أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | مؤسسة جبران تويني تحارب الاستسلام بنشاطات مسابقتا “صحافي العام” و “التصوير” مستمرتان في 2015
مؤسسة جبران تويني تحارب الاستسلام بنشاطات مسابقتا “صحافي العام” و “التصوير” مستمرتان في 2015
جبران التويني

مؤسسة جبران تويني تحارب الاستسلام بنشاطات مسابقتا “صحافي العام” و “التصوير” مستمرتان في 2015

في ظل الأجواء الملبدة التي تخيّم على المنطقة العربية والتي يتحمّل لبنان ارتداداتها السلبية، ترفض “مؤسسة جبران تويني” منطق الاستسلام وسياسة الموت، لا بالكلام فحسب، بل عبر النشاطات التي تقوم بها باستمرار.
في السنة 2014 ، نظّمت الجمعية أكثر من نشاط أبرزها مسابقة “صحافي العام” ومسابقة “التصوير”. وبعدما تلقت الجمعية سيلاً من المقالات والصور، أُعلنت عن اسماء الفائزين خلال الاحتفال الذي أقيم في قصر المؤتمرات والذي وزّعت فيه الجوائز في حضور نخبة من اهل السياسة والصحافة والاعلام والمجتمع.
مسابقة “صحافي العام” توجهت إلى تلامذة المدارس اللبنانية، الخاصة والرسمية، برعاية وزارة التربية والتعليم العالي بشخص الوزير الياس بو صعب. وتقاسم المرتبة الأولى في هذه المسابقة روي معوض من مدرسة “سيدة الجمهور”، وماريا سعد من مدرسة “مار يوسف – قرنة شهوان” عن مقالتها “السلاح الامضى”، علماً أن الجائزة سلّمت خلال الحفل إلى شخص واحد بعدما كانت المدرسة أبلغت الجمعية تعذّر حضور معوض. ونالت المرتبة الثانية ريما الاعور من مدرسة “العرفان” في صوفر عن مقالتها “وجه من أمتي” ، اما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب ريان مزهر من مدرسة “كرمل القديس يوسف” في الدامور عن مقاله “دولة الخلافة الرولكسية”.
أما مسابقة التصوير، فكانت موجهة لكل موهوب يرغب بالمشاركة بصورة عالية الجودة من دون اختيار موضوع محدد. تقاسم المرتبة الاولى كل من ساندرا فياض و يوسف دوغان.
قدّمت المؤسسة للرابحين خلال الاحتفال دروعاً تكريمية وجوائز مادية، سلّمها الوزير بو صعب للرابحين في مسابقة صحافي العام ، وسلّمها وزير الاعلام رمزي جريج للفائزين في مسابقة التصوير.
وتؤكد مؤسسة جبران تويني استمرارها في مختلف النشاطات الثقافية والتربوية التي التزمتها امام اللبنانيين و خصوصاً الشباب الذي أولاهم جبران تويني ثقته الكبيرة وشجعهم لبناء لبنان الغد، كما ستطلق المؤسسة المسابقتين من جديد للعام 2015.

