أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | ما هي السماوات ؟ السماء – السماوات بقلم عدي توما
ما هي السماوات ؟ السماء – السماوات بقلم عدي توما
السماء

ما هي السماوات ؟ السماء – السماوات بقلم عدي توما

مؤكّد أنّ السماء تختلفُ عن ” السماوات ” . عندما يقول يسوع ” ملكوت السماوات ” ، فهو لا يقصد ” السماء الفضائيّة ” من كواكب ونجوم وووو . كلّا

فيسوع ليس عالمًا في الكون بل ابن .

في نظرنا نحنُ ، السماء هي أوّلا الفضاء الذي يحيط بالأرض من كلّ جانبْ . فضلا عن هذا المعنى ، هناك أيضا حتى في استعمالنا اليوم معنى آخر . فنقول مثلا : إننا نشعر كأننا في السماء ، أو إنّ السماء هي على الأرض ، أو إن السماء قد أطبقت علينا .

في هذا المعنى الثاني ـ السماءُ هي ميدان جهادات الإنسان وآماله وأحلامه. هي كلّ ما يتجاوز المرئيّ والمحسوس والمعدود والمصنوع ، ومع ذلك ، يُنسَب إليه العرض والعلوّ والعمق ، ويُنظَر إليه في نظرة ٍ أو منظور ما . هذا ما يعنيه أيضا قانون الإيمان بقوله إنّ الله قد خلقَ مع الأرض ، أي ما يُرى ، عالَم ما لا يُرى . فالعالم هو إذن ، أكثر ممّا تعتبره الماديّة ، أكانت ماديّة نظريّة أم علميّة . فالماديّة تنكر علوّ الواقع وعمقه وغناه وملأه . فلا تفكر الماديّة وأصحاب العلوم إلا بالفضاء الخارجيّ وأعداد المجرّات والنظريات الرياضيّة .

لا ينكر الإيمان أبدًا ، ولا الكنيسة المقدّسة أنّ للعلم نظريّاته ومجاله الخاصّ ، وأنه يخدمُ الإيمان .. لكنْ ، العلوم المعاصرة المرتبطة بالإنسان (العلوم الإنسانيّة ) ، لا يمكن أن تقول لنا بالتفصيل أمورًا كثيرة جزيلة الفائدة . علم النفس وعلم الإجتماع المعاصران يستطيعان مساعدتنا على إزالة عوائق كثيرة في حياة الفرد وحياة الناس بعضهم مع بعض . غير أن الجواب عن المعنى الأخير للإنسان يتخطّى إمكانات هذه العلوم . فهناك ميادين من الواقع لا تدخل ضمن حدود مناهج العلوم . ومن الصعب عليها (أي العلوم) أن تعطينا أيّ شيء فيما يخصّ السماوات … ما السماوات ؟!

اللاهوتيّ رومانو غوارديني يقول : ألا تكونُ السماء إذن في أعالي الفضاء ؟ كلاّ ثمّ كلاّ ، فلا وجود للأعالي في الفضاء إلا في الفكر . وعلى كلّ ، فإننا لنشعر بأنّ لجهة المشار إليها إنما هي رمز لشيء آخر . إذ لو صعدنا إلى الشمس أو إلى النجمة سيريوس لما كنا في السماء الإنجيليّة أقرب منّا لو بقينا في الأرض …. السماء (وطبعًا المقصود السماوات ) هي باطنيّة قدس الله ، أو الله في باطنيّة وجوده ، كيفيّة وجوده تجاه ذاته ، التي هي بحدّ ذاتها ممتنعة عن كلّ خليقة ، ويسمّيها القديس بولس ” النور المتعذّر بلوغه ” 1 تيمو 6 : 16 .

ويقول البابا بنديكتوس السادس عشر : صورة السماء ، التي ترتبطُ بالرمز الطبيعيّ لما هو ” فوق ” ، في العلى ، هي الصورة التي يعبّر من خلالها التقليد المسيحيّ عن الإكتمال النهائيّ للوجود البشريّ من خلال المحبّة المكتملة التي ينزع إليها الإيمان . هذا الإكتمال ، بالنسبة إلى المسيحيّين ، ليس مجرّد موسيقى مستقبليّة ، بل هو عرضٌ لما يحدث في اللقاء مع المسيح ، وما هو منذ الآن حاضرٌ في هذا اللقاء بصورة أساسيّة .

ويقول أيضا … السماء هي واقع شخصيّ يبقى على الدوام متّسما بطابع أصله التاريخيّ في السرّ الفصحيّ ، سرّ موت يسوع وقيامته . السماءُ بحدّ ذاتها ، هي واقع ” أسختولوجيّ – أواخريّ ” ، إنها تفتّح لما هو نهائيّ وما هو مختلف تمامًا . إنها تنالُ طابعها النهائيّ الخاصّ من نهائيّة محبّة الله المطلقة والتي لا انقسام فيها . فمن انفتاح تاريخ جسد المسيح ، الذي لا يزالُ في طور الإكتمال ، وتاريخ الخليقة كلّها ، يأتي انفتاحها على ملء اليوم الأخير . ولن تكتمل السماء كلّيا إلا عندما يجتمع كل اعضاء جسد الربّ .
السماوات ، هي الحياة مع الاب والابن والروح القدس ، أي مع الثالوث القدّوس

أعيشُ سمائي ، بأن أضعُ ذاتي كلّها ، من دون خوف ولا تردّد ، بين ذراعي أب ٍ حنون رحوم ، أعرف بإنه لن يخذلني لإن وعوده صادقة . إنها الثقة البنويّة بالله … بين يديه أستودع كلّ شيء

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).