أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | لِعَازَرُ وَالغَنِيُّ وَوَفَاءُ الكِلاَبِ بقلم القمص أثناسيوس چورچ
لِعَازَرُ وَالغَنِيُّ وَوَفَاءُ الكِلاَبِ بقلم القمص أثناسيوس چورچ
القمص أثناسيوس جورج

لِعَازَرُ وَالغَنِيُّ وَوَفَاءُ الكِلاَبِ بقلم القمص أثناسيوس چورچ

قصة يابانية مشهورة عن كلب وفي اسمه )هاتشيكو( صارت فيما بعد فيلمًا سينمائيًا Hachi : A dog’s tale، حين نشاهد قصته نحزن على حال البشر.. فقد اعتاد هذا الكلب على مرافقة صاحبه إلى محطة القطار يوميًا عند ذهابه إلى العمل؛ ثم ينتظره عند بابها وقت الرجوع؛ وبمرور الأيام أصبح انتظاره لصاحبه منظرًا يوميًا معتادًا لمسافري المحطة وزُوَّارها.

لكنه في يوم كئيب انتظر صاحبه فما عاد؛ لأنه رقد راحلاً إلى الدار الأبدية؛ لكن الكلب بقي هناك مترقبًا عودته وما برح مكانه؛ وهيهات أن يصرفه الناس بكل الوسائل؛ لا ليوم ولا لأسبوع بل لعشرة أعوام كاملة!!

وتحضرني هنا قصة وفاء الكلاب للعازر الفقير المسكين (لو ١٦ : ١٩) والمطروح مضروبًا بالقروح عند باب الغني المترف والمتنعم. كان هذا الفقير – أوهيكي oⲩϩⲏⲕⲓ باللغة القبطية – يشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني، بينما كانت الكلاب التي كان يتسلى بها هذا الغني، تأتي وتلحس قروح لعازر لتضمدها وترطبها وتهدئ حدة الألم. ولكون أيامه قد طالت أمام باب القصر؛ لذلك صارت بينه وبين كلاب الغني أُلفة وصداقة؛ فصاروا يمرِّضون جراحاته ويواسونه “يسلُّونه” وكأنهم يحتضنوه مشفقين عليه. وفي اليوم المحدد مات لعازر المسكين وحملته الملائكة إلى حضن أبينا إبراهيم؛ أمَّا الغني مات ودُفن لأنه بلا ذكر عند الله؛ إذ لم تسعفه أمواله ولا قصوره.

إنه درس تتبادل فيه السماء مع الأرض لأماكن وأوضاع معكوسة.. فإذا كانت الأوضاع تتغير هنا؛ يستحيل أن تتغير هناك!!! إنها صورة مجسمة لبؤس البشرية وأنانيتها واستعلائها، وأيضًا صورة مجسمة للوفاء؛ حتى ولو كان في أُلفة وترفق الحيوان… وهي أيضًا إنذار لنا كي نطفأ لهيب النار عنا، ونرحم بعضنا بعض، فلازلنا في زمن مقبول نقرر لأنفسنا المكان الذي سنرحل إليه، وليرحمنا الله كعظيم رحمته.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).