أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | مواهب الروح القدس السبع: موهبة مخافة الله
مواهب الروح القدس السبع: موهبة مخافة الله
الروح القدس

مواهب الروح القدس السبع: موهبة مخافة الله

الحياة المسيحيّة هي مساكنة الله الشخصيّة للنفس التي تضيفه . وتتحقّق هذه المساكنة بواسطة النعمة التي تجعل الإنسان من أبناء الله . فكلّ من هو حاصل على نعمة الله (النعمة المبرّرة والمقـــــدِّسة ) يجدُ الله ساكنا في قرارة نفسه ، ضيفا داخليّا ، وصديقا أليفا يولي مضيفَه حياة ً صميميّة كلّها سعادة .

يقول كتاب المزامير : ” رأسُ الحكمة مخافة الله ” (مز 110 : 10) . ليست المخافة مخافة الطفل أمام منظر مرعب ، بل هي مخافة الرهبة والإحترام والوقار أمام سيّد حياتي . إحترامه وخشيته بحبّ وحريّة . هذه العبارة ” مخافة الله ” برد وجليد على قلوبنا . نحبّ أن نتكلّم عن محبّة الله ، لا عن مخافته ، ونحنُ على صواب . بيد أنّ هنالك مخافة ً ليس بوسعنا أن نستنكرها .

المخافة هي موهبةٌ من الروح القدس . كما ذكرنا أعلاه ، المخافة على أنواع . فهناك مخافة لا تعني إلاّ الخوف ، والخوف بين الأميال الإنسانيّة ميل غير شريف وبشريّ محض . وهناك خوف الخدّام والعبيد . فإذا كان هذا الخوف هو الدافعَ الوحيد لأفعالنا أفسدها . تلك حالة مَن لا يخدم الله إلا خوفا من دينونته ومن جهنّم . فيقول : لو لم تكن ثمّة جهنّم ، لسلكتُ في حياتي سلوكـــًا آخر . هذا الخوف الخاصّ بالعبيد ردئ ، وقادر أن يولّد فينا خطايا كثيرة . وهناك أنواع أخرى من الخوف ، وهو خوف الأبناء من آباء قاسين . وخوف العامل أمام مديره في الشركة إن هو فعلَ أمر خاطئ .

ومن مفاعيل موهبة المخافة .. إنّ النفس الخاضعة لفعل الروح القدس بواسطة موهبة مخافة الله ، تستسلم له تعالى إستسلامًا مطلقا ، وتضع ذاتها كاملة ً بين يديه وفي تصرّفه ، فتقول : ” خذني ، استولي عليّ ، فإنّي لكَ . واضبطني لكي لا أستطيع أن أنفصل عنك . هذا التسليم ، وبذل كياننا ونشاطنا بين يديع تعالى ليستولي علينا هو مفعول موهبة المخافة المباشر .

من ميّزات سياسة الروح القدس الخاصّة في قيادتنا أنه يستخدم مواهبه ليجعل منّا أدوات ٍ بين يديه . ويُسلِسُ قيادنا هو نفسه بواسطة إلهاماته . فموهبة مخافة الله هي الموهبة الآولى في نظام كمال النفس ، لذلك يقال : ” إنّ رأس الحكمة هو مخافة الله ” . كما أنّ الصانع لا يستطيع أن يعمل شيئا ما لم يكن بيده أداةٌ يستخدمها لتحقيق فكرته ، كذلك الروح القدس يستولي علينا بواسطة مواهبه قبل أن يعمل فينا بواسطة إلهاماته .

يعلّمنا القديس توما الأكوينيّ أنّ موهبة مخافة الله مَعوانٌ لفضيلة القناعة . فإن الذين يخافون الله حقا مخافة بنويّة ، إذ يرون في جسدهم ينبوعا دائم الفوران للخطايا التي يرتكبونها ، يُمسونَ لذلك قنوعين ، قشفين ، متواضعين . متى قبلت النفس موهبة المخافة هذه ، ورهبت الإنفصال عن الله ، وألقت بذاتها بين يديه ، فلا يدعها تفلتُ منه ، ويتصرّف بها كما يشاء ؛ متى أخذت تهرب من الخطيئة ومن جميع أسبابها ، فقد دخلت في حالة النفوس الخاشية .

لا بدّ لنا أن نشتري الأبديّة بإيماننا . بيد أنّ هنالك ساعات ٍ نستطيع فيها أن نخرق الحجُب ونشعر بعذوبته وندخل معه في ألفة صميميّة . فلنزدد إذن إتحادًا بالله فنصيرَ واحدًا مع الروح القدس .

بقلم عدي توما / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).