أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | لماذا العنف ضد المرأة ؟
لماذا العنف ضد المرأة ؟
حقوق المرأة

لماذا العنف ضد المرأة ؟

انتشر العنف الأسري والعنف ضد المرأة في مجتمعنا العربي منذ زمن واستمر محاطاً بمبرّرات دينية واجتماعية، ولأنّ المرأة في مجتمعاتنا العربية مظلومة، واعتادت السكوت، ضاعت حقوقها في الدفاع عن نفسها، ولولا حركات التحرر ومنظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني لبقيت هذه الظاهرة بعيدة عن انظار العالم. إنّ المرأة في المجتمع هي النصف المظلوم والنصف الذي يبقى يعاني رغم كل ما تفعله النساء للتحرر. ولعل هذا الظلم لا يمارسه الرجال فحسب، بل النساء انفسهن. منهن يضطررن للخضوع والسكوت برضى. وبعضهنّ يتنازلن عن حقهن خوفاً من الفضائح والطلاق والاعراف الاجتماعية. ولو بحثنا في المجتمعات التي تعاني هذه الظاهرة سنجد لبنان بلد التحرر والانفتاح، في المرتبة الاولى، إذ أكثر من 54% من النساء في لبنان يتعرضن للعنف الأسري على يد الزوج أو الأب أو الأخ، وتكثر فيه جرائم القتل. وتأتي بعد ذلك دول المغرب العربي بنسبة 50% وتليها مصر بنسبة 49%والسعودية واليمن بنسب متقاربة . وفي العراق تكثر هذه الظاهرة في المحافظات الجنوبية والمناطق الشعبية، وخصوصاً جرائم القتل، ولكنها تحدث في الخفاء ولا نستطيع أن نكوّن نسبة مئوية نحصر فيها هذه الظاهرة، لأنّها ظاهرة مسكوت عنها. وهذا عدا ممارسات “داعش” في المحافظات التي تتولى حكمها، وفقرة جهاد النكاح التي تتبعها في العراق وسوريا وبيع القاصرات الى الخارج. والغريب أنّ المجتمع العربي منذ نهاية التسعينيات، وحتى الآن تزداد فيه نسبة الحجاب والنقاب و”الحركات الاسلامية”، ولكن مع ازدياد هذه الحركات تزداد مظاهر التحرش والاغتصاب والعنف ضد المرأة بشكل متوازٍ، وكأنّ المجتمع يرتقي فقط في الظاهر، ولكن يبقى الجوهر مرهوناً بتقاليد وأعراف اجتماعية تعتبر أنّ المرأة أقل مستوى من الرجل، وأنّ واجبه في المجتمع هو ضربها وتأديبها. إنّ أكثر ما يثير استغرابي هي تلك الفتاوى والأحكام الظالمة التي يطلق على المرأة مشايخ ليس لهم من الدين إلاّ الكلام، وعندما تراجع أفعالهم تجد لهم أخطاء لا تبرّرها الانسانية أبدا ً وتتعارض وكلامهم وأحكامهم. لماذا لا يقتدي المجتمع بالرسول الاعظم محمد وهو يقول “رفقاً بالقوارير”، أين الرفق؟ وأين حسن المعاملة؟ إنّ المرأة اليوم تتحمل اعباءً مظاعفة وتبذل قصارى جهدها لتعيش آمنة في هذا المجتمع، فهي عليها أن تكون زوجة صالحة حتى لا يعاقبها زوجها بالزواج من أخرى، وأماً حنوناً تراعي اطفالها وتنتبه الى ما يأكلون ويشربون ويدرسون ويصاحبون ويتفرجون، واذا أخطأ أحد ابنائها يحمّلها الزوج المسؤولية عن الخطأ وحدها، وتصير أماً غير مسؤولة، فيما هي امرأة عاملة تخدم المجتمع وتكافح في وظيفتها وتواجه ظلم من حولها وفسادهم، وعليها أن تتحمل ما تتعرض له من مضايقات في الشارع وفي العمل، ومن مسؤوليه، وعليها أن تكون الأب والأم عندما يغيب الرجل، وعندما يخطئ تتحمل هي نتيجة خطئه، وتبقى تسانده خوفاً منه . اتمنى من كل النساء أن يعين دورهن الفعال في المجتمع، ويفهمن أنهنّ يستطعن أن يعشن في سلام اذا ما ادركن حقوقهن، وأنّ المجتمع لا يكتمل إلاّ بوجودهن، والبيت لا يكون من دون ربة البيت.
ايناس محمد حسين
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).