أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | ما الإنسان حتى تفتقده؟ بقلم المطران جورج خضر
ما الإنسان حتى تفتقده؟ بقلم المطران جورج خضر
المطران جورج خضر

ما الإنسان حتى تفتقده؟ بقلم المطران جورج خضر

هناك من تشتاق كلامهم. تريد ان تسمعهم قبل ان يموتوا لإيمانك بأن ما يقولون فيه دائما حياة. هناك ناس كلامهم نزل عليهم. تفتقدهم حيثما حلّوا. أنت لا تعلم دائماً من أين يأتي كلامهم وهم لا يعلمون. هم كلام من ليس له فم بشري. كلامهم لا يخرج منهم إلا جرحاً لهم. هؤلاء وحدهم كلامهم لقاء. لأن الله ينطق فيهم بصمت.

عندما تكون الكلمة فقط حباً تصل. لذلك يمكن ان تتواصل أحياناً بصمت وفي الصراخ لا تتواصل. وفي الحقيقة إذا لم تصر أنت الآخر الذي تواصله لا تخرج منك كلمة. ليس الكلام دائماً في ما تقول. هو في ما تحب. واذا لم يكن الحب لا ينفع النطق. الكلام اذا كان عقلاً محضاً لا يصل. القلوب كثيراً ما كانت موصولة بلا كلام. “قل هو الله أحد”. أجل أدركتك وحدانيته بلا كلام ولكن الكلام يزيد قناعتك ويبلغ الآخرين.
“قل هو الله أحد. لم يلد ولم يولد”. أفهمها ان ليس مثله واحد ولا يليه أحد في المنزلة اذ ليس من منزلة. ولكونه أحداً أنت له وحده ويستحيل عليك الشرك. يستحيل ذلك لأن الله لا يقع تحت مقولة أي لا يقع العقل عليه وأنت مخطوف اليه وفي الانخطاف تفهم. هو الحب والحب هو الفهم ويأتي العقل معاونا.
ما همّك أن تقول كلامك الذي تظنه صادراً عنك؟ لماذا تحس أن كلام الله يملى عليك؟ من تكون حتى لا تقبل كلام حياة أفضل مما أنت تقول. دائما كان عندي مشكلة مع القائلين إن بينهم وبين الله عداء. الحوار بين متعادلين. أأنت لا تعرف أنك دون الله. وإذا تكلّم كبار المؤمنين عن حوار فلأنهم يريدون أن يعظموا الإنسان ويقنعوه بأنه شبيه بالله لكي يطمئن إذا كلّم الرب ان ربه لا يريد أن يسحقه. من قال هذا لا يعرف أن الحبيب يريد أن ينسحق.
الحبيب ليس له حضور إلا عند الحبيب. لذلك لا يحتاج إلى ان يتكلم. ولكن اللاهوت يسعف ضعفنا إذ لا يكفينا القلب أحيانا وربما حاجتنا أن نخرج من أنفسنا بالكلام. هذه مشكلة الروحانيين الكبار انهم يريدون أن يبلّغوا وهم يعرفون ان التبليغ الحقيقي يقوم به القلب.
صعوبة التواصل بين الروحانيين ان الكلام يخون وان الاتصال بالكلام. في أوج العلاقة بالروح لا تحتاج الا للروح ولكن هذا صعب في دنيا الكلام. هذه جدلية صعبة ان المحبة تصل بك إلى الكلام مع ان الكلام يخونها.
هذه هي الحقيقة والصعوبة معا ان الفكر لا بد له ان يصير جسدا أي كلمة مقولة ليصل. واذا وصل الكلام في عمقه يكون الحب ويعطل التعبير. هذه هي مشكلة الفصاحة انها تبطل القلب واذا بطل ماذا يبقى؟
ما الإنسان حتى تذكره وابن الإنسان حتى تفتقده؟ هذا السؤال المرفوع إلى الله رده الله عندما نزل إلى الإنسان بالتجسد، قال بهذا ان الله يجعله عديله بالحب. واذا فهمنا ان الحب من الله ماذا يحل بالحب عند الناكرين؟

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).