤمنين لذكرى اعتماد السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان . وهو الحدث الذي ظهر المسيح للعالم علناً  ومن الأسماء التي تطلق على هذا الحدث التاريخــي عيد الظهور الإلهي ، عيد الغطاس لأن عملية التعميد تتم من خلال تغطيس الطفل بالماء ، وعيد الدنح كما يسميه الكلدان في العراق و الدِّنحُ كلمة سريانيّة، تعني الظهورَ والاعتلانَ والإشراق، تعبّر عن المعنى اللاهوتي الحقيقي لعيد الغطاس، عيد اعتماد الرّب يسوع في نهر الأردن من يوحنا المعمدان، وبدء ظهوره للعالم.

لُقبِّ يوحنا “بالمعمدان ” لأنه جاء “يكرز في البرية قائلاً :توبوا لأنه قد اقترب منكم ملكوت السماوات ” (مت 3: 1, 2) ، فكانت معموديته أساساً “معمودية للتوبة” (مت 3: 11، مرقس 1: 4، لو 3: 3، أع 13: 24، 19: 4) ، فكان من يعتمدون من يوحنا يعترفون بخطاياهم ويعبرون عن توبتهم لمغفرة الخطايا (مت 3: 6، مرقس 1: 5) .

وقد “جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه ، ولكنه يوحنا منعه قائلاً : أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلى؟ فأجابه يسوع وقال له :اسمح الآن ، لأنه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر . حينئذ سمح له . فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السموات قد إنفتحت ، فرأي روح الله نازلاً وآتياً عليه ، وصوت من السماء قائلاً : “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ” (مت 3: 13-17، مرقس 1: 9-11، لو 3: 21,22).

وعندما نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه قال : “هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم … وشهد يوحنا قائلاً : إني قد رأيت الروح نازلً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه . وأنا لم أكن أعرفه ، لكن الذي أرسلني بالماء ، ذاك (اله ) قال لي : “الذي تري الروح نازلاً ومستقراً غليه ، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس . وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله ” (يو 1: 29- 34) .

ويجد بعض المسيحيين -منذ العصور الأولي -صعوبة في معمودية الرب يسوع من يوحنا المعمدان ، ولكنها كانت -على الأقل – تعبيراً من المسيح عن تكريسة الكامل لمشيئة الله ، وكذلك تعبيراً عن تنازله ليجعل من نفسه واحداً مع شعبه أمام الله . وحالما صعد يسوع من الماء ، ونزل روح الله في هيئة منظورة ، واستقر عليه ، قال الآب من السماء: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت .

وتحتفل الكنائس التقليدية بعيدين يسميا عيد الظهور الألهي وهما عيد الغطاس وعيد عرس قانا الجليل، ولهم اسماء أخرى مثل عيد الغطاس أو عماد السيد المسيح وعيد عرس قانا الجليل .

لماذا يسميا سوياً أعياد الظهور الإلهي ؟

لأن فى كلا العيدين كان هناك استعلان لله المثلث الأقانيم الآب والابن والروح القدس

أ) فى الغطاس شهد الآب للابن وحل الروح القدس على شكل حمامة (الثالوث مُعلن) وفى عرس قانا الجليل أستعلن اللاهوت بتحويل الماء إلى خمر ( الله الخالق ) الذي بكلمة أو بإرادته تتحول المادة إلى مادة أخرى وكما أستعلن الله قديماً فى الجنة وسط أسرة هى أول أسرة آدم وحواء هكذا فى العهد الجديد أستعلن الله وسط أسرة هى العرس الذى بقانا الجليل.

ب) إستعلان المخلص الإبن الكلمة المتجسد وسط نهر الأردن كمخلص وسط الخطاه أو كطبيب وسط المرضى.

ج) وفى عرس قانا الجليل أجران التطهير تحولت إلى خمر ، والخمر هى مادة سر الافخارستيا تتحول إلى دم المسيح الذى يطهر من كل خطية .

واضح أنها أعياد فيها استعلان ، فيها ظهور ، فيها استعلان خلاص .استعلان القادر على الغفران من خلال معمودية التوبة فى نهر الأردن ، ومن خلال أجران ماء التطهير.

أقوال أباء الكنيسة بهذه المناسبة:

يوحنا ذهبى الفم ” إن عيد الظهور الإلهى هو من الأعياد الأولية عندنا ”

القديس أغريغوريوس والقديس أبيفانيوس يقولون أن هذا العيد هو قيم للبشر اجمع وبه نرى لاهوت المسيح جليا.