* * *

أنا قلم جبران

رافقته مذ كان صغيراً متمرداً، رافقته مذ احاطت بي انامله الصغيرة برهبة محاولا كتابة حروفه الاولى. وكم من مرة أردت ان اختفي عندما كانت تؤنّبه المعلمة. كبر وكبرت معه وتطورت الى حبر يخطّ كل كلمة بجرأة الشاب الطموح، الشاب الذي احب الحياة حتى الثمالة، لكن حبه لي كان أقوى من الابناء والحياة والشمس والهواء. انه من سلالة تعشق القلم حتى الاستشهاد.
كبرنا معاً. في الحب، كنت أتلذّذ في ترجمة إحساس العاشق وفي أوقات الحزن، عندما كان القدر يضرب بيده أحباءه كان هو يتمسّك بي، يبوح لي عمّا في قلبه من حرقة لفقدهم وانا اتوجّع وأئنّ لأنينه، فتتساقط دموعه على كلماتي وتمحو بعضاً منها. لم يكن يحرّرني او يتخلى عني إلا ليتلمّس حبات مسبحته التي لا تفارق معصمه. يغوص في معانيها وقوتها فينخطف ليتخطّى حزنه ويتواصل مع أحبته الغائبين ثم يعود ليواصل مسيرته بايمان جارف مع الحاضرين.
هكذا مرّ الوقت حتى جاءت ايام أخذت بنا الى قدر ماضي في حدته وفي ثورته. قدرٌ كتبه بحبه للوطن وعشقه للحرية في زمن كانت قد كُمّت فيه الأفواه وشُلّت الأقلام.
وقفتُ شامخاً في يده يوم استشهد زميله، يحيط بنا أبناء “النهار” يودّعون الصديق الثائر. وعرفت حينها أننا نحن الأقلام النظيفة نكبر ونشتهر ونتيتّم في بلدٍ بعض صحفه خبيثة صفراء.
وفي المقلب الآخر كانت هناك أقلام تعبّر عن افكارها ونظرتها الى الوطن..
منها من كان ولاء حبره يتخطّى الحدود ليحطّ رحاله عند قوميّة كان يحلم بها منذ زمن. ومنها من اختار ان يحدد هوية البلد وفق انتماءاته وأفكاره وثقافته. وكانت هناك أقلام ايضاً لا ولاء لها ولا دين، يتغيّر حبرها مع كلّ ورقة خضراء تحصل عليها.
هذا هو لبنان ثقافات متنوعة، افكار متضاربة، سياسات متعددة تعبّر عنها المسيرات والمظاهرات والأقلام.. وهذه الميزة هي التي جعلت منه منبراً حراً ومنارةً مشعّة وسط بلاد نهارها ظلمات. لكن الصراع كان دائماً صراع فكر وكان الخصم خصماً فقط عند اختلاف وجهات النظر. فنحن قوم لا نتبارز بالسيف بل بالعلم والحضارة. نحن قوم ساهمنا في وضع شريعة حقوق الانسان.
هكذا اعتقدنا..
استشعرت الخطر، فحاولت ان امتنع عن جعل الحروف يلتئم بعضها بالبعض الآخر لكنّه كان أكثر عناداً مني، أكثر شجاعةً، فهمس في اذني:
“قف أبياً، حراً لأني لن أترك حبرك يجفّ حتى لو جفّ دمي..”
واقسمت معه قسماً هزّ لبنان، مسلمين ومسيحيين لكنه هزّ ايضاً الأحقاد وهزّ يد الغدر.
غادرني ويا للأسف!
انا اليوم على مكتبه وحيداً.. أقف منتصباً أبياً كما أرادني على مفرق الطريق حيث استشهد، أراقب المارّة وحافلات المدارس أنظر الى التلامذة علّني أجد في عيونهم بريق الشجاعة والعنفوان. علّني أراه في وجه احدهم على الاقل.
انتظرت طويلاً ولم املّ. فمن سيمسك بهذا القلم عليه أن يكون جديراً به. لا أحد سيأخذ مكانه فهو لطالما ابتعد عن الاستنساخ.. ولكن
أين أنتم يا شباب لبنان وشاباته؟ إن كنتم قد أبدعتم في الخارج فهذا لأن جيناتكم لبنانية.. وإن قررتم البقاء وخذلكم الوطن فانتفضوا، تمرّدوا ليس على الأسياد والزعماء بل تمرّدوا على أنفسكم الخنوعة ونخوتكم النائمة في سبات عميق.
أمسكوا أقلامكم.. اشطبوا ساستكم، حسّنوا دساتيركم وغيّروا قوانينكم.
إنتفضوا. انا قلم جبران تويني ولن يجفّ حبري كما وعدني الغالي.
أنا قلم جبران تويني أنتظركم. فلا تتأخروا!!!

روي معوض
مدرسة سيدة الجمهور

* * *

السلاح الأمضى

سلاح الانسان، الكلمة. رصاصه، الحرف. متى كتب، من المستحيل محوه. متى قيل، أصبح صاحبه ملتزماً به. من أصعب الاشياء التي قد يقوم بها الانسان هي محو الكلمة التي سبق وقالها.
الكلمة تعبر عن أفكار كاتبها، والكلمة قوة. متى تنظمت الافكار أكثر، أصبحت الكلمة أقوى ومن الصعب تخطيها. متى تجرأ شخصٍ وقال الكلمة، أصبحت كالقيود التي تكبل يديه فلا يستطيع انكارها أو التنكر لها.
الصحافة هي منبر الكلمة الحرة لكنها، ويا للأسف، في يومنا الحالي، مزيفة. الكلمة التي من المفترض أن تكون فخراً لقائلها، تصبح عند الصحافة مغطاة بكذبة، محبوسة خلف زنزانة تدعى “السياسة” فيكتب الصحافي بانياً اراءه ومعللها إرضاءً لطرف معين وليس إيماناً بها متجاهلاً رسالة الصحافة الاساسية المبنية أصلاً على الصدق والشفافية.
الصحافي الذي يحرر النصوص أو المقالات، لا بد أن يكون حراً خاصةً وإن كلمة محرر تجتزأ في قسم منها صفة حر. لكن مصير الصحافي الحر في بلدنا غالباً ما يكون مهدداً على مثال مصير شهيد الصحافة الكبير الاستاذ جبران غسان تويني وغيره من الصحافيين الاحرار الذين كانوا ضحية كلمتهم فقدموا حياتهم ثمناً لأرائهم ومواقفهم خافياً في الوقت نفسه على قاتليهم أن الكلمة الحرة أمضى وأقوى من طلق الرصاص. والحقيقة هي القنديل الذي ينير ظلمة هذا العالم، وهي باقية راسخة… وما عدا ذلك باطل، فكل شيءٍ يزول ويموت إلا الكلمة الحق فهي تتأكد وتتعزز مع الوقت وعلى مر الايام.

ماريا سعد
مدرسة مار يوسف قرنة شهوان

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).