أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جولة المباحثات الخامسة حول الاتفاق العالمي للهجرة
مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جولة المباحثات الخامسة حول الاتفاق العالمي للهجرة
مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا

مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جولة المباحثات الخامسة حول الاتفاق العالمي للهجرة

تستمر المباحثات في إطار الأمم المتحدة لمناقشة مسودة الاتفاق العالمي حول هجرة آمنة ومنظمة وشرعية، وبدأت في 4 حزيران يونيو الجاري في نيويورك جولة المباحثات الخامسة بمشاركة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا. وتحدث في مداخلته أمس عن تعلم المجتمع الدولي من الخبرة أن هجرة آمنة ومنظمة وشرعية تقوم على الحق السيادي للدول في تحديد سياسات الهجرة من جهة، وعلى سياسات محورها الشخص البشري تعزز كرامة كل مهاجر وحقوقه الإنسانية من جهة أخرى. وأضاف المراقب الدائم أن مسودة الاتفاق قد أثبتت أن هاذين المبدأين ليسا في تناقض فيما بينهما بل هما متكاملان ويشكلان على الصعيد الدولي الأساس لسياسة هجرة فعالة.

وتابع رئيس الأساقفة مشِيدا بالجهود من أجل التوصل إلى نص للمسودة يعكس كون الاتفاق العالمي غير ملزِّم قانونيا، وفي الوقت عينه ضرورة وضع إطار قانوني شامل لأفضل التطبيقات وسياسات الهجرة. أعرب من جهة أخرى عن تقدير بعثة الكرسي الرسولي للجهود الساعية إلى تقليص الفجوة في مسودة الاتفاق السابقة فيما يتعلق بحماية المهاجرين، وحيا بشكل خاص إضافة مبدأ عدم الإعادة القسرية للمهاجرين، وتبني حلول عملية لمواجهة حركة الانتقال الناتجة عن كوارث مفاجئة، وأيضا إدراج قائمة واضحة بالخدمات التي على الدول توفيرها، إضافة إلى عدد من الإشارات المحددة إلى خير الأطفال ووحدة العائلات، وإلى عمل المنظمات القائمة على مبادئ دينية وحماية المهاجرين الأكثر ضعفا. ومن الخطوات الإيجابية الأخرى التي أشار إليها مراقب الكرسي الرسولي الدائم توصل نص المسودة إلى التوزازن المنشود في اللغة المستخدمة خلال الحديث عن إعادة المهاجرين أو إيقافهم وعن التعاون الدولي.

أراد رئيس الأساقفة أوزا بعد ذلك لفت الأنظار إلى عدد من القضايا التي تثير مخاوف بعثة الكرسي الرسولي، فتحدث عن مطلب كرره منذ انطلاق المباحثات ألا وهو عدم إدراج وثائق غير متفَّق عليها دوليا ولا تحظى بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، مثل إطار منظمة الصحة العالمية الخاص بالأولويات والمبادئ الموجِّهة لتعزيز صحة اللاجئين والمهاجرين. وأضاف المراقب الدائم أن غياب تأمل دولي حول هذه الوثيقة قد أسفر عن تضمنها اقتراحات مثيرة للنقاش، وكرر بالتالي الدعوة إلى عدم إدراج وثائق غير متفَّق عليها عالميا في مسودة الاتفاق العالمي حول الهجرة، خاصة وأن المسودة تحتوي على بنود تستبعد عمليا ما تدعو إليه بعض هذه الوثائق.

ثم ختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحد مؤكدا مواصلة العمل البنّاء من أجل التوصل إلى نص متفَّق عليه، يستجيب لمخاوف الوفود ويعزز كرامة جميع المهاجرين بغض النظر عن وضعهم القانوني.

هذا وتجدر الإشارة إلى مشاركة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا في لقاء نُظم بعد ظهر أمس على هامش المباحثات، موضوعه عمل المنظمات القائمة على مبادئ دينية في مجال حماية ودمج المهاجرين الذين يعيشون في أوضاع هشة. وأعرب في بداية مداخلته عن الرضا أمام الإشارة إلى المنظمات دينية المبادئ في المسودة الثانية للاتفاق العالمي، والتي تنص على التزام المجتمع الدولي بتطبيق الاتفاق بالتعاون والشراكة مع منظمات مختلفة من بينها تلك الدينية أو دينية المبادئ. ثم تحدث المراقب الدائم عن عمل هذه المنظمات فشدد على وجودها في جميع مراحل رحلة الهجرة لتملأ غالبا الفراغ فيما يتعلق بالخدمات التي تعجز الحكومات، وأيضا ممثلو المجتمع المدني الآخرون، عن ملئه أو لا تملك هذه الأطراف الإرادة في ذلك. وأضاف أن هذه المنظمات هي على الخطوط الأمامية في مجال حماية الحقوق الإنسانية للمهاجرين وكرامتهم، وفي توفير الطعام والمأوى، التعليم والدعم الطبي والنفسي. ثم أشار رئيس الأساقفة أوزا إلى الأسباب الكثيرة التي تجعل هذه المنظمات فعالة في العناية بملايين الأشخاص المتنقلين، فتحدث عن حضورها الراسخ على الصعيد العالمي وتوحيدها بين البرامج المحلية والمساعدات الدولية، إلى جانب ثقة المهاجرين في المؤسسات الدينية، وقال إنهم وقبل الحصول على خدمات من الحكومات يلجؤون إلى الكنائس أو المؤسسات التابعة لدياناتهم. نقطة أخرى هي ثقة واحترام الحكومات لهذه المنظمات، ويأتي بعد ذلك تمتع هذه المنظمات بصوت قوي دفاعا عن كرامة وحقوق المهاجرين، وأيضا بشبكة كبيرة من المتطوعين. هذا وأشار رئيس الأساقفة في مداخلته إلى أن المنظمات القائمة على مبادئ دينية تنفذ بالفعل ما يدعو إليه البابا فرنسيس من استقبال وحماية وتعزيز ودمج للمهاجرين واللاجئين.

وختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة معربا عن ثقته في رغبة هذه المنظمات التعاون والشراكة مع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني من أجل توفير الخدمات ومساعدة الأشخاص المتنقلين، وبشكل خاص الأكثر ضعفا.

اذاعة الفاتيكان

عن ucip_Admin