تفسير المعمودية
معمودية السيد المسيح لم تكن لولادته من الماء والروح لأنه الإبن الوحيد للآب بالطبيعة، فلم يكن نزوله في المعمودية لكي يولد من الماء والروح لكنه كان نازلًا من أجل المسحة لذلك سُمى بالمسيح، يسوع اسم الولادة والمسيح هذا اسم المسحة في المعمودية، ولكنها تأسيس لمعموديتنا نحن المؤمنين به، ففيما نال هو المسحة بالمعمودية أعطانا من خلالها الولادة من الماء والروح. لذلك يوحنا المعمدان قال للناس “وسطكم قائم التي لستم تعرفونه، هوذا حمل الله الذي يحمل خطية العالم كله” (يو 1: 26).

وقال “إنى قد رأيت الروح نازلًا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه، وأنا لم أكن أعرفه. لكن الذي أرسلنى لأعمد قال لى: الذي ترى الروح نازلًا ومستقرًا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. وأنا رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله” (يو 1: 33 – 34).

وهنا ربط بين معمودية السيد المسيح وحلول الروح القدس عليه وأنه يعمد بالروح  القدس. معنى هذا أن الروح القدس حل على السيد المسيح كبداية للعهد الجديد لكي يحل على المؤمنين عبر الولادة من الماء والروح ومن خلال سر الميرون سر المسحة المقدسة.

تحتفل الكنيسة بعيد الغطاس المجيد لما فيه من أحداث هامة وإعلانات إلهيه تخص خلاصنا.. ولعل أول كل هذا ظهور الله المثلث الاقانيم وقت عماد السيد المسيح.. لذلك يطلق علي هذا العيد (عيد الظهور الالهي).. فالاب ينادي قائلًا عن الرب يسوع وهو في الماء “هذا هو أبني الحبيب الذيبه سررت” (مت 3: 17)، بينما الروح القدس يحل في شكل حمامة مستقرًا علي السيد المسيح ليعلن أنه المخلص الذي أتي لخلاص العالم بصنع الفداء العجيب..

بهذه الشهادة التي قدمها القديس يوحنا المعمدان يكون قد أعلن عن المخلص الحقيقي الذي استعلن وسط البشر في الماء ليحمل خطايا العالم.. وكأن من نزل في الماء قد ترك خطاياه واغتسل منها.. بينما إذ نزل الابن الكلمة المتجسد في الماء وهو بلا خطية قد احتمل كل خطايا البشر.. هذا هو سر الخلاص المعلن في نهر الاردن..

+ لماذا يُحتفل به ليلًا؟

لقد كان مسيحيوا الشرق يحتفلون بعيدي الميلاد والغطاس طوال الثلاثة قرون الاولي.. وحيث أن الرب ولد ليلًا فكان الاحتفال بالعيدين معًا ليلًا. ولكن بعد اكتشاف موعد العماد منفصلًا عن موعد الميلاد، والتي جمعها تيطس الروماني، ونقلها من أورشليم إلي روما، جعلوهما عيدين يحتفلون بهما في موعدين مختلفين، ولكن ليلًا كعادتهم قبل فصل العيدين. وهكذا أخذ الغرب عن الشرق هذه العادة، وذلك من خلال الانفتاح الذي حدث.. كما شهد كاتيانوس.. “وكان الغربيون ولا يزالون يقيمون في هذا اليوم احتفالًا بسجود المجوس اللذين بواسطتهم أعلن المسيح ذاته للأمم” (راجع اتحاد الكنائس وجه 96.. عظات القديس أوغسطينوس).

ولقد كان المسيحيون القدماء يعمدون الموعوظين في هذا العيد.. ولا يزال بعض المؤمنين يعمدون أولادهم فيه أيضًا..

عيد الغطاس و سر القلقاس…!!

وفي مصر يعمد المؤمنون في عيد الغطاس على ملئ البيوت “بالقلقاس” وليس عبثاً في ذلك، يقول “القمص مرقس عزيز” نأكل هذا الطعام بالذات في عيد الغطاس، فهناك أطعمة كثيرة أشهي منه، لكننا في الحقيقة نأكل القلقاس لأنه يقربنا من معمودية المسيح، ففي القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أنهذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة، مغذية، ونحن من خلال الماء نتطهر من سموم الخطية كما يتطهر “القلقاس” من مادته السامة بواسطة الماء!

– والقلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعاماً، والمعمودية هي دفن أو! موت وقيامة مع المسيح، ولهذا يقول معلمنا بولس الرسول “مدفونين معه في المعمودية التي فهيا أقمتم أيضاً معه” (كو 2: 12) (رو 6: 4).

والقلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلابد أولاً من خلع القشرة الصلدة قبل أكله، ونحن في المعمودية نخلع ثياب الخطية لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة، لنصير أبناء الله.

عادات عيد الغطاس وتقاليده..

درجت العادات والتقاليد التي ورثها الآباء عن الأجداد عشية العيد، ان تهتم النسوةبإعداد حلويات العيد المتنوعة والخاصة بالمناسبة والتي تعتبر «بركة العيد».

