أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | “مار الياس أنقذنا من مجزرة”…وتبقى “القاع” أمثولة في القيامة التي تولد من رحم الصليب!
“مار الياس أنقذنا من مجزرة”…وتبقى “القاع” أمثولة في القيامة التي تولد من رحم الصليب!
مار الياس الحي

“مار الياس أنقذنا من مجزرة”…وتبقى “القاع” أمثولة في القيامة التي تولد من رحم الصليب!

وحدها العناية الالهيّة أنقذت القاع من مجزرة ليل الاثنين بعد استشهاد القاعيين الخمسة فجر اليوم نفسه، هم الذين افتدوا البلدة ومعها الوطن مما حضّر له المجرمون الارهابيون. خمسة ابطال وقفوا كالأرز شامخين في وجه الارهاب، هم الذين ما هابوا الموت فواجهوه منتصرين وبلدتهم!
وفي كل بيت من منازل شهداء القاع قصة…منهم من رحل تاركا عائلات وأطفالا ومنهم من ترك خبريات ونجاحات وإنتظارات…ماذا جرى بالتفصيل وفق ما يرويه شهود عيان؟!
الانتحاري المربَك
تقول السيّدة ندين مطر واصفة ما جرى ليل الاثنين:”ذهب شباب القاع ليزّينوا الشوارع وأمام الكنيسة تحضيراً لمراسم الدفن التي كان من المقرر أن تجري بعد ظهر الثلثاء، فتقدّم انتحاري من وراء الكنيسة وفجّر نفسه في مكان قريب من الشباب المتجمّعين وكان عددهم قد خفّ مع تقدّم ساعات الليل ما أدّى الى سقوط عدد من الجرحى ولأنّ المواطنين تعلّموا مما حصل فجرا لم يتجمهروا بشكل كبير وبالفعل، حضر فورا الانتحاري الثاني الذي كما يبدو أنّه صغير السنّ ولا يملك الخبرة وبسبب الخوف قام بتفجير نفسه على الفور ما أدّى الى مقتله “.
مار الياس أنقذنا!
وتضيف مطر:”أمّا التفجير الثالث فحصل بعيدا عن الكنيسة بحوالى المئتي متر، تحديدا أمام بيت السيّد عيد مطر الذي لاحظ شخصا غريبا يقوم برمي قنبلة باتجاه المنزل وهدفه تجمهر الناس الا أنّ المفاجأة كانت أنّ القنبلة لم تنفجر وهذه هي قوّة مار الياس الذي نجّانا ومنع سقوط قتلى كما يقول أبناء القاع، فبعد ان رمى القنبلة منتظرا أن يفجّر نفسه أطلق الشباب، الذين يحرسون من على سطوح المنازل، النار باتجاه الانتحاري بعدما عاينوا ما يحصل فقتِل على الفور، والخبرية نفسها مع الانتحاري الرابع”.
وباختصار فان الجرحى الذين سقطوا هم جرّاء التفجير الانتحاري الاول اما الانتحاريون الثلاثة الآخرون فلم يقتلوا الا انفسهم.
أبناء القاع لم ييأسوا ولم يستسلموا بل على العكس فقد سعوا الى ان يحوّلوا مأساتهم الى مصدر قوّة، فخرجوا الى الشارع مواجهين الارهاب بثقة وشجاعة وقد برزت صور نساء عدّة يحملن السلاح.
والذين لم ينزلوا الى الشوارع التزموا منازلهم متسلّحين بالصلاة وتقول احدى نساء القاع:”خصّصنا يوم أمس للصلاة وجلست مع بناتي الثلاث نرفع الصلوات بشفاعة القديسة تريز”.
فرحة ليّوس لم تكتمل
وعن وضع الجرحى، تقول السيّدة مطر:”قمنا بجولة على عدد من جرحى انفجارات الاثنين، الوضع الكارثي هو ما حلّ بعائلة الشهيد جورج فارس، فزوجته “دنيا” بوضع حرج وتمّ نقلها من المستشفى اللبناني الفرنسي في زحلة الى بيروت لدقّة حالتها، وصهر العائلة واسمه جورج فارس أيضا مصاب، وهذه العائلة قريبة جدا منّا ونتقاسم الحلو والمرّ معا، وللعائلة بنتان احداهما متزوّجة والاخرى تدخل الجامعة العام المقبل”.
“ما أسهل خربان البيوت والى أين نحن ذاهبون؟” تقول إحدى النساء وتخبرنا عن الشهيد جوزف ليّوس بغصّة قائلة:”شارك بتخرّج ابنته الاسبوع الماضي عن الشهادة المتوسطة “وكانت الدني مش سايعتو”، وكان ينتظر نتيجة ابنه عن شهادة الثانوية العامّة ليقيم احتفالا كبيرا للاثنين معاً، وهذا ما لم يحصل اذ كان الارهاب اسرع”.
القاع التي أرجأت مراسم الدفن الى عصر الاربعاء، أرجأت في الوقت عينه احتفال “القربانة الاولى” الذي كان مقررا السبت المقبل، وإن كانت غارقة في الحزن والألم الا انها تبقى أمثولة في الحبّ حتى الموت…وفي القيامة التي تولد من رحم الصليب!
أليتيا

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).