أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | مطر أطلق إحتفالات معاهد الحكمة في ذكرى تأسيسها: كونوا خداما صالحين لوطنكم وأهل مسؤولية وإنتاج
مطر أطلق إحتفالات معاهد الحكمة في ذكرى تأسيسها: كونوا خداما صالحين لوطنكم وأهل مسؤولية وإنتاج
المطران بولس مطر

مطر أطلق إحتفالات معاهد الحكمة في ذكرى تأسيسها: كونوا خداما صالحين لوطنكم وأهل مسؤولية وإنتاج

أطلق رئيس أساقفة بيروت للموارنة ولي “الحكمة” المطران بولس مطر مع رئيس معاهد الحكمة الفنية العالية في الأشرفية وعين الرمانة الخوري جان بول أبو غزاله وطالباتها وطلابها وهيئاتها الإدارية والتعليمية، إحتفالات المعاهد في ذكرى 30 سنة على تأسيسها. وصلوا معا في كاتدرائية مار جرجس في بيروت، على نية التعليم المهني في الحكمة ولبنان.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة توجيهية جاء فيها:
“تعودنا في كل سنة، أن نلتقي في هذه الكنيسة المباركة- الكاتدرائية، وإني أشكر الله عليكم، أيها الأحباء، لأنكم تكملون حياة مدرسة كان لي الفرحة شخصيا بتأسيسها، يوم كنت رئيسا لمدرسة الحكمة في بيروت وكان ذلك منذ ثلاثين عاما. وهذا يعني أنكم ستعيدون هذه السنة مرور ثلاثين عاما على تأسيس معهد الحكمة الفني في الأشرفية، كما نعيد معكم مرور خمسين سنة على تأسيس مدرسة الحكمة مار مارون في جديدة المتن و140 سنة على تأسيس الحكمة الأولى مدرسة وجامعة في بيروت، سنة 1875، أي أننا أمام أفراح متعددة، نشكر الله عليها. الألوف مروا في الحكمة وتحضروا للحياة وكانوا في البلاد أهل فكر وسياسة وزعامة وعلم وفضيلة ووطنية، مما نجحوا في كل مجال من مجالات الحياة في الأدب والفكر والشعر والسياسة والخدمات والمصالح الخاصة لخدمة الجماعات”.

اضاف: “كل هذا بدأ بإلهام من المثلث الرحمات المطران يوسف الدبس المؤسس الذي بنى الحكمة في الأشرفية وبنى كاتدرائية مار جرجس في بيروت. هذه الكنيسة دشنت أيضا سنة 1894، أي منذ 120 سنة. وقد جددناها بعد الحرب، حيث كانت بلا سقف ولا جدران ولا أرض، علامة لقيامة لبنان وقيامة بيروت إلى حياة جديدة. ولذلك نصلي على الدوام لتستقر الحياة في لبنان ويبعد الله عنا شبح الحروب، وأن نبني مستقبلنا من جديد وأن نكون مثلا صالحا لكل المنطقة بالعيش الواحد والمحبة والإحترام المتبادل ولقبول أحدنا الآخر، وفي الإستعداد لكل خدمة في كل مجال من مجالات الحياة. وأنتم اليوم، تستعدون أيها الأبناء، أبناء الحكمة الأحباء لتكونوا خداما صالحين لوطنكم وأهل مسؤولية وإنتاج. المدارس المهنية لها دورها الكبير في تطور الشعوب وحياتها، لأن الحياة هي فكر وعمل، هي أياد تنتج. كل هذه الأمور يجب أن نضعها في الحسبان، لأننا نريد أن نكون شعبا منتجا، شعبا قادرا على أن يخدم كل الشعوب. ولذلك، إن الإختصاصات المهنية هي عصب التقدم في الإقتصاد والعالم الإجتماعي. لذا أطلب منكم أن تأخذوا على محمل الجد، كل الدروس التي تأخذونها، بدءا من التعليم الديني الذي يلهم القلب ويعلم الصلاة والتوكل على الله، لأننا لا نستطيع من دون الله أن نعمل شيئا. ربنا يسوع المسيح قال لرسله: من دوني لا تستطيعون أن تعملوا شيئا. وقال للمؤمنين: أنتم أغصان مزروعة في الكرمة التي هي أنا، أثبتوا في وأنا فيكم، الغصن الذي يثبت في الكرمة يأخذ حياة من الكرمة ويعطي ثمرا. الغصن الذي يقطع من الكرمة ييبس ويحترق”.

