أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | مؤتمر عن الثقافة في لبنان: تحديات وآفاق والكلمات أكدت الحاجة الى ثقافة تبني ولا تفرق
مؤتمر عن الثقافة في لبنان: تحديات وآفاق والكلمات أكدت الحاجة الى ثقافة تبني ولا تفرق
مؤتمر عن الثقافة في لبنان: تحديات وآفاق والكلمات أكدت الحاجة الى ثقافة تبني ولا تفرق

مؤتمر عن الثقافة في لبنان: تحديات وآفاق والكلمات أكدت الحاجة الى ثقافة تبني ولا تفرق

نظم “التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتربية” و”حلقة الحوار الثقافي”، مؤتمرا بعنوان “الثقافة في لبنان: تحديات وآفاق”، في مقر الادارة المركزية للجامعة اللبنانية في المتحف، حضره الدكتور جورج سعادة ممثلا وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي، وأمين عام حلقة الحوار الثقافي الدكتور فرحان صالح.

النشيد الوطني، فكلمة تقديم للدكتورة جميلة حسين، ثم ألقت الدكتورة إلهام كلاب كلمة “حلقة الحوار الثقافي”، فقالت: “هو زمن التحولات والتحديات والمذاهب والعصبيات التي تطوق منطقتنا وتكاد تلغي كياناتها وتقتل انسانها وتطفىء ألقها الفكري والثقافي، وتعيدها متصدعة الى مرحلة ما قبل الحضارة، بينما ينحو العالم مسرعا الى مرحلة ما بعد الحداثة”، مشيرة الى “ان حلقة الحوار الثقافي أرست في تاريخها الممتد على اكثر من ربع قرن، موقعا ثقافيا بامتياز في تعزيز التنوع اللبناني الغني والحوار الخصب والحرية المقدسة والديموقراطية الحقة والمواطنة الراسخة وآفاق الثقافة الوسيعة”.

وأشارت الى ان “هذا المؤتمر سيتطرق الى ثلاثة محاور في مقاربة المفاهيم والمتغيرات في أفق العولمة والتعددية وفي صياغة المستقبل الثقافي:

-الاول: في تساؤلنا عن امكانية ثقافة الحوار والتسامح بين ادغال العصبيات واغلال الطوائف وعنف الارهاب وقلق المصير في ان تجوب آفاق التعددية وتحولات الانتماء والهوية وحرية الاختيار وحيوية الفضاء الاجتماعي التي تحمي حرية المبدع في صناعة الحياة والفرح. قد يكون للتربية ومؤسساتها وبرامجها، الدور الاساسي في انتشال الاجيال المقبلة، شرط سعيها الى تعزيز الفكر النقدي وتوق الحرية ومقاربة القضايا الانسانية الكبرى. وكلما شرعنا نوافذ الفكر على الافاق الانسانية، كلما ازددنا قدرة وشجاعة على تقبل الاختلاف، واتقان الحوار وتغذية المخيلة والابداع.

– الثاني: في ضبط المفاهيم والمقاربة المتجددة لمفهوم الثقافة ودورها والسعي لنموذج ادراكي معرفي عربي مع تحديات العولمة الثقافية التي تتسم بالتنوع واللامركزية والسرعة، سرعة التكون وسرعة السيولة وعدم انتظار المتخلفين. كيف تنعكس هذه المتغيرات الثقافية المعولمة، على الخصوصية اللبنانية في مجتمع متعدد يسعى جاهدا للحفاظ على رسالته في ثقافة الانفتاح والحرية والحوار، محاطا برياح العصبيات المهددة الواضحة والكامنة.

– الثالث: في المستقبل. وقالت: “نحن يستغرقنا إلحاح قضايا الحاضر، ويريحنا تقليب اوراق الماضي ويرهبنا توقع المستقبل. ولكن صورة المستقبل كما ترسمها حوسبة العالم مع تعاظم الاتصال بين البشر والشبكات الرقمية، وطريق المعلوماتية السريع، تشكل عالما كونيا افتراضيا من الدفق المعرفي ومن المكتبات والجامعات التي تحول سطح الارض الى فضاء نابض بالذكاء الكوني”.

اضافت: “يجتذب هذا العالم الجديد الشباب القادر على تطويع التقنيات، كما يصوغ وظائف ابداعية تخرج من عباءة الوظائف التقليدية وتعلي من شأن القدرة المعرفية والابداع”، مشيرة الى “ان شرط هذا الابداع هو المناخ الذي يسمح بحرية التفكير والرأي والشراكة في انتاج المعرفة، كما في دوام الاسئلة”.