توجد مأكولات خاصة في هذا العيد وهي: عوامة، زلابية، أصابع العروس قطايف. وهي من عجين مصنوع باشكال مختلفة ومقلي بالزيت ومحلى بالسكر. عندما نقلي العجين باشكاله المختلفة بالزيت فانه يغطس اولا ثم يعلو بشكله الجديد وهذه عبارة عن رموز الغطاس

وقديماً كان لليلة عيد الغطاس شأنا عظيما عند المسيحيين، حيث لا ينام الناس، إلى لحظة مرور «الدايم دايم» عند منتصف الليل، لمباركة المنازل ومن فيها، فتبقى مضاءة بالانوار والشبابيك مفتوحة ليدخلها « الدايم دايم »، كما تعمد سيدة البيت الى تعليق عجينة في الشجرة لكي يباركها وتختمر.

تبريك المياه
تقول الرواية، ان « الدايم دايم » أي السيد المسيح يأتي ليلا وتسجد له كل الاشجار باستثناء شجرة التوت لذلك يعتبر وقدها في المدفأة حلالاً وذلك لأنّه ينسب اليها الكبرياء فينتقمون منها بتكسير حطبها وإشعاله في تلك الليلة بنوع خاص. وفي اليوم التالي يجلب الناس زجاجات وأباريق المياه للصلاة عليها خلال قداس العيد والتبرك منها، عبر رش المنازل وشجرة ومغارة الميلاد، والحقول بالماء المقدس، لكي يطرح الرب البركة فيها.

وفي صباح العيد أيضاً يسارع الناس الى استبدال عبارة صباح الخير بعبارة (دايم دايم أخدت شطارتك) او (بسترنت عليك) وما زال معظم الأهالي في القرى خصوصاً يرددونها.

الزلابية في عيد الغطاس
وعن العادات والتقاليد في صنع حلوى الزلابية، يُرْوى ان القديس يوحنا المعمدان عندما جاء السيد المسيح ليعتمد على يديه في نهر الاردن، أشار اليه باصبعه وقال: «هذا هو حمل الله»، والزلابية تدل على شكل الاصبع، في حين يروى في السير الشعبية: «ليلة عيد الغطاس، مرّ السيد المسيح على امرأة فقيرة لا تملك شيئا لتأكله، دون ان تعلم من هو وسألها، ماذا تفعلين؟ قالت أعمل على قلي العجين الممزوج بالماء، لأطعم اولادي، وخلال الحوار بدأ العجين يكثر في الوعاء وفاض من كثرة اختماره… وكان الأهالي يقولون للبنات بأن تضعن عجينة غير مختمرة، على غصن شجرة، لكي يباركها « الدايم دايم» فالعجينة التي تضعها النساء على أغصان الاشجار ليباركها المسيح تصبح خميرة، يؤخذ منها جزء صغير فتخمّر كمية كبيرة من العجين.

وهنالك قصة أخرى تقول: «ليلة الغطاس مرّ السيد المسيح على امرأة فقيرة، وسألها ماذ تفعلين؟ فقالت اقلي العجين لاولادي لانهم جائعون، ولم يكن لديها طحين، فمزجت التراب مع الماء، فقال لها حسب قولك يكون، عندها تحول التراب الى عجين، واصبح زلابية؛ في حين مرّ على إمرأة أخرى وسألها السؤال نفسه، فخافت ان يأكل ما لديها لانها بخيلة، فقالت له أطبخ حصىً، وأجابها حسب قولك يكون، فتحول الطعام الى «بحص»، وفي ذلك دليل على الايمان ورمز الغطاس، لاننا نعتقد ان المسيح يبارك كل شيء في تلك الليلة التي تعتبر ليلة القدر.

تقاليد عيد الغطاس تراث يجب المحافظة عليه
قديماً كان لعيد الغطاس الاولوية على كل الاعياد الشتوية. فالغطاس يطوي الميلاد في ثناياه، ويختزل كما غير قليل من تراثنا غيرالمنقول. هذا التراث المحلي المغمّس برائحة جبالنا وثلوجها وشجرها ومياهها، كما بطرائق اطباقنا وقصصنا ومعتقداتنا الشعبية… وقد بتنا نخشى على هذا الارث من الضياع في ظل التراجع المستمر في اهمية هذا العيد الديني والشعبي، والذي نال اهمية كبرى في تراثنا الشعبي، نظراً الى ارتباطه بالمياه التي هي العنصر الاهم في حياة الناس في منطقتنا المتوسطية. فالمياه هي الحياة، ولا بشرية ولا حضارة من دونها، وهي شحيحة في عالمنا.

كل عيد غطاس وأنت بألف خير…. ودايم دايم أخدت شطارتكون

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).