وتابع: “أصلي معكم إلى الله لتكونوا ثابتين في كرمة الرب يسوع المسيح، أن تأخذوا منه النعمة والقدرة والعون من أجل حياتكم لتكون حياة مباركة وموفقة. كونوا مع الله الذي هو دائما معكم. ولا تنسوا أن شعار الحكمة منذ 140 سنة، وأنتم أبناء أعزاء فيها: رأس الحكمة مخافة الله. الذي يخاف الله، لا يخيف أحدا. ولكن الذي لا يخاف الله يخيف الآخرين. الذي يصلي، لا يخيف أحدا، لأنه يحب الله. أما الذي لا يصلي، فيخيف الآخرين لأننا لا نعرف كيف يمكن أن يتصرف، وما هي الأمور التي تسيره. لذلك عليكم أن تكونوا على علاقة مع الله أولا وأخيرا، خالقكم وربكم، معطيكم الحياة وكل الوزنات لتتاجروا بها وتربحوا. لا تنسوا أنكم مسؤولون أمام الله عن كل موهبة تعطى لكم، أن تسخروها في خدمة المجتمع وخدمة الناس، ولا تكونوا من الكسالى الذين يدفنون مواهبهم تحت الأرض ويمحونها. هذا موقف أساس في حياتكم، يا إخوتي”.

وقال المطران مطر: “الإنسان ينشأ أولا على معرفة الله ومعرفة ذاته وعلى القيم الإنسانية، قيم الحق وقيم المساواة وقيم الحرية المسؤولة وقيم الكرامة. كل هذه الأمور يجب أن تأخذونها في الإعتبار، وبعد ذلك تستطيعون أن تكونوا أهل هندسة وأهل حسابات وأهل ترتيب لكل شأن من شؤون الدنيا. فإني أطلب منكم أن تضعوا الأمور في نصابها، وتعرفوا ما هي الأولويات في الحياة. وكونوا أهل محبة وأهل عطاء وأهل خير. وإذا حملتم مسؤوليات، تحملونها بجد وفرح. اليوم مسؤولية المدرسة، غدا مسؤولية العمل والعائلة ومسؤولية تجاه الوطن والمواطنين. كونوا نسمة خير من حولكم وازرعوا الفرح ولا تسببوا حزنا لأحد من الناس. كونوا واسعي القلوب والعقول، تحتملون وتسامحون بعضكم بعضا. هكذا ربيتم وتتربون في الحكمة أيها الإخوة والأبناء الأحباء.
الحكمة هي موقف في الحياة، موقف فيه عقل وشجاعة. لا عقل من دون شجاعة، لكي لا يكون العقل عاجزا، ولا شجاعة من دون عقل، كي لا تكون الشجاعة تهورا. إربطوا العقل بالشجاعة لتأخذوا الطريق الصحيح في الحياة”.

وختم: “أتمنى لكم سنة مباركة ملؤها الخير، وأن يكون هذا العام الدراسي 2014-2015 عام بركة عليكم جميعا تعدون فيه نفوسكم للمستقبل وأن يكون مستقبلا زاهرا بنعمة الله وقوته. هكذا أتمنى لكم ولحضرة الأب الرئيس الخوري جان بول أبو غزاله والآباء والمعلمات والمعلمين. أتمنى لأهلكم الخير، وإن شاء الله أن تكون السنة الجديدة مصدر رجاء للعالم لتنكسر الحروب وتنكفىء، ويأتي سلام الله إلى جميع القلوب”.

أبو غزاله
في ختام القداس، ألقى أبو غزاله كلمة شكر فيها المطران مطر على “دعمه المستمر للتعليم المهني والتقني في الحكمة وفي لبنان، لأنه يرى فيه صونا للمجتمعات وتقدما لها”. وتمنى “أن تكون الإحتفالات اليوبيلية التي انطلقت برعاية وبركة ولي الحكمة، حافزا لنجاحات جديدة للحكمة التي آمنت وما زالت تؤمن بالتعليم المهني وتتمسك به على الرغم من كل التحديات والصعوبات التي تواجهه في لبنان”.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).