وسألت: “كيف يواجه المثقفون سيناريوهات الافق الرقمي وصور المستقبل؟ وكيف نستطيع تقطير التراث من النماذج التقليدية ومن التدوير والتكرار، لتحويله الى موقع وحي وتفرد ومنصة ابتكار”.

واعلنت ان هذا المؤتمر هو مرحلة اولى من مؤتمر احتفالي كبير سيقوم بتنظيمه شريكنا في هذا المؤتمر، وهو “التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث”، برئاسة شخص معطاء، مبادر، محفز ومشجع للثقافة والتراث في كل بلدة من الوطن، ايمانا منه بالقيامة الدائمة للبنان هو الاستاذ انطوان ابو جودة. وسيسعى هذا المؤتمر المقبل في ربيع 2019 الى اظهار التجليات العملية للثقافة وتعابيرها في الادب والفنون والشعر والمسرح كنماذج ومحطات تراثية وابداعية، كاشحة لغيوم القلق، معبرة عن “واقع وآفاق النتاج الثقافي اللبناني المتميز”.

الحلبي
وتحدث المدير العام السابق في وزارتي التربية والثقافة الدكتور مطانيوس الحلبي عن حالة الثقافة اليوم، مشيرا الى “عدم تعافي المؤسسات الثقافية”. وقال: “ان الثقافة هي عمل الانسان الدائم، والمثقف هو ملح الارض”.

واكد “ان الثقافة اليوم لها الدور الابرز في اي حراك، في حين ان الايديولوجيات في القرن الماضي تمحورت حول السياسة والاقتصاد”. وقال: “لا عجب في ان تكون اليقظة الثقافة حاصلة اليوم في دول الجنوب والشمال، وهي من الاسباب الرئيسية للنزاعات لكنها ايضا السبب في حل النزاعات”.

وعلى الصعيد اللبناني، قال: “البعض جعلوا من ثقافة لبنان مشكلة لانه لم يتم ربطها بالديموقراطية والحوار”، مؤكدا “اننا بحاجة الى ثقافة تبني ولا تفرق”.

واعتبر “ان الطائفية حالة مرضية انفجرت في العام 75، ثم أتى نظام العولمة الذي خرب الخصوصيات الثقافية، وهو ما اعطى الطوائف خصوصيات ضيقة”.

ورأى ان من أبرز أسباب “فشل الثقافة في لبنان غياب مشروع وطني ثقافي جامع، وعدم ربطها بالتنمية وتضارب مصادرها”، مشيرا الى “تنوع هذه المصادر بين البيت والمدرسة والنادي، اضافة الى اغراقنا بالثنائيات لتسهيل اختراق ثقافتنا، وكذلك غياب ذاكرة ثقافية جامعة في لبنان”.

وقال: “اننا جماعات لا ننطلق من مخزون ثقافي جامع”، محملا الدولة “مسؤولية تقديم ورقة بالتعاون مع المثقفين تجمع على قاعدة التعدد لا على التعددية الثقافية”، داعيا الى “تنظيم اوضاعنا الثقافية على الارض لان لا خلاف حول الله”.

وتابع: “نحن شعب نعرف التكاذب، ولا نميز بين التكاذب والشطارة”، مشيرا الى غياب المشروع الثقافي.

ابو جودة
من جهته، اكد رئيس التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتربية انطوان ابو جودة “ان هذا المؤتمر هدفه خير الوطن”، وقال:” كلنا ايمان، وما المجتمعون اليوم الا لاجتماع خير، خصوصا وانه يتناسب مع عيد الاستقلال وجيشنا الباسل”.

ونوه بكل “من اعطى للبنان المجد”، داعيا الى “تحصين هذا الوطن باستراتيجية ثقافية لانها حصن آخر الى جانب الجيش اللبناني”.

وطالب “بتكريم خاص للفنان الراحل عاصي الرحباني”، منتقدا “عدم وجود ملف عنه في وزارة الثقافة، وكذلك الفنانين زكي ناصيف وسعيد عقل، مناشدا المعنيين الاهتمام بالامر”، لافتا الى “ان هناك جمعيات تستفيد على حساب جمعيات تحترم عملها”. ودعا الى عدم الاستسلام، وقال: “هذا هو سبب مؤتمرنا اليوم وشعارها “قم لأقوم معك” بهدف رسم استراتيجية ثقافية تليق ببلد العلم والنور”.

وطنية

عن ucip_